(لا يشكر الله من لا يشكر الناس)الحمد لله وبعد:

عنوان هذه المقالة حديث نبوي صحيح، وهو منهج عظيم يبين عظيم شكر الناس على ما يصنعون  من خير وإحسان. 

فإن من شكر الله على النعم شكر من جعلهم الله أسبابا لهذه النعم.. ومن عجائب مرويات هذا الحديث أنه جاء بالنصب والرفع في كل من لفظة (الله) و (الناس).

وهذا له دلالة عظيمة كما لا يخفى على كل ذي لب يعرف أثر الإعراب في توجيه المعنى.

يشكر المخلصون الصادقون من أهل عدن وغيرهم دولة الإمارات  قيادة وشعبا ومسؤولين لأنهم قبل أن يبذلوا المال والمعونات الغذائية ونحوها بذلوا الأرواح رخيصة لنصرة إخوانهم ضد المعتدي الاثيم. 

لسنا هنا في مجال ذكر الإنجازات والدعم السخي والوفاء الذي قدمته الإمارات ممثلة بالهلال الأحمر  الإماراتي.. وهو أمر يذكر فيشكر. 

ولكن أوقفني -من البعض- قلة التقدير وعدم مقابلة الوفاء بالوفاء بل وأشد من ذلك أن يقابل الإحسان بالإساءة ومعرفة الفضل بجحوده. 

لا يمثل أصحاب هذا الاتجاه إلا أنفسهم المريضة التي دعتهم إلى نكران الجميل وإشاعة الظنون الكاذبة التي رسمتها مخيلتهم الحزبية الضيقة والتي لم تتنفس إلا بمثل هذه الأفعال.. ليس لشيء إلا خدمة لحزبهم البائد.

كانت حسنة الإمارات على أهل عدن خاصة وعلى غيرهم بشكل عام كبيرة جدا.

فهم مع قيادة التحالف وعلى رأسه المملكة العربية السعودية كان لهم الفضل الكبير بعد فضل الله تعالى في دفع التوسع الفارسي الإيراني البغيض والاعتداء الحوثي الظالم.

في الوقت الذي كانت الإمارات في عدن يد تبني وأخرى تدفع الشرور  كانت بعض التحزبات الضيقة والفرق الهالكة تدفع البلد إلى هوة سحيقة.

فالقاعدة بفصائلها بدلا من أن تدفع الظلم الفارسي الحوثي.. ذهبت تدفع بفلذات أكباد المسلمين لقتل من يسهرون على راحة الناس ومعايشهم. 

وأصحاب المصالح الآنية الضيقة والذي كان في دعم الإمارات كبح لجماح طمعهم وجشعهم واحتكار السوق لهم.

هاتان الفرقتان ومن يمولهما هما أكثر من ضاق ذرعا بالبناء والتعمير وعودة الأمن واستقرار البلد.

إن الرائد لا يكذب أهله؛ والمخلص لدينه أولا ثم لوطنه وأهله يقدم مصلحة ذلك على كل مصلحة ضيقة ضعيفة يعود نفعها على طائفة دون أخرى وجماعة دون ثانية.

مصلحة وطن بأكمله يحتاج إلى تكاتف المصلحين؛ وطن انهكته الحزبيات الضيقة وشتت أهله فتفرق أهله شيعا وأحزابا.    

وبسبب تفرقهم في انتماءاتهم تفرقت أهدافهم. وكان مجتمعهم آخر ما ينظرون إليه.

فخالفوا قول ربهم جل وعلا: (ولا تنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم)..

فالواجب على الناس التنبه لذلك والاعتصام بالحق والتمسك به، وعمل الشكر لبقاء الخير ودوامه، (اعملوا آل داود شكرا وقليل من عبادي الشكور).

وفي عدن قال المخلصون :شكرا للإمارات، لأن نبينا صلى الله عليه وسلم قال: (لا يشكر الله من لا يشكر الناس)

المصدر: * بقلم: د. محمد بن غالب العمري
Journal

Journal kenanaonline

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 136 مشاهدة
نشرت فى 7 يونيو 2016 بواسطة Journal

جورنال كنانة أونلاين

Journal
رئيس التحرير/ عبدالحكيم الجنيد جوال-+967771312957 مديرالتحرير/محمد عبدالله حفيظ جوال-+967771122155 سكرتيرالموقع/منال احمد »

ابحث

عدد زيارات الموقع

75,752

تسجيل الدخول