صغار يدخنون .. وفتيات على استحياء..و"التوعية لم تغيّر القناعة" ..

قرارات مكافحة التدخين على الورق..!

صالح العبّاد يشرح للزميل هيثم حبيب جهاز كشف نسبة الدخان في صدر المراجع

    على الرغم من الحملات الكثيرة للتوعية من مخاطر التدخين بكامل أنواعه، وكذلك الدراسات الصحية التي تنتشر بين الفترة والأخرى وتؤكد على ارتباط العديد من الأمراض الخطرة بممارسة التدخين، إلاّ أن ذلك لم يمنع من تزايد نسب المدخنين سنوياً، خاصةً في الفئات العمرية الصغيرة.

قانون «بيع السجائر» للمراهقين وقرار المنع في الأماكن العامة يفتقدان آلية التطبيق

ويعزو الخبراء هذا التزايد المطرد في نسب المدخنين للعديد من الأسباب، أهمها غياب القوانين الصارمة في مسألة بيع "السجائر" لمن هم تحت السن القانوني، وكذلك عدم وجود آلية واضحة تمنع التدخين في الكثير من المواقع كالأسواق والمجمعات التجارية المغلقة والأماكن العامة، فيما خاب أمل البعض بعد سماعهم تراجع إدارات المطارات عن تطبيق غرامات وجزاءات بحق المدخنين داخل "ردهات" وصالات المطارات؛ بسبب تضارب في آلية تسجيل وتحصيل رسوم المخالفة المطبقة بحق المدخن، وهو ما يعيد أجواء التلوث غير الصحي والبعيد عن التحضر في موقع حيوي مهم، في الوقت الذي كان ينتظر أن تعمم التجربة على بقية القطاعات.

..ويشير إلى علب سجائر المقلعين عن التدخين «عدسة- زكريا العليوي»

وتعمل شركات بيع الدخان بكل قوة على تثبيت نفسها في السوق، دون أي اهتمام بحجم الأضرار الكبيرة على مستوى الصحة واقتصاد الأسر المبتلين بأشخاص مدخنين يقتطعون من دخلهم الشيء الكبير لشراء علب "السجائر" مهما كان ثمنها، ولا يختلف اثنان على أن أغلب من وقعوا في براثن التدخين كان بسبب فضول ورغبة بالتجربة أو تقليد أعمى يهدف إلى رسم شخصية بارزة وسط المجتمع، مقلدين بذلك طريقة ممثل سينمائي يظهر في أحد المشاهد وهو يدخن "سيجارة"!، وهنا لابد من تكثيف الحملات التوعوية اللازمة التي تهدف إلى ترك تلك العادة السلبية، من خلال زيارة العيادات المتخصصة للعلاج، أو الجمعيات المكافحة للتدخين، كما أنه من المهم إبراز أماكن تلك العيادات أو الجمعيات، حيث إن أغلب المدخنين لا يعلمون عنها وعن أدوراها أي شيء.

سلوك خاطئ

وقال الشاب "عباس الشويفعي" -فنان مسرحي-: يسود اعتقاد لدى فئة المدخنين أن السيجارة تساهم في تحسين حالتهم المزاجية أو تهدئتهم عند الغضب، مما جعل البعض يلجأ للتدخين اعتقاداً بأنهم سيبدعون في مجالهم أو سيحد من غضبهم، خاصةً وأن الانخراط في الأعمال يحتاج إلى جهود وضغوط مضاعفة للظهور بصورة جيدة أمام الجمهور، وهو بكل تأكيد سلوك خاطئ وعارٍ من الصحة، حيث إن هناك العديد من المبدعين في مختلف المجالات الفنية كالتمثيل والإخراج والكتابة إضافة للفنون الأخرى وهم بعيدون كل البعد عن السجائر وأضرارها، مشدداً على أهمية تطبيق الأنظمة الرادعة لبيع الدخان لمن هم تحت سن (18).

ننتظر تعميم هذه اللوحة في كافة المرافق والأماكن العامة

تجربة وتقليد

وعزا "عادل الصايغ" - مشرف النشاطات الشبابية بمكتب رعاية الشباب بالقطيف - التباعد بين أفراد الأسرة لوقوع بعض الشباب في التجارب السلبية كالتدخين وغيرها، خاصةً مع انتشار رفقاء السوء الذين يزينون بعض السلوكيات، إضافة إلى رغبة التجربة والتقليد التي تجتاح الأبناء في مرحلة المراهقة، مقللاً من فاعلية حملات بعض الجهات التي تنحصر في أسبوع أو أيام معدودة، مشدداً على ضرورة تفعيل برامج أكثر جدوى، تتم بتضافر جهود العديد من الجهات المتعلقة بالشأن الشبابي، إضافةً إلى التشديد من قبل الجهات المسؤولة عن مراقبة الأسواق والبائعين لمنعهم من تقديم "التبغ" للمراهقين، الذين يجدون كل التسهيلات للوقوع في خطر السجائر، ذاكراً أنه من المفترض أن يتم الإعلان عن توفر عيادات متخصصة لمكافحة التدخين بكل وسائل الإعلام، ويكون هناك توجيه دائم للمدخن للتفكير الجدي بالإقلاع عن هذا السم المضر على جميع الأصعدة، حيث إن العديد من الراغبين في ترك هذا السلوك لا يعلمون بوجود مثل هذه البرامج.

عادل الصايغ

حملات متواضعة

وعلى الرغم من معرفة جميع المدخنين بالأضرار المتسببة من جراء سلوكهم، إلاّ أن أغلبهم يؤمن أن إقلاعهم عنه أمر صعب، بل ويحتاج إلى عزيمة وصبر وكثير من الألم، وهو ما جعلهم بطريقة أو بأخرى يبتعدون عن المحاولة، بعد أن غرسوا في نفوسهم أنهم لن يستطيعوا ذلك، ليوفروا بذلك عناء الذهاب لأي عيادة من شأنها المساهمة في سرعة نجاح تجربة الإقلاع عن التدخين.

وأكد العديد من المدخنين بأنهم لا يعلمون بوجود عيادات متخصصة للعلاج من إدمان تدخين السجائر وذلك لكون الحملات الإعلانية عنها متواضعة وقليلة، وذكر الشاب "حسين الحمود" -مدخن لأكثر من 10 أعوام- أنه لا يعلم بوجود عيادات خاصة لمكافحة التدخين تساهم بعلاج الأعراض الانسحابية التي تصيب الشخص عند محاولته المتكررة للإقلاع، مضيفاً: "حاولت أكثر من مرة ترك هذا السلوك الذي يحتاج إلى عزيمة وإصرار شخصي قبل كل شيء، ونجحت بذلك في إحدى المرات حيث استطعت ترك السجائر لمدة عام ونصف، لكني مع الأسف عدت إلى التدخين بسبب بسيط جداً وهو سيجارة واحدة، كنت اعتقد أنها لن تعيدني لهذا السلوك، وكانت كفيلة بتجرع ثانية وثالثة إلى أن فشلت قصة نجاح عام ونصف".

عباس الشويفعي

عدم تطبيق

وتظهر من فترة إلى أخرى دراسة جديدة تضيف آثاراً سلبية على حياة المدخن، حيث أكدت "دراسة نرويجية" مؤخراً أن احتمال إصابة المدخنين بالفشل الكلوي تزيد بمعدل أربع مرات مقارنة بغيرهم من غير المدخنين، وهو ما يضاف إلى الأمراض الأخرى المعروفة كمضاعفات القلب والأوعية الدموية ومشاكل الرئتين والتحولات السرطانية.

وتحدث "صالح بن عبدالله العبّاد" - المشرف على فرع الجمعية الخيرية لمكافحة التدخين بالمنطقة الشرقية - قائلاً: إن السبب الرئيس في استمرار المدخن رغم معرفته بأضرار "التبغ" هو المواد التي تتكون منها السيجارة، التي تسبب الإدمان بكل ما تعنيه الكلمة، خاصةً وأن (70%) من مستهلكيه ابتدأوا التدخين في مراحل عمرية صغيرة، ولا تتجاوز نسبة وقوع الشباب ما بعد المراهقة أو الثلاثينات من العمر (30%)، وهو ما يؤكد أن غياب الأنظمة الكفيلة بمنع وتجريم بيع السجائر على الصغار أحد أهم أسباب انتشار ظاهرة التدخين.

وأضاف: قد يكون هناك أنظمة خاصة بمنع بيع "التبغ" على من هم تحت السن القانونية، لكن ما الفائدة من نص لا يطبق لعدم وضوح الآلية؟، مبيناً أنه لا أحد يعلم أي من الجهات مسؤولة ليتمكن من التبليغ على بائع في بقالة يبيع السجائر على أطفال، متسائلاً: هل تُعد هذه المخالفة جنائية أم بلدية؟.

حسين الحمود

آلية تنفيذ

وأوضح "العبّاد" أنه يجب الإشادة بالقرار القاضي بمنع التدخين في الأماكن المغلقة، إلاّ أن ذلك يحتاج أيضاً لآلية تنفيذ من حيث الجهة المسؤولة عن متابعة التزام القطاع الخاص التجاري بالحفاظ على بيئة مغلقة خالية من التدخين، حيث لا يعلم المتضرر أين يتوجه للتبليغ عن المخالفين لهذا القرار، ونحن كجمعية نتمنى لو أعطينا القدرة على الرفع لجهة ما بالمخالفين لتطبيق هذا القانون الهادف لمحاربة التدخين، مع نشر الصحة للجميع، حيث يشكو العديد من العاملين في القطاع الخاص من انتشار ظاهرة التدخين من قبل زملائهم في المكاتب المغلقة الخالية من التهوية، ما يجعل الضرر كبير على الجميع ومن ضمنهم المدخن السلبي، مؤكداً على أن الجمعية تعمل على تعويض فترة التوقف لعيادات وزارة الصحة المنتشرة في المملكة بما يقارب (50) عيادة تتمتع بالمقرات والكوادر، إلاّ أن نشاطها يكون في فترة يصعب على المراجعين الإفادة منها لالتزامهم بأعمالهم ووظائفهم، متأسفاً على أن الجمعية لا تستطيع تلبية حاجة المراجعين لأسباب كثيرة منها عدم معرفة المدخنين بوجود الجمعية هذا إن كانت متوفرة في المدينة التي يقطنها، حيث إن هناك بعض المدن والمناطق تخلو من فروع الجمعية، فيما تلعب الناحية المادية دوراً مهماً في عدم انتشار اسم الجمعية إعلامياً وإعلانياً، داعياً أي شخص في المنطقة الشرقية يرغب بالاستفسار عن أسرع الطرق للإقلاع عن التدخين التواصل معهم من خلال الهاتف (8068000).

بيئة صحية

وذكر "العبّاد" أن فرع الجمعية بالمنطقة الشرقية استقبل منذ افتتاحها في منتصف عام 1426ه أكثر من (5592) مراجعا، أغلبهم تراوح أعمارهم بين (26- 40) عاما، مضيفاً أن الاستطلاعات التي يعملونها للمراجعين كشفت أن أبرز الأسباب التي تجبر المدخن على مراجعة الجمعية بهدف الإقلاع عن التدخين تتمثل في إقبال الشاب على الزواج، أو البحث عن بيئة صحية لحماية أبنائهم المولودين حديثاً، أو ضغوط اجتماعية من قبل المحيط الذي يعيش فيه، مبيناً أنه وفرت الجمعية برنامجين لمساعدة مراجعيها لترك عادة التدخين من خلال جهاز (BICOM2000)، الذي يعمل بتقنية الرنين الحيوي ويكتشف الخلل في مسارات الطاقة في جسم المدخن بسبب "النيكوتين"، فيعمل على تعديلها وهوما ما يُقلل الأعراض الانسحابية بقدر كبير ويساعد الجسم على التخلص من معظم "النيكوتين" خلال اليوم الأول، ذاكراً أن البرنامج يتميز بسهولته وسرعته حيث يتكون من جلسات لمدة (30) دقيقة تتكرر لستة أيام فقط .

تشديد رقابة

وحمّل "العباد" جزءاً من مسؤولية انتشار التدخين بين أوساط الشباب لسلبية المجتمع من خلال عدم مطالبتهم وبشدة لأمانات المناطق بتشديد الرقابة على المتاجر التي تبيع التبغ للصغار دون أي أحساس بالمسؤولية، مضيفاً أن أغلب المتاجر تؤكد على أن مكسبها من بيع "التبغ" ليس بالكبير والمغري، إلاّ أن البائعين يؤكدون على أن توفيرها يهدف لاستقطاب الزبائن الراغبين بالتبضع وشراء كافة احتياجاتهم، مشيرين إلى أن المتسوق المدخن لا يتجه للسوبرماركت الذي يمتنع عن بيع التبغ أثناء تسوقه، ما يجعل التاجر ينظر للهامش الربحي الذي سيخسره بسبب امتناع مثل هذا النوع من المستهلكين، ناصحاً غير المدخنين معاملة المتاجر بالمثل وذلك بالامتناع عن الشراء من المراكز التي توفر التبغ، متمنياً أن تساهم سيدات الأعمال والمهتمين بمكافحة التدخين بدعم مشروع افتتاح قسم أو برنامج خاص للسيدات، حيث إن الخطة والدراسة المتكاملة لافتتاح فرع للسيدات موجود، لكن ينقصه التمويل.

المصدر: جريدة الرياض
  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 249 مشاهدة
نشرت فى 9 فبراير 2013 بواسطة MuhammadAshadaw

بحث

تسجيل الدخول

مالك المعرفه

MuhammadAshadaw
مكافحة اضرار المخدرات والتدخين ومقالات اسلامية وادبية وتاريخيه وعلمية »

عدد زيارات الموقع

902,218

المخدرات خطر ومواجهة

مازال تعاطي المخدرات والاتجار فيها من المشكلات الكبرى التي تجتاح العالم بصفة عامة والعالم العربي والإسلامي بصفة خاصة وتعتبر مشكلة المخدرات من أخطر المشاكل لما لها من آثار شنيعة على الفرد والأسرة والمجتمع باعتبارها آفة وخطراً يتحمل الجميع مسؤولية مكافحتها والحد من انتشارها ويجب التعاون على الجميع في مواجهتها والتصدي لها وآثارها المدمرة على الإنسانية والمجتمعات ليس على الوضع الأخلاقي والاقتصادي ولا على الأمن الاجتماعي والصحي فحسب بل لتأثيرها المباشر على عقل الإنسان فهي تفسد المزاج والتفكير في الفرد وتحدث فيه الدياثة والتعدي وغير ذلك من الفساد وتصده عن واجباته الدينية وعن ذكر الله والصلاة، وتسلب إرادته وقدراته البدنية والنفسية كعضو صالح في المجتمع فهي داخلة فيما حرم الله ورسوله بل أشد حرمة من الخمر وأخبث شراً من جهة انها تفقد العقل وتفسد الأخلاق والدين وتتلف الأموال وتخل بالأمن وتشيع الفساد وتسحق الكرامة وتقضي على القيم وتزهق جوهر الشرف، ومن الظواهر السلبية لهذا الخطر المحدق أن المتعاطي للمخدرات ينتهي غالباً بالإدمان عليها واذا سلم المدمن من الموت لقاء جرعة زائدة أو تأثير للسموم ونحوها فإن المدمن يعيش ذليلاً بائساً مصاباً بالوهن وشحوب الوجه وضمور الجسم وضعف الاعصاب وفي هذا الصدد تؤكد الفحوص الطبية لملفات المدمنين العلاجية أو المرفقة في قضايا المقبوض عليهم التلازم بين داء فيروس الوباء الكبدي الخطر وغيره من الأمراض والأوبئة الفتاكة بتعاطي المخدرات والادمان عليها.