كشفت تقارير صادرة عن الجهاز المركزي للرقابة والمحاسبة ودائرة الرقابة والتفتيش بجامعة صنعاء عن حجم الفساد الكبير والعبث بالموارد الذاتية للجامعة من النظام الموازي والنفقة الخاصة التي يدفعها الطلاب بالدولار أو من رسوم الأنشطة الطلابية التي يدفعها الطلاب بالعملة المحلية الريال .
وبينت الوثائق حجم الفساد الكبير الذي تشهده جامعة صنعاء نظرا لما سيتم تناوله في هذا التقرير ليس سوى جزء بسيط ولحساب واحد فقط هو حساب نيابة شئون الطلاب للرسوم المدفوعة بالدولار والريال فقط ناهيك عن المنصرف من حساب الموازنة المالية المعتمدة من وزارة المالية وخلافا لما يصرف في الكليات والوحدات المستقلة في الجامعة التي تتقاضى الرسوم والايرادات مباشرة من الطلاب دون المرور بنيابة شئون الطلاب والأمانة العامة للجامعة .
وتؤكد الوثائق والتقارير الرقابية ومنها في الصفحات رقم 7 ، 8 ، 9 من تقرير الرقابة بجامعة صنعاء عن نتائج مراجعتها لمصروفات موارد النفقة الخاصة ( حساب الدولار ) بنيابة شئون الطلاب فقط للعام المالي 2014 والتي تكشف حجم الفساد والعبث بالمال العام وهدر موارد الجامعة إذ يكشف التقرير أن إجمالي المنصرف مكافآت وانتقالات وتغذية وأجور إضافية تجاوز 530 الف دولار ويتضح من خلال التفاصيل استحواذ قيادة الجامعة ومجموعة من الموظفين المقربين منهم على هذه المبالغ واستغلال سلطتهم للاستحواذ عليها دون وجه حق ..
كما يظهر التقرير صرف مبلغ يتجاوز 540 الف دولار من موارد النفقة الخاصة لنفس العام 2014 لأغراض غير مختصة منها أجور تعاقدية وبدل سفر لقيادة الجامعة ووقود وزيوت لقيادة الجامعة ونثريات ومشتريات ومساعدات وقيمة تذاكر سفر ومساعدات لبعض أعضاء هيئة التدريس والموظفين.
فيما يكشف التقرير أن نسبة دعم البحوث والتطوير بلغت ( صفر ) من إجمالي المنصرف فعليا خلال العام 2014 من موارد النفقة الخاصة (حصة نيابة شئون الطلاب فقط ) والبالغة 1,111,062 مليون ومائة واحد عشر ألف دولار ولم تتجاوز نسبة دعم المكتبات سوى 1% فقط لا غير.
كما يكشف التقرير الرقابي ذاته عن نتائج المراجعة للمنصرف خلال العام 2014 من حسابات الأنشطة (ريال ) بنيابة شئون الطلاب فقط منها 82 مليون ريال تم صرفها مقابل مكافآت وتغذية وبدل مواصلات لقيادة الجامعة و مجموعة محدودة من موظفي الجامعة الذين يعملون بمكتب رئيس الجامعة ونائبه لشؤون الطلاب والأمانة العامة والشئون المالية ؟؟ بالإضافة إلى 25 مليون ريال مقابل نفقات تشغيلية منها نثريات شهرية بمبلغ 250 الف لمكتب رئيس الجامعة و 200 الف نثريات لمكتب نائبه لشئون الطلاب شهريا .. وهذا نموذج بسيط جدا للفساد والعبث والنهب المنظم بموارد تسمى ( رسوم الأنشطة ) ويفترض قانونا أن تصرف على الأنشطة العلمية والثقافية والرياضة للطلاب وتحسين الخدمات المقدمة لهم في المساكن الطلابية بالإضافة إلى تحسين وتطوير البنية التحتية للعملية التعليمية.
واكد مصدر مسئول في جامعة صنعاء أن القيادة الجديدة للجامعة حريصة على تجسيد الشفافية والوضوح وكشف الفساد ومكافحته وضمان عدم تكرار ممارسته وتمكين المجتمع من حق الحصول على المعلومة وإسناد الجهود الرسمية والشعبية للقضاء على الفساد والاختلالات في مختلف مؤسسات الدولة وفي طليعتها المؤسسات التعليمية التي يعتبر الفساد فيها أخطر أنواع الفساد واكثره ضررا على المجتمع .
منوها الى ان مسيرة التغيير انطلقت في جامعة صنعاء وستمضي في قلع الفساد من جذوره وتحقيق إصلاحات ملموسة على الرغم من استماتة قوى الفساد ومراكز النفوذ على إعاقة هذه المسيرة وإيقاف عجلتها عن المضي إلى الأمام دون جدوى .
