لقد غير التسويق الدولي عبر الإنترنت محتوى عناصر المزيج التسويقي، فالتسويق عبر الإنترنت هو عملية مختلفة تماما عن التسويق التقليدي، حيث أن مفتاح نجاح أي جهد تسويقي على الإنترنت يكمن في استراتيجية تسويقية فعالة، تعتمد على أبعاد المزيج التسويقي التي يمكن تسهيلها من خلال استخدام الإنترنت

1- سياسة المنتج الدولي عبر الانترنت:

ساهمت الإنترنت في تقارب وتجانس الأذواق والاحتياجات عبر مختلف الأسواق الدولية، وهذا ما ساعد المسوقين الدوليين على تقديم منتجات موحدة للعملاء، كما تقدم الانترنت فرصا للشركات الدولية من أجل تكييف منتجاتها حسب خصائص كل سوق عبر مختلف الدول، أو الجمع بين الاستراتيجيتين التكييف والتوحيد من أجل خلق مزايا تنافسية في السوق. وتعمل الإنترنت أيضا على نشر العلامات التجارية بسرعة إلى عدد لا يحصى من الأشخاص في جميع أنحاء العالم، فهي تسهل من بناء علامة تجارية قوية في الأسواق الدولية عن طريق مشاركة المحتوى في وسائل التواصل الاجتماعي، ما يسمح بتعزيز الوعي بالمنتجات وتحسين صورة العلامة التجارية، فضلا عن بناء رضا للعملاء الدائم والولاء عبر العديد من البلدان.

2- سياسة التسعير الدولي عبر الانترنت:

يمكن للمستهلكين في مختلف أنحاء العالم الوصول إلى مواقع بيع المنتجات وعقد مقارنات في أسعار التجزئة لمختلف العلامات التجارية المنافسة من نفس مجموعة المنتجات، فهم الآن في وضع أفضل المقارنة الأسعار لنفس المنتج المعروض وتحقق مما إذا كان سعر المنتج معقول. وتعتبر الانترنت الوسيلة الأفضل لمعرفة أسعار المنافسين مما يستدعي تطوير استراتيجية التسعير من أجل تحقيق حصة أكبر في السوق الدولية. ومن أجل وضع أسعار مناسبة ومنافسة لابد من دراسة متأنية يراعى فيها دراسة تكاليف البيع الدولي كتكاليف الشحن والرسوم الجمركية، الضرائب المحلية، رسوم التأمين

3- سياسة التوزيع الدولي عبر الإنترنت:

تعتبر الإنترنت فرصة استثنائية للشركات الدولية للوصول إلى الأسواق الدولية وتحقيق مبيعات عبر مختلف مواقع التواصل الاجتماعي. ويُفتح الإنترنت أبوابًا واسعة أمام الشركات للتواصل مباشرة مع العملاء في جميع أنحاء العالم، مما يقلل من الحواجز الطبيعية للدخول إلى الأسواق الدولية. كما يُزيل الانتماء إلى المنصات الرقمية أهمية الوسطاء التقليديين من خلال توفير وسيلة مباشرة للمستهلك للتفاعل مع المنتجين. ويتيح الإنترنت للشركات بيع مجموعة واسعة من المنتجات عبر منصاتها الرقمية، وهو ما يتيح لها الوصول إلى فئات وأسواق متنوعة بفعالية. تُعتبر هذه الطريقة وسيلة فعّالة لتوسيع نطاق العمل التجاري وتحقيق تواجد عالمي. بالإضافة إلى ذلك، يمكن للشركات استخدام الإنترنت كقناة تسويقية مكملة لقنوات التوزيع التقليدية، مما يعزز تفاعل العملاء مع المنتجات ويعمق تأثير العلامة التجارية.

بالنظر إلى هذه السياقات، يظهر أن الإنترنت ليس فقط وسيلة للتواصل، بل يُعتبر أداة استراتيجية حيوية تسهم في تحسين عمليات التوزيع الدولي وتوفير تجربة تسوق مبتكرة للعملاء.

4- سياسة الترويج الدولي عبر الإنترنت:

سياسة الترويج تمثل عنصرًا حيويًا في استراتيجيات التسويق الدولي، إذ تسهم في تحسين صورة المؤسسة وتعزز وجودها في الأسواق الخارجية المستهدفة. وفي عصر التكنولوجيا الحديثة، أصبح الإنترنت أداة لا غنى عنها يجب أن تتضمنها سياسات الترويج الدولي للشركات. ويتيح الإنترنت تقديم معلومات فورية حول الشركة ومنتجاتها للعملاء الدوليين، مما يعزز التفاعل المباشر ويسهم في المحافظة على هؤلاء العملاء.

تعتمد سياسات الترويج الدولي عبر الإنترنت على إيصال رسائل ذات محتوى ملائم للعملاء الأجانب، مع مراعاة عاداتهم، وتقاليدهم، ومعتقداتهم الدينية. ويتم ذلك من خلال استخدام رسائل مستهدفة تتوافق مع سياق الثقافة المستهدفة. بالإضافة إلى ذلك، يجب أن تكون لغة الرسائل واضحة ومفهومة بشكل جيد للعملاء الدوليين، مما يسهم في فهم الرسالة بشكل صحيح وتعزيز التواصل الفعّال.

ahmedkordy

خدمات البحث العلمي 01009848570

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 290 مشاهدة

أحمد السيد كردي

ahmedkordy
»

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

30,757,671

أحمد السيد كردي

موقع أحمد السيد كردي يرحب بزواره الكرام free counters