التسويق المباشر
أدت التطورات التكنولوجية التي يشهدها العصر الحديث إلى إحداث تحولات ايجابية في مختلف مناحي الحياة، ومن ضمنها الأنشطة التسويقية. ولقد أدت تلك التطورات إلى ظهور فرص تسويقية جديدة، وفتحت آفاقا واسعة أمام الشركات على اختلاف أنواعها وتوجهاتها للدخول إلى أسواق لم يمكن الدخول إليها في السابق أمرا يسيرا.
ولعل من أبرز مظاهر تطور الأنشطة التسويقية الناتجة عن ثورة المعلومات والاتصالات ظهور ما يسمى “التسويق المباشر” كأداة يمكن من خلالها تقديم خدمات وسلع ومعلومات تشبع حاجات المستهلكين، وتساعد في الوصول إلى درجة أعلى من رضائهم. في هذا المقال سنلقي الضوء على بعض جوانب هذا الموضوع الحيوي.
قد يهمك : 7 مهارات لتصبح رجل مبيعات ناجح و محترف
مفهوم التسويق المباشر
يمكن القول إن التسويق المباشر هو “نظام اتصال مباشر وتفاعلي بين طرفين: المنظمة من جهة، والعملاء من جهة أخرى، من خلال مجموعة من الوسائل التي تحقق استجابة مباشرة وفورية وبأقل تكلفة ممكنة”. ويمكن القيام به من خلال استخدام عدد من الوسائل؛ بدءاً من البريد المباشر وحتى استخدام شبكات الانترنت وأجهزة الهاتف المحمول. ومن أهم ما يميز التسويق المباشر عن التسويق التقليدي قدرة المنظمة على قياس ردة فعل العملاء مباشرة تجاه ما تعرضه عليهم من منتجات وما تقدمه لهم من معلومات حولها، فضلاً عن إمكانية قيام العميل بالتفاعل المباشر وتحديد طلباته وإبداء ملاحظاته أو طلب المنتج مباشرة، هذا إلى جانب إمكانية الوصول إلى العميل في أي مكان وزمان بتكلفة معقولة.
مزايا التسويق المباشر
يُعَد التسويق المباشر أحد الأساليب التسويقية الحديثة التي لا تستغني عنها المنظمات في العصر الحديث؛ نظرا لما يوفره لها من مزايا عديدة، ومن أبرزها:
- تحقيق مزايا تنافسية للمنظمة تنتج عن قدرته على تقوية العلاقة مع العملاء والمحافظة على ولائهم.
- يُساهم في تحقيق وإثارة الرغبة الفورية لدى المستهلكين فيما يتعلق بعمليات شراء السلع والخدمات المختلفة؛ حيثُ أنه يُستخدم كأداة لإنهاء إجراءات البيع والتفاوض ونقل الملكية وعمليات الدفع والتحصيل في خطوة واحدة. وهذه جميعا من مهام وظيفة التوزيع.
- إن التسويق المباشر يعمل على إثارة رغبة المستهلكين ويساهم في بناء التصور الإيجابي تجاه المنظمة ومنتجاتها وجذب العملاء إليها، وهذه جميعاً من مهام الترويج.
- يجمع التسويق المباشر المراحل الأربعة المستخدمة في الترويج وهي إثارة الانتباه، والاهتمام والرغبة ثم الشراء؛ حيث تستخدم وسائل تنشيط المبيعات في المرحلة الثالثة (الرغبة) لحث وتحفيز الزبون على الشراء. ويستخدم البيع الشخصي لإنهاء إجراءات الشراء، بينما يستطيع التسويق المباشر انجاز هذه المراحل في عملية اتصال واحدة.
- أنه نشاط تسويقي مرن؛ بحيث يمكن استخدامه من خلال محادثة ثنائية مع العميل للتعرف على رأيه تجاه المُنتَج (سلعة أو خدمة) أو لمجرد بناء قاعدة بيانات عن المستهلكين.
ومن خلال فهم هذه المزايا نستطيع أن نستنتج أن التسويق المباشر يتضمن أساليب متنوعة لجذب انتباه المشتري المُرتَقب وإثارة رغبته، وهو كذلك يوفر معلومات تفصيلية تساعد المشتري المرتقب في اتخاذ القرار الشرائي للمنتج الأكثر ملاءمة لحاجاته ، و يقدم معلومات حول منافع المُنتَج بأسلوب جذاب تنقل المشتري المرتقب إلى المرحلة الأخيرة وهي مرحلة اتخاذ قرار الشراء.
ويمكن أن تنفذ جميع هذه النشاطات من خلال أدوات مثل الهاتف المجاني أو البريد المباشر أو الإلكتروني أو الرسائل القصيرة عبر الهواتف المحمولة أو الكتالوجات أو إرفاق كوبونات تخفيض الأسعار أو تقديم ميزة إضافية في السلعة أو الخدمة أو إتاحة الفرصة للمشتري المرتقب لتجربة السلعة لفترة زمنية معينة.
اقرا ايضا : 5 طرق مضمونة وغير مكلفة لتسويق شركتك بنجاح
وظائف التسويق المباشر
1. توجيه الجهود التسويقية نحو المستهلكين الذين يتعاملون مع منتجات المنافسين
2. بناء العلاقات مع عملاء مختارين في الأسواق التي يتعاملون معها.
3. الحصول على معلومات عن المستهلكين، عبر التسوق المنزلي الذي يعتبر شكلا من أشكال توفير الوقت والجهد ودراسة المعلومات من قبل المستهلك بطريقة أفضل وبوقت كاف، كما أنها تعد أكثر متعة للمستهلك.
4. توجيه الجهود التسويقية نحو قطاع سوقي محدد ثم تصميم وتقديم منتجات تتناسب مع حاجاتهم ورغباتهم بحيث تكون هذه المنتجات مصممة خصيصاً لتلك الفئات السوقية.
5. توجيه النشاطات التسويقية والترويجية نحو المستهلكين كأشخاص (التعامل مع المستهلك كفرد) الأمر الذي يشعرهم بأهميتهم، ويحقق ولاءهم.
6. زيادة القوة التنافسية للمُنتَج من خلال التركيز على تقديم منتجات أفضل مما يقدمه المنافسون إلى فئة محددة من المستهلكين.
وفي الختام نود التأكيد على أن التسويق بصورة عامة هو مجال من المجالات الواسعة والمتطورة باستمرار، وأن هذا التطور لن يتوقف عند حد معين ما دام هناك عقول تفكر وتطور وتبدع.
