مسؤولون ومختصون في برامج مكافحة المخدرات لـ "الرياض": المخدرات "جريمة منظمة" تقضي على طموح الشباب وتنمي ظاهرة الضعف في المجتمع

تحدث عدد من المسؤولين والمختصين في برامج مكافحة المخدرات، وتوعية الشباب عن أهمية تنسيق الجهود داخل المجتمع لمحاصرة آفة المخدرات والتقليل من أخطارها.
وقالوا في حديث ل "الرياض" بمناسبة اليوم العالمي لمكافحة المخدرات الذي يصادف اليوم السبت تحت عنوان "المخدرات: العلاج ممكن" إن محاربة المخدرات يكمن في جانبين الأول السيطرة على الأسباب المؤدية لتعاطي المخدرات وخاصة عند صغار السن والمراهقين والشباب، والجانب الثاني محاربة مروجي هذه السموم من خلال التضييق على غسيل الأموال وحماية الحدود ومنافذ تهريبها.


تنامي ظاهرة المخدرات
وقال الدكتور عبدالله بن ابراهيم الشريف وكيل وزارة الصحة المساعد للطب العلاجي إن مشكلة المخدرات تنامت في السنوات الأخيرة وأصبحت مشكلة لا تنحصر في دولة أو اقليم واحد  بل انتشرت في كل أنحاء العالم، وارتبطت هذه الظاهرة بمشاكل أمنية وصحية واقتصادية واجتماعية، مما دعا دول العالم أجمع إلى اتخاذ كافة السبل لمنع أو الحد من انتشار هذه الآفة الخطيرة بين أفراد المجتمع، ولا شك أن العاقل إذا وجد أمراً فيه ضرر عليه في دينه أو بدنه أو ماله، فإنه لا يتعاطاه ويجتنبه، فكيف إذا كثرت أضراره وتجمعت فهو أحرى بالاجتناب، وهذا حاصل في المخدرات.


وأضاف ان المخدرات تؤدي إلى أضرار ومفاسد كثيرة منها:
اضعاف جانب الإيمان لدى الشخص المتعاطي للمخدرات، ارتكاب الجرائم والسرقة وترويج المخدرات على المواد المخدرة، السلوك العدواني مع الأهل والمجتمع واضطراب العلاقة مع الآخرين، الأضرار الصحية الكثيرة والخطيرة التي تنتج عن استعمال المخدرات 


وأشار إلى أن الوقوع في براثن المخدرات له أسباب كثيرة وأكثرها شيوعا هي:
الرغبة في الانتماء لمجموعة أو شلة الأصدقاء الذين يتعاطون المخدرات، حب الاستطلاع لدى الشباب واظهار الرجولة، الاعتقاد الخاطئ  بحدوث تحسن في القدرة العقلية او البدنية او المتعة الجنسية، الهروب من الواقع للفئات التي تعاني من مشاكل اجتماعية أو اقتصادية، ايقاع شخص في الادمان من قبل أشخاص بالتعمد ثم استغلاله في الترويج، الرغبة في التخلص من بعض الاضطرابات النفسية.


وقال إن الإدمان مرض من الأمراض يمكن علاجه، وقد وفرت الدولة رعاها الله ثلاثة مستشفيات في الرياض، وجدة، والدمام ومركزا للتأهيل النفسي بالقصيم متخصصة في تقديم الخدمات العلاجية والتأهيلية لمرضى الإدمان، حيث أن المريض يعالج بواسطة فريق متكامل متخصص في هذا المجال، والعلاج يكون بطريقة شمولية فلا يقتصر على مجرد وصف الأدوية فقط، 
كما أنه يتوفر بهذه المرافق الصحية المتخصصة العلاج التأهيلي حيث يعالج المريض عن طريق العمل ويشتمل على عدد من الأنشطة المتنوعة التي تتناسب مع ميول المرضى وقدراتهم كالأنشطة الرياضية، والأعمال المهنية لتنمية القدرات مثل: الرسم، والزراعة، والنجارة، فضلا عن الأنشطة الثقافية والقيام برحلات خارجية، وقد قامت وزارة الصحة مؤخرا بتوسيع الخدمات المقدمة للعلاج الادمان وذلك بتوجيه مستشفيات الصحة النفسية المنتشرة بمناطق المملكة بتوفير الخدمات العلاجية لهذه الفئة من المرضى، اضافة إلى السماح للقطاع الخاص بافتتاح أقسام ومراكز علاجية للادمان بشروط وضوابط محددة، وهنا أجدها فرصة لمن اصيب بمرض الادمان والاعتماد على المخدرات والمؤثرات العقلية بان يبادر في العلاج والاسراع بمرجعة المستشفيات المختصة، وفي الختام أسأل الله سبحانه وتعالى أن يحمي أمتنا وشبابنا من كل شر ومكروه.


دور الأسرة في المواجهة
كما تحدث الدكتور عبدالله بن عبدالعزيز اليوسف مدير عام مركز أبحاث مكافحة الجريمة بوزارة الداخلية وقال: إن مشكلة المخدرات من اعظم المشكلات التي تهدد أمن وسلامة المجتمعات وتعوق تقدمها الاقتصادي والاجتماعي لأنها تستنفد الكثير من موارد المجتمع وتبدد الكثير من طاقات وقدرات افراده.


واضاف ان الكثير من الاحصائيات المتخصصة في هذا المجال تشير الى أن الكثير من الجرائم يقوم بها افراد في حالات تعاطي المخدرات او من أجل الحصول على المال اللازم للانفاق على ادمانهم اضافة الى ما يسببه المخدرات من اضرار صحية خطيرة على الفرد المدمن، حيث تؤكد الأبحاث الطبية ان للمخدرات اثاراً مميتة على جسم المدمن تسبب له أمراضا خطيرة مثل الايدز الذي ينتقل بالحقن الملوثة التي يستخدمها المتعاطون للمخدرات والتي غالبا ما تؤدي بالشخص إلى الوفاة.


وأشار الى أن ظاهرة تعاطي المخدرات لم تعد ظاهرة اجتماعية فحسب وانما أصبحت جريمة كغيرها من الجرائم كالقتل والسرقة والفتك بالأعراض وذلك لأنها تشكل سببا لاختلال العقل مما يدفع بالفرد إلى ارتكاب أي جريمة دون وازع او ضمير، ومن أجل هذا لفتت قضية المخدرات أنظار العلماء والباحثين لمعرفة أسباب انتشارها ومحاولة وضع حلول ناجحة للحد من انتشارها بين فئات المجتمع خاصة وان الاحصائيات والبيانات الدولية في الآونة الأخيرة تشير الى تزايد الاقبال على تعاطي المخدرات بصفة عامة، كما يؤكد الباحثون والعاملون في المجال الاجتماعي والأمني أن هذا التعاطي في تزايد مستمر ويشمل الفئات العمرية المختلفة  مما يجعل دور الأسرة في هذا المجال دوراً اساسياً وحيوياً حيث تمثل الاسرة الركن الأساسي في بناء أي مجتمع وذلك لأن انتماء الفرد لمجتمعه يتم عبر انتمائه لأسرته التي تشكل الخلية الأولى التي يترعرع الفرد في داخلها ويتعلم من خلالها معايير وقيم المجتمع الأكبر ويعرف من خلالها ماهو مقبول أو مفروض اجتماعيا.


واضاف ان الأسرة لها دور أساس وحيوي في وقاية الأبناء من السقوط في مهاوي المخدرات وتتمثل في المحاور التالية:
مراقبة سلوك الأبناء ومعرفة الصحبة التي يخالطونها، مراقبة بوادر الانحراف لدى الأبناء إن وجد ومواجهتها وعدم التستر وراء الأعذار، الانفتاح في الحوار مع الأبناء وتقبل ما لديهم والتدرج معهم في مراحل اعمارهم المختلفة، التوعية العميقة الشاملة القائمة على اعطاء الحقائق دون مبالغة او تهويل، التنشئة الاسلامية المتدرجة القائمة على الخوف من الله دون افراط أو تفريط، تفهم التغيرات العمرية والنفسية التي يمر بها الشباب ومحاولة التكيف معها بشكل مناسب.


الجريمة المنظمة
وقال الدكتور صالح رميح الرميح وكيل الآداب بجامعة الملك سعود ان مشكلة انتشار المخدرات بجوانبها الثلاث (ادمان، تعاطي، اتجار) في أي مجتمع، تعد ابلغ صور الافساد المنظم للمجتمع وواحدة من ابرز المشكلات الاجتماعية، ولذا فان النظر الى  مشكلة المخرات على أنها مشكلة ترجع الى عجز او خلل في عملية التنشئة الاجتماعية على مستوى الأسرة أو المدرسة أو لسوء استخدام وسائل الاتصال أو الفضائيات في الدعوة إلى قيم اجتماعية وأنماط سلوكية بعينها او لضعف العقاب او الرقابة الأمنية.. الخ لن يصل بنا بحال من الأحوال للكشف الحقيقي عن أسباب وجذور هذا المرض الاجتماعي الذي يدمر المجتمع من الناحية الاقتصادية والمقدرة على العمل والإنتاج. وهذا التفسير الناقص يقودنا إلى إشكالية أحادية النظر لمشلكة المخدرات وغيرها من المشكلات الاجتماعية وبالتالي عدم المقدرة على فهمها وتفسيرها ومن ثم علاجها. إن تعاطي المخدرات وغيرها من المشكلات الاجتماعية ليست ظاهرة أخلاقية أو نفسية منعزلة، وإنما هي مشكلة اجتماعية وليدة خلل عام يصيب المجتمع ومؤسساته المختلفة، وبالتالي يتطلب من مؤسسات المجتمع الرسمية وغير الرسمية التكامل في التعامل، وعمل السبل الاحترازية في مواجهة هذه المشكلات، فكل منها عليه مسؤولية ووظيفة محددة تتكامل ولا تتعارض مع أدوار الآخرين:أفراداً، مؤسسات ومجتمعاً.


وقال الأستاذ سلطان بن عبدالعزيز العنقري مساعد مدير مركز أبحاث مكافحة الجريمة أنه في جميع بلدان العالم الوقاية من المخدرات وتجنبها ليس بالأمر السهل الذي يعتقده البعض بل أنه أمر صعب وشاق يتطلب جهداً ووقتاً ومالاً، ويتطلب أيضاً تكاتف المسؤولين والمواطنين والمقيمين لمحاربة هذا المرض الخطير والذي يتسبب فيه ضعاف النفوس من تجار المخدرات ومهربيها ومروجيها، أو بمعنى أخر المجرمون في حق الإنسانية.


ونظراً لتفاقم المشكلة في الولايات المتحدة الأمريكية - على  سبيل المثال - وعجزهم الحد من انتشار المخدرات شكلت دوريات من قبل المواطنين وذلك لحماية أحيائهم من مستخدمي ومروجي المخدرات فمثلاً في ولاية شيكاغو، وولاية واشنطن شكل المواطنون السود المسلمون دوريات خاصة بهم ونجحت في التصدي لمروجي المخدرات، وأصبحت أحياؤهم يعمها الهدوء والطمأنينة بعد أن كانت وكراً وساحة للمجرمين والقتلة ومروجي المخدرات.


وإضافة إلى ذلك أصبحت شاشات محطات التلفزة الأمريكية المختلفة تبث تحذيرات للمواطنين من خطورة استخدام المخدرات اشترك فيها مطربو "الروك رول"، ولاعبي الكرة، والممثلون، وأصبحت الكلمة الشائعة هي "قل لا للمخدرات" "say no to drugs"، وأيضاً قامت زوجة الرئيس الأمريكي - في ذلك الوقت - نانسي ريجان بحملة قوية لمحاربة المخدرات وذلك باستغلال وسائل الإعلام المختلفة، وكذلك زيارة المدارس وإلقاء المحاضرات إلا أنه لا تزال مشاكل المخدرات موجودة، ومن خطورة هذه المشكلة أخذ المتسابقون للفوز بالرئاسة الأمريكية في الثمانينيات يضعونها في خططهم للوصول للبيت الأبيض كما فعل القس الأسود "جسي جاكسون".!"

 

المصدر: جريدة الرياض
  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 555 مشاهدة
نشرت فى 28 مارس 2014 بواسطة MuhammadAshadaw

بحث

تسجيل الدخول

مالك المعرفه

MuhammadAshadaw
مكافحة اضرار المخدرات والتدخين ومقالات اسلامية وادبية وتاريخيه وعلمية »

عدد زيارات الموقع

901,775

المخدرات خطر ومواجهة

مازال تعاطي المخدرات والاتجار فيها من المشكلات الكبرى التي تجتاح العالم بصفة عامة والعالم العربي والإسلامي بصفة خاصة وتعتبر مشكلة المخدرات من أخطر المشاكل لما لها من آثار شنيعة على الفرد والأسرة والمجتمع باعتبارها آفة وخطراً يتحمل الجميع مسؤولية مكافحتها والحد من انتشارها ويجب التعاون على الجميع في مواجهتها والتصدي لها وآثارها المدمرة على الإنسانية والمجتمعات ليس على الوضع الأخلاقي والاقتصادي ولا على الأمن الاجتماعي والصحي فحسب بل لتأثيرها المباشر على عقل الإنسان فهي تفسد المزاج والتفكير في الفرد وتحدث فيه الدياثة والتعدي وغير ذلك من الفساد وتصده عن واجباته الدينية وعن ذكر الله والصلاة، وتسلب إرادته وقدراته البدنية والنفسية كعضو صالح في المجتمع فهي داخلة فيما حرم الله ورسوله بل أشد حرمة من الخمر وأخبث شراً من جهة انها تفقد العقل وتفسد الأخلاق والدين وتتلف الأموال وتخل بالأمن وتشيع الفساد وتسحق الكرامة وتقضي على القيم وتزهق جوهر الشرف، ومن الظواهر السلبية لهذا الخطر المحدق أن المتعاطي للمخدرات ينتهي غالباً بالإدمان عليها واذا سلم المدمن من الموت لقاء جرعة زائدة أو تأثير للسموم ونحوها فإن المدمن يعيش ذليلاً بائساً مصاباً بالوهن وشحوب الوجه وضمور الجسم وضعف الاعصاب وفي هذا الصدد تؤكد الفحوص الطبية لملفات المدمنين العلاجية أو المرفقة في قضايا المقبوض عليهم التلازم بين داء فيروس الوباء الكبدي الخطر وغيره من الأمراض والأوبئة الفتاكة بتعاطي المخدرات والادمان عليها.