متى نواجه المد المجوسي الجديد؟
الرائد لا يكذب أهله.. أما الرائد الذي يمثّل فكر سادته وأطماعهم فلا بد أن يخدع بني جلدته، لأنه ليس سوى طابور خامس بينهم، يسعى إلى تخديرهم وتضليلهم لكي تمر مؤامرات سادته عليهم.
كذلك هو وضع كثير من حملة الأقلام المسمومة عن خبث أو حماقة، ممن يهوّنون الخطر الشرس الزاحف، ويقدمون تحليلات تثير الشفقة، حتى يخدعوا الأمة عن عدوها الأكبر، مدّعين أن العدو هم أهل العلم والدعوة والبر والإحسان في مجتمعاتهم!!
لم يعد السرطان الصفوي يحتاج إلى براهين على تغلغله في الجسد الإسلامي الواهن، مثلما كانت الحال عشية سقوط كابل ثم بغداد، اللتين سلَّم الغزاة رقبتيهما إلى أحفاد أبي لؤلؤة المجوسي الأولى جزئياً والثانية كلياً..ثم لحقت بهما دمشق والآن صنعاء!!
المشهد الآن فظيع حقاً: فأدوات خامنئي يتمددون في اليمن يوماً بعد يوم – أصبح للحوثي ميناء حيوي هو الحديدة بعد سيطرته على صنعاء!!- .. ويواصلون نحر الشام وأهله بالاشتراك مع طيران أمريكا التي ترفض إنشاء منطقة عازلة شمال سوريا لحماية ما تبقى من الشعب السوري المشرّد من دياره.. وقطعان الرافضة ما زالوا يتوافدون بحقدهم وضلالهم لقتل السوريين العزل..وطهران المتاجرة بأسطورة المقاومة تعلن جهاراً نهاراً أن أمن العدو الصهيوني مرهون ببقاء طاغية الشام ونيرون العصر بشار الأسد .. وصدقوا وهم كاذبون!!
إنها أوضاع تدمي القلب وتجعل الحليم حيران.. فالرافضة في تاريخهم كله أهل ذلة وخنوع –ويكفيهم عار نفاق التقية- فكيف استأسدوا على أمة التوحيد أحفاد الفاتحين الذين بلغوا برسالة الإسلام حدود فرنسا غرباً والصين شرقاً؟
أليس عجباً أن ينتصر هؤلاء المجرمون وهم الأقل عدداً( لا تتجاوز نسبتهم في العالم 10 % من إجمالي عدد المسلمين بحسب مزاعمهم نفسها)؟
فإذا كنا نحمل إسلام المحجة البيضاء التي لا يزيغ عنها إلا هالك، وكنا الأكثر عدداً، والأغنى في الطاقات البشرية النوعية والمادية، فمن أين جاء الخلل لأول مرة بهذه الصورة منذ 13 قرناً؟ صحيح أن تآمر الرافضة في الماضي كان يؤدي إلى تسلطهم على بقعة هنا وبقعة هناك مدة تطول أو تقصر، لكنهم سرعان ما ينهزمون وتتبدد أضغاث أحلامهم المريضة فتذروها الرياح وكأنها لم تكن.
إن المجوس الجدد يعملون في نطاق مشروع هدام لكنه متكامل، وسخّروا له إمكاناتهم ونفذوه على مراحل ببطء نسبياً ولكن بعزم وروية.تآمروا مع الصهاينة والصليبيين وفقاً لما يخدم كيدهم في المدى البعيد..
والحديد لا يفلّه إلا الحديد.. فأين هو مشروع أمة الإسلام الذي لو كان قائماً لكن أحفاد عبدة النار ما زالوا يتقربون إلينا بنفاق تقيتهم؟
كنا وما زلنا نتبع سياسة ردود الأفعال، ونحسن الظن في أعدائنا الذين يزعمون أنهم أصدقاؤنا، فإذا بهم رعاة من وراء حجاب لأطماع أعدائنا..
تفرقنا ليس سرّاً .. فنحن نختلف في كثير من المسائل الثانوية لكننا نجعلها أساسية على حساب وجودنا وبقائنا، بينما يمضي عدونا في مشروعه اللئيم بجدية، ويتجاهل الاختلافات الهامشية في صفوفه.. أين هو سُلَّمُ أولوياتنا الإستراتيجي؟ وهل ننتظر أن يحتل غلاة الشعوبيين مزيداً من عواصمنا وديارنا حتى نصحو من سباتنا؟ أليست مواجهة هذا الطوفان الاستئصالي هي الواجب الأول اليوم على جميع بلاد المسلمين؟
نخشى أن يكون الوقت قد تأخر كثيراً، ولا نخشى على مستقبل هذه الأمة التي ستدافع عن دينها وكيانها ولو بالعصيّ والحجارة، وهي واثقة بنصر الله عز وجل الذي وعد عباده بالنصر والتمكين إن هم أطاعوه سبحانه وأقاموا شريعته على الوجه الذي يرضيه-ووعده الحق ومن أصدق من الله قيلاً-..
المصدر : المسلم
https://www.youtube.com/watch?v=cnxv8x0rcIQ