المفتاح الذهبي للادخار … البرمجة المالية
إذا كنت ممن يواجهون صعوبة في تحديد ميزانية مالية شهرية والالتزام بها، أو ممن لا يدخرون أي مبلغ من دخلهم الشهري، فأنت بحاجة إلى أن تبرمج نفسك ماليا! وقد تتساءل الآن: وكيف السبيل إلى ذلك؟ وما هي البرمجة المالية أصلا؟ حسنا، سنحاول أن نجيب عن جميع تساؤلاتك في الحال، من خلال هذه المقالة الموجزة.
اقرا ايضا : هل يمكن أن تكون الوظيفة بداية للانطلاق إلى الحرية المالية؟
بداية دعونا نحدد المقصود بالبرمجة المالية. يمكن القول إن البرمجة المالية تعني – بكل بساطة – إعادة ترتيب أوضاعك المالية من حيث الإنفاق والادخار؛ أي أنه يجب ألا تنفق كل ما تحصل عليه من مال (الراتب) بطريقة عشوائية، بل لا بد من تنظيم الإنفاق، ومحاولة اقتطاع جزء من راتبك لغايات الادخار. وقد يخطر ببالك سؤال: هل هناك طريقة علمية للقيام بذلك؟ والجواب بالتأكيد نعم، وسوف نكشف لك عن أسرارها وتفصيلاتها فيما يلي.
- يقول خبراء الاقتصاد والمال إن دخلك الشهري يجب أن يقسم إلى قسمين: الأول هو الجزء المخصص للإنفاق، والذي يجب ألا يزيد عن 88% من إجمالي الدخل. أما الثاني فهو الجزء المخصص للادخار، والذي يجب ألا يقل عن 12% من الدخل. وبالمناسبة، فهذه النسب عالمية، يُجمِع عليها خبراء الاقتصاد والمال حول العالم، ويمكن التأكد منها.
- من الضروري أن تعرف أنه إذا زادت نسبة ما تنفقه من راتبك عن 88% فإن نسبة المخاطرة المالية الناتجة عن عدم القدرة على مواجهة الالتزامات والحالات الطارئة سترتفع، بينما ستنخفض في حال زادت نسبة القسم المخصص للادخار عن 12%.
- يجب الانتباه إلى أن النسبة المخصصة للإنفاق لا بد أن تغطي كافة المصاريف والنفقات؛ بما في ذلك القروض ومصاريف المدارس، والمياه والكهرباء وغيرها. بمعنى آخر، يجب ألا يتم تغطية المصاريف من الأموال المدخرة في فترات سابقة.
يهمك : خطط لتحقيق النجاح المالي مقدمة من الدكتور طارق السويدان
- قد يقول قائل: أنا لا أستطيع الادخار مهما حاولت؛ فما أحصل عليه من مال يذهب كله. إذا كنت من هؤلاء، سنساعدك على وضع خطة سهلة ستتمكن من خلالها من ادخار جزء من راتبك الشهري تدريجيا، وتصل إلى هدفك شيئا فشيئا، فقط تحلّى بالصبر وأكمل معنا.
- لا تحاول أن تقتطع من راتبك كل النسبة (12%) دفعة واحدة وبشكل مفاجئ، لأن هذا سيتسبب في خنقك ماليا. ابدأ بصعود سلم الادخار درجة، اقتطع 1% في الشهر الأول، ثم 2% في الشهر الثاني، ثم 3% في الشهر الثالث… وهكذا حتى تصل في نهاية السنة إلى الحد الأدنى المُستهدَف. وبهذا تكون قد برمجت نفسك ماليا، بطريقة تدريجية ولم تشعر بالضيق أو الانزعاج. أما إذا استطعت أن تتجاوز هذه النسبة فيما بعد، فإنك ستُسدي لنفسك معروفا.
- وهنا قد يبرز سؤال: في حال استطعت أن أصل إلى الحد الأدنى للادخار، وفكرت في الحصول على قرض، فكيف يجب علي التخطيط لسداده؟ أولا يجب على من يفكر في الاقتراض أن يضع في اعتباره ألا يورط نفسه في قرض لا يستطيع أن يفي به عند استحقاقه. كما ينبغي مراعاة أن قيمة القسط هي جزء من القسم المخصص للإنفاق؛ بمعنى آخر، من يخطط للاقتراض يجب أن لا يعتمد على مدخراته لتسديد الأقساط، بل لا بد أن يكون القسط من ضمن النفقات.
- بعض المقترضين ليس لديهم قدرة تحمل مالي؛ بمعنى أنه ليس لديهم القدرة على تسديد ما يترتب عليهم من التزامات للجهة المُقرِضة، فيلجأن في هذه الحالة إلى مدخراتهم. وغني عن القول إن هذا خطأ يجب تجنب الوقوع فيه؛ فهو يؤثر سلبيا على الادخار ويخلق مشكلات كثيرة.
- أما إذا كانت لديك القدرة على ادخار أكثر من 12% من راتبك الشهري، ورغبت في الاقتراض، فإن خبراء الاقتصاد والمال ينصحونك بعدم زيادة القرض وبتخفيض مدة سداده، لتلافي الزيادة في الفوائد.
- لا تخضع للمغريات التي تقدمها المصارف ومؤسسات الإقراض الأخرى لحملك على زيادة قيمة القرض، فمثلا إذا كنت بحاجة إلى 10000 دولار للبدء في مشروع أو شراء عقار، فقد يحاول المصرف إغراءك باقتراض مبلغ أكبر، من أجل تحقيق أرباح إضافية. ننصحك بألا تأخذ أكثر من حاجتك، لأن ذلك سيرهقك ماليا، وقد تضطر للتضحية بمدخراتك لتسديد قيمة القرض مع فوائده ومصاريفه، فكن حكيما.
اقرا : كيف ادخر من راتبي ؟ 6 خطوات مضمونة للتوفير من الراتب الشهري
إذا اتبعت هذه النصائح فإنك تكون قد عثرت على المفتاح الذهبي للادخار، الذي طالما بحثت عنه كي تفتح الباب الذي يؤدي بك إلى الاستقرار المالي، وربما تفكر بعد ذلك في استثمار مدخراتك من أجل حياة أفضل لك ولمن تعول.