قد تتمكن من تسديد ما عليك من التزامات دورية ودفع فواتيرك الشهرية من خلال تحقيق دخلك من مصدر واحد. إلا أن ذلك لن يساعدك في تحقيق طموحاتك وتطلعاتك المالية نحو مستقبل أفضل. فإذا كنت ترغب في الوصول إلى مرتبة متقدمة من التحرر المالي والعيش حسب النمط الذي تحب، فإنه لا بد من التفكير بتنويع مصادر دخلك وزيادته وعدم الاكتفاء بمصدر دخل واحد.

رغم أن الكثيرين قد يعتقدون بصعوبة تحقيق ذلك أو حتى استحالته، إلا أن الواقع يشير إلى العكس تماما؛ فكثير من الناس استطاعوا أن ينجحوا في تحقيق هذه الغاية، ووصلوا إلى وضع أصبحوا فيه مستقلين ومتحررين ماليا. ولكن عليك أن تضع في اعتبارك أن النجاح في تنويع الدخل وخلق مصادر جديدة له يتطلب وجود خطة واضحة ورؤية مستقبلية محددة، إلى جانب المثابرة والعزيمة والإصرار والعمل الدؤوب. في هذه المقالة نقدم لك خارطة الطريق ذات الست خطوات التي ستساعدك في تنويع مصادر الدخل وخلق مصادر إضافية منه.

قد يهمك : 7 خطوات أساسية لبدء مشروعك الخاص

6 خطوات هامة لخلق مصادر دخل متعددة و متنوعة

1. حدد أهدافك

إن أي عمل بلا هدف ما هو إلا مجرد عبث ومضيعة للوقت والجهد؛ لذا يجدر بك أن تحدد – منذ البداية – الهدف الذي تسعى إلى تحقيقه من خلال الحصول على مصدر دخل جديد، وما هي الأشياء التي ستفعلها عندما تحقق دخلا إضافيا؛ فهل ستستخدمه في تسديد ديونك؟ أم أنك تريد دخلا إضافيا كي توسع نطاق الإنفاق لشراء منتجات أو خدمات لطالما رغبت في امتلاكها؟ وهل ستقوم بادخار ما ستحصل عليه لتستثمره في وقت لاحق؟ أم أنك تخطط لكسب المال كي تترك وظيفتك الحالية وتستقل ماليا وتنعم بالحرية المالية ؟ إن الإجابة عن هذه الأسئلة سيعينك على وضع أهداف واقعية وواضحة لما ستقوم به لاحقا، كما أنه سيرشدك إلى الطريق التي عليك أن تسلكها، وسيمنحك طاقة وحماسا ودافعية لتحقيقها.

2. حافظ على مصدر دخلك الأساسي

وأنت تسير في طريق ايجاد مصادر دخل جديدة، عليك أن تحافظ على مصدر دخلك الأساسي، وألا تخاطر به أبدا. إن أهمية المحافظة على مصدر دخلك الأساسي تنبع من كونه سيمكنك من الوفاء بالتزاماتك ودفع نفقاتك وفواتيرك الشهرية. لذلك، عليك أن تتعامل مع دخلك الأساسي كأولوية، حتى لو لم تكن تحب الوظيفة التي تُدِر عليك ذلك الدخل؛ فبدونه لن تستطيع أن تستمر في حياتك. والأهم من ذلك هو أنك بحاجة إلى أن تبدأ في ادخار جزء منه كي تقوم باستثماره لاحقا من أجل توليد مزيد من الدخل من مصادر أخرى. وننصحك بألا تكون عجولا؛ فسوف يأتي ذلك اليوم الذي ستقرر فيه أن تترك وظيفتك وتتفرغ للقيام بما تحب.

3. فكّر جيدا في البدائل المتاحة

الآن وبعد أن حددت هدفك، فأنت تدرك تماما ما تريد فعله عندما تحصل على  مصدر دخل جديد. عليك أن تفكر جيدا في البدائل المتوفرة أمامك. فمثلا قد تفكر في القيام بعمل إضافي إلى جانب وظيفتك الحالية، أو أن تساهم في مشروع ما، أو تشارك صديقا في مشروعه، أو إنشاء مشروعك الخاص. كما قد يقودك تفكيرك إلى استثمار جزء من مدخراتك في شراء الأسهم والسندات وغيرها من الأصول المالية المُولّدة للدخل. هذه مجرد أمثلة لما يتوفر من بدائل كثيرة جدا يمكن اختيار واحدٍ أو بعضٍ منها.

وأيا كان البديل الذي ستختاره لخلق مصدر دخل جديد، فعليك أن تختار البديل الذي يتناسب مع رغباتك وإمكاناتك، وأن يكون لديك خطة محددة ورؤيا واضحة وخطوات عملية مدروسة تمكنك من ترجمة الفكرة إلى واقع. وكلما تقدمت خطوة نحو هدفك ستعلم أنك تسير في الاتجاه الصحيح، وأنك تقترب شيئا فشيئا من تحقيق حلمك في كسب المال وزيادة الدخل.

4.  حدد المبلغ والوقت اللازمين  

لعلك تعلم جيدا أن هدفك لن يتحقق بين عشية وضحاها؛ فالأمر بحاجة إلى الصبر والوقت الكافي، والمال أيضا. لذا عليك أن تحدد المبلغ المالي والوقت الذي ستستثمره في سبيل خلق مصدر دخلك السلبي، وعليك أن تجيب نفسك بصدق وشفافية عن عدد من الأسئلة في هذا الشأن؛ مثل: هل الرغبة الحقيقية في ايجاد مصدر دخل جديد موجودة لديك أم لا؟ وهل امكاناتك الحالية تسمح لك بأن تبدأ استثمارك؟ وهل يمكنك تَحمُّل المخاطر المالية التي يمكن أن تحدث؟ وما هو أقرب وقت تتوقعه لتحقيق عوائد مالية ملموسة لاستثمارك؟ وما هي ردة فعلك فيما لو تأخر وقت تحقيق النتائج والعوائد المالية المرجوة؟ إن الإجابة عن هذه الأسئلة يُعَد مهما كي تتخذ قرارك حول الاستمرار في السعي نحو هدفك أو التوقف وإعادة النظر.

قد يهمك : كيف تستثمر مبلغا صغيرا من المال؟

5.  اختر فكرة واحدة وركّز عليها

قد يكون لديك مجموعة من الأفكار الجيدة لإيجاد مصادر دخل متنوعة، وقد يدفعك الحماس إلى التفكير بتنفيذها دفعة واحدة. إلا أننا نقول لك تريث ولا تندفع؛ فالأفضل لك هو أن تختار فكرة واحدة ترى أنها الأكثر ملاءمة لرغباتك وإمكاناتك وتركز عليها، وتُكرّس كل ما أوتيت من طاقة ووقت ومال في سبيل ترجمتها إلى واقع محسوس، تقطف ثماره وتنعم بنتائجه في المدى الطويل.

6. أضف مصدرا آخر للدخل

والآن، وبعد أن اخترت فكرة معينة وبذلت فيها ما تستحق من جهد ووقت ومال، وسهرت عليها الليالي الطوال حتى آتت أُكلَها فولّدت لك دخلا إضافيا، قم بزيارة قائمة أفكارك من جديد، واختر فكرة أخرى واتّبع نفس الخطوات التي سرت عليها في تنفيذ فكرتك الأولى؛ فابذل طاقتك وكرّس وقتك وخصص لها ما تحتاجه من مال من أجل أن تحقق لك دخلا جديدا. وهكذا استمر في هذه العملية ووسع من دائرة مصادر الدخل، وكن فخورا بنفسك لأنك استطعت أن تفعل شيئا يضمن لك كسب المال الوفير الذي سيوفر لك مستقبلا زاهرا وواعدا، ويحقق لك الحرية المالية التي يسعى الكثيرون للحصول عليها للانعتاق من رِبق عبودية الوظيفة.

اقرا ايضا : طرق تساعدك على زيادة دخلك الشهر

وختاما، اسمح لنا أن نقدم لك بعض النصائح التي ستعزز من قدرتك على خلق المزيد من مصادر الدخل الجديدة، أولها: لا تحاول أن تتبع طرقا مختصرة وسريعة لكسب المال. ومع أن ذلك قد يحقق لك دخلا إضافيا، ولكنه سيكون لمدة قصيرة فقط. وثانيها: إياك أن يدفعك حماسك وراء البحث عن مصادر دخل متعددة في نفس الوقت؛ لأن ذلك سيرهقك وسيفقدك القدرة على مجاراتها ويشتت تركيزك ويقلل من إنتاجيتك؛ الأمر الذي يؤدي بك إلى خسارة كل شيء. وآخر نصيحة نقدمها لك هي، التزم بالفكرة التي تجعل حماسك لتنفيذها أكبر، ولا تحاول أن تتابع أفكارا لست متحمسا لها بما يكفي، كي لا يؤدي ذلك إلى تناقص دخلك في المدى البعيد.