قد يتوهم البعض أن مهارات القيادة هى أعلى مستوى من المهارات أو المعارف التى ينبغى للمدير أن يحوزها بل ويتقنها...وهذا وهم كبير. ذلك أن المعارف والمهارات التى ينبغى للمدير أن يحوزها و يتقنها تتعدى الثمانية وعشرون مهارة ومعرفة...منها مهارة ومعرفة القيادة...ولكن هذا ليس بغريب...فالتعليم الفاشل – فى كل مراحلة – قبل وأثناء وبعد الجامعة – قد أفرز لنا أجيالا ليس فقط ينقصهم العلم – بل الأخطر ينقصهم القدرة على البحث والفهم
ومن أخطر المعارف والمهارات التى تعتبر من أدق أسرار المدير المتميز والتى لا تدرسها جامعة ولا ماجستير ادارة أعمال فى أكثر جامعات العالم تقدما: التفكير
ان القدرة على التفكير السليم وتحليل المعطيات والوصول لحلول وقرارات – هى ولا شك المفصل الاساسى لنجاح المدير من عدمه...فكل يوم – بل كل ساعة - يواجه المدير بالعديد من المواقف والمعلومات وينبغى عليه أن يملك المعرفة والمهارة التى تمكنه من قراءة هذه المعلومات وفهم ما بين السطور وما بين طيات الكلمات ليصل الى حلولا وقرارت قد تكون الحد بين النجاح والفشل
فمدير التسويق الذى يفهم مناقشة بعض نواب البرلمان لمشروع قانون منع استيراد المنتجات التى لها مثيل محلى على أنه تهديد مباشر لمنتجات شركته – يساهم بشكل مباشر فى حماية التدفقات النقديه من مبيعات المنتجات التى ربما تحظر اذا صدر ذللك القانون
والمدير التفيذى للشركة الذى يتوصل الى طريقة لتخفيض التكاليف فى شركته عن طريق خدمات التعهيد
Outsourcing
لبعض الخدمات – مثل نظم المعلومات والموارد البشرية والمحاسبة وغيرها – هذا المدير قد ينقذ شركته من الافلاس
وهكذا – فامتلاك معرفة وكيفية التفكير تشكل مديرا عميق النظرة له منهجية ومدرسة معينة فى التفكير تمكنه من الخروج من الازمات – بل من تجنب الوقوع فيها
ونحن – فى ورش عمل كاشف بريدج – نقوم بتدريب المديرين على تلك المعارف والطرق التى تمكن المدير من التفكير بشكل منهجى مختلف بناء على الخبرات المستقاة من خبرات أكبر و أنجح المديرين فى كبريات الشركات العالمية
وابتداء – لكى يتمكن المدير من التفكير بشكل منهجى مختلف – عليه أن يدرك أن لكل مشكلة أو فرصة أو معلومة أكثر من وجه...ولابد أن يدرب نفسه على رؤية هذه
الوجوه جميعا ومن ثم ينشىء مجموعة من السيناريوهات للتعامل مع كل وجه...فمثلا
زيادة سعر الدولار الأمريكى مقابل العملة المحلية قد ينظر له من عدة أوجه – منها
زيادة سعر المنتج أو الخدمة المقدمة من شركته – مما يتطلب تغير فى سياسة التسعير فيمكن زيادة سعر المنتج أو الخدمة مع اضافة خدمه مجانية للعميل
أو يتطلب ذلك التغير فى طرق التوزيع فيمكن الاعتماد على البيع المباشر بدلا عن شبكة الموزعين – أو استخدام تقنيات التجارة الالكترونية فى الوصول الى العملاء
أو يتطلب ذلك التغير فى عدد الموظفين فيمكن اعادة توزيع العاملين على ادارات مختلفة بعد تدريبهم أو حتى التفكير فى الاستغناء عن البعض بعد تقديم مكافئة لنهاية الخدمة
أو يتطلب ذلك التغير فى استرتيجيات التسويق فيمكن التفكير فى الدخول الى شريحة جديدة من العملاء لم تكن مستهدفة فى الماضى أو استخدام التسويق الالكترونى منخفض التكاليف
وهكذا – فكما فهمنا مشكلة أو فرصة أو معلومة واحدة بعدة أوجه – وشكلنا لكل وجه سيناريو للتعامل معه...يمكن فهم المزيد من الأوجه لنفس المعلومة أو الفرصة أو المشكلة ومن ثم خلق المزيد من السيناريوهات للتعامل مع كل وجه وهذا يضيف فهما متعدد الجوانب للمدير ويخلق مديرا عميق التفكير – له منهجية ومدرسة مختلفة فى التعامل مع التحديات اليومية
على أمل اللقاء فى مقال جديد من سلسلة: أسرار مدير - من وحى ورش عمل كاشف بريدج لتطوير وتدريب المديرين