ده حقيقي فعلا؛ فالشخص السمين ممكن يخس في الأسبوع 2 كيلو، لكن مش ممكن الشخص النحيف يتخن 2 كيلو في أسبوع؛ لأن النحافة زي ما قلنا لها أسباب نفسية، فحتى لو كانت التحاليل سليمة ومافيش مشكلة عضوية؛ ففيه السبب النفسي وهو الأكثر تأثيراً على المريض وزواله أو التعامل معه بياخد وقت طويل.
بالإضافة إلى أن الجسم النحيف بيكون معدّل حرق السعرات الحرارية فيه عالي جدا، وبالتالي بيحرق كميات الأكل بشكل أسرع، وعلشان الجسم يتعوّد على نظام غذائي يستوعب هذا المعدل المرتفع من الحرق بيحتاج لوقت طويل.
- عايزين نعرف إيه هو السبب الأساسي اللي بيؤدّي للإصابة بالسمنة أو النحافة؟
في أجسامنا ما يُسمّى بميزان الطاقة؛ وده بيوازن بين كميات الأكل اللي بنحصل عليها والنشاط اللي بنقوم به...
فمثلا لو الأكل اللي بنحصل عليه يوزاي ما نقوم به من نشاط؛ فالوزن يظلّ ثابتا؛ لأن السعرات اللي بيحصل عليها الجسم بيتم حرقها، وهو ده السر في ثبات وزن ناس كتير لسنوات طويلة.
وبالتالي فالسمنة والنحافة مؤشّران على اختلال ميزان الطاقة في الجسم، ففي حالة السمنة، بيكون معدّل الحرق بطيء، وفي النحافة بيكون معدّل الحرق عالي جدا وكلاهما خلل، وفي علاج النحافة بنحاول نعطي سعرات حرارية أكتر من السعرات اللي بيستهلكها الجسم.
- إيه هي الخطوط العريضة في علاج النحافة؟
طبعا بعد التأكّد من خلو المريض من أي مشكلات صحية متعلّقة بالطفيليات أو سوء الهضم أو عدم إصابته بمرض السكر أو سلامة تحاليل الغدة الدرقية أو أحد الأمراض السرطانية -عافنا الله وإياكم من شر هذه الأمراض- نبدأ خطوات علاج النحافة؛ وهي:
أولا: إعطاء المريض نظاما غذائيا يعتمد على سعرات حرارية عالية، والسعرات الحرارية تكون من خلال إرشادات للأم أو للشخص المسئول عن إطعام المريض، وهي متعلّقة بزيادة السعرات الحرارية في الوجبة دون زيادة حجمها، يعني ممكن طبق رز باللبن فيه كمية سكر تكفي لطبقين، ويكون اللبن كامل الدسم أو بدون نزع القشطة منه، وعلى سطحه يضاف طبقة آيس كريم ورشّة مكسرات مثلا، وبكده يكون عندنا طبق صغير الحجم لكن السعرات فيه عالية جدا.
ولازم نراعي إن الكميات تكون قليلة؛ لأن مريض النحافة سعة المعدة عنده قليلة ولا تستوعب كميات كبيرة من الأكل على عكس مريض السمنة، وبالطريقة دي هيلاحظ إن جسمه بدأ يتحسّن حتى لو كانت عدد الكيلوات قليلة، لكن المهم إن جسمه بدأ يستجيب، وأكيد المريض بعد فترة نفسيته هتكون أفضل، وطبعا دي أوّل خطوة في العلاج وهي تحسين حالة المريض النفسية، وإعطاؤه الأمل في الشفاء؛ لأنه ما دامت نفسيته تحسّنت هيبدأ ياكل وشهيته للأكل هتزيد.. والمهم هو الصبر والأمل في الشفاء.
ثانيا: إعطاء المريض مكمّلات غذائية وفيتامينات وفواتح شهية تساعده على الأكل، وبعد الأكل مهضمات تساعد في الهضم السليم علشان جسمه يستفيد من الوجبة كاملة.
ثالثا: إعطاء المريض جدول لممارسة الرياضة بشكل منتظم؛ لأن كل الدراسات أثبتت أن الرياضة تساعد في علاج النحافة بشكل ملحوظ، ومن الرياضات الأساسية والمهمة هي المشي البطيء، لكن يكون منتظما ومن 3 إلى 5 مرات في الأسبوع.
- معنى كده إن الرياضة لها دور في العلاج؟
طبعا الرياضة لها 11 فايدة، صحيح المشي مفيد لمن يعاني السمنة؛ ولكنه عامل حيوي وجزء مهم من علاج النحافة، وقد يكون دورها أهم من النظام الغذائي؛ والسبب أن مريض النحافة شخص مكتئب ومجهوده قليل وفاقد للشهية وغير منفتح على الناس، علشان كده شرط ممارسة الرياضة أن تكون في مكان مفتوح وفي الهواء الطلق.
والمشي البطيء يعمل على تنشيط الدورة الدموية وإخراج السموم من الجسم، كمان المشي بيساعد على إفراز المسكنات الداخلية للجسم التي خلقها الله في جسم الإنسان.. وهذه المادة تعطيه شعورا بالاسترخاء والانبساط والإحساس بأن المشكلات التي يعانيها ضئيلة جدا، وبالتالي بعد ممارسة رياضة المشي هتكون نفسيته أحسن وشهيته مفتوحة للأكل.
- ولكن طول فترة العلاج قد تصيب المريض بالإحباط!
من الخطأ أن يضع المريض لنفسه جدولا زمنيا، ولكن الأهم أن يضع أمامه هدفا وهو الوصول إلى الوزن المثالي، وأكيد هيحقق هدفه مع الوقت وبذل المجهود المطلوب، ولكن بدون جدول زمني حتى لا يصاب بالإحباط ويتوقّف في منتصف الطريق فيخسر كل ما وصل إليه.
وفكرة الريجيم أو اتباع نظام غذائي سواء للنحيف أو السمين، هي التعوّد على نظام حياة جديد يعني المريض بيكون متعود على طريقة أكل لمدة 20 سنة، فمن غير المعقول أن يتغيّر في شهرين تلاتة، ولكن الموضوع بيحتاج لبعض الوقت.