دور المعلم في تربية الطلاب

للمعلم دور كبير في بناء الحضارات، لأن أعظم هبة يمكن أن تقدَّم للمجتمع؛ هي تربية وتعليم أبنائه، لأن المعلم هو العامل الأساسي في نجاح العملية التربوية والتعليمية.
وهو من أهم عناصر التعليم، لأن عناصر التعليم تفقد أهميتها إذا لم يتوفر المعلم الصالح الذي ينفث فيها من روحه فتصبح ذاتَ أثر وقيمة . قيل لأبي حنيفة ـ رحمه الله ـ : في المسجد حلقة ينظرون في الفقه . فقال: ألهم رأس؟ قالوا: لا، قال: لا يفقه هؤلاء أبدا. والمعلم هو الرأس والموجه ، لذا المعلم له دور كبير في تربية الطلاب ، ومن أهم العناصر
المؤثرة في التربية مايلي :

 

1ـ تربية الطلاب بالقد وة :

إنّ الطالب يرى المعلّم مثالاً سامياً وقدوة حسنة ، وينظر إليه باهتمام كبير واحترام وفير ، وينزله مكانة عالية في نفسه ، وهو دائماً يحاكيه ويقتدي به ، وينفعل ويتأثر بشخصيّته .

فكلمات المعلم وثقافته وسلوكه ومظهره ومعاملته للطلاب ، بل وجميع حركاته وسكناته ، تترك أثرها الفعّال على نفسيّة الطفل ، فتظهر في حياته وتلازمه .

وإنّ شخصيّة المعلّم تترك بصماتها وطابعها على شخصيّة الطفل عبر المؤثرات فالطفل يكتسب من معلّمه عن طريق التقليد والإيحاء الذي يترك غالباً أثره في نفسه ، دون أن يشعر الطفل بذلك وعليه ينبغي أن يكون المعلم قدوة حسنة ليقتدى به .

2ـ التربية بالقرآن والسنة وفق المنهج الدراسي .

لابد من تفعيل المادة العلمية وتحفيز الطلاب للتطبيق ؛ وليس المقصود الاختبار فقط؟وإذا أحسـن المعـلم عـرض المـادة بشـكل مـشـوق ، فسيكون له الأثـر المرجـو ونـذكر بــعـض الأمثـلة منها :

أن الله تبارك وتعالى خلق عباده وأودع فيهم مواهب وقدرات ، وخلق لهم السماء والأرض والبحار ، وسخّر لهم ما فيها جميعاً ، وأغدق على الإنسان نعمه المستفيضة ، ممّا يوجب طاعته والشكر له وعبادته ، وهو سبحانه القائل :

أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يُسَبِّحُ لَهُ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَالطَّيْرُ صَافَّاتٍ كُلٌّ قَدْ عَلِمَ صَلَاتَهُ وَتَسْبِيحَهُ وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِمَا يَفْعَلُونَ [ النور : 41 ] .

وإن العبادة تتّخذ أشكالاً منوّعة ، يؤدّيها كل مخلوق حسب خلقته وقدرته وإدراكه ، كما يفهم ذلك من قوله تعالى في الآية المتقدّمة : كُلٌّ قَدْ عَلِمَ صَلَاتَهُ وَتَسْبِيحَهُ 

والأفضل للمرء أن يتجه إلى ربّه في كل الأمور ، يسيرها وعسيرها ، فيعوّد نفسه وطلابه منذ الصغر على الصلاة وإقامتها في أوقاتها ، في السرّ والعلانية ، ليحصل على أكثر قدر ممكن من الثواب باكتساب فضيلتها .

وقد حبّب الله عزَّ وجلَّ للمصلّين أن يقيموها في أوقاتها الشرعيّة المخصّصة لها ، وبيّن الباري لهم فضل ذلك وأجره ، إذ قال عزّ من قائل : وَأَقِمِ الصَّلوةَ طَرَفَيِ النَّهَارِ وَزُلَفًا مِّنَ اللَّيْلِ إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ ذَلِكَ ذِكْرَى لِلذَّاكِرِينَ [ هـود : 114 ] .

و عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( مُرُوا أَوْلادَكُمْ بِالصَّلاةِ وَهُمْ أَبْنَاءُ سَبْعِ سِنِينَ وَاضْرِبُوهُمْ عَلَيْهَا وَهُمْ أَبْنَاءُ عَشْرٍ وَفَرِّقُوا بَيْنَهُمْ فِي الْمَضَاجِعِ ) صحيح سنن أبي داود 466.

كما أن الإمام زين العابدين ـ رحمه الله ـ كان يعّود الصبيان والشباب على إقامة الصلاة في وقتها ، وذلك لكسب فضيلتها وأجرها ، إضافة إلى أجر الصلاة ذاتها .

وعلى المعلمَ أن يعوِّد الطلابَ على استخراج لطائف المعاني ودقائق الأسرار من الآيات، ويضرب المثل بأن الله تعالى قد هدى سيدنا عمر بن الخطاب لبدء تأريخ العام بهجرة الرسول صلى الله عليه وسلم حيث نظر إليها على أنها كانت فتحًا ونصرًا من خلال الآية الكريمة ﴿لَمَسْجِدٌ أُسِّسَ عَلَى التَّقْوَى مِنْ أَوَّلِ يَوْمٍ أَحَقُّ أَنْ تَقُومَ فِيهِ فِيهِ رِجَالٌ يُحِبُّونَ أَنْ يَتَطَهَّرُوا وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُطَّهِّرِينَ﴾] سورة التوبة من الآية 108] وتوقف عند كلمة ( أول يوم( فهداه الله إلى أنَّ هذه إشارة إلى تحديد تاريخ هذه الأمة بهجرة الرسول صلى الله عليه وسلم فنشحذ أفكار الطلاب للإستنباط وأخذ الفوائد والأحكام وتدريبهم على ذلك .

3ـ التربية بزرع الثقة والطمأنينة في نفوس الطلاب.

أن يجتهد المعلمون في زرع الثقة والطمأنينة في نفوس الطلاب ، ليحرروهم من تأثيرات الخوف والاضطراب والقلق والشعور بالدناءة والضعة وكل ما يؤدّي إلى سحق شخصيّاتهم وانهيارهم النفسيّ ، ليخرجوا إلى المجتمع الإسلاميّ صحيحين سالمين وذو شخصيات قادرة على أداء دورها المسؤول والنافع بأفضل صورة ممكنة .

وتفيد بحوث وتجارب المحلّلين النفسانيّين والأطبّاء والعلماء وخبراء علم النفس وعلم الاجتماع ، بأنّ جانباً كبيراً من السلوك البشري يتكوّن من استجابة داخليّة لمؤثّرات خارجيّة ، مثل المال والجنس والجاه وغير ذلك .

والشريعة الإسلامية ترى بأن من أهم الأمور المؤدية إلى طمانينة النفس وارتقاء مستوى وعي الإنسان وبالتالي إلى توازنه النفسي والمعيشة في ظل الحياة الطيبة هو طاعة الله في كل المجالات والهج بذكره سبحانه وتعالى على الدوام .

4- التربية بالقصص الهادفة .

فالقصة لها تأثير على النفس عجيب ، فعلى المعلمين أن يكثروا من القصص النافعة لطلابهم فهو خير عون لهم على تربية الأجيال، والقرآن والسنة يحملان في طياتهما عدداً من القصص العظيمة، فعـلى المـعلم أن يحـرص على القصـص المفيـدة بأسـلوب منـاسب لكل مـرحـلة

وحسب الموضوع ، ومن فضل الله يوجد كتب كثيرة اعتنت بالقصص الهادفة .

5 - التربية بالنصح والتوجيه غير المباشر .

وهذا له فوائد عديدة تؤثر في نفس الطالب و سوف يزداد حبه للمعلم، حيث يشعر أنه يعلم أخطاءه، وأيضاً شعور الطالب بحفظ كرامته وشخصيته عند مدرسه وزملائه، كما يساعد ذلك إلى تصحيح أخطاء مشابهة للخطأ الذي وقع فيه الطالب لدى طلبة آخرين دون علم المدرس، ومن صور النصح والتوجيه غير المباشر: القصة، التعريض، تكليف من وقع منه الخطأ بكتابة موضوع مختصر عن حكم ذلك...وهلم جرا.

قام أحد المعلمين حيث وزع كتيب (ما هي الأعمال التي يمكنك القيام بها خلال عشر دقائق ) وذلك على طلاب السادس الابتدائي ، ووجد تغييرا كبيرا على الطلاب أثناء الحصة وبين الحصص الأخرى في استثمار الوقت ، ومراقبة الله والإكثار من الأعمال الصالحة في الأوقات اليسيرة . فكيف بتوجيه منك طوال سنة ؟ فما حجم التغيير والهداية التي ستحصل بإذن الله ؟!!!

ويقول أحد المعلمين : طالب لم يكن من المحافظين على صلاة الفجر رغم أنه حريص على دراسته وعلاقته بزملائه ومعلميه ، كثيراً ما نصحته في ذلك فيعتذر بالنوم تارة ، وبعدم وجود من يوقظه تارة أخرى ، إلى أن جاءت أيام الاختبارات فكانت فرصة قوية للتأثر فنصحته مجدداً وطلبت منه أن يراجع المادة بعد الفجر تشجيعاً له على الاستيقاظ فكان ذلك ، وهو الآن بحمد الله لا يفارق الصف الأول في المسجد .وغيرها من الصور والمواقف المشرفة لمربي الأجيال .

6 - التربية بالبرامج الثقافية .

ومن صورها: المسابقات القرآنية التي تطرح بين الطلاب سواء في الحفظ أو في علوم القرآن، وكذلك المسابقات والأسئلة الثقافية، و إلقاء كلمات موجزة ومتنوعة على بعضهم البعض تحت إشراف معلمهم أو مشرف النشاط عليهم، وأيضاً الكتابة في بعض الموضوعات المتعلقة بالقرآن وعلومه أو أبواب العلم أو الأخلاق والأدب ونحوه، وكذلك تكليفهم بتلخيص بعض الكتب النافعة، و اصطحاب نخبة من الطلاب الجادين لحضور المحاضرات العامة والدروس وزيارة المكتبات الخيرية والحكومية لتعويدهم على جو طلب العلم ، واحترام العلماء.

7- التربية بالبرامج الاجتماعية :

البرامج الاجتماعية : هي من أهم البرامج التي يمكن أن تقوم بها المدرسة من أجل نزع الرتابة والملل من نفوس الطلاب والترويح عنهم وإدخال السرور على نفوسهم، وتوثيق أواصر الأخوة بين بعضهم البعض ومع معلمهم.

فمن البرامج الاجتماعية المعروفة القيام برحلة (نصف يوم) بين فينة وأخرى يكون فيها بعض الفوائد والبرامج التربوية النافعة، وكذلك زيارة الأماكن المقدسة والتاريخية والجغرافية المختلفة، وأيضاً زيارة بعض المدارس المميزة بالتنسيق مع الجهة المشرفة عليها والتعرف على طلابها، كذلك الزيارة الميدانية لأحد العلماء وتكون خاصة بالمتميزين في دروسهم .

8 - التربية بالتواضع العلمي :

التواضع العلمي: الاعتراف بالحق فضيلة، والرجوع إليه خير من التمادي في الخطأ، فعلى المعلم أن يتأسى بالسلف الصالح في طلبهم للحق والإذعان له إذا تبين لهم أن الحق

بخلاف ما يفتون أو يعتقدون والدليل على ذلك ما ذكره ابن أبي حاتم في كتابه ( مقدمة الجرح والتعديل ) حين ذكر قصة مالك ـ رحمه الله ـ ورجوعه عن فتواه حينما سمع الحديث، وذكرها بعنوان: [باب ما ذكر من إتباع مالك لآثار النبي صلى الله عليه وسلم ونزوعه عن فتواه عندما حدث عن النبي صلى الله عليه وسلم خلافه قال ابن وهب: سمعت مالكا سئل عن تخليل أصابع الرجلين في الوضوء فقال: ليس ذلك على الناس. قال: فتركته حتى خف الناس، فقلت له: عندنا في ذلك سنة، فقال: وما هي؟ قلت: حدثنا الليث بن سعد وابن لهيعة وعمرو بن الحارث عن يزيد بن عمرو المعافري عن أبي عبد الرحمن الحبلي عن المستورد بن شداد القرشي قال :

( رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يدلك بخنصره ما بين أصابع رجليه ) ، فقال : إن هذا الحديث حسن، وما سمعت به قط إلا الساعة، ثم سمعته بعد ذلك يسأل فيأمر بتخليل الأصابع.

و قال أحد المعلمين : لقد عشت قرابة أربعين عاما معلما ومربيا، وإن نسيت ، فلا أنسى ذلك المعلم الذي أخطأ في قراءة حديث ، فلما رده بعض الطلاب أصر على خطأه، وجعل يجادل بالباطل، فسقط هذا المعلم من نظر طلابه، ولم يعد موضع ثقتهم.

ولا أزال أذكر بعض المعلمين الصادقين الذين كانوا يعترفون بخطئهم، ويتراجعون عنه، لقد أحبهم الطلاب، وازدادت ثقتهم بهم، وأصبحوا موضع إجلال وإكبار التواضع سبب في إزالة الحواجز بين المعلم وطالبه .حبذا لو سار المعلمون جميعا سير هؤلاء ونهجوا نهجهم في الرجوع إلى الحق.

9- التربية بالصدق والوفاء بالوعد :

على المعلم أن يلتزم الصدق في كلامه ، فإن الصدق كله خير، ولا يربي تلاميذه على

الكذب، ولو كان في ذلك مصلحة تظهر له. حدث أن سأل أحد الطلاب معلمه مستنكرا تدخين أحد المعلمين، فأجابه المعلم مدافعا عن زميله، بأن سبب تدخينه هو نصيحة الطبيب له، وحين خرج الطالب من الصف قال:

إن المعلم يكذب علينا . و لو صدق المعلم في إجابته، وبين خطأ زميله، بأن التدخين حرام، لأنه مضر بالجسم، مؤذ للجار، متلف للمال، فلو فعل ذلك لكسب ثقة الطلاب وحبهم، ويستطيع أن يقول هذا المعلم إلى طلابه: إن المعلم فرد من الناس تجري عليه الأعراض البشرية، فهو يصيب ويخطئ، وهذا نبينا صلى الله عليه وسلم يقرر ذلك في حديث قائلاً: ( كل بني آدم خطاء، وخير الخطائين التوابون ) (صحيح رواه أحمد ). لقد كان بإمكان المعلم المسئول أن يجعل سؤال الطالب عن تدخين معلمه درسا لجميع الطلبة، فيفهمهم أضرار التدخين، وحكمه الشرعي، وأقوال العلماء فيه، وأدلتهم، فيكون بذلك قد استفاد من سؤال الطالب

واستعمله في التربية والتوجيه . يقول الرسول صلى الله عليه وسلم  : ( وما يزال الرجل يصدق ويتحرى الصدق حتى يكتب عند الله صديقا.. الحديث ) رواه مسلم.

فالصدق خلق عظيم ينبغي على المعلم أن يزرعه في طلابه، ويحببهم إليه، ويعودهم عليه، وليكن مطبقا له في أقواله وأفعاله، حتى في مزاحه معهم عليه أن يكون صادقا، فقد كان الرسول صلى الله عليه وسلم   يمزح ولا يقول إلا حقا. وليحذر المعلم أن يكذب على طلابه ولو مازحا

أو متأؤلا، وإذا وعدهم بشيء فعليه أن يفي بوعده ، حتى يتعلموا منه الصدق، والوفاء قولا وعملا، لأن الطلاب يعرفون الكذب ويدركونه، وإن لم يستطيعوا مجابهة المعلم به حياء منه، وقد رأينا في قصة المعلم الذي دافع عن زميله المدخن، كيف أدرك الطلاب كذبه.

10- التربية على البحث والتنقيب على المعلومة :

يمكن للمعلم أن يطلب من الطالب بيان معنى كلمة ، أو بيان حكم شرعي ، بالرجوع إلى كتاب أو أكثر أو سؤال عالم أو مفتي فكم سيكون من الأثر الكبير عندما يتربى الطلاب على الرجوع إلى هذه المصادر والمراجع ؛ وكم سيكون لها من الأثر في نفوسهم ؛ وأسأل كبار طلاب العلم الذين تتلمذوا على سماحة الشيخ ابن باز وابن عثيمين رحمهما الله كيف كان لهذا المنهج من أثر كبير في العناية بتربية الطلاب العلمية .

11- التربية على حفظ الوصايا النافعة :

على المربي أن يعلم الطلاب الوصايا النافعة لهم، ويكتبها لهم على السبورة ، ليكتبوها في دفاترهم ليحفظوها، ثم يشرحها لهم،لاسيما في حصص الانتظار ومن ذلك ما ورد في حديث صحيح عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: كنت خلف النبي صلى الله عليه وسلم يوما فقال لي:

يا غلام إني أعلمك كلمات:

1- احفظ الله يحفظك: أي امتثل أوامر الله، واجتنب نواهيه يحفظك في دنياك وآخرتك.

2- تجده تجاهك: أي أمامك، فاحفظ حدود الله، وراع حقوقه تجد الله يوفقك وينصرك .

3- إذا سألت فاسأل الله، وإذا استعنت فاستعن بالله: أي إذا طلبت الإعانة على أمر من أمور الدنـيا والآخـرة ، فاسـتعن بالله، ولا سيما في الأمـور التي لا يقدر عليها إلا الله وحـده كشفاء مرض، أو طلب رزق ، فهي مما اختص الله بها وحده.

4- واعلم أن الأمة لو اجتمعت على أن ينفعوك بشيء لم ينفعوك إلا بشيء قد كتبه الله لك. وإن اجتمعوا على أن يضروك بشيء لم يضروك إلا بشيء قد كتبه الله عليك. رفعت الأقلام وجفت الصحف رواه الترمذي وقال: حديث حسن صحيح. فعلى المسلم أن يؤمن بالقدر الذي كتبه الله عليه خيره وشره.

من فوائد الحديث :

* حب الرسول صلى الله عليه وسلم للأولاد، وإركاب ابن عباس خلفه، ومناداته يا غلام.

* أمر الأطفال بطاعة الله، والابتعاد عن معاصيه ليسعدوا في الدنيا والآخرة.

* الله ينجي المؤمن عند الشدائد إذا أدى حق الله، وحق الناس عند الرخاء والصحة.

* غرس عقيدة التوحيد في نفوس الأطفال: بسؤال الله تعالى والاستعانة به.

* تثبيت عقيدة الإيمان بالقدر خيره وشره فهي من أركان الإيمان.

*تربية الطفل على التفاؤل، ليستقبل الحياة بشجاعة وأمل، وليكون فردا نافعا في أمته.

12 - ومن التربية استغلال الأحداث والوقائع في المدرسة بالتعليق عليها والتفاعل معها :

مثل ظاهرة الصلاة بدون وضوء ، وعند وقوع حادث أو وفاة طالب أو قريب إلى الطالب

أو مرض ، وتقديمك المساعدة للطالب عند حاجته لها ( طريقك لقلبه وهدايته ) :

قد تمر بالطالب ظروف معينة يحتاج معها للمساعدة سواء كانت المساعدة مادية أو شفاعة  مَنْ يَشْفَعْ شَفَاعَةً حَسَنَةً يَكُنْ لَهُ نَصِيبٌ مِنْهَا وَمَنْ يَشْفَعْ شَفَاعَةً سَيِّئَةً يَكُنْ لَهُ كِفْلٌ مِنْهَا وَكَانَ اللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ مُقِيتًا  [سورة النساء الآية 85] أو غير ذلك مما قد يعرض للطالب فإنه يحسن بالمعلم أن يتدخل وقد ذكر أحد المعلمين أن طالباً كاد أن يطرد بسبب الشك في أنه أفسد أحد أجهزة المدرسة وكان خارج حجرة المدير فلما رآه المعلم قال رأيت وجهاً ليس بوجه كذاب سألته فصدقني فشفعت له عند المدير فقبل شفاعتي فهداه الله بهذه الشفاعة ولله الحمد .

13- التربية بإشراك أكبر عدد من الطلاب في المسابقات :

أن يضع معلمو التربية الإسلامية أهداف مسبقة لتفعيل المسابقة في القرآن الكريم والسنة النبوية .

لماذا لايستهدف كل الطلاب ؛ ويحرص على تحفيزهم للمشاركة ؛ وتكون الجوائز مناسبة .

فمثلا المرحلة الإبتدائية : حفظ جزء عم .

والمرحلة المتوسطة : سورة الكهف .

والمرحلة الثانوية : البقرة أو الجزء الأول منها .

وفي السُنة المرحلة الإبتدائية : الأذكار والأربعين النووية .

وفي المرحلة المتوسطة عمدة الأحكام على ثلاث سنوات وهكذا في المرحلة الثانوية .

ألا يمكن مشاركة أكبر عدد من الطلاب ولا تكون حكراً على أفراد معينين .

14 - التربية بالكلمة الهادية والتوجيه المسدد :

النصيحة الطيبة بالكلمة الصادقة تفعل في نفوس الطلاب الأفاعيل لا تحتقرن جهدك

وبذلك ، فقد تكون مجرد كلمة عابرة وجهد يسير يثمر شيئا كبيراً ؛ وانظر إلى ثمرة هذا المعلم ماذا أثمرت ؟شاب صغير في الصف الثالث الابتدائية , كان مدرس المدرسة يحث هؤلاء الشباب على طاعة الله سبحانه وتعالى وعلى أداء صلاة الفجر , وكانت النتيجة أن تأثر هذا الغلام الصغير بهذه الدعوة من مدرسه واستجاب لأداء صلاة الجماعة في المسجد ولكن الفجر صعبة بالنسبة له , فقرر أن يصلي الفجر في المسجد ولكن من الذي يوقظه؟ أمه؟ لا, والده؟ لا, ماذا يصنع يا ترى؟ قرر قراراً خطيراً , قراراً صارماً , أن يسهر الليل ولا ينام ... فقرر أن يمشي خلف الشيخ دون أن يشعر به ولكن الشيخ بعد فترة مات , .... لماذا تبكي يا بُني, إنه رجلٌ غريب عنك, إنه ليس أباك, ولا أمك ولا أخاك, فلماذا تبكي؟ لماذا يبكي يا ترى؟ فعندما حاول والده أن يعرف السبب , قال لوالده يا أبي ليتك أنت الميت , أعوذ بالله , هكذا يتمنى الابن أن يموت الأب ولا يموت ذلك الرجل!! قال نعم ببراءة الأطفال قال يا أبي ليتك أنت الميت لأنك لم توقظني لصلاة الفجر, أما هذا الرجل فقد كنت أمشي في ظلاله دون أن يشعر إلى صلاة الفجر ذهاباً وإياباً, وقص القصة على والده, كاد الأب أن تخنقه العبر وربما بكى, تأثر فكان تغيراً جذرياً كلياً في حياة هذا الأب بفعل سلوك هذا الابن بل بفعل سلوك هذا المعلم, الله أكبر, انظروا إلى ثمرة هذا المعلم ماذا أثمرت؟ أثمرت أسرة صالحة, وأنتجت منهجاً صالحاً.

قال أحد النبهاء وقد مر على شاب يلعب حارساً لمرمى فريقه ، كل اهتمامه حراسة المرمى لا يعرف إلا ذلك ، ولا يعيش إلا له ، فقال له عبارة تخير لفظها قال : " أسأل الله أن أراك حارساً لمرمى الإسـلام من أعدائه " فاستولى عليه المعنى ، وأسَرَتْه العبارة وترك ما هو فيه ، وأقبل على دينه ، وأصبح من الدعاة المعروفين .

بل اذكر لك مثالا من سيرة السلف على تأثير كلمات عابرة ، كيف فعلت في نفوس الطلاب ما فعلت ؟

أ ـ كلمة واحدة في مجلس واحد وقعت في أذن البخاري فيسر الله له تأليف الصحيح فلقد ذكر لتأليفه ثلاث أسباب أشهرها أنه كان في حلقة إسحاق بن راهويه فقال لو أن أحدكم يجمع كتابا فيما صح من سنة الرسول صلى الله عليه وسلم جملة واحدة !! قالها إسحاق فوقع ذلك في نفس البخاري فصنف هذا الكتاب الذي خلد التاريخ اسمه .

ب ـ الإمام الزهري سبب طلبه لعلم الحديث كلمة واحدة يقول هو بنفسه عن الإمام البِرزالي إنه لما رأى خطه قال له : إن خطك هذا يشبه خط المحدثين . قال فحبب الله لي علم الحديث . فانظر ماذا فعلت هذه الجملة في الإمام الذهبي فقد صار من أئمة الحديث وحفاظه ونقاده .

وصلى الله على محمد وأله وصحبه والحمدلله رب العلمين .

أهم المراجع والمصادر :

1ـ تفسير ابن كثير .

2ـ هدي الساري مقدمة فتح الباري لابن حجر.

3ـ نداء إلى المربين والمربيات إعداد: محمد بن جميل زينو.

4ـ مقدمة الجرح والتعديل لابن أبي حاتم .

5ـ علم النفس وتطبيقاته محمد عبدالله البيلي: ط1، 1417هـ

6ـ المعلم أنماطه وأدواره في التراث والتربية الحديثة محمود أحمد موسى .

7ـ مجلة الدراسات التربوية ، العدد الثاني ، 1986/1987م ، منطقة العين التعليمية .

8ـ مهنتي كمعلم . محمود عبدالقادر علي قراقزة : ط1 ، 1416هـ الدار العربية للعلوم .

9ـ نحو ميادين وفعاليات تربوية معاصرة محمود عبدالقادر علي قراقزة : ط1، 1408هـ. 10 ـ موقع صيد الفوائد.الشبكة العنكنوتية .

11ــ شريط ( قصص مؤثرة للشباب ) للشيخ إبراهيم الفارس.

ملخص دور المعلم في تربية الطلاب .

الحمد لله الذي علم بالقلم علم الإنسان مالم يعلم والصلاة والسلام على نبينا محمد الأكرم المؤيد بكتابه المبين المتمسك بحبله المتين وعلى أله وصحبه أجمعين وبعد :

للمعلم دور كبير في بناء الحضارات، لأن أعظم هبة يمكن أن تقدَّم للمجتمع؛ هي تربية وتعليم أبنائه، ومن أهم العناصر المؤثرة في التربية ما يلي :

1ـ تربية الطلاب بالقدوة .

2ـ التربية بالقرآن والسنة وفق المنهج الدراسي .

3ـ التربية بزرع الثقة والطمأنينة في نفوس الطلاب.

4ـ التربية بالقصص الهادفة .

5ـ التربية بالنصح والتوجيه غير المباشر .

6ـ التربية بالبرامج الثقافية المنوعة .

7ـ التربية بالبرامج الاجتماعية .

8ـ التربية بالتواضع العلمي .

9ـ التربية بالصدق والوفاء بالوعد .

10ـ التربية على البحث والتنقيب عن المعلومة .

11ـ التربية على حفظ الوصايا النافعة .

12 ـ ومن التربية استغلال الأحداث والوقائع في المدرسة بالتعليق عليها والتفاعل معها .

13ـ التربية بإشراك أكبر عدد من الطلاب في المسابقات .

14 ـ التربية بالكلمة الهادية والتوجيه المسدد .

وصلى الله على محمد وأله وصحبه والحمدلله رب العلمين .

 

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 3731 مشاهدة
نشرت فى 18 فبراير 2015 بواسطة MuhammadAshadaw

بحث

تسجيل الدخول

مالك المعرفه

MuhammadAshadaw
مكافحة اضرار المخدرات والتدخين ومقالات اسلامية وادبية وتاريخيه وعلمية »

عدد زيارات الموقع

938,704

المخدرات خطر ومواجهة

مازال تعاطي المخدرات والاتجار فيها من المشكلات الكبرى التي تجتاح العالم بصفة عامة والعالم العربي والإسلامي بصفة خاصة وتعتبر مشكلة المخدرات من أخطر المشاكل لما لها من آثار شنيعة على الفرد والأسرة والمجتمع باعتبارها آفة وخطراً يتحمل الجميع مسؤولية مكافحتها والحد من انتشارها ويجب التعاون على الجميع في مواجهتها والتصدي لها وآثارها المدمرة على الإنسانية والمجتمعات ليس على الوضع الأخلاقي والاقتصادي ولا على الأمن الاجتماعي والصحي فحسب بل لتأثيرها المباشر على عقل الإنسان فهي تفسد المزاج والتفكير في الفرد وتحدث فيه الدياثة والتعدي وغير ذلك من الفساد وتصده عن واجباته الدينية وعن ذكر الله والصلاة، وتسلب إرادته وقدراته البدنية والنفسية كعضو صالح في المجتمع فهي داخلة فيما حرم الله ورسوله بل أشد حرمة من الخمر وأخبث شراً من جهة انها تفقد العقل وتفسد الأخلاق والدين وتتلف الأموال وتخل بالأمن وتشيع الفساد وتسحق الكرامة وتقضي على القيم وتزهق جوهر الشرف، ومن الظواهر السلبية لهذا الخطر المحدق أن المتعاطي للمخدرات ينتهي غالباً بالإدمان عليها واذا سلم المدمن من الموت لقاء جرعة زائدة أو تأثير للسموم ونحوها فإن المدمن يعيش ذليلاً بائساً مصاباً بالوهن وشحوب الوجه وضمور الجسم وضعف الاعصاب وفي هذا الصدد تؤكد الفحوص الطبية لملفات المدمنين العلاجية أو المرفقة في قضايا المقبوض عليهم التلازم بين داء فيروس الوباء الكبدي الخطر وغيره من الأمراض والأوبئة الفتاكة بتعاطي المخدرات والادمان عليها.