حاياه 6 ملايين شخص سنوياً، يحوي 4 آلاف مادة كيميائية منها 70 مسرطنة.. واليوم من كل عام العالم يكثف جهوده لمكافحته

تزايد المخاطر الصحية عند تعرض الأطفال لدخان السجائر

لا تجلب الضرر لأطفالك

    يعد تدخين التبغ من أكثر أشكال التدخين شيوعًا حيث يمارسه أكثر من مليار شخص في معظم المجتمعات. وقد وُجد في العديد من الثقافات المختلفة حول العالم كما برز باعتباره ممارسة سلبية في الوقت الحاضر، هذا وأثبتت الدراسات الطبية أن التدخين يعد من العوامل الرئيسة المسببة للعديد من الامراض.

يحتوي الدخان الثانوي الناجم عن التدخين على أكثر من 4,000 مادة كيميائية، بما في ذلك المواد المسرطنة المعروفة والتي يبلغ عددها 69 مادة. ومن أكثر هذه المواد خطورة الهيدروكربونات العطرية متعددة الحلقات، ومركبات النِتْروزامين الموجودة في أنواع معينة من منتجات التبغ والأمينات العطرية مثل رباعي-أمينوبايوفينيل، والتي تعرف جميعها بأنها مواد مسرطنة للغاية. يحتوي تيار الدخان الرئيسي الناجم عن التدخين، إضافة إلى تيار الدخان الثانوي، والدخان غير المباشر على المكونات نفسها تقريبًا، إلا أن تركيز تلك العناصر يختلف باختلاف نوع الدخان. وقد أثبتت الأبحاث التي قامت بها شركات التبغ نفسها أن أكثر من مادة مسرطنة من المواد المسرطنة المعروفة تتواجد في التركيزات المرتفعة من الدخان الثانوي بصورة أكثر من تواجدها في الدخان الرئيسي.

وقد ثبت أن الانبعاثات الملوثة الدقيقة الصادرة عن دخان التبغ تفوق مثيلاتها الصادرة عن محرك ديزل منخفض الانبعاثات إذا تم تشغيله في وضع الثبات. ففي تجربة أجراها المعهد الوطني الإيطالي للسرطان، تُركت ثلاث سجائر تحترق وتدخن من غير لهب، واحدة تلو الأخرى، في كراج سيارات سعته 60 مترا مكعبا وليس به منافذ تهوية جيدة. أصدرت السجائر انبعاثات دقيقة ملوثة تخطت حدود الكراج، وكذلك تركيزات مواد دقيقة تصل إلى 10 أضعاف الانبعاثات التي يصدرها محرك يعمل في وضع الثبات.

أدت المخاطر الصحية المثبتة عن التدخين، إلى قيام الكثير من الدول بفرض ضرائب عالية على منتجات التبغ، بالإضافة إلى القيام بحملات سنوية ضد التدخين في محاولة للحد من هذه الظاهرة.

يُحتفل باليوم العالمي لمكافحة التدخين حول العالم في الحادي والثلاثين من شهر مايو في كل عام. حيث يعنى من خلاله التشجيع على الامتناع عن استهلاك جميع أشكال التبغ مدة أربع وعشرين ساعة في جميع أنحاء العالم. كما يسعى هذا اليوم بشكل أكبر لجذب الاهتمام العالمي حول السيطرة بشكل واسع على استخدام التبغ وإلى التأثيرات الصحية السلبية له، التي باتت تؤدي حاليا إلى الموت سنويا في أرجاء العالم.


بل الحرص على صحتهم

يودي وباء التبغ العالمي بحياة ما يقرب من 6 ملايين شخص سنوياً، منهم أكثر من

000 600 شخص من غير المدخنين الذين يموتون بسبب استنشاق الدخان بشكل غير مباشر. وإن لم نتخذ الاحتياطات اللازمة فمن المتوقع أن يقضي هذا الوباء على أرواح أكثر من 8 ملايين شخص سنوياً حتى عام 2030م

ويكمن الهدف النهائي لليوم العالمي للامتناع عن التدخين في المساهمة في حماية الأجيال الحالية والمقبلة من هذه العواقب الصحية المدمرة، بل وأيضاً من المصائب الاجتماعية والبيئية والاقتصادية لتعاطي التبغ والتعرض لدخانه.

استنشاق الدخان إلى الرئتين بغض النظر عن المادة المستنشقة، له تأثيرات سلبية على صحة الإنسان حيث يُصدر عدم الاحتراق الكامل الناتج عن حرق نبات مثل التبغ أول أكسيد الكربون والذي يعيق بدوره قدرة الدم على حمل الأكسجين عند استنشاقه إلى الرئتين. وهناك العديد من المركبات السامة في التبغ التي تسبب مخاطر صحية خطيرة للمدخنين على المدى الطويل ويرجع هذا لأسباب كثيرة مثل القصور في وظائف الأوعية الدموية، سرطان الرئة، النوبة القلبية، السكتة الدماغية، العجز الجنسي وقلة وزن الأطفال المولودين لأم مدخنة.

يبدأ معظم المدخنين التدخين خلال مرحلة المراهقة أو البلوغ المبكر. حيث يروق التدخين للشباب لما يحمله من عناصر المخاطرة والمغامرة. كما أن وجود أقرانهم الذين يدخنون يشجعهم على التدخين. ونظرًا لتأثر المراهقين بأقرانهم أكثر من الكبار، فغالبًا ما تبوء بالفشل محاولات الآباء والأمهات والمدارس والعاملين في المجال الصحي من الأطباء وغيرهم في منع المراهقين من تجربة تدخين السجائر.

خلال المراحل الأولى يعطي التدخين أحاسيس ممتعة نتيجةً لأثره على نظام الدوبامين وبذلك يكون مصدر تعزيز إيجابيا. وبعد مرور عدة سنوات على عادة التدخين، تتولد لدى المدخن دوافع أخرى لاستمراره في التدخين متمثلةً في الخوف من أعراض الانسحاب والتعزيز السلبي.

ونظرًا لأن المدخنين يمارسون نشاطًا له آثار سلبية على الصحة، فإنهم يلجؤون إلى تبرير سلوكهم. وهذا يعني أنهم يضعون أسبابًا ليُقنعوا بها أنفسهم لانه ليس لديهم أسباب منطقية لممارسة التدخين. فعلى سبيل المثال، من الممكن أن يبرر المدخن سلوكه أن التدخين يريحه من الضغط وأن لديه فوائد أخرى تبرر مخاطره. هذه الأنواع من المعتقدات تجسد بالمعنى السلبي المصطلح "تبرير" نظرا لأن التبغ لا ينتج عنه أي نشوة ولا يؤثر بقوة على مراكز المتعة.

صورة المدخن يمكن أن تختلف اختلافا كبيرا، ولكن غالبا ما ترتبط بالانطواء. ظهور الحركة الحديثة المناهضة للتدخين في أواخر القرن التاسع عشر أسفرت عن خلق وعي بمخاطر التدخين.


تدمير للرئتين

مع مرور الوقت يسمح التدخين بترسب كميات هائلة من المواد المسرطنة في الفم والحنجرة والرئتين. وتعتبر الأمراض الناجمة عن التدخين من أكبر الأسباب المؤدية للوفاة في العالم في الوقت الحاضر، كما تعد من أكبر الأسباب للوفاة المبكرة في الدول الصناعية. ففي الولايات المتحدة ترجع حوالي 500.000 حالة وفاة سنويًا إلى أمراض متعلقة بالتدخين.

يعد التدخين السلبي أو التدخين الفرعي - والذي يؤثر على الناس المتواجدين من غير المدخنين في المنطقة المحيطة بالمدخنين - السبب الرئيس لفرض قوانين حظر التدخين. وقد تم فرض هذا القانون من أجل منع المدخنين من التدخين في الأماكن المغلقة العامة مثل المطاعم وصالات الانتظار. والفكرة وراء هذا القانون هي التنفير من التدخين بجعله غير مناسب على نطاق أوسع، بالإضافة إلى وقف الدخان الضار الذي ينفث في الأماكن العامة المغلقة.

أظهرت استطلاعات الرأي تأييدًا كبيرًا لفكرة حظر التدخين ففي يونيو 2007 م كشفت دراسة استقصائية شملت 15 دولة أن نسبة الموافقة على حظر التدخين بلغت 80%.

نتيجة لحظر التدخين انخفضت حالات الإصابة بالأزمات القلبية بنسبة 27% في أول 18 شهرًا من فرض ولاية "كولورادو" لقرار حظر التدخين في عام 2003م ولم تتغير نسب الإصابة في المدن المجاورة التي لم تفرض حظر التدخين. ذكر الدكتور "ريموند جيبونز" رئيس الجمعية الأمريكية لأمراض القلب "أنه يُرجح أن يكون سبب انخفاض عدد الإصابات بالنوبات القلبية في غضون السنة والنصف الأولى التالية لحظر التدخين هو تراجع تأثير الدخان غير المباشر كعامل مثير للنوبات القلبية."

يعيق التدخين امتصاص الكالسيوم في الجسم ويمكنه أيضًا أن يزيد احتمالية الاصابة بامراض اللثة لدى الأشخاص المدخنين واحتمالية فقدان الأسنان المصاحبة لها. بالإضافة إلى ذلك فإن المدخن يمكن ان يعاني من امراض اللثة حتى وان لم يصاحب ذلك علامات نزيف.


ولنستبدل المرض بالصحة

كان اقتران التدخين السلبي بسرطان الرئة موضع دراسة مكثفة فقد أثبتت سلسلة من الدراسات - أجريت في الولايات المتحدة في الفترة من 1986-2003م وفي المملكة المتحدة في عام 1998م وفي أستراليا في عام 1997م إضافة إلى العديد من الدراسات على المستوى الدولي في عام 2004 م بالأدلة الدامغة تزايد المخاطرة النسبية بشكل هائل بين من يتعرضون لدخان التبغ السلبي.

كما خلصت وكالة حماية البيئة بكاليفورنيا في عام 2005م إلى أن التدخين السلبي يزيد من احتمالية التعرض لخطر الإصابة بسرطان الثدي في المقام الأول بين النساء الأصغر سنًا في مرحلة ما قبل انقطاع الطمث بنسبة 70% . وتوضح إحدى الدراسات الحديثة تزايد احتمالية التعرض لخطر الإصابة الإصابة بسرطان الخلايا الكلوية بين غير المدخنين الذين يتعرضون للتدخين السلبي في كل من المنزل وأماكن العمل.

تتزايد احتمالية التعرض لخطر الإصابة بأورام المخ بصورة كبيرة بين الأطفال الذين يتعرضون لمعدلات عالية من التدخين السلبي، حتى لو كانت الأم لا تدخن لذلك لا تقتصر الخطورة على تعرض الامهات للدخان في مرحلة الحمل.

في تقريره لعام 2006م خلصت جمعية طبية متخصصة في الولايات المتحدة إلى: "أن الأدلة كافية لاستنتاج وجود علاقة سببية بين التعرض لدخان التبغ غير المباشر والموت المفاجىء عند الاطفال الرضع.

في أبريل عام 2010م نشرت مجلة الجمعية الطبية الكندية دراسة تقييمية لآثار عملية حظر تدخين ذات ثلاث مراحل على أمراض القلب والأوعية الدموية وأمراض الجهاز التنفسي. امتدت الدراسة لمدة 10 سنوات ابتداءً من 1996م وحتى 2006م وهي الفترة التي قامت فيها تورونتو بمنع التدخين على مراحل، بدءًا من الأماكن العامة وأماكن العمل في عام 1999م تليها المطاعم ومراكز البولينج في عام 2001م. أشارت الدراسة إلى أنه خلال تنفيذ حظر التدخين في المطاعم، شهدت حالات الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية انخفاضًا بنسبة 39%، كما انخفضت نسبة الإصابة بأمراض الجهاز التنفسي بنسبة 33%. ولم تنخفض نسب الإصابة بهذه النوبات بشكل ملحوظ في المدن الأخرى التي لم تفرض حظر التدخين. وخلص العلماء الذين أجروا الدراسة أن نتائجها تدعو لبذل مزيد من الجهود للحد من تعرض العامة لدخان التبغ.

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 160 مشاهدة
نشرت فى 22 يونيو 2014 بواسطة MuhammadAshadaw

بحث

تسجيل الدخول

مالك المعرفه

MuhammadAshadaw
مكافحة اضرار المخدرات والتدخين ومقالات اسلامية وادبية وتاريخيه وعلمية »

عدد زيارات الموقع

901,742

المخدرات خطر ومواجهة

مازال تعاطي المخدرات والاتجار فيها من المشكلات الكبرى التي تجتاح العالم بصفة عامة والعالم العربي والإسلامي بصفة خاصة وتعتبر مشكلة المخدرات من أخطر المشاكل لما لها من آثار شنيعة على الفرد والأسرة والمجتمع باعتبارها آفة وخطراً يتحمل الجميع مسؤولية مكافحتها والحد من انتشارها ويجب التعاون على الجميع في مواجهتها والتصدي لها وآثارها المدمرة على الإنسانية والمجتمعات ليس على الوضع الأخلاقي والاقتصادي ولا على الأمن الاجتماعي والصحي فحسب بل لتأثيرها المباشر على عقل الإنسان فهي تفسد المزاج والتفكير في الفرد وتحدث فيه الدياثة والتعدي وغير ذلك من الفساد وتصده عن واجباته الدينية وعن ذكر الله والصلاة، وتسلب إرادته وقدراته البدنية والنفسية كعضو صالح في المجتمع فهي داخلة فيما حرم الله ورسوله بل أشد حرمة من الخمر وأخبث شراً من جهة انها تفقد العقل وتفسد الأخلاق والدين وتتلف الأموال وتخل بالأمن وتشيع الفساد وتسحق الكرامة وتقضي على القيم وتزهق جوهر الشرف، ومن الظواهر السلبية لهذا الخطر المحدق أن المتعاطي للمخدرات ينتهي غالباً بالإدمان عليها واذا سلم المدمن من الموت لقاء جرعة زائدة أو تأثير للسموم ونحوها فإن المدمن يعيش ذليلاً بائساً مصاباً بالوهن وشحوب الوجه وضمور الجسم وضعف الاعصاب وفي هذا الصدد تؤكد الفحوص الطبية لملفات المدمنين العلاجية أو المرفقة في قضايا المقبوض عليهم التلازم بين داء فيروس الوباء الكبدي الخطر وغيره من الأمراض والأوبئة الفتاكة بتعاطي المخدرات والادمان عليها.