مما لا شك فيه أن المدير - سواء كان فى الادارة العليا أو الوسطى - يقوم بدور محورى فى بناء استراتيجيات الأعمال والاشراف على تنفيذها. وبدون مديرا يمتلك معارف تمكنه من اداء دوره يكون نجاح المدير فى أداء عمله أمرا مشكوكا فيه – فالخبرة العملية وحدها لاتكفى – وهذا ثبت بالدليل العملى النافى لكل شك
وكم رأينا من بلادا وصلت الى حد الحرب الأهلية لفشل رؤسائها فى ادارة الأزمات...وكم رأينا من شركات خرجت من السوق لضعف الرؤية الاستراتيجية لمدرائها...وكم رأينا من مؤسسات تعرضت لهزات مالية قاسية لضعف قدرات مدرائها فى الاحتفاظ وتنمية الأصول البشرية المتاحة لديهم
والمعارف التى ينبغى على المدير امتلاكها ليتمكن من أداء عمله تستغرق جوانب عده - غاب - أو تم تضليل الكثير عن حقيقة كنيتها. فتصور البعض - أو صور لهم - أن برامج وشهادات ماجستير ادارة الأعمال
MBA
فيها كل ما يحتاجه الانسان ليكون مديرا رائعا...ولقد فندنا هذه المزاعم فى سلسلة مقالات: واهمون - فيرجى الرجوع اليها لخطوتها
كما أن كل البرامج التدريبية المتاحة فى الاسواق العربية هى مشتقات من الدراسة النظرية لشهادات ماجستير ادارة الأعمال وتستخدم نفس كتبها ويدرسها نفس اساتذتها و محاضريها
ونحن لا نقلل من أهمية المعارف النظرية المكتسبة من برامج شهادات ماجستير ادارة الأعمال ولكن لابد من وضعها فى سياقها. فهى فى نهاية الأمر من المعارف المهمة التى تبنى الأرضية النظرية التى يبدأ بها المدير فهمه لطبيعة مجتمع الأعمال ولكن لابد من معارف عملية - تقول للمدير كيف يتصرف فى مواقف بعينها...لابد من خبرات ناجحة عملية تنقل الى المدير لكى يتمكن من استخدامها عندما يواجه بنفس المواقف. ومالم تتوافر هذه المعارف العملية - عندها يتعلم المدير ويتصرف بناء على ما يتلاقاه من معارف فى محيط عمله وحياته...من مدراء سابقين...وزملاء حاليين...وهذا هو أصل المشكلة...فكلنا نعلم حجم الفشل الكبير فى قدرات المديرين لدينا فى بلادنا...وبالتالى فمعظم خبراتهم هى خبرات مشوهه...ونقلها الى الجيل التالى هو عملية استنساخ لأجيال من الفاشلين...وهذا تدمير لمستقبل الشركات ومستقبل البلاد
لذلك لابد من بناء المعارف لدى المدير بناء على المعارف النظرية المستقاه من برامج ماجستير ادارة الأعمال
MBA
أو ما يعادلها من دراسات اكاديمية فى الجامعات أو البرامج المتاحة حاليا لدى كل مزودى وبائعى البرامج التدريبية ثم ننتقل الى مجموعة المعارف العملية - المبنية على الخبرات العالمية والمعارف الدولية وهذه المعارف العملية والتى تنقل الخبرات الدولية تبنى لدى المدير الخبرة العملية فى كل المعارف التى ينبغى على المدير أن يتقنها...أمثال هذه المعارف
- الموقف والظروف والطرق التى تدير فيها بروح القائد
- خطوات العمل الاستراتيجيى للمدير
- طريق بناء الفهم المالى للمدير
- كيفية التصرف فى مشكلات بعينها فى مواقف محددة
- طرق واساليب اتخاذ القرار عمليا فى مواقف يقابلها المدير يوميا
- كيفية ادارة الابداع لدى الموظفين فى كل المواقف المعروفة لدى مدراء العالم
- كيفية الادارة والتوسع الأقليمى لنشاط الأعمال
- كيفية التأثير على الموظفين لاستفزاز أقصى قدراتهم فى مواقف بعينها
وهكذا هى المعارف العملية والخبرات الدولية المطلوبه لدى كل مدير وأى مدير لكى يتمكن أن يكون مديرا قويا وناجحا...وهذه المعارف لاتقدمها برامج ماجستير ادارة الأعمال
MBA
النظرية بطبيعتها ولا برامج التدريب المتاحة حاليا لدى كل مقدمى برامج التدريب كونها مشتقات من الطبيعة النظرية لماجستير ادارة الأعمال
MBA
وهذه هى الرسالة التى تبنينها فى منظومة ورش العمل الدولية: كاشف بريدج لتطوير وتدريب المديرين. هذا وسوف نتطرق فى سلسلة مقالات: أسرار مدير الى بعض المعارف العملية - ذات الخبرات الدولية - المقدمة فى ورش عمل كاشف بريدج لتطوير وتدريب المديرين
على أمل اللقاء فى مقال جديد من سلسلة: أسرار مدير - من وحى ورش عمل كاشف بريدج لتطوير وتدريب المديرين