ماذا تعرف عن نخيل الخوخ Peach Palm

أ.د. عاطف محمد إبراهيم
كلية الزراعة - جامعة الإسكندرية - جمهورية مصر العربية

نخيل الخوخ Bactris gasipaes, أحد أنواع النخيل التي نشأة في الغابات الاستوائية لجنوب و وسط أمريكا,حيث انتشر في هذه المناطق بشكل جيد, حيث يزرعها أصحاب الحيازات الصغيرة في نظام زراعة الغابات أو في حالات نادرة في زراعات منفردة. الاسم الإنجليزي الشائع هو ‘peach - palm', ويسمى ‘ pejivalle' في كوستاريكا ,و ‘peach-nut, pewa or pupunha' في ترينداد و ‘piva' في بنما و ‘tenga' في كولومبيا' pixabay' في فنزويلا و ‘tempe' في بوليفيا و ‘chonta ruru' و غيرها في بيرو و ‘amana' في سورينام و ‘parepon' في غنيا الفرنسية و ‘popunha' في البرازيل و ‘chontaduro' باللغة الإسبانية. شجرة معمرة تعيش طويلاً, و تظل تعطي ثمارها لفترة زمنية طويلة (50 - 75 سنة في المتوسط). تحمل عشيرتها تنوع وراثي كبير,مما يؤدي إلى وجود تباين كبير فيما يتعلق بلون و جودة الثمار الناتجة. الثمار صالحة للأكل ومغذية ولكنها تحتاج إلى طبخ لمدة 30 دقيقة إلى خمس ساعات, كما أنها تفيد أيضاً العديد من الحيوانات في البرية, كما يزر ع نخيل الخوخ من أجل قلب النخلة و جذعها الذي يمكن أن يصنع منه الأخشاب الثمينة.
و فيما يتعلق بالتقسيم النباتي, فإن نخيل الخوخ ينتمي إلى النباتات الأحادية الفلقة ‘Monocots' التي تتبع رتبة‘Arecales' و العائلة ‘Arecaceae' و الجنس ‘Bactris' و النوع ‘B. gasipaes' و الاسم العلمي له هو ‘Bactris gasipaes Kunth.'

الوصـــــف النباتـــــي:
نخلة قائمة النمو , ذات ساق أسطواني مفرد, أو ، في أغلب الأحيان ، يخرج عليه عدة مناطق أو نموات جانبية سمك كلٍ منها 20 سم في كتلة و مسلحة بشكل عام بأشواك قاسية سوداء تتواجد في صفوف من القاعدة إلى القمة,شكل(1-1), كما توجد بعض النماذج التي تحمل القليل من الأشواك. يتراوح ارتفاع النخلة بين 20 - 30 متر, تنتج النخلة الكثير من السرطانات أو الفسائل, عنق الورقة قصير و يحمل أشواكاً و نصل الورقة ريشي و يبلغ طوله 2.4 - 3.6 متر, يحمل العديد من الوريقات الطويلة المدببة, يبلغ طول الوريقة حوالي 60 سم و اتساعها 3.2 سم, لونها أخضر داكن من السطح العلوي و أخضر باهت من السطح السفلي, شوكية عند العروق . تحاط النورة الزهرية في بادئ الأمر بإغريض شوكي, تحتوي النورة على شماريخ زهرية راسيمية غير متفرعة, اسطوانية الشكل يبلغ طول كل منها 20 - 30 سم , تمتزج فيها الأزهار المذكرة و الأزهار المؤنثة, باستثناء الجزء الطرفي (عدة سنتيمترات) منها حيث يوجد أزهار مذكرة فقط, شكل (1-2)

تخرج الثمار معلقة في عناقيد أو مجموعات من 50 - 100 و أحياناً 300 , تزن حوالي 11 كيلوجرام أو أكثر, لون الثمرة من أصفر إلى برتقالي أو قرمزي, صفراء وحمراء أو بنية اللون في البداية, تتحول للون الأرجواني عند تمام نضجها, شكل الثمرة بيضاوي مفلطح , اسطواني أو مخروطي, يبلغ طولها 2.5 - 5 سم, مقعرة عند القاعدة بواسطة الكأس الجلدي الأخضر اللون ذا السبلات الثلاث المدببة, شكل (1-3). قد يحمل الساق المفرد حوالي 5 - 6 عناقيد في نفس الوقت. جلد الثمرة رقيق, اللب لونه أصفر إلى برتقالي فاتح, حلو الطعم, تشوبه آثار مرارة أحياناً و اللب جاف و دقيقي (كأنه مغبر بالدقيق). في بعض الأحوال تكون الثمرة لا بذرية (خالية من البذرة), و لكن عادة ما توجد بذرة واحدة مخروطية الشكل يبلغ طولها 2 سم, غطاء البذرة جامد, رقيق لونه أبيض, زيتي له رائحة تشبه نكهة جوز الهند, نادراً ما توجد بذرتين مندمجتين.

شكل (1): يوضح شكل الشجرة (1), الأشواك على الجذع (2), العناقيد الزهرية (3) و الثمار (4,5).

المنشأ والتوزيع
يبدو أن هذه النخلة المفيدة قد تأصلت في المناطق أو المساحات الأمازونية بكولومبيا, الإكوادور, بيرو و البرازيل, غير أنه يبدو أنها قد زرعت و انتشرت بواسطة الهنود منذ وقت بعيد مضى. لقد دخلت كوستاريكا منذ عصور ما قبل التاريخ, و تبدو النخلات بحالة برية من جانب الساحل الأطلنطي لهذا البلد, كما تزرع كثيراً بتلك المناطق. تجدر ملاحظة أن كل مسكن هندي يمتلك مساحة منزرعة بنخيل الخوخ. كما تزرع النخلات كنباتات مظلٍلة جزئيا لنباتات البن. و تجب الإشارة إلى إنها ليست شائعة في أي مكان آخر في أمريكا الوسطى ، على الرغم من أنها وفيرة إلى حد كبير في نيكاراغوا وهندوراس و جواتيمالا ، وقد زرعت منذ فترة طويلة في مساحات تجارية في بنما لإنتاج الفواكه للأسواق المحلية. في كولومبيا وبيرو، تظهر كميات كبيرة من الفواكه في الأسواق و يقوم البائعون ببيعها في الشوارع. هناك مواقف كبيرة من هذا النخيل في منطقة أورينوكو في فنزويلا والبرازيل الاستوائية. و يقيم الهنود في كولومبيا وإكوادور مهرجانات في موسم ظهور الثمار ، على الرغم من أن الثمار في الإكوادور تُقدر قيمتها كعلف للحيوانات أكثر من كونها غذاء للبشر.

في عام 1920 تلقى قسم الزراعة بوزارة الزراعة الأمريكية بذور هذه النخلة من كوستاريكا, غير أن هذه الكمية من البذور فقدت حيويتها, بعد ذلك قامت شركة الفواكه المتحدة بشحن ثمار كاملة, غير أن هذه الثمار تخمرت في الطريق وألقيت بطريق الخطأ في البحر في نيويورك ، ولم تدرك شركات التفريغ أنها مستوردة فقط من أجل بذورها, ثم تم إرسال شحنة أخرى و زرعت حوالي 1000 شتلة في صوبات زراعية في ولاية ميريلاند و وزعت هناك. حالياً يوجد هناك أشجار متفرقة و منتشرة في جنوب فلوريدا وكوبا وبورتوريكو و ترينداد. و في عام 1924, أدخلت الأشجار إلى الفلبين. في سبعينيات القرن الماضي وضح إمكانية زراعة الأشجار بالهند من قبل المستعمرين و كذلك في شرق الهند في ترينداد و أمريكا الجنوبية اللذين يقومون بإنتاج الثمار و بيعها. و في عام 1978 قام علماء البساتين البرازيليون بدراسة جدوى زراعة نخلة الخوخ بولاية ساو باولو بهدف استغلال الثمرة و البرعم الطرفي (قلب النخلة) ‘(heart, or palmito)' . و في السنوات الأخيرة كان هناك الكثير من الاهتمام بزراعة النخيل فقط من أجل براعمها الطرفية (قلب النخلة) ذات العالية و تُعد كوستاريكا هي الرائدة في استثمار و تعليب البراعم الطرفية للأشجار.

المنـــــاخ المنـــــاسب:
تحتاج النخلة لمناخ استوائي, تقتصر زراعتها على الارتفاعات الأقل من 1800 متر, حيث يقل الإثمار في الارتفاعات التي تتعدى 1500 متر, و يتراوح المتوسط الأمثل لدرجة الحرارة الموسمية بين 18 - 24º م , و لا يمكن أن تنجح زراعة النخيل على المرتفعات المنخفضة التي تهطل عليها الأمطار بغزارة. حيث تنمو النخلة في مناخ يتراوح فيه معدل هطول الأمطار السنوي بين 2000 - 5000 مم.
الأرض المناسبـــــة:
تنمو الشجرة حتى في الأراضي الفقيرة, غير أنها تزدهر جيداً في الأراضي الخصبة, الجيدة الصرف. و في أفضل مناطق الإنتاج بكوستاريكا, تختلف التربة من طينية - طميية إلى طينية صرفة, ومع ذلك ، تعتبر تربة النهر الغرينية مرغوبة أكثر من غيرها.

التكاثـــــر:
يمكن إكثار الأشجار عن طريق البذور أو الفسائل, حيث تجفف البذور في مكان مظلل لعدة ساعات قليلة, ثم تعبأ مع سفاجنوم موس مندى أو فحم و تشحن بعد ذلك لأي مكان. تنبت البذور في ثلاث أشهر من زراعتها, و لا بد من حماية النباتات الصغيرة من النمل الذي يعمل على تدمير النموات الغضة.

التلقيـــــح:
تعتبر نخلة الخوخ في الغالب خلطية التلقيح, على الرغم من أنه قد لوحظت حالات ذاتية الإخصاب. تيم التلقيح بواسطة الحشرات بصفة أساسية, خاصة عن طريق الخنافس الصغيرة, على مسافة تتراوح بين 100 و 500 متر. يمكن أن تلعب الرياح و الجاذبية كعوامل نقل اللقاح. و نظراً لأن النخلة معمرة تعيش لفترات طويلة , و أن التلقيح الخلطي هو الغالب, من ثم فإن التباينات الوراثية تتواجد بالعشيرة على مستويات عالية. و على الرغم من عدم إجراء دراسات مؤكدة على كيفية انتثار بذور نخيل الخوخ ، إلا أنه من المحتمل أن تكون عملية الانتثار هذه مقتصرة محلياً على الطيور والثدييات التي تجمع البذور. و ربما أحياناً تنتقل البذور بواسطة الماء لمسافات طويلة. و ربما يؤدي التدفق الجيني المسئول عن صفة التلقيح الخلطي السائدة إلى خلق العديد من مجموعات منفصلة وراثياً و معزولة بأحجام صغيرة, وعلى النقيض من نخيل الخوخ المنزرع ، تتعرض مجموعات الحيوانات البرية للتهديد بسبب إزالة الغابات ، مدفوعة أساسا بالتوسع الزراعي تحول الغابات إلى السافانا. و الآن أن أصبح الكثير من العشائر منعزلة بسبب إزالة الغابات مما يعمل على نقص التكاثر و الاعتماد على التلقيح الذاتي (تربية داخلية) و الانقراض في نهاية المطاف حتى بدون إزالة الغابات بالكامل. و الانتشار الطبيعي لنخيل الخوخ لم يعرف جيداً بعد, و يمكن لأشجار النخيل البري أن تتواجد في ظروف بيئية مضطربة على ضفاف النهر و بصفة أساسية في فراغات الغابة و عادة ما تتواجد منعزلة أو كثافة منخفضة.

الزراعـــــة:
تنمو النخلة بسرعة و تبلغ ارتفاع 13 متر خلال 10 - 15 سنة, و في المرتفعات المنخفضة تبدأ الشتلات في حمل الثمار خلال 6 - 8 سنوات, و في المناطق الباردة وجد أن حمل الثمار لا يبدأ إلا عند بلوغ النبات سن 10 - 12 سنة. يقال أن العمر الإنتاجي للنخلة يتراوح بين 50 - 75 سنة. في المزارع المخصصة لإنتاج الثمار, تغرس النخلات بحيث تكون المسافة بين النخلة و الأخرى 6 متر. بعد عدة سنوات قليلة, تظهر الفسائل, يسمح لحوالي 2 - 4 منها بالبقاء حتى اكتمال النمو أو البلوغ, و عندما يصل طولها إلى 1.2 - 1.8 متر, و حوالي 7.5 سم سمك عند قاعدتها, ثم تؤخذ الفسائل الزائدة و تقصر بشدة و تحفظ في الظل و تروى حتى تتكون الجذور عليها, بعدها يمكن نقلها لأي موقع آخر. يتم التخلص من الحشائش مرتين أو ثلاث مرات في العام.
أما بالنسبة للزراعة بهدف إنتاج البراعم الطرفية (قلب النخلة), تغرس الشتلات على مسافات متقاربة من بعضها البعض, حيث تتراوح المسافة بين 1.5 - 3 متر و ذلك نظراً لأن البراعم الطرفية تجمع في خلال 2.5 - 3 سنوات, و لقد أوضحت نتائج الأبحاث أن معاملة الأشجار بالفلورينول ‘flurenol' (10 جزء في المليون) يشجع تكوين نموات جانبية, أما تركيز 200 جزء في المليون يمنع نمو الأفرخ.

التسميـــــد:
تعتمد المتطلبات السمادية للنخلة على الحالة الغذائية للتربة, كما أنها تختلف في حالة الأشجار المنزرعة بغرض الحصول على البراعم الطرفية (قلب النخلة أو الجمارة) عن النخلات المنزرعة بغرض الحصول على ثمارها, و يعتبر عنصر الفسفور أهم العناصر المغذية و المحددة لإنتاجية النخلة, و يعود المردود من النخلة إلى عنصري الفسفور و والمغنيسيوم بدلاً من النيتروجين.

الأصنــــــاف:
هناك تباين كبير فيما يتعلق بحجم, لون و جودة الثمار, غير أن هناك بعض الأصناف مثل الصنف ذو الندوب الطولية (pejibaye rayodo) تعتبر ثماره ذات جودة عالية, هذه الندوب تدل على محتوى الماء المنخفض, الصلابة و أقل محتوى من الألياف بالثمرة. و في كوستاريكا, تتواجد بعض النخلات التي تحمل عناقيد الغالبية العظمى من ثمارها خالية من البذور. و هناك ما يسمى ' pejibaye macho' - تحظى ثماره بتقدير كبير. و لقد أوضحت نتائج الحصر أنه فقط حوالي 30 - 40 شتلة من بين 400 هي فقط التي سوف تنتج ثماراً ذات قيمة عالية, و أن ما يقارب 100 منها يعطي ثماراً منخفضة الجودة غير صالحة للتسويق من أجل الاستهلاك الآدمي. و في السنوات الحالية بدأ جمع الأصول الوراثية لنخلة الخوخ في كوستاريكا, بنما, كولومبيا و البرازيل, و أن هناك إمكانية كبيرة لتحسين المحصول. و كذلك الطرز الخالية من الأشواك (tapire) بصفة خاصة بدأ التفكير في إدخال هذه الصفة ضمن أغراض التربية و التحسين.

ميعـــــاد نضج الثمـــــار:
في كولومبيا, تنضج ثمار النخلات المنزرعة في يناير و فبراير, و قد تحمل الأشجار البرية الثمار مرتين في العام, كما يوجد محصولين خلال العام في ترينداد, ثمار أحداها لا تحمل بذور, أما ثمار المحصول الثاني فتوجد بها بذور. في كوستاريكا, تخرج الأزهار في أبريل و مايو, وتظهر في يونيو في الأراضي المنخفضة و بعد ذلك في المناطق المرتفعة و يكتمل نمو الثمار و تنضج من سبتمبر حتى أبريل.

جمـــــع الثمـــــار و المحصـــــول:
نظراً لوجود الأشواك على جذع النخلة, فيتم إسقاط الثمار عن طريق طرقها باستخدام عصاً طويلة , أو يمكن جمعها باستخدام عصي طويلة تنتهي كلٍ منها بجزء معدني حاد, إلا في حالة وجود السلالم حيث يقطع العنقود الثمري بأكمله و يدلى بواسطة حبل. عند تدلية العنقود الثمري بأكمله يتم وضعه في كيس مبطن بالأوراق يحملها اثنين من الرجال ، أو قد تدلى العناقيد الثمرية و توضع على كومة من أوراق الموز. عندما تصبح النخلة مرتفعة جداً, يقوم الزراع بقطعها خلفياً للحصول على الثمار و البرعم الطرفي (الجمارة أو قلب الشجرة). و يُعد المزارع محظوظاً, إذا كان لديه عدداً من النخلات العديمة الأشواك تقريباً, يمكن إزالة الأشواك و تسلق النخلة, و هنا تجب الإشارة إلى أن إزالة جميع الأشواك من على الجذع يؤدي إلى موت النخلة, غير أنه يمكن الإبقاء على حوالي 1.5 - 2.5 متر من الجذع في أمان. و لقد تم تصميم معدات خاصة مثل الحبال و الرافعات و غيرها لتسهيل عملية تسلق جذع النخلة. و إذا كانت النخلة تحتوي على جذع مفرد, و كانت منزرعة على مسافات متقاربة بما فيه الكفاية, ففي هذه الحالة لا يحتاج العامل لتسلق جذوع جميع النخلات بالتتابع بل سيتسلق واحدة و يترك التي نليها و هكذا مستخدماً معدات خاصة لقطع العناقيد الثمرية من النخلة المجاورة للتي يرتقيها. و خلال الفترة من 1948 - 1963 قدرت تكاليف عملية جمع المحصول بكوستاريكا و وجد أنها تمثل حوالي 11.4 ٪ من القيمة النقدية الكلية للمحصول, و لقد وجد أن النخلة التي تحتوي على 4- 5 سيقان ربما تعطي حوالي 68 كيلوجرام ثمار في السنة.

الحفاظ على جودة الثمـــــار:
تحفظ الثمار السليمة غير المضارة أو المصابة بكدمات بحالة جيدة في جو جاف و مهوى جيداً لفترة زمنية طويلة, حيث تجف تدريجياً, أما الثمار التي تتداول و تنقل بغر عناية و كذلك تلك المصابة برضوض, فهذه تتخمر خلال 3 - 4 أيام فقط. و يمكن الاحتفاظ بالثمار المطبوخة، التي يتم تسويقها عادة، لمدة 5 أو 6 أيام. و في حالة التخزين المبرد على درجة حرارة من 2 - 5ºم ، يمكن الاحتفاظ بالثمار غير المطبوخة لمدة 6 أسابيع مع حدوث الحد الأدنى من الجفاف أو التلف.

الآفـــــات و الأمراض:
في كوستاريكا, أحياناً تتغلغل ثاقبات الساق ‘Metamasius hemipterus' حامل العنقود الثمري مسببة تعفن الثمار. لم توجد تقارير عن أمراض تهاجم الأشجار, غير أن الثمار التي جرحت أو أصيبت خلال الجمع و النقل سرعان ما تهاجم بفطريات تسبب تعفنها و فسادها.

الاستخدامـــــات الغذائيـــــة:
الثمرة لاذعة في حالتها الطبيعية. غالباً ما يتم غلي أو سلق , حيث أنه من المعتاد أن تغلي الثمار لمدة 3 ساعات في الماء المملح ، وأحيانًا يتم إضافة دهن قبل التسويق, و يؤدي الغليان إلى فصل اللحم بسهولة عن البذور و كذلك فصل الجلد ، غير أنه في بعض الأصناف يلتصق الجلد باللحم حتى بعد الطهي. من الضروري إزالة جلد الثمرة المطبوخة قبل تناول اللحم. و في بعض الأحوال يتم قلي أو شوي الثمار السابق غليها وتقدم كوجبة خفيفة مغطاة بالمايونيز أو الجبن, كما أنه في بعض الأحوال, يخلط اللحم مع دقيق الذرة والبيض والحليب و يقلى ، وكثيرا ما يستخدم اللحم كحشو للطيور المشوية, كما تصنع المربى من اللحم في بعض الأحيان. و بالنسبة للثمار التي جففت في الأفران, فهذه يمكن حفظها لمدة 6 أشهر ثم غليها لمدة نصف ساعة مما جعلها تستعيد قوامها ونكهتها المميزة. و تصدر الثمار المقشرة والمتبلة و المعلبة في المياه المالحة, إلى الولايات المتحدة, كما يمكن طحن الثمار المجففة إلى دقيق لاستخدامها في أطباق مختلفة. و في بعض البلدان, يمكن عمل مشروب كحولي قوي و ذلك بترك اللب الخام و المضاف إليه السكر لعدة أيام حتى يتخمر, غير أن هذه الطريقة محرمة في بعض مناطق أمريكا الاستوائية.

و يمكن تقطيع الأزهار الصغيرة إلى قطع تضاف للأومليت (البيض المخفوق), كما تؤكل البذور المطبوخة مثل أبو فروة (الكستناء), غير أنه من الصعب هضمها. كما يعد قلب النخلة مصدراً ممتازاً للغذاء سواء أكان خام أو مطبوخ, يتم تقديمه كمكون للسلطات, أو يتم إعداده بالبيض والخضروات و يقدم كطبق غذائي هام, و قلب النخلة يعد غذاء تقليدي عند الهنود, غير أن حصاده تقلص إلى حدٍ كبير من أشجار النخيل البرية.

استخدامــــــات أخـــــرى:
الثمـــــار: تستخدم الثمار الزائدة و المقشورة في تغذية الدواجن و الماشية.
الأوراق: تفصل الوريقات (الخوص) لتغذية المواشي, كما كانت الوريقات من الأهمية بمكان لبناء أكواخ القش.
العصــــــارة: يمكن تجميع السائل (العصارة) من الجذع و الذي يمكن تخميره إلى نبيذ.
القلـــــف: يفصل القلف كقطعة واحدة تستخدم بديلاً عن القماش في صنع الأسرة.
الخشـــــب: الخشب ذا اللون البني جامد و متين جداً, غير أنه مرن و لامع, و لقد استخدم الخشب في صناعة الرماح و الأقواس و السهام و عصي المشي و غيرها, و في الاستخدامات الحديثة, استخدم الخشب في المنازل كقشرة للمقابض و الأدوات, كما تستخدم القطع الصغيرة في الغزل و الأجزاء الأخرى تستخدم في صناعة النسيج, يتم استخدام أنصاف الجذوع في تقسيم أحواض المياه.

القيمـــــة الغذائيـــــة:
تحتوي الثمرة المتوسطة على 1096 سعر حراري, و لقد دلت نتائج التحاليل التي أجريت في هوندراس و كوستاريكا أن كل 100 جرام من اللحم الناضج و الجلد معاً, تحتوي على:

يحتوي البروتين على سبعة من الثمانية أحماض الأساسية و هي : ثريونين threonine 2.5 ٪ / جرام/نيتروجين, ڤالين valine 2.7 ٪, ميثايونين methionine 1.3 ٪, ايسوليوسين isoleucine 1.7 ٪, ليوسين leucine 2.6 ٪, فينايل ألانين phenylalanine 1.3 ٪, لايسين lysine 4.6 ٪ و عشرة أحماض أخرى. أما الاختبارات المتعلقة بحمض التربتوفان tryptophan, قد أعطت نتائج سلبية. كما دلت التحاليل أيضاً على أن القيم التقريبية الخاصة بالجزء الصالح للأكل بالبذرة (النواة) لكل 100 جرام كانت كالتالي: الرطوبة (تفقد عند 100ºم) 6.9 ٪, البروتين (N x 6.25) 8.8 ٪, دهن 31.3 ٪, ألياف خام 18.2 ٪, نشا (عن طريق التحليل الحامضي) 20.8 ٪, رماد 1.9 ٪ و مواد غير محددة 12.1 ٪.

الفوائـــــد الصحيـــــة للثمـــــرة:
1. زيادة الطاقة:
يمكن أن تعمل ثمار نخيل الخوخ على زيادة للطاقة, و ذلك بسبب احتوائها على الكربوهيدرات التي تعمل على تزويد الجسم بالطاقة,من ثم فإن الثمار تستخدم كوسيلة سريعة لزيادة طاقة الجسم , كما أنه في بلدان أخرى تستخدم الثمار لذات الغرض.
2. تدعيم جهاز المناعة بالجسم:
تعمل الفيتامينات الموجودة بالثمرة على تدعيم جهاز المناعة, و نفس الشيء فيما يتعلق بالعناصر المعدنية التي تحويها, حيث تنشط نمو خلايا الدم البيضاء و تجنب العدوى بالأمراض, كما تزيل الآثار الضارة للأمراض و تحفز نمو خلايا جديدة. و من ثم من المفيد استهلاك الثمار كلما أمكن. و هذه هي نفس الفوائد الصحية لزيت زهرة الربيع أو بخور مريم" Primrose" التي يمكن أن تعمل على تدعيم المناعة أيضاً.
3. الحفـــــاظ على الجهاز الهضمي:
الثمرة غنية بالألياف الغذائية, مما يساعد الجهاز الهضمي على الهضم السلس, وعلاوة على ذلك ، فإنه يحسن الحركة التموجية للأمعاء و يحسن من امتصاص العناصر الغذائية و التخلص من الدهون غير الهامة, من ثم فإن تناول الثمار يعد أمراً جيداً لتجنب المشاكل المعوية مثل خراج المعدة أو آلام المعدة.
4. الجهاز الهضمــــــي:
كما هي الحال في معظم الفواكه والخضروات ، يعتبر نخيل الخوخ مصدراً جيداً جداً للألياف الغذائية ، هذه الألياف تؤثر على الجسم بعدة طرق, فعندما يتعلق الأمر بالهضم ، تعمل الألياف على تسهيل عملية هضم الغذاء بسلاسة وتزيل الإمساك, كما يمكن أن تقلل من الغاز الزائد والانتفاخ أيضاً ، كما تساعد أيضاً على منع حدوث المزيد من الأمراض المعدية و المعوية الخطيرة ، مثل قرحة المعدة وسرطان القولون.
5. منع النوبـــــات القلبيـــــة:
نفس الفوائد الصحية للفاصوليا الخضراء, فثمار النخيل الخوخ قادرة أيضاً على منع النوبات القلبية, حيث تعمل على التخلص من الكولسترول الزائد في الأوعية الدموية, و علاوة على ذلك، فإنه يتجنب جدار الشرايين من تراكم الدهون عليها, لذا فإن استهلاك الثمار يمكن أن يزيد من إمكانية تجنب النوبات القلبية و بالتالي ، خفض احتمال الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية الأخرى.
6. الوقايـــــة من مـــــرض السكري:
يمكن لثمار نخيل الخوخ المساعدة على تنظيم مستوى الأنسولين والجلوكوز في مجرى الدم,حيث تبطئ من إطلاق الجلوكوز في مجرى الدم, وعلاوة على ذلك ، فإنها تعمل على تحسين عملية التمثيل الغذائي للبنكرياس, لذلك فإنها تساعد على خفض مستوى السكر في الدم ويمكن أن تساعد أيضاً في الوقاية من مرض السكري.
7. تحسيـــــن الرؤية (الإبصار):
هناك فوائد صحية أخرى لثمار النخيل الخوخ مثل تحسين رؤية العينين, فالثمرة غنية بفيتامين (A), كما أنها غنية بالكاروتين الذي يعمل أيضاً على تحسين الرؤية, و من ثم فإن ذلك يساعد على تجنب الإصابة بأمراض العيون مثل إعتام عدسة العين , قصر النظر و منع الضمور البقعي, كما أن فيتامين (A) يساعد في الحفاظ على صحة العين.
8. تحسين الصحـــــة (العافية):
لا شك أن محتوى الثمار من الفيتامينات والمعادن يساعد على تحسين العافية, كما أن ذلك يساعد على تحفيز عملية التمثيل الغذائي في الجسم و تحسين إمداده بالأكسجين ,وعلاوة على ذلك ، يمكن تحسين الدورة الدموية في الدماغ (المخ) بشكل جيد للغاية, و هذا من شأنه جعل الجسد في حالة صحية سليمة و معافاة.
9. الحفــــــاظ على صحـــــة البشرة:
يساعد فيتامين C الموجود بالثمرة في الحفاظ على صحة الجسم بما في ذلك الجلد, حيث أن مضادة للأكسدة الموجودة بالثمرة تساعد على تعزيز مظهر الشباب, كما أنها تعمل على إعادة نمو خلايا جلد جديدة, هذا بالإضافة إلى أنها تعمل على إنتاج جلد جديد ناعم وقادر على تجنب الأمراض الجلدية, كما أنها تعمل عل حفظ البشرة ناعمة ملساء.
10. تحسيـــــن أو تعزيـــــز النمـــــو:
تشير بعض الدراسات إلى أن الفوائد الصحية لثمار نخيل الخوخ يمكن استخدامها في تحسين نمو الأطفال, حيث تحفز نمو الجسم, لما تحويه من الكالسيوم والمعادن بمستويات كافية لنمو الأطفال, من ثم ينصح بمد الأطفال بتلك الثمار بغرض امتصاص المغذيات بصورة متوازنة و بشكل جيد لنمو الأطفال, كما أن حمض الفوليك يساعد أيضاً في تحسين نمو الم ( الدماغ) وبالتالي ، فإن الثمار مناسبة للأطفال خلال فترة نموهم.
11. منع سوء التغذيـــــة:
من الفوائد الصحية الأخرى لثمار نخيل الخوخ هي منع سوء التغذية, حيث تساعد الجسم على امتصاص الحد الأقصى من الفيتامينات والمعادن اللازمة, هذا بالإضافة إلى أنها تساعد في تحسين عملية التمثيل الغذائي في الجسم في امتصاص العناصر الغذائية الهامة لخلايا الدم, لذلك فإن الثمار تفي بمتطلبات الجسم من العناصر الغذائية اللازمة وتجنب نقص الفيتامينات.
12. مكافحـــــة السرطان:
مضادات الأكسدة الموجودة بالثمرة تكسبها خاصية مضادة للسرطان, فتناول الثمار ، يساعد على تقليل الخلايا السرطانية و تكوين خلايا جيدة لاستبدالها, و بذلك تحسن المناعة والطاقة لمريض السرطان.
13. الشفاء العاجل عقب إجراء العمليات الجراحية:
تُعد الثمار وسيلة جيدة للتعافي بسرعة عقب إجراء العمليات الجراحية,حيث تساعد الثمار على إعادة الطاقة التي فقدت أثناء الجراحة, من ثم فإنه من المحبذ تناول الثمار قبل إجراء الجراحة, غير أنه من المستحسن أخذ رأي الطبيب قبل إجراء الجراحة, حيث أنها ربما تتداخل مع بعض الوصفات الطبية.
14. منع تصلـــــب الشرايين:
من الفوائد الصحية لثمار نخيل الخوخ خفض احتمال الإصابة بتصلب الشرايين, حيث إنها تنشط تيار الدم على التخلص من الكولسترول المنخفض الكثافة (LDL) و الدهون الثلاثية "Triglyceride" و يزيد من الكولسترول المرتفع الكثافة( HDL) داخل الدم, من ثم فهي حيدة لمنع تصلب الشرايين و خطر حدوث السكتة الدماغية.
15. فقـــــدان الـــــوزن:
يقوم بعض الناس باستهلاك أو تناول ثمار نخيل الخوخ للمساعدة في الحفاظ على الوزن, فالثمار غنية بالألياف الغذائية التي تعمل على تحسين عملية التمثيل الغذائي في الجهاز الهضمي, من ثم فإن تناول الثمار بصفة يومية يُعد اختيار أمثل للمساعدة على فقدان الوزن , كما أنها تجنب الجسم من اكتساب الدهون و تحسن من امتصاص الفيتامينات والمعادن.
16. مكافحـــــة حـــــب الشبـــــاب:
تناول الثمار يعمل على تحسين التوازن المائي للبشرة, كما يعمل على تحسين دورة الأكسجين داخل الجلد و بالتالي التغلب على مشاكله و مثل حب الشباب أو التجاعيد المبكرة.

الآثار الجانبية لثمار نخيل الخوخ:
مثلها مثل ثمار أية فاكهة أخرى, فبالإضافة إلى فوائدها الصحية فإن لها أيضاً بعض الآثار الجانبية و ذلك على الرغم من أنه ليس لها أية تأثيرات بالنسبة لمعظم الأشخاص, غير أنه يجب معرفة بعض التحذيرات فيما يتعلق بالنقاط التالية:
1. قد تسبب ثمار نخيل الخوخ بعض الحساسية و ذلك على الرغم من أنها آمنة للاستهلاك بشكل عام, غير أنه في حالة حدوث بعض الأعراض مثل التورم والحكة والغثيان والدوخة, فمن الأفضل تجنب استهلاك الثمار.
2. يجب على النساء الحوامل استهلاك الثمار تحت الإشراف الطبي, لأنها قد تكون خطرة وسامة على الجنين, لذلك ينصح باستشارة الطبيب قبل تناول الثمار.
3. قد يتداخل تناول الثمار مع الأدوية و الوصفات الطبية, من ثم قد تقل من فعالية الدواء, لذلك كان من الأفضل استشارة الطبيب المسئول عن العلاج الطبي للتأكد من أنها آمنة للاستهلاك أثناء العلاج.

المصادر:

Arias, O. & Huete, F.1983. Propagación vegetativa in vitro de pejibaye (Bactris gasipaes H.B.K.). Turrialba, 33: 103-108.
Arkcoll, D.B. & Aguiar, J.P.L. 1984. Peach palm (Bactris gasipaes H.B.K.), a new source of vegetable oil from the wet tropics. J. Sci.Food Agric., 35: 520-526.
Camacho, E. & Soria, J. 1970. Palmito de pejibaye. Proc. Trop. Reg. Am. Sat. Hortic Sci. 14: 122-132.
Clement, C.R. & Mora-Urpí, J. 1988. Phenotypic variation of peach-palm observed in the Amazon. In Final report an peach-palm (Bactris gasipaes H.B.K.): gene bank, p. 78-94. Manaus, Brazil, AID/CENARGEN.
Mora-Urpí, J. 1983. El pejibaye (Bactris gasipaes H.B.K.): origen, biología floral y manejo agronómico. In Palmeras poco conocidas de América tropical p. 118-160. Turrialba. Costa Rica. CATIE/FAO.
Mora-Urpi, J. & Clement, C.R. 1988. Races and populations of peach-palm found in the Amazon basin. In C.R. Clemente & L. Coradin, eds. Final report on peach-palm (Bactris gasipaes H.B.K.) gene bank p. 78-94. Manaus Brazil AID/CENARGEN.
Mora-Urpí J. & Solis, E. 1980. Polinización en Buatris gusipaes H.B.K. Rev. Biol. Trop., 29: 1 39- 1 42.
Mora-Urpi, J. et al. 1984. The pejibaye palm. FAO/UCR.
Morton, J. 1987. Pejibaye. p. 12-14. In: Fruits of warm climates. Julia F. Morton, Miami, FL.

 

 

 

 

التحميلات المرفقة

  • Currently 5/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
1 تصويتات / 2485 مشاهدة
نشرت فى 22 نوفمبر 2018 بواسطة FruitGrowing

PROF.DR.Atef Mohamed Ibrahim

FruitGrowing
»

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

779,671