بوابة صحة المراهقين

Teenhealth

 

 

تتَّسمُ فترةُ المراهقةِ بالتغيراتِ البدنيةِ والمعرفيةِ والاجتماعيةِ السريعةِ، فهي مرحلةُ البلوغِ التي تستدعي بناءَ القدراتِ تدريجيًّا، لسلوكِ مسلكِ الكبارِ، والقيامِ بأدوارِهم مما يُمكّنُهم من ممارسةِ كافةِ حقوقِهم بصورةٍ تدريجيةٍ وفقًا لتطورِ قدراتِهم. فالمسئولياتُ الجديدةُ تتطلَّبُ معارفَ ومهاراتٍ جديدةً، فهي فترةٌ ديناميكيةٌ يجري فيها الانتقالُ إلى مرحلةِ النضجِ. ولئن كان المراهقون بصفةٍ عامةٍ، في مقتبلِ العمرِ وأوجِ الصحةِ، إلا أنَّ فترةَ المراهقةِ تطرحُ تحدياتٍ جديدةً لصحتِهم ونموِهم في مواجهةِ ضغوطِ المجتمعِ، خاصةً الأقرانِ، وضعفِهم النسبيِّ أمامَها، والتي قدْ تؤدي إلي تعريضِ حقِهم في الصحةِ والنموِ لمخاطرٍ كبيرةٍ. ومن هذه التحدِّياتِ تطويرُ الهويةِ الفرديةِ، والتعاملُ السليمُ معَ البلوغِ وما يصحبُه من تغيراتٍ فسيولوجيةٍ. كما أنَّ المراهقةَ فترةٌ تصاحبُها أيضًا، تغيُّراتٌ إيجابيةٌ، مبعثُها قدرةُ المراهقينَ الكبيرةُ على التعلُّمِ الإيجابيِّ وعلى اكتسابِ خبراتٍ جديدةٍ ومتنوعةٍ، وعلى تكوُّنِ التفكيرِ النقديِّ وممارستِه، والتعوّدُ على حريةِ الفكرِ، والإبداعِ، وعلى الانخراطِ في المجتمعِ.

 

ومن جانبٍ آخر، فعلى الوالدين وأولياءِ الأمورِ مسئولياتٌ نحوَ أبنائِهم في هذه المرحلةِ الهامةِ، لحثِّهم وتشجيعِهم على الأسلوبِ السليمِ لممارسةِ حقوقِهم. وفي هذا الصددِ، فإنَّه من واجبِ الأبوين، وغيرِهم من المسئولين عن هؤلاءِ الأبناءِ، أنْ يأخذوا في الاعتبارِ آراءَهم والتعبيرَ عنْها بحريةٍ في جميعِ الأمورِ التي تمسُهم، وخاصةً في الأسرةِ، والمدرسةِ، والمجتمعاتِ المحيطةِ بهم، وِفقًا لسنِّهم ودرجةِ نُضجِهم، وأنْ يكفلوا وجودَ بيئةٍ آمنهٍ وداعمةٍ لنماءِ قُدراتِ الأبناءُ في هذه المرحلةِ. ويتطلبُ ذلك ضمانَ حقِ المراهقينَ في الوصولِ إلى قدرٍ كافٍ منَ المعلوماتِ الضروريةِ لصحتِهم ونموِهم، وقدرتِهم على المشاركةِ في المجتمعِ بصورةٍ مجديةٍ، وتزويدَ المراهقينَ من طلبةِ المدارسِ، الإناثِ منهم والذكورِ، دونَ أدني تمييزٍ، داخلَ المدرسةِ وخارجِها على السواءِ، بالمعلوماتِ الدقيقةِ والملائمةِ بشأنِ كيفيةِ حمايةِ صحتِهم ونموِهم وكيفيةِ ممارسةِ السلوكياتِ الصحيةِ، وعدم حجب هذه المعلوماتِ عنهم، خاصةً المعلوماتِ المتعلقةِ بالآثارِ السلبيةِ للممارساتِ غيرَ السليمةِ مثلَ زواجُ الأطفالِ وما يتبعه من حملٍ في سنٍّ مبكِّرةٍ وغيرَ ذلك..

 

وإنفاذًا لهذا الحقِ، وضعَ المجلسِ القوميّ للطفولةِ والأمومةِ بالتعاونِ مع صندوقِ الأممِ المتحدةِ للسكانِ برنامجًا متكاملاً يتوجُه إلى المراهقينَ من الجنسينِ بالمدارسِ، للنهوضِ بصحتِهم وتعزيزِ نموِّهم، وتشجيعِ البيئةِ المباشرةِ لهم على احترامِ حقِّهم في الخصوصيةِ بشكلٍ دقيقٍ، وتلقي النصيحةِ والمشورةِ بأسلوبٍ انفرادي وغيرِ علني، بشأنِ كافةِ المسائلِ الصحيةِ والنفسيةِ. ونظرًا للدورِ الهامِ الذي تمارسُه المدرسةُ في حياةِ المراهقينَ، بصفتِها ساحةُ التّعلُمِ والنُّّموِ والتنشئةِ الاجتماعيةِ، يتمُ تنفيذُ "برنامجِ صحةِ المراهقين" بها باعتبارِها بيئةً آمنةً وداعمةً لتنميةِ الشخصيةِ والمواهبِ والقدراتِ العقليةِ والبدنيةِ إلى أقصى إمكاناتِها، والإعدادِ الكافي لمرحلةِ سنِ الرشدِ، للاضطلاعِ بدورٍ إيجابيٍّ في بناءِ الوطنِ باعتبارِ أنَّ الثروةَ البشريةَ هي أهمُ ثروةٍ تتمتعُ بها مصرُ.

 

و مع تطور الأدوات من حولنا  نحاول فى هذا الموقع التأكيد على حق الحصول على المعلومات وما يشكله ذلك من اولى وأهم خطوات الوقاية وممارسة سلوك صحى و سليم، فإننا نتمنى ان نساهم فى إثراء المحتوى المتعلق بقضايا المراهقين  والتأكد من وضع وبالتالى وصول المعلومة الصحيحة الكاملة.