احتفت  مديرية دمت بمحافظة الضالع اليوم بالذكرى السادسة والعشرين لإعادة تحقيق الوحدة اليمنية المباركة بمهرجان كرنفالي كبير  شارك فيه آلاف المواطنين وشهد استعراض رمزي لشباب الأندية الرياضية وطلبة المدارس وبعض الوحدات العسكرية والأمنية واللجان الشعبية  .

والقيت  في المهرجان العديد من الكلمات والقصائد الشعرية والوصلات الفنية المعبرة وسط تفاعل كبير من الجماهير الحاشدة التي ملأت  الساحة المجاورة للحرضة البركانية التي تمثل أحد أبرز معالم مدينة دمت السياحية والتاريخية .

وفي كلمة السلطة المحلية بمديرية دمت اكد سلطان فاضل مدير عام مديرية دمت رئيس المجلس المحلي  : أن الاحتفال بهذه المناسبة الغالية وفي ظل هذه الظروف وبهذا الزخم  الجماهيري الكبير  يعبر عن المشاعر الصادقة  تجاه أهم انجاز في التاريخ اليمني الحديث رغم ما يعيشه وطننا من أوضاع استثنائية بالغة الصعوبة والتعقيد ومؤامرات وعدوان همجي لم يشهد له التاريخ مثيل .

وقال سلطان فاضل : أن  قدرنا كيمنيين أن تتزامن افراحنا واتراحنا ، فكم من مرة اختلطت دموع الفرح بدموع الحزن والأسى ، لكن ثقتنا بالله عز وجل وبشعبنا اليمني العظيم كبيرة جداً، وكلنا أمل ان يسدل الستار قريبا على الاوضاع المأساوية ووقف نزيف الدم والاتجاه  نحو بناء دولتنا الوطنية الوحدوية المنشودة .

وأوضح سلطان فاضل انه ليس غريباً على المنطقة الوسطى عموماً ومديرية دمت خصوصاً، ان تكون السباقة للاحتفاء بمثل هذه المناسبات الوطنية،فلا يوجد بيت او اسرة في دمت والمديريات المجاورة لها الّا وقدمت شهيداً او جريحاً او ضحت  بأي غال ونفيس لديها، طوال سنوات التشطير والصراعات  من أجل ان يصبح حلم الوحدة اليمنية حقيقة، تذوب فيه كل المشاريع الصغيرة وتنتهي كل الشعارات الزائفة ، ويرتفع علم اليمن عالياً خفاقا ويهتف الشعب اليمني بصوت واحد ( بالروح بالدم نفديك يا يمن  ) من المهرة حتى صعدة .

وأضاف فاضل :  يؤسفني القول اننا ونحن نحيي ذكرى اعادة تحقيق الوحدة  نشعر ان هذا المنجز التاريخي الكبير يتعرض لأقوى مؤامرة اقليمية ودولية من خلال مشاريع التجزئة والأقلمه ودعم حروب اهلية عديدة ومتنوعة وتحت رايات وشعارات غريبة ودخيلة على قيمنا الانسانية والدينية والوطنية  ، وسط شحن مناطقي ومذهبي وطائفي غير مسبوق ،  وتعبئة وتحشيد لسفك المزيد من الدماء تحت شعارات ومبررات ما انزل الله بها من سلطان .

ووجه رئيس مجلس محلي دمت في كلمته العديد من الرسائل الهامة أولها : الى ابناء مديرية دمت والمديريات المجاورة لها دعاهم فيها للحفاظ على وحدة الصف و الموقف وسلامة المنطقة وتجنيبها ويلات الصراعات السياسية التي اكتوت بنارها كثيراً . والرسالة الثانية الى : الذين  لايزالون ممسكون على الزناد في الحدود الجنوبية للمديرية بمنطقة مريس داعيا إياهم الإصغاء لصوت العقل والمنطق وان يجنبوا المنطقة المزيد من الدماء والدمار  .. منوهاً إلى أن اكثر من 8 اشهر من المواجهات هناك لم تحصد سواء الدماء الزكية التي هي دمائنا جميعا فلا يوجد منتصر ولا مهزوم في الحروب الداخلية بين  الاخوة الاعداء  .

والرسالة الثالثة وجهها فاضل : الى اخواننا واهلنا الاعزاء في الضالع خصوصاً وفي المحافظات الجنوبية والشرقية عموماً مؤكدا لهم ان ما يجمعنا اكثر مما يفرقنا وان مستقبلنا جميعا بوحدتنا وتعايشنا وقبول كلاً منا بالآخر والعمل جميعاً على تصحيح كافة الاخطاء والاختلالات السابقة

ولنجعل من ذكرى اعادة تحقيق الوحدة فرصة لإعادة بناء جسور التآخي والمحبة بيننا كيمنين .

ودعا رئيس محلي دمت  القوى السياسية الى تحمل مسؤلياتهم التاريخية فالوطن لم يعد يحتمل المزيد من الدماء والدمار  داعياً وسائل الاعلام ووسائل التواصل الاجتماعي للتوقف عن الاستمرار في تمزيق النسيج الاجتماعي واثارة النعرات الطائفية والمناطقية  وترسيخ قيم التعايش والقبول بالتعدد والتنوع والشراكة الوطنية الحقيقية القائمة على المواطنة المتساوية والمشروع الوطني الجامع .

وناشد فاضل المتحاورون في الكويت  تحكيم ضمائرهم وانجاح المشاورات و إيقاف العدوان والحرب والحصار وحقن دماء اليمنين وأعلاء مصلحة الوطن فوق كل المصالح والاجندات المحلية والاقليمية والدولية .

قائلا  لهم : انتم اليوم محط انظار العالم اجمع وامامكم فرصة تاريخية فأما ان تكونوا صناعها او تتحملون مسؤولية ضياعها .

وعبر فاضل في ختام كلمته عن شكره وتقديره لكل من ساهم في تنظيم هذه الاحتفالية الكبرى وعلى رأسهم القوى السياسية والأجهزة التنفيذية والمشائخ والاعيان والعدول والشخصيات الاجتماعية .. وأثنى على مساهمة الجيش واللجان الشعبية في المديرية في إنجاح الفعالية وتأمينها .

وردد المشاركون في المهرجان هتافات وشعارات مؤكدة على الحفاظ على الوحدة اليمنية والدفاع عنها بكل غال ونفيس .