نفذت مجموعة الحدث للاخبار والحوار في شبكة التواصل الاجتماعي "الواتساب" اليوم الاربعاء حلقة حوارية
بعنوان "حقيقة الصراع في اليمن"، حيث شارك فيها مجموعة من الشباب والناشطين السياسيين والحقوقيين" ونسقها وادارها الناشط "عزت نعمان"، وهدفت الحلقة تقديم تلخيص ووصف ينبثق من الواقع عن حقيقة ما يجري في اليمن.
وأكد منسق الحلقة الحوارية الناشط عزت نعمان أن الحلقة الحوارية الغرض منها الغوص في حقيقة الصراع الراهن في اليمن مع التركيز على المضمون والابتعاد تماماً عن الشكل والغطاء، منوةً أنه تم وضع العديد من المعايير والشروط الخاصة بآليه الحوار والنقاش بين الشباب والناشطين أهمها: التجرد من العاطفة والتعصب، وتغليب أساليب البحث عن الحقيقة من أجل التاريخ، ومن أجل التمكن من بلورة وعي اجتماعي لدى الاجيال خالي من مفردات الدجل التاريخي الذي عهدناه من عقلية الحاكم المستبد والذي كان يهدف الى تغييب الحقيقة عند المجتمع لكي يبقى اداة لصراع طويل الامد ليستمر مسلسل تصفية الحسابات السياسية تحت يافطات دغدغة العواطف.
وأشار "عزت" أنه تم طرح استعراض ومحددات للنقاش في الحلقة الحوارية "حقيقة الصراع في اليمن تعريفاً وتوصيفاً بعيداً عن الاسباب والنتائج، وذلك في محورين، وعلى شكل تساؤلات، المحور الأول: هل شهدت اليمن عبر التاريخ الحديث صراعا طائفياً أو مذهبياً شكلا ومضمونا ..؟ ومتى كان ذلك..؟ وهل هناك محطات صراع منذ ثورة 48 إلى الآن كانت على أساس مناطقي شكلاً وضموناً؟ وهل يتم استثارة عاطفة الشعب اليمني لتعطيل قدرته على التحليل المنطقي ومعه تتعطل قدرته على انتقاد من يدير الصراع؟، وما نوع الدافع العاطفي الذي استخدم في تأجيج الصراع حالياً هل العاطفة المناطقية أم المذهبية أم السلالية..؟ وأين هي المناطقية السياسية والمذهبية السياسية من حقيقة الصراع في اليمن..؟.
وأضاف منسق الحوار بقوله كما شمل المحور الثاني العديد من التساؤلات أهمها: ما المخزون العاطفي الذي حرك مناطق الشمال وشمال الشمال لاستهداف تعز ؟ أليست المناطقية ام هي السياسة فقط ام كليهما؟ وبعيدا عن غرف عمليات الصراع الم تصبح المناطقية في عمق تفكير المجتمع وعلى اساسها يسلك ويتصرف ويتماهي في الصراع الدائر الان ام انها السياسة التي تحركه..؟ كيف يمكن ان تجتهد وتعرف الصراع الذي يجرى الان في اليمن انصافا للتاريخ وبتجرد من مؤثرات الهوى والفعل ورد الفعل؟ هل سلوكيات الحراك تجاة المحافظات الشمالية ذات دافع سياسي ام مناطقي ام ماذا..؟ ما هو الواجب الاخلاقي الذي يجب علينا فعلة تجاه ما يحدث من ناحية التداول الاجتماعي واستخدام وسائل التواصل الاجتماعي؟
ومن خلال النقاشات الناتجة عن المحورين أكد حمدان عيسى صحفي وناشط مجتمع مدني أن ما يحصل في بلادنا من ارهصات وتمزيق وقتل وتدمير ما هو إلا لعب أدوار يتفنن فيه كل طرف أو شخص بحسب مصلحته الذاتية. فقد اجتمع الفاسدون والقتلة وتجار وعصابات المال والقتل والنفوذ والارتزاق للعب أدوار وجميعهم مقتنعون أن ما يقومون به من أجل الوطن.
وأشار عيسى أن المتصارعين يعتبرون أنفسهم يعملون باسم الوطن ومصلحته العليا، فالحوثيون يبسطون وينقلبون ويدمرون ويقتلون ويخطفون ويعذبون ويعيثون فساداً باسم الوطن.. – والمخلوع صالح وعصابته يمارسون ما تقوم به مليشيات الحوثي وأكثر .. ويمارسون الانتقام عبر الاغتيالات ويكرسون قوة اليمن العسكرية لحماية انفسهم ومصالحهم .. كل ذلك باسم الوطن. أما الحكومة ورجال السياسة ومراكز النفوذ الرجعية ومن كانت اياديهم ملطخة بالفساد القيمي والأخلاقي والوطني والذين عاثوا بخيرات الوطن ومقدراته أثناء ما كانت لديهم الفرصة وكانوا صانعي القرار .. اليوم أصبحوا يتغنون بالقيم والإنسانية والحقوق والحريات كل ذلك لتجميل سيرتهم العفنة التي دونها التاريخ في صفحاته السواء ... وأصبحوا فجأة وطنيين ويتكلمون باسم الوطن. فالصراع الحاصل صراع سياسي بامتياز.. اما المذهبية والمناطقية اجندات سياسية للوصول الى السلطة وفرض الأمر الواقع.
واختتم عيسى في مداخلته أن الشعب اليمني عاش معظم حياته ضمن سياسة التجويع والتجهيل والتهميش المنظم والممنهج وما يحصل اليوم من تمزق واختلاف وتوهان وتعصب مقرف هو نتائج تلك السياسة التي جعلت الشعب مستغلاً واداء لقتل بعضهم البعض والزج بهم في صراع سياسي من أجل مصلحة صانعي القرارليس إلا ولا علاقة لها بمصلحة الوطن العليا.
ومن جهته أكد الناشط "حفظ الله السوفعي" أن البعض يرى أن اليمن حالة خاصة وأن الصراع فيها يتخذ أبعاداً مختلفة بحكم طبيعة التركيبة الاجتماعية التي تغلب على العوامل القائمة على أساس الدين والمذهب.
وأشار السوفعي أن الحقيقة كان اليمنيون متعايشين مذهبياً فيما بينهم عبر قرون من الزمن، بصرف النظر عن بعض الاحتكاكات المذهبية التي كانت تحدث من وقت لآخر بين أتباع المذهبين الزيدي والشافعي، وكان ذلك محصوراً في الغالب في إطار بعض النخب الفقهية، والنخب السياسة ذات المرجعيات المذهبية، التي كانت توظف المذهبية من أجل مصالح سياسية. ولعل هذا التعايش كان يرجع إلى طبيعة المذهبين السائدين في اليمن، اللذين يميلان إلى التعايش والقبول بالآخر، إلى حد أن بعض الفقهاء والمؤرخين كان يصف الزيدية في اليمن بـ"سنة الشيعة"، لقربهم من المذهب السني، إضافة إلى أن المذهب الشافعي معروف عنه الوسطية والاعتدال.
معتبراً أنه ساد عبر عقود من الزمن ما يمكن وصفة بتقاسم غير مكتوب للأدوار، حيث كان هرم السلطة السياسية والعسكرية في يد الأقلية الزيديين، بينما انصرفت الأغلبية من الشوافع إلى مجالات التجارة المال والأعمال، لكنهم كانوا متواجدين بشكل كبير ـ بحكم أنهم كانوا أكثر تعليماً وثقافة وخبرة ـ في الجهاز البيروقراطي للدولة.
وأضاف عبدالجليل اليوسفي أن الصراع في اليمن اخذ منخى بين المتصارعين أو إلى فريقين فالإمامة كانت وظلت تمثل المذهب الهادوي بعكس الثوار واهدافهم كانوا يتوقون الى دستور مستقي من الاسلام الحنيف وطبعا البعد السياسي تجلي في الدفاع المستميت عن المعتقد.
ومن جهته أشار "فضل الهندي" أن الجميع متفق أن هناك سيطرة من قبل المركز المقدس، حيث كانت الإمامة تحكم وهم: هاشميين ومحسوبين على المذهب الزيدي، وبعد قيام ثورة ٢٦ سبتمبر الخالدة انتقلت السلطة من يد الهاشميين الزيدية الى يد الزيدية الغير هاشميه.
وعلق الناشط أحمد الشماري بقوله، أن الصراع السياسي والاجتماعي والديني في اليمن منذ الاحتلال العثماني والمملكة المتوكلية لم تشهد صراعا طائفيا او مذهبيا نهائياً. بالمعنى العام والادق ان الاحتلال العثماني لم يتدخل في تأجيج أي صراع طائفي او مذهبي كهدف سامي للاحتلال بقدر ما كان عسكريا واقتصاديا لغرض جلب الأموال. كما ان المملكة المتوكلية لم تهتم بالصراع الطائفي كهدف سامي يحرفها عن قيامها وبقائها، كما لم تؤجج الصراع المذهبي بين الزيديه والشافعيه طبعا هذا في نهاية الحرب العالمية الاولى1918 م تقريبا. بعد دحر الاحتلال العثماني، مضيفاً لكن هذا لا يعني ان الاحتلال العثماني لم كرس ويؤسس نظام الأسر ( البوتات) وتكريسها من الإمامة.
وعاد حفظ الله السوفعي بمداخلته أنه قبل حوالي 50 عاماً، خاضت اليمن حرباً أهلية دارت بين حكومة صنعاء المدعومة من مصر ضد المسلحين المدعومين من المملكة العربية السعودية وكادرها من المرتزقة الأوروبيين. وبعد ست سنوات من الحرب الدامية، لجأت القاهرة -- أثناء إحدى الفترات الصعبة التي واجهتها تلك الحملة -- إلى استعمال غاز الخردل وغاز الأعصاب في محاولة للقضاء على المتمردين وانتصرت الحكومة اليمنية في النهاية، ولكن بعد أن فقدت مصر 26 ألفاً من جنودها.
واليوم، تختلف الخطوط العريضة للصراع الدائر في اليمن. فالمتمردون الحوثيون (الذين يتبعون المذهب الزيدي الشيعي) يتحدون صنعاء في الشمال، وهو الأمر بالنسبة للإنفصاليين السنة الفقراء في الجنوب، وتنظيم «القاعدة» الذي يتحدى الحكومة في عدة أماكن في البلاد. وعلى الرغم من وجود كيانات جديدة تلعب أدوارها على الساحة اليمنية، تعرض الجولة الحالية من القتال ملامح بعض التشابه مع سابقتها. ومن بين أكثرها إثارة للدهشة هي أن اليمن تتحول مرة أخرى، على ما يبدو، إلى "حرب بالوكالة" فالمعركة الأخيرة في الصراع بين إيران والدول العربية "المعتدلة. مما أدى ذلك إلى تحالف نظام الملالي المتشدد في إيران مع قوى في اليمن تسعى إلى زعزعة استقرار الحكومة المركزية.
أما ما يحدث في تعز أكد "السوفعي" أن الحربهي حرب مناطقية بامتياز من قبل المليشات المسلحة ومن طرف واحد ضد ابناء تعز والحشد في أوساط مواطنيهم على اساس المناطقية.
ومن جهته أشار المهندس عبد القوي شرف ناشط سياسي أن الصراع الذي يدور في بلادنا هو صراع عليى السلطة بامتياز وليس صراع منطقي ومذهبي، حيث هناك من البعض اردوا ان تتحول بلادنا الى ساحة لإدرة صراع بالوكالة تقوده دول خارجية بهدف تصفية حسابات، وعلينا ان ﻻ نفصل ما يدور علي ساحة وطننا العربي الكبير وبين ما يدور في بلادنا.
وأعتقد توفيق الحداد في مداخلته أن الصراع في اليمن منذ زمن مبكر صراع مناطقي سنحت الفرصة للأقلية بحكم البلاد وتعملوا مع هذه الفرصة بإشعال نعرات مناطقية مكنتهم من أحكام السيطرة على الإدارة تارة باسم الدين، وتارة باسم القبيلة.
أما الناشط محمد سعيد اليوسفي أكد أن طبيعة الصراع في اليمن هو ان مجموعة من الناس ترى لنفسها الاحقيه الالهية القبلية والعرقية والمكانية في ان تحكم اليمن حكم مطلق دون غيرها من البشر، ولها الحق ان تملك البشر والحجر تملك الارض والانسان وهذا الشعور يتم تعزيزه بواسطة مذهب ديني وضعته ايديهم وهو المذهب الزيدي الهادي الذي هو عباره عن تحريف للدين خصوصا فيما يتعلق بالجانب السياسي والذي تنص المادة الاولي منه ان ولاية الامه تنحصر في اولاد وذرية الامام الضال يحي بن الحسين دون غيرهم من الناس وهذه النظرية استسلم لها سكان شمال الشمال وتحولوا الى جنود لهذه الاسرة وسكان المناطق الوسطي والتي تمتد جغرافيا من مرتفعات جبال سماره وتهامة والجند كانت منطقة رفض ومقاومه لفكرة انحصار الولاية في ذريه معينه من الناس.
ومن أهم الاستناجات التي خرجت فيها الحلقة الحوارية أن الحرب العبثية التي لها ما يقارب أربعة أشهر وما قبلها منذ دخول العاصمة صنعاء وسيطرة المليشيات على مدن المحافظات بقوة السلاح ما هي إلا حرب بالوكالة صناعها قوى إقليمية ومنفذيها قوى ومراكز نفوذ داخلية .. فهي صراع سياسي وحرب انتقامية لتصفية حسابات بين مراكز النفوذ والسلطة والمغدور به هو الشعب الذي يآن بدون أأن يسمح صراخة وأوجاعه المطالبة بالسلام وإيقاف الحرب التي ضحيتها الوطن والمواطن.