- مرحلة تحديد المشكلة وأهداف البحث

في مرحلة تحديد المشكلة وأهداف البحث في البحث التسويقي الدولي، يتم تحديد المسألة التي تعتبر التحدي الرئيسي لإدارة التسويق وتحديد الأهداف التي يهدف البحث إلى تحقيقها. ويتطلب ذلك البحث عن المشاكل أو التحديات التي قد تواجه الشركة في التوسع إلى الأسواق الخارجية وتحديد الأهداف التي ترغب الشركة في تحقيقها من خلال البحث.

على سبيل المثال، يمكن أن تواجه الشركة صعوبة في الدخول إلى الأسواق الخارجية، سواء بسبب القيود التجارية أو اللوائح المحلية أو التحديات الثقافية. في هذه الحالة، يتعين على الباحث تحديد هذه المشكلة وتحديد أهداف البحث المرتبطة بها، مثل فهم العوائق المحتملة واكتشاف الاستراتيجيات التي يمكن تبنيها لتجاوز هذه الصعوبات وتسهيل الدخول إلى الأسواق الخارجية. بالإضافة إلى ذلك، قد تواجه الشركة تحديات في مواجهة المنافسة الشديدة في الأسواق الدولية. في هذه الحالة، يتعين على الباحث تحديد هذه المشكلة وتحديد أهداف البحث المرتبطة بها، مثل فهم استراتيجيات المنافسة وتحليل نقاط القوة والضعف للشركة وتحديد الخطوات التي يمكن اتخاذها لتعزيز تنافسية الشركة في الأسواق الدولية.

مثلاً، في حالة شركة تكنولوجية ترغب في التوسع إلى سوق آسيوي جديد، قد تواجه صعوبة في فهم الثقافة والعادات والتحديات التقنية في تلك الأسواق. لذا، يمكن تحديد المشكلة كـ "صعوبة فهم وتأقلم الشركة مع الثقافة والتحديات التقنية في السوق الآسيوية"، وتحديد أهداف البحث مثل "فهم الاحتياجات والتفضيلات الثقافية للمستهلكين في السوق الآسيوية وتحديد الاستراتيجيات التسويقية الملائمة لتلك الأسواق".

تحديد المشكلة وأهداف البحث بشكل واضح ومحدد يساعد على توجيه الجهود البحثية وتحديد الاتجاه الصحيح للدراسة، ويساهم في تحقيق النتائج المرجوة من البحث التسويقي الدولي.

2- مرحلة تطوير خطة البحث  

في مرحلة تطوير خطة البحث، يجب على الباحث مراجعة عدد من النقاط الهامة لوضع خطة بحث فعالة. فيما يلي شرح تفصيلي لهذه المرحلة:

<!--صياغة فرضيات البحث: يتعين على الباحث تحديد الفرضيات التي ستوجه عملية البحث. وتعتبر الفرضيات عبارة عن توقعات أو افتراضات قابلة للتحقق تتعلق بالعلاقة بين المتغيرات المستقلة والمتغيرات التابعة. يجب أن تكون الفرضيات واضحة وقابلة للتحقق بواسطة البيانات المتاحة. على سبيل المثال، إذا كنت تقوم بدراسة تأثير حملة تسويقية على زيادة حجم المبيعات، فإن فرضية البحث يمكن أن تكون "زيادة الإنفاق على الإعلان ستسفر عن زيادة في حجم المبيعات".

<!--تحديد عينة البحث: يجب على الباحث تحديد العينة المناسبة التي ستشمل الأفراد أو المنظمات التي سيتم جمع البيانات منها. يجب أن تكون العينة ممثلة للمجتمع أو السوق المستهدفة. ويمكن استخدام أساليب العينة المختلفة مثل العينة العشوائية أو العينة الطبقية. على سبيل المثال، إذا كنت ترغب في دراسة سلوك شراء العملاء في سوق معين، يمكنك تحديد عينة عشوائية من العملاء الموجودين في تلك السوق.

<!--تحديد مصادر البيانات: يجب على الباحث تحديد مصادر البيانات التي سيستخدمها في البحث. يمكن أن تكون المصادر البيانات الأولية المتاحة من خلال إجراء مسوح أو مقابلات أو تجارب. بينما يمكن الحصول على المصادر البيانات الثانوية من الدراسات السابقة أو التقارير المنشورة أو قواعد البيانات. على سبيل المثال، إذا كنت ترغب في دراسة رضا العملاء، يمكنك جمع البيانات الأولية من خلال إجراء مسح للعملاء الموجودين في قاعدة البيانات الخاصة بالشركة الخاصة بك. ويمكنك أيضًا استخدام المصادر البيانات الثانوية مثل الدراسات السابقة التي تناقش رضا العملاء في الصناعة ذات الصلة.

بتحديد فرضيات البحث وتحديد عينة البحث ومصادر البيانات، يتم وضع خطة بحث أكثر تحديدًا واستعدادًا لتنفيذ الدراسة. وعلى الرغم من ذلك، يجب ملاحظة أن أمثلة الفرضيات ومصادر البيانات التي تم ذكرها هنا هي فقط لأغراض التوضيح وتعتمد على سياق وموضوع البحث الفعلي الذي يتم دراسته. فقد يختلف تطبيقها الفعلي حسب المجال البحثي والمشكلة المدروسة.

ويظهر لنا مما سبق سؤال وهو أهمية تحديد العينة المناسبة في البحث؟

تحديد العينة المناسبة في البحث ذو أهمية كبيرة، وذلك لعدة أسباب:

<!--التمثيلية: تساعد العينة المناسبة في ضمان تمثيلية النتائج وقابليتها للتعميم على السكان الأوسع. عندما تكون العينة ممثلة للمجتمع أو السكان المستهدفين، يكون بإمكان الباحثين القول بأن النتائج التي تم الحصول عليها من العينة يمكن تعميمها على السكان الأوسع بشكل عام.

<!--الصحة الاحصائية: يسهم تحديد العينة المناسبة في تحقيق درجة أعلى من الدقة الاحصائية في النتائج. عندما تكون العينة كبيرة بما فيه الكفاية، فإنها تزيد من القوة الاحصائية للدراسة وتقلل من الانحرافات العشوائية والتباين في البيانات.

<!--تكلفة وجهود البحث: يساعد تحديد العينة المناسبة في تقليل التكاليف والجهود المرتبطة بجمع البيانات. عندما يتم اختيار عينة صغيرة وممثلة بشكل جيد، يمكن توفير الوقت والموارد المطلوبة لجمع البيانات وتحليلها.

<!--القابلية للتنفيذ: يجب أن تكون العينة سهلة الوصول إليها وقابلة للتنفيذ عملياً. إذا كانت العينة صعبة التحقيق أو تتطلب جهود كبيرة، فقد يكون من الصعب تحقيق الأهداف المخطط لها في البحث.

<!--تنوع العينة: ينبغي أن يتضمن تحديد العينة المناسبة تنوعًا في المتغيرات المهمة للدراسة. يسمح ذلك بتحليل العلاقات والمقارنات بين المجموعات المختلفة وفهم الاختلافات والتباينات بشكل أفضل.

وبشكل عام، تحديد العينة المناسبة يساعد على زيادة موثوقية البحث وقابلية تعميم النتائج، ويسهم في تحقيق درجة عالية من الصحة الاحصائية وتوفير الجهود والتكاليف.

3- جمع البيانات للمؤسسة أعلى النموذج

في تجميع البيانات للمؤسسة، هناك خيارين رئيسيين: إما باللجوء إلى اطاراتها التي تتمتع بالخبرة والكفاءة من أجل جمع المعلومات، أو من خلال اللجوء إلى المؤسسات المتخصصة في جمع تلك المعلومات وفيما يلي بيان بكل خيار:

<!--استخدام إطارات المؤسسة:

يمكن للمؤسسة أن تعتمد على إطاراتها الداخلية المتمتعة بالخبرة والكفاءة في جمع المعلومات. ويمكن أن تكون هذه الإطارات مثل فرق البحث والتطوير أو الإدارة الاستراتيجية أو قسم التسويق. ويعمل أعضاء الإطارات على جمع البيانات وتحليلها وتقديم التقارير اللازمة للمؤسسة.

على سبيل المثال، لنفترض أن لدينا مؤسسة تجارية ترغب في جمع بيانات حول رضا العملاء. يمكن للمؤسسة أن تعتمد في هذه الحالة على فريق التسويق الداخلي لديها. ويمكن لفريق التسويق تصميم استبيان لجمع آراء العملاء والملاحظات حول المنتجات والخدمات المقدمة. ويقوم الفريق بتوزيع الاستبيان وجمع البيانات ثم يقوم بتحليلها وتقديم تقرير يلخص نتائج الدراسة والاستنتاجات المستخلصة.

<!--اللجوء إلى مؤسسات متخصصة:

قد تحتاج المؤسسة إلى اللجوء إلى مؤسسات خارجية متخصصة في جمع المعلومات لأسباب متنوعة مثل الخبرة المتخصصة أو الوقت المحدود أو الاحتياجات الخاصة. وتوفر هذه المؤسسات خدماتها لجمع البيانات وتحليلها وتقديم تقارير مفصلة.

على سبيل المثال، لنفترض أن مؤسسة تجارية ترغب في إجراء دراسة سوقية لفهم احتياجات العملاء في سوق معين. ويمكن للمؤسسة أن تستعين بشركة استشارية متخصصة في الأبحاث السوقية. تقوم الشركة الاستشارية بتصميم وتنفيذ الدراسة وجمع البيانات بواسطة المسوح والمقابلات وتحليلها بشكل متخصص. ثم بعد ذلك، تقدم الشركة الاستشارية تقريراً مفصلاً يتضمن النتائج والتوصيات التي يمكن للمؤسسة الاستفادة منها في صنع القرارات.

ويرى المؤلف أو الكاتب، يعتمد الاختيار بين استخدام إطارات المؤسسة أو اللجوء إلى مؤسسات متخصصة على عدة عوامل مثل الموارد المتاحة والخبرة المطلوبة والوقت والتكلفة. وقد يكون لديها الموارد الداخلية الكافية لجمع البيانات وتحليلها وتقديم التقارير، أو قد تحتاج إلى خبرة خارجية متخصصة للقيام بذلك.

مهما كانت الطريقة المختارة، فإن الهدف الأساسي هو ضمان جودة ودقة البيانات المجمعة. يجب تحديد المعايير اللازمة وضمان توافر الكفاءة والتدريب اللازم للقيام بجمع البيانات بشكل صحيح.

4- تحليل البيانات

في تحليل البيانات في الأسواق الدولية، يعتمد الباحث عادةً على أحد الأسلوبين التاليين: التحليل المنطقي والواقعي للبيانات أو التحليل الإحصائي للبيانات. وسيتم توضيح  كل أسلوب بالتفصيل في الفقرات التالية:

<!--التحليل المنطقي والواقعي للبيانات:

في هذا الأسلوب، يستخدم الباحث المنطق والتفكير الواقعي لتحليل البيانات المجمعة في الأسواق الدولية. يشمل هذا الأسلوب فهم البيانات وتصنيفها وتحليلها بناءً على الأنماط والعلاقات المكتشفة. يتم استخدام أدوات مثل المخططات والرسوم البيانية والجداول لتوضيح النتائج والعلاقات بين العوامل المختلفة.

على سبيل المثال، إذا كان الباحث يدرس سلوك المستهلكين في الأسواق الدولية، فقد يقوم بتجميع البيانات حول عوامل مثل الثقافة والقيم والاحتياجات الاقتصادية والتوجهات الاجتماعية في الدول المختلفة. ويمكن للباحث استخدام هذه البيانات لتحليل العوامل المؤثرة في سلوك المستهلكين واتخاذ قرارات استراتيجية مثل تطوير منتجات جديدة أو تكييف استراتيجيات التسويق وفقًا لاحتياجات وتفضيلات الأسواق الدولية المختلفة.

<!--التحليل الإحصائي للبيانات:

في هذا الأسلوب، يستخدم الباحث الأدوات الإحصائية لتحليل البيانات المجمعة في الأسواق الدولية. يشمل ذلك استخدام تقنيات الاحتمال والاحتمالات والاختبارات الإحصائية لاستنتاج العلاقات والقوانين العامة من البيانات. يستخدم الباحث النماذج الإحصائية للتحليل ويقدم تقديرات وتفسيرات قائمة على الأدلة الإحصائية.

على سبيل المثال، إذا كان الباحث يحاول تحليل تأثير العوامل الاقتصادية على الإيرادات في الأسواق الدولية، فقد يجمع الباحث بيانات حول الناتج المحلي الإجمالي ومعدلات التضخم ومعدلات البطالة في الدول المختلفة. ويمكن للباحث استخدام تقنيات الإحصاء مثل تحليل الانحدار لتحديد مدى تأثير هذه العوامل على الإيرادات في أسواق الدول المختلفة.

يجب أن يتم توضيح أن كلا الأسلوبين المذكورين لتحليل البيانات لهما فوائد واستخداماتهما المختلفة. ويعتمد الاختيار بينهما على طبيعة البيانات المتاحة والأهداف البحثية والسؤال المطروح. وفي بعض الحالات، يمكن استخدام الأسلوبين معًا للحصول على رؤية أشمل وأكثر دقة للبيانات. وبصفة عامة، ويهدف تحليل البيانات في الأسواق الدولية إلى فهم الاتجاهات والعوامل التي تؤثر في السوق العالمية واتخاذ قرارات استراتيجية مبنية على المعرفة. الأساليب المذكورة أعلاه مساعدة الباحثين والمحللين في استخلاص المعلومات القيمة من البيانات وفهم الظواهر المعقدة والعلاقات في الأسواق الدولية.

5- تقديم التقرير:

بعد إجراء دراسة شاملة للأسواق المستهدفة والتفاعل مع التحديات التي واجهتها الشركة، يأتي تقديم التقرير لتلخيص النتائج وتقديم الاقتراحات المستندة إلى التحليلات والبيانات المتاحة. ويُعتبر هذا الجزء من البحث أحد أهم الخطوات، حيث يتم تلخيص الجهود وتقديمها بشكل منظم لاتخاذ القرارات المستنيرة.

على سبيل المثال، شركة XYZ، التي تعمل في مجال تصنيع الأجهزة الذكية، أجرت دراسة تسويقية دولية لفهم تحديات توسيع أعمالها في السوق الأوروبية. وبعد التحليل الشامل والتعرف على العقبات مثل التنظيمات القانونية المحلية وتفاوت الطلب على منتجاتها، قامت الشركة بتقديم تقرير يلخص النتائج. وفي التقرير أيضاً، تم تقديم استنتاجات حول الأسواق الواعدة والتحديات المتوقعة. كما تم تقديم اقتراحات لتحسين استراتيجيات التسويق وتعزيز الاندماج مع البيئة المحلية. على سبيل المثال، اقترحت الشركة تكوين شراكات محلية لتعزيز التواجد في الأسواق ذات الطلب العالي وتحديد استراتيجيات تسويق مخصصة لتلبية احتياجات العملاء المحليين.

6- اتخاذ القرار:

في هذه الخطوة، تقوم الهيئة المسؤولة في المؤسسة باتخاذ القرار النهائي الذي يعتمد على النتائج والاقتراحات التي تم تقديمها في التقرير. ويتطلب اتخاذ القرار تحليلًا دقيقًا للبيانات وتقييمًا للخيارات المتاحة لضمان اتخاذ الخطوة الصحيحة لحل المشكلة التسويقية. فعندما تواجه الشركة، على سبيل المثال، تحديات في توسيع عملياتها في سوق جديد، تعتبر الهيئة التنفيذية للشركة أن تحديد استراتيجية التوسع هو قرار حيوي. يتعين عليها أن تفحص بعناية البيانات التي تم جمعها خلال البحث التسويقي الدولي وتحديد الخطوات التي يجب اتخاذها.

على سبيل المثال، بعد استلام تقرير البحث حول التحديات التي تواجهها في السوق الآسيوية، يتخذ مجلس إدارة شركة ABC قرارًا بضرورة إعادة هيكلة استراتيجيتها في المنطقة. يتضمن القرار تخصيص موارد إضافية لتحسين التسويق وتكثيف الجهود في بناء شراكات محلية. تعكس هذه الخطوات الجدية في التعامل مع التحديات وتعزز قدرة الشركة على تحقيق نجاح مستدام في السوق الدولية.