تُعدّ السمنةُ من الأمراضِ المزمنةِ التي تُهدّدُ حياةَ الإنسانِ، وتُسبّبُ العديدَ من الأمراضِ الأخرى مثلَ السكريّ وأمراضِ القلبِ وارتفاعِ ضغطِ الدمّ، ولذلك، يلجأُ الكثيرُ من الأشخاصِ الذين يعانونَ من السمنةِ إلى مختلفِ الطرقِ لإنقاصِ الوزنِ، ومن بين هذهِ الطرقِ عمليةُ تكميمِ المعدةِ.
ما هي عمليةُ تكميمِ المعدة؟
هي عمليةٌ جراحيةٌ تُستخدمُ لعلاجِ السمنةِ المفرطةِ، في هذهِ العمليةِ، يقومُ الجرّاحُ بتصغيرِ حجمِ المعدةِ بنسبةٍ تصلُ إلى 70% من حجمها الطبيعيّ، وذلك عن طريقِ إزالةِ جزءٍ من المعدةِ وتشكيلِ جيبٍ صغيرٍ يُسمّى "الجيبَ المعديّ"، ويُؤدّي ذلك إلى تقليلِ كميةِ الطعامِ التي يستطيعُ الشخصُ تناولها، مما يُساعدُ على إنقاصِ الوزنِ.
أنواعُ عمليةِ تكميمِ المعدةِ:
- تكميمُ المعدةِ بالمنظارِ: تتمّ هذهِ العمليةُ عن طريقِ فتحةٍ صغيرةٍ في البطنِ باستخدامِ أدواتٍ جراحيةٍ رفيعةٍ.
- تكميمُ المعدةِ بالجراحةِ المفتوحةِ: تتمّ هذهِ العمليةُ عن طريقِ شقٍّ كبيرٍ في البطنِ.
فوائدُ عمليةِ تكميمِ المعدةِ:
- إنقاصُ الوزنِ بشكلٍ كبيرٍ: تُساعدُ عمليةُ تكميمِ المعدةِ على إنقاصِ الوزنِ بشكلٍ كبيرٍ، حيثُ يمكنُ للشخصِ أن يفقدَ ما يُقاربَ 70% من وزنهِ الزائدِ خلالَ عامينِ.
- تحسينُ السيطرةِ على سكرِ الدمّ: تُساعدُ عمليةُ تكميمِ المعدةِ على تحسينِ السيطرةِ على سكرِ الدمّ، ممّا قد يُؤدّي إلى تحسينِ حالةِ مرضى السكريّ من النوعِ الثانيِ أو الشفاءِ منهُ.
- تقليلُ خطرِ الإصابةِ بأمراضِ القلبِ: تُساعدُ عمليةُ تكميمِ المعدةِ على تقليلِ خطرِ الإصابةِ بأمراضِ القلبِ، وذلك عن طريقِ خفضِ ضغطِ الدمّ وتحسينِ مستوياتِ الكوليسترولِ في الدمّ.
- تحسينُ نوعيةِ الحياةِ: تُساعدُ عمليةُ تكميمِ المعدةِ على تحسينِ نوعيةِ الحياةِ بشكلٍ عامٍ، وذلك عن طريقِ زيادةِ الطاقةِ والنشاطِ وتحسينِ الثقةِ بالنفسِ.
مخاطرُ عمليةِ تكميمِ المعدةِ:
- مخاطرُ التخديرِ العامِ: تُعتبرُ مخاطرُ التخديرِ العامِ من المخاطرِ الشائعةِ في جميعِ العملياتِ الجراحيةِ.
- العدوى: قد تُؤدّي عمليةُ تكميمِ المعدةِ إلى حدوثِ عدوىٍ في الجرحِ أو في تجويفِ البطنِ.
- النّزيفُ: قد يحدثُ نزيفٌ أثناءَ العمليةِ أو بعدها.
- التسريبُ من الجيبِ المعديّ: قد يحدثُ تسريبٌ من الجيبِ المعديّ، ممّا قد يُؤدّي إلى حدوثِ التهابٍ في تجويفِ البطنِ.
- نقصُ الفيتاميناتِ والمعادنِ: قد تُؤدّي عمليةُ تكميمِ المعدةِ إلى نقصِ بعضِ الفيتاميناتِ والمعادنِ، مثلِ فيتامينِ ب12 والحديدِ.
- اضطراباتُ الجهازِ الهضميّ: قد تُؤدّي عمليةُ تكميمِ المعدةِ إلى بعضِ اضطراباتِ الجهازِ الهضميّ، مثلِ الإسهالِ والغثيانِ والتقيؤِ.
- اكتئابٌ: قد يُعاني بعضُ الأشخاصِ من الاكتئابِ بعدَ عمليةِ تكميمِ المعدةِ.
من هم الأشخاص المرشحون لعملية تكميم المعدة؟
بشكل عام، يُرشّحُ لعمليةِ تكميمِ المعدة الأشخاصُ الذين:
- يعانونَ من السمنةِ المفرطةِ: يُعرّفُ الشخصُ الذي يعاني من السمنةِ المفرطةِ بأنّهُ الشخصُ الذي يبلغُ مؤشرُ كتلةِ جسمهِ (BMI) 40 أو أكثر.
- فشلوا في إنقاصِ الوزنِ من خلالَ الطرقِ التقليديةِ: يجبُ أن يكونَ الشخصُ قد حاولَ إنقاصَ وزنهِ من خلالَ اتباعِ نظامٍ غذائيّ صحيّ وممارسةِ الرياضةِ بانتظامٍ لمدّةِ عامٍ على الأقلّ دونَ جدوى.
- لا يعانونَ من أيّ أمراضٍ مُزمنةٍ تمنعُهم من الخضوعِ للجراحةِ: مثلَ أمراضِ القلبِ أو الكبدِ أو الكلى.
- يُدركونَ مخاطرَ ومنافعَ العمليةِ بشكلٍ كاملٍ: يجبُ أن يكونَ الشخصُ على درايةٍ كاملةٍ بمخاطرَ ومنافعَ العمليةِ قبلَ الخضوعِ لها.
- يُبدونَ التزامًا باتّباعِ تعليماتِ ما بعدَ العمليةِ: تشملُ هذهِ التعليماتِ اتّباعَ نظامٍ غذائيّ صحيّ وممارسةِ الرياضةِ بانتظامٍ والمتابعةِ الطبيةِ الدوريةِ.
بالإضافةِ إلى ذلك، قد يُرشّحُ لعمليةِ تكميمِ المعدةِ بعضُ الأشخاصِ الذين يعانونَ من:
السكريّ من النوعِ الثانيِ.
- ارتفاعِ ضغطِ الدمّ.
- انقطاعِ التنفسِ النوميّ الانسداديّ.
- ارتفاعِ الكوليسترولِ في الدمّ.
- بعضُ أنواعِ السرطانِ، مثلَ سرطانِ المريءِ أو المعدةِ.
من المهمّ استشارةَ الطبيبِ المختصّ لتحديدِ ما إذا كانتْ عمليةُ تكميمِ المعدةِ مناسبةً لكَ أم لا.