تعددت أسباب الأزمة الدولية وعادة تكون على شكل ظواهر لحالة أساسية واحدة هي مساسها بالأمن القومي والمصالح الحيوية نذكر منها:

<!--تحدث من أجل الموارد: قد تنشأ الأزمات الدولية نتيجة المنافسة على الموارد الطبيعية المحدودة مثل المياه والغذاء والمراعي. عندما تكون هذه الموارد نادرة ومهمة للحفاظ على الأمن القومي وازدهار الشعوب، يمكن أن يتصاعد التوتر بين الدول بسبب السعي للحصول على هذه الموارد.

<!--الصراعات التوسعية والأيديولوجية: يمكن أن تنشأ الأزمات نتيجة الصراعات التوسعية حيث تسعى دولة معينة للتمدد الإقليمي أو امتداد نفوذها على حساب دول أخرى. الأيديولوجيات والمبادئ المختلفة يمكن أن تتسبب في تصاعد التوترات بين الدول، خاصةً عندما تنطوي على اختلافات كبيرة في الأفكار والقيم.

<!--الاستعمار والتدخل الخارجي: يشكل الاستعمار مصدرًا رئيسيًا للأزمات الدولية حيث يمكن أن يؤدي إلى تعارض المصالح بين الأمم المستعمرة والقوى المستعمرة. التدخل الخارجي، سواء بشكل عسكري أو سياسي، في شؤون دولة معينة يمكن أن يؤدي إلى تصاعد التوترات وازدياد حدة الأزمات.

<!--محاولة تغيير الوضع الراهن في دولة أخرى: قد تنشأ الأزمات الدولية عندما تسعى دولة معينة لتغيير الوضع السياسي أو الاقتصادي في دولة أخرى بالقوة أو عبر دعم جماعات معارضة. هذا التدخل يمكن أن يتسبب في تصاعد التوترات وحدوث أزمة دولية بين الدولتين المتورطتين.

<!--الظروف الاقتصادية والاجتماعية السيئة: يمكن أن تكون الأزمات الاقتصادية والاجتماعية سببًا لنشوء الأزمات الدولية. عندما يكون هناك فقر وتخلف وندرة في الموارد وتفاقم الأمور الاجتماعية مثل الفتن والأمراض، يمكن أن تتصاعد التوترات داخل الدولة ومع دول أخرى.

<!--انتشار الشائعات وعدم التواصل الفعال: يمكن أن تنشأ الأزمات الدولية نتيجة عدم التواصل الفعال بين الدول أو بسبب انتشار الشائعات والمعلومات غير الصحيحة. هذا يمكن أن يؤدي إلى التوترات واستمرار السوء فهم بين الدول وزيادة احتمالية حدوث أزمات.

<!--عدم التزام الدول بالاتفاقيات والمعاهدات: عندما تتفق دول على اتفاقيات أو معاهدات دولية، تكون هناك توقعات بالالتزام بهذه الاتفاقيات والمعاهدات. إذا خالفت دولة ما هذه الالتزامات وقامت بخرقها، فإن ذلك يمكن أن يؤدي إلى تصاعد التوترات بينها وبين الدول الأخرى المتعاقدة. قد تنشأ أزمة دولية تتضمن اتهامات بالتقصير في الالتزام بالاتفاقيات وتنفيذها، وهذا يمكن أن يؤدي إلى تفاقم التوترات وحدوث أزمة بين هذه الدول.

<!--وجود بؤر خلاف دائمة: عندما تستمر بؤر الخلاف والتوتر بين الدول دون حلول نهائية ودائمة، فإن ذلك يمكن أن يسهم في حدوث أزمات متكررة بينها. بؤر النزاع الدائمة تتيح تجدد التوترات وتصاعد الأزمات الدولية بشكل دوري. فعدم وجود حلول جذرية لهذه النزاعات يمكن أن يؤدي إلى استمرار الصراعات واحتمالية تكرار حدوث أزمات دولية.

باختصار، الأزمات الدولية تنشأ من مجموعة متنوعة من العوامل مثل التنافس على الموارد، الصراعات التوسعية، التدخل الخارجي، وتحركات تغيير الأوضاع الدولية، ويمكن أن تؤدي إلى تصاعد التوتر بين الدول.

خصائص الأزمة الدولية:

الأزمة الدولية تتميز بعدة خصائص تعبر عن طبيعتها وتأثيرها على العلاقات الدولية والسياسة العالمية. إليك توضيحًا لكل خصائصها:

<!--محطة تحول حاسمة ومفاجئة: الأزمة الدولية تمثل نقطة تحول مهمة في التطورات الدولية. تأتي هذه الأزمات عادة بشكل غير متوقع وتثير صدمة وذهولًا بسبب السرعة والحدة التي تتطور بها الأحداث. يمكن أن يكون لهذه الأزمات تأثيرات واسعة وعميقة على السياسة والاقتصاد والأمن الدولي، ويمكن أن تقوض علاقات الدول ببعضها البعض.

<!--الجهد الكبير لتفادي التطورات السلبية: الأزمات الدولية تتطلب جهدًا مكثفًا من الدول المعنية للتعامل مع التداعيات السلبية المحتملة. يجب أن تتخذ الدول قرارات حاسمة لمواجهة التحديات والأزمات وتجنب تفاقم الوضع. توجد حاجة للتعاون والتنسيق بين الدول والمؤسسات الدولية للتصدي للتأثيرات السلبية للأزمة.

<!--خلق حالة من التوتر العالمي: في عصر العولمة، تتشابك الدول والاقتصادات بشكل وثيق، مما يعني أن الأزمات الدولية يمكن أن تنتشر بسرعة وتؤثر على مناطق متعددة. قد يؤدي تصاعد التوترات الدولية إلى إحداث حالة من التوتر العالمي، حيث يكون هناك تأثير كبير على الأمن والاستقرار العالميين.

<!--ضرورة اتخاذ قرارات سريعة وراجحة: خلال فترة الأزمة، يجد صانعو القرار في الدول أنفسهم في موقف حرج حيث يجب عليهم اتخاذ قرارات حاسمة وسريعة للتعامل مع التحديات والتطورات السريعة. هذه القرارات قد تكون صعبة نظرًا للضغوط والمخاطر المشتركة، وتتطلب تقديرًا دقيقًا للوضع والمصالح المتعارضة.

هذه الخصائص تعكس تعقيد الأزمات الدولية وتأثيراتها على العالم، حيث تجبر الدول على التصرف بسرعة وحزم للتغلب على التحديات والحفاظ على الأمن والاستقرار.