البطيخ - فاكهة الصيف - الأهمية الغذائية و الفوائد الطبية
أ.د. عاطف محمد إبراهيم
كلية الزراعة - جامعة الإسكندرية - مصر
أثبتت الدراسات الحديثة فوائد صحية عديدة لفاكهة البطيخ خصوصا فيما يتعلق بسلامة الأمعاء والكلي.فقد أظهرت الدراسات أن البطيخ لا يطفئ العطش، ويرطب الجلد، وينعش الجسم فحسب، بل قد يفيد كمليّن قوى للأمعاء، ومادة تساعد على الهضم، ومقوى للدم، ومفتت لحصوات الكلي.
و وجد الباحثون أن المركبات الطبيعية الموجودة فيه تساعد في تخفيف شدة الأمراض الجلدية كما تفيد بذوره في تخفيض ضغط الدم المرتفع.
ويمكن استخدام جذور النباتات في وقف النزيف الدموي, و البطيخ غني بالكثير من العناصر التي تكفى حاجة الإنسان من الماء والفيتامينات والمعادن طوال اليوم خصوصا في أيام الصيف الحارة, أي أن أثر ملطف على المعدة، ومنشط لإنتاج الطاقة.
على الرغم من أن الاعتقاد الشائع أن البطيخ يحتوي على الماء و السكريات فقط, غير أنه في حقيقة الأمر أن البطيخ في واقع الأمر يعد مخزن للمغذيات الكثيفة أو المركزة. حيث يوفر مستويات عالية من الفيتامينات والمعادن، ومضادات الأكسدة وعدد قليل من السعرات الحرارية. وقد أضحى البطيخ ملازماً للصيف و الرحلات الخلوية و ذلك لأسباب وجيهة, حيث أن نكهته المنعشة و طعمه الحلو يساعدان على تلطيف حرارة الجسم و الشعور بالدعة. و كما هي الحال في الكنتالوب, ينتمي البطيخ نباتياً إلى العائلة القرعية Cucurbitaceae.
*حقائق هامة عن البطيخ:
1. زرع البطيخ منذ آلاف السنوات, و قد أشارت الأدلة إلى أن قدماء المصرين كانوا خبراء في زراعته, كما كانوا خبراء في أصنافه أيضاً. و في أحد المقابر (مقبرة الملك توت عنخ آمون) و جدة لوحة تصور البطيخ الأحمر المستطيل بدلاً من الشكل الكروي.
2. أحد الأسباب الأساسية التي جعلت الحضارات القديمة تحتفظ بلوحات للبطيخ هو أن الثمرة مصدر هام للماء.
3. عندما يتوفى الفرعون المصري القديم كان يعتقد أن أمامه رحلة طويلة تحتاج طاقة و ماء و هذه توفرها ثمرة البطيخ.
4. يشكل الماء أكثر من 90 ٪ من ثمرة البطيخ.
5. ليس من الضروري أن يأخذ اللحم اللون الأحمر الشهير, بل في بعض الأحوال قد يأخذ اللون الأصفر أو البرتقالي!
6. مع مرور الوقت, بدأ المزارعين في زراعة البطيخ ذا اللون الأحمر و الذي أصبح اللون المألوف للبطيخ.
7. حدث هذا التغيير لأن الجين للون الأحمر هو في الواقع يقترن مع الجين الذي يحدد محتوى السكر، وبالتالي حلاوة الفاكهة.
8. كما عمل الزراع على تربية و زراعة البطيخ الحلو, عملوا أيضاً على تغير اللون إلى الأحمر.
9. تحتل الصين المرتبة الأولى في إنتاج البطيخ في عام 2014 و ذلك طبقاً لتقارير منظمة الأغذية و الزراعة (FAO).
10. يعتقد أن البطيخ يساعد في تحسين بعض الحالات المرضية بما في ذلك الربو و السرطان و الالتهاب.
* حقائق عن القيمة الغذائية
1. على الرغم من أن الطماطم تعد من الناحية التاريخية بأنها تعتلي قمة قائمة الثمار المشهورة بمحتواها المرتفع من الليكوبين, إلا أن الأبحاث الحديثة بدأت تشير إلى أن ثمار البطيخ قد تحتوي في الواقع على مستويات أعلى من الليكوبين عن ثمار الطماطم ذاتها.
2. الليكوبين عبارة عن كاروتنويدات مغذية نباتية تلعب دوراً هاماً و بشكل خاص لصحة القلب والأوعية الدموية والعظام.
3. في واقع الأمر و من بين جميع الفواكه الطازجة,يلعب البطيخ دوراً حيوياً كمصدر لليكوبين في الولايات المتحدة الأمريكية من أية فاكهة أخرى.
4. تحدث أقصى زيادة في محتوى البطيخ من الليكوبين عند تغير لون اللب من الأبيض الوردي إلى الوردي الداكن أو الأحمر. من ثم كان من الضروري السماح للبطيخ بالنضج بشكل مثالي و ذلك للحصول على أقصى الفوائد الغذائي.
5. بغض النظر عن الليكوبين, اهتمت الدراسات الحديثة بمحتوى ثمار البطيخ من السيترولين , و السيترولين عبارة عن حمض أميني يتحول لحمض الأرجينين عن طريق الكلى و أجهزة الجسم الأخرى.
6. يعتقد أن هذا التحول إلى أرجينين إلى حد كبير تحسين تدفق الدم والجوانب الأخرى من صحة القلب والأوعية الدموية.
7. يحتوي لب البطيخ على 250 مليجرام سيترولين بكل كوب من اللب و هي كمية مفيدة لصحة القلب.
8. أكدت الأبحاث العلمية بالأدلة إلى أنه كلما ازداد تحول السيترولين إلى أرجنين, كلما تمكن الجسم من الحد من أو منع التراكم الزائد من الخلايا الدهنية و هذا شيء مفيد للجسم.
9. البطيخ منخفض جداً في السعرات الحرارية (30 سعر حراري لكل 100 جرام), كما يحوي الحد الأدنى من الدهون, غير أنه غني بالمغذيات النباتية و مضادات الأكسدة الأساسية للصحة المثلى.
10. البطيخ يعد مصدراً ممتازاً لفيتامين A و الذي يعد مضاد للأكسدة, حيث توفر كل 100 جرام لب طازج حوالي 569 مليجرام أو 19 ٪ من المستويات اليومية المطلوبة من هذا الفيتامين, هذا الفيتامين أحد العوامل الأساسية لتحسين الرؤية, كما يحافظ على الغشاء المخاطي بحالة صحية جيدة, و كذلك الحفاظ على صحة و نضارة الجلد, و من المعروف أن استهلاك الفواكه الطبيعية و الغنية بهذا الفيتامين من الأهمية لحماية الرئة و منع الإصابة بسرطان تجويف الفم.
11. ثمار البطيخ غنية بالفلافونويدات flavonoids المضادة للأكسدة مثل الليكوبين lycopene , البيتا - كاروتين β-carotene, الليوتين lutein , الزيازانثين zeaxanthin, و الكريبتوزانثين cryptoxanthin, هذه المواد المضادة للأكسدة توفر الحماية ضد أمراض سرطان القولون البروستاتا, الثدي, بطانة الرحم, الرئة و البنكرياس, كما تكافح التأثيرات الضارة للأصول الحرة.
12. تعد ثمار البطيخ مصدراً ممتازاً للصبغات الكاروتنويدية مثل الليكوبين,متفوقة في ذلك على الطماطم, حيث يوجد بكل 100 جرام بطيخ نحو 4532 ميكروجرام ليكوبين, بينما يوفر نفس الوزن من الطماطم حوالي 2573 ميكروجرام, و تشير نتائج الدراسات أن الليكوبين يحمي البشرة من تأثيرات الأشعة فوق البنفسجية الضارة.
13. يعد البطيخ مصدراً جيداً في البوتاسيوم, هذا العنصر من الأهمية بمكان للخلايا و ضبط سوائل الجسم و السيطرة على معدل ضربات القلب و ضغط الدم, و من ثم يوفر الحماية ضد السكتة الدماغية و أمراض القلب التاجية.
14. يحتوي البطيخ على كمية جيدة من فيتامين B6 (البيرودوكسين pyridoxine), الثيامين thiamin (vitamin B-1) و فيتامين C و المنجنيز, و استهلاك الأطعمة الغنية بفيتامين C يساعد الجسم على تطوير المقاومة ضد العوامل المعدية و كسح الأصول الحرة الضارة, كما يعمل المنجنيز كعامل مساعد للأنزيم superoxide dismutase المضاد للأكسدة.
(Source: USDA National Nutrient database)
*المخاطر الصحية المحتملة لاستهلاك البطيخ
21. تناول كميات معتدلة من البطيخ لا تشكل خطر صحي خطير, غير أن الاستهلاك المفرط يمكن أن يرفع مستويات بعض الفيتامينات في الجسم، مما قد يسبب مضاعفات.
21. المستويات المرتفعة من فيتامين C و المتوافرة في البطيخ يمكن أن تتسبب في ظهور أعراض الإسهال و الارتباكات المعوية. كما أن الأغذية المحتوية على الليكوبين مثل البطيخ ربما تحدث نفس الأعراض, و يمكن ملاحظة تلك الأعراض فقط في التناول المفرط للمكملات الغذائية و ليس الغذاء.
21. المستويات المرتفعة من البوتاسيوم حيثية أخرى لا بد من وضعها في الاعتبار, حيث أن تلك المستويات المرتفعة بالدم تتسبب في حدوث إيقاع غير طبيعي في القلب, أي يمكن القول أن الإفراط في تناول هذا العنصر يشكل خطراً. بصفة عامة، البطيخ يمكن أن تستهلك بأمان مع القليل من المخاطر.
* طرق استهلاك البطيخ
نظراً لأن البطيخ يعد مصدراً متنوعاً, يمكن أن يدرج بسهولة في النظام الغذائي, كما يلي:
1. البذور المحمصة: الحصول على بذور البطيخ وتحميصها في الفرن لمدة 15-20 دقيقة تعد وجبة خفيفة لذيذة التي يمكن أن تقدم في أي وقت مع إضافة القليل من الملح.
2. العصير: العصائر هي وسيلة جيدة للاستهلاك البطيخ, حيث أن محتوى المياه العالية يجعلها ليست سميكة جدا، وأنها يمكن أن تكون جاهزة للشرب في ثوان. يمكن عمل العصير المنعش و ذلك بخلط مكعبات البطيخ مع القليل من مكعبات الثلج في الخلاط لعدة ثوان ثم يشرب بارداً.
3. سلطة: يتم عمل السلطة عن طريق إضافة البطيخ والنعناع، وجبن الموزاريلا الطازجة إلى رقائق من أوراق السبانخ ثم يرش عليها عصير الليمون و المنكهات المناسبة.
4. يمكن استهلاك شرائح البطيخ منفردة عقب تقشير الثمرة مباشرة.
كما توضح بيانات الجداول التالية المكونات الكيميائية و نسب وجودها بالبطيخ.
• شريحة من البطيخ = 286 جرام ... جميع هذه النسب تقريبية.
الفوائد الصحية للبطيخ
1. مضادات الأكسدة: الإجهاد ألتأكسدي الذي يحدث في البشر هو ظاهرة لا يمكن تجنبها, تحدث هذه الظاهرة بسبب وجود اضطرابات في مضادات الأكسدة, وبقدر تجاهلنا لذلك, فحدوث الأكسدة يعد أمراً لا مفر منه. ومع ذلك، هناك عدة طرق للحد من آثار هذه العملية على أجسامنا وحياتنا.
وبما أن هذا النوع من الإجهاد يرتبط بالأضرار التي تحدث في الحمض النووي والبروتين الأغشية ، فإنه من الحكمة تناول الأطعمة المناسبة بغية الحفاظ على الجسد بحالة صحية و تجنب الأضرار التي يمكن أن تتسبب عن ذلك. لحدوث ذلك لا بد من التأكيد على تناول مضادات الأكسدة بدرجة كافية, فقد أوضحت الدراسات أن تناول فواكه معينة و استهلاك عصيرها كما في حالة ثمار و عصير البطيخ, يمكن أن تقلل في الواقع من ضرر الأكسدة ,لأن المواد المضادة للأكسدة الموجودة في تلك الفواكه لديها القدرة على كسح أو منع رد فعل المواد المؤكسدة و جعلها قي صورة غير ضارة.
يستمر التخلص من تأثير المواد المؤكسدة (كسح الشوارد أو الأصول الحرة) لمدة 90 دقيقة تقريباً من تناول ثمار أو عصير البطيخ, مما يدل على أن مضادات الأكسدة تستمر في عملها عقب تناول هذه الثمار.
2. خفض ضغط الدم: ارتفاع ضغط الدم، هو العرض الأكثر شيوعا و الذي يجب أن نوليه الرعاية القصوى, حيث عادة ما يؤدي إلى حدوث النوبات القلبية والسكتات الدماغية، والأمراض القاتلة الأخرى إذا لم يعالج.
فالبطيخ غني بالسترولين الذي يتحول إلى حمض الأرجنين داخل الجسم. يعمل كلٍ من السنرولين و الأرجنين في المساعدة على إنتاج أكسيد النيتريك الذي يعمل على استرخاء و تمدد الأوعية الدموية. عندما يتم توسيع الأوعية الدموية، يمكن أن يمر المزيد من الدم بحرية من خلالها، مما يؤدي إلى انخفاض ضغط الدم و من ثم يقلل من خطر هذه الأمراض مثل السكتة الدماغية و نوبات القلب.
كما أن الكاروتينات الموجودة في البطيخ تساعد على منع تصلب الشرايين والأوردة، مما يساعد أيضا في الحد من خطر جلطات الدم وتصلب الشرايين. و قد أظهرت الدراسات السريرية أن البطيخ و عصير البطيخ كمكملات غذائية تؤدي في واقع الأمر من ضغط الدم الشرياني , وقد توفر حماية للقلب كي يعمل بطريقة سهلة و منتظمة.
3. التقليل من مقاومة الأنسولين: عندما يسمع المرء منا كلمة الأنسولين, يتجه اهتمامه مباشرة لمرض السكري, حيث أن الأنسولين يعد عاملاً حرجاً جداً بالنسبة لهذا المرض.و مرض السكري من النوع 2 ,خاصة ( اضطراب التمثيل الغذائي) الذي يتميز ارتفاع السكر في الدم وتطوير مقاومة الأنسولين. في هذا النوع يقوم الجسم بإنتاج الأنسولين, غير أن خلايا الجسم تصبح مقاومة لتأثيره, و إذا ما استمرت الخلايا بعدم الشعور بتأثير ذلك الهرمون الحرج (الأنسولين), فالطريقة لمعاملة أو علاج هذا الخلل هي جعل خلايا الجسم أقل مقاومة له. و من يمن الطالع أن العديد من الدراسات قد أحرزت تقدما في تقييم دور الأغذية الوظيفية في الأمراض المزمنة، مثل مرض السكري ومتلازمة التمثيل الغذائي ومقاومة الأنسولين. و في دراسة واحدة وجد أن مد مرضى السكري بجرعات فموية (عن طريق الفم) بالحمض ألأميني L-arginine وهو المركب الموجود بالبطيخ - على المدى الطويل كان له تأثير أكثر بكثير على تمثيل الجلوكوز و الحساسية للأنسولين.
4. البطيخ و وضع العضلات: يشعر الكثير من الناس بعد عملهم لساعات - خاصة في الأعمال التي تتطلب مجهود - بأنهم قد كانوا في سباق للجري, هذا الشعور يصاحبه عقب ذلك وجع أو تقلص في العضلات قد يستمر لعدة ساعات, مما يجعل المرء يشعر بالوهن و النعاس.و لحسن الحظ، أحرز العلماء تقدما ملحوظاً في تقييم العلاج لوضح أو تقلص العضلات الطبيعية للرياضيين وأولئك الذين يعانون من الألم بعد العمل. من أكثر المركبات المرشحة لهذا العلاج الطبيعي هو L - citrulline و هو الوافد الجديد إلى عالم التغذية و الذي يوجد بالبطيخ. و قد ثبت أن المكملات الغذائية المحتوية على هذا المركب أحدثت استرخاء للعضلات و تعزيز التمثيل اللاهوائي و علاج وجع العضلات. وتشير العديد من الدراسات أيضا أن هذا المركب المحدد لديه القدرة على سرعة إزالة حمض اللاكتيك، والذي يسمح لتحسين الأداء البدني العام . لذلك ليس البطيخ فقط و محتواه المرتفع من السترولين مفيد لإحداث الانتعاش بعد بذل الجهد العضلي, لكن ربما يكون مفيد أيضاً في نظم ما قبل التدريب حيث يسرع في الانتعاش و التخلص من آلام العضلات بعد الانتهاء من بذل الجهد.
5. البطيخ و اضطرابات الكلى: يحتوي البطيخ في واقع الأمر على مستويات وفيرة من عنصري الكالسيوم و البوتاسيوم, هذه العناصر تساعد الجسم في التخلص من السموم عن طريقا لكلى. فعنصر الكالسيوم الذي يقدمه البطيخ للجسم يلعب دوراً هاماً في تنظيم وظائف الخلية, الإبقاء على تركيب و بناء الخلية, كما أن الكميات الزائدة من الكالسيوم تساعد في الحد من تركيز حمض اليوريك في الدم. و عن تقليل تركيز أية كميات إضافية من هذا الحمض في الدم, فإن عناصر الكالسيوم و البوتاسيوم الموجودة بالبطيخ تقلل من فرص حدوث أية اضطرابات للكلى.على الرغم من أهمية هذين العنصرين, فإننا يجب ألا نغفل دور الماء الموجود بالبطيخ, فمحتوى الماء بالبطيخ مرتفع يدفع إلى التبول المتكرر، كما أنه مفيدة في تطهير الكلى والحفاظ عليها تعمل بشكل صحيح.
6. البطيخ و السرطان: أكدت الأبحاث الحديثة أن هناك ارتباط مباشر بين المكونات الغذائية النشطة و الوقاية من السرطان. أحد هذه المكونات التي تم دراستها بكثافة هو الليكوبين, وهو أحد المكونات الغذائية و الذي يبدو أنه يتداخل في مراحل عديدة من تطور السرطان. و وظيفة الليكوبين الحد من تناقص الأنسولين, و هي خطوة حيوية في الحد من انتشار السرطان. و هناك أدلة أخرى أوضحت أن الليكوبين يساعد في الحد من الإصابة بالسرطان و ذلك عن طريق استهداف و وقف نمو الخلايا السرطانية, كما تمنع التمثيل الغذائي للمواد المسرطنة, كما تنظم عمل الهرمونات. و على الرغم من وجود الليكوبين في أغذية أخرى مثل ثمار الطماطم و ثمار الجوافة الوردية اللون, إلا أن يلعب دوراً فريداً في حالة البطيخ, نظراً لاحتواء هذه الثمرة بصفة خاصة على مستويات متاحة بسهولة من مركب سيس أيزوميريك ليكوبين cis-isomeric lycopene, و هو المركب الفعال. يمكن القول أنه مع إمكانات مضادات الأكسدة الرائعة المتواجدة في البطيخ وتأثير الليكوبين كذلك، وجميع العوامل الأخرى التي تجعل هذه الفاكهة من أفضل الأغذية في مكافحة السرطان و التي من السهل جدا إضافتها إلى النظام الغذائي اليومي.
7. البطيخ و صحة (سلامة) القلب: يتسبب مرض القلب و الأوعية الدموية في الكثير من الوفيات, واحد من أخطر العوامل الرئيسية المسببة لأمراض القلب و الأوعية الدموية, هو مستوى الكلسترول بالدم , و على وجه التحديد, نسبة البروتين الدهني المنخفض الكثافة و البروتين الدهني المرتفع الكثافة. و قد دلت عدة دراسات أن ارتفاع مستويات الكلسترول المنخفض الكثافة LDL بمقدار 10 مليجرام كان مرتبطاً بزيادة خطر الإصابة بالأمراض القلبية الوعائية بنسبة 12 ٪, مما يدل على أهمية الحفاظ على مستويات الكلسترول المنخفض الكثافة و مستويات أعلى نسبياً من الكولسترول المرتفع الكثافة HDL, كما أن العديد من الباحثين والعلماء على حد سواء يتفقون على أن مستويات الكولسترول المنخفض الكثافة تعد مؤشراً قوياً لحدوث أمراض القلب التاجية، وخاصة بالنسبة لأولئك المرضى الذين يعانون من مرض السكري.
لحسن الحظ وجد أن المستويات العالية المتاحة من الليكوبين في البطيخ و هو المركب الفعال و الذي يقلل من مستويات هذا النوع من الكلسترول. و في أحد الدراسات وجد أن مد الرجل البالغ بنحو 60 مليجرام من الليكوبين يوميا و لمدة ثلاثة أشهر, أظهرت أن مستويات الكلسترول المنخفض الكثافة ببلازما الدم قد انخفضت في المتوسط بنحو 14 ٪, من ثم، فإن الأفراد الذين يستهلكون هذا القدر من الليكوبين من منتجات مثل البطيخ يتوقع أن ينخفض خطر الإصابة بمضاعفات القلب بحوالي 30٪ -40٪.
8. البطيخ و سلامة الإبصار: إن تدهور سلامة العين يرتبط بالسن, غير أن هناك العديد من التدابير البسيطة التي تمنع هذا التدهور و إصابة العين بأمراض خطيرة. وقد ركز العديد من الدراسات و الأبحاث على دور الكاروتنويدات و الفيتامينات و صحة العين. و كما هو معروف و شائع أن فيتامين A هو الفيتامين الرئيسي في المحافظة على سلامة و صحة العين, حيث أن نقص هذا الفيتامين الحيوي يتسبب في حدوث الإصابة بالتنكس البقعي و جفاف الملتحمة macular degeneration and xerophthalmia.. وقد أظهرت التجارب أن الكاروتينات في النظام الغذائي يمكن أن تمنع بالفعل مثل هذه العواقب من خلال القضاء على التفاعلات التأكسدية المختلفة.بالإضافة إلى ذلك، أظهرت دراسة مخبريه أجريت على الخلايا الظهارية لعدسة العين أن إضافة الليكوبين، الكاروتنويدات الموجودة في البطيخ، ساعد على منع إصابة الخلايا الظهارية، مما يؤدي إلى الحفاظ على صحة العين , كما قلل من خطر التعرض لأمراض العيون، مثل إعتام عدسة العين و الماء الأزرق. و نظراً لأن البطيخ غني في محتواه من الكاروتنويدات والمواد المضادة للأكسدة، فهو العلاج الأمثل لمنع الضمور البقعي.
9. البطيخ و ضعف الانتصاب: أوضحت دراسة حديثة أن فرد واحد من كل 52 فرد من الرجال على مستوى العالم يعني العجز الجنسي بدرجة ما. واستنادا إلى هذه التقديرات نفسها، يتوقع أن انتشار هذا العجز قد يتضاعف على مدى السنوات الخمس والعشرين المقبلة، مما يشير إلى أهمية إيجاد علاج للعجز الجنسي, ولحسن الحظ، كان الأطباء والباحثون يعكفون على دراسة هذه المشكلة, غير أنهم يبدو أخيراً تفهموا الميكانيكية الأساسية التي تحكم تلك المشكلة. و بعد الكثير من البحوث و المحاولات على مدى السنوات الخمسين الماضية توصل الأطباء إلى أن الاسترخاء و ليس تدفق الدم في أوردة القضيب على نحو سلس هو المسبب لضعف الانتصاب. و قد وجد أن عملية الانتصاب تتطلب وجود أكسيد النيتريك و الذي يصنع من الحمض الأميني L-arginine, و هذا الحمض متاح بسهولة في البطيخ. و لقد وجد البحاث أن L-arginine أنه يحسن بالفعل من حالة الانتصاب,غير أنه من المفضل تكملة فعله ببعض الأدوية الأخرى.
10. البطيخ و الوقاية من الربو: يؤثر الربو على ما يقرب من 9٪ من الأطفال وحوالي 7٪ من البالغين. من هذا الرقم، يظهر أن حوالي 70٪ -90٪ من المصابين بالربو يعانون أيضا من شيء يعرف باسم الربو الناجم عن ممارسة الرياضة، حيث أي نوع من المجهود البدني يؤدي إلى أعراض تشبه الربو. وعندما نتنفس بشكل طبيعي, يقوم الأنف بتنقية و تدفئة و ترطيب الهواء حولنا, من ناحية أخرى, و أثناء التمارين البدنية, فإننا تنفس بدرجة أصعب وأسرع وأعمق من خلال أفواهنا، وبالتالي فإن الهواء الذي يدخل رئتينا يكون أبرد وأكثر جفافا من المعتاد. و في حالة الأشخاص الذين يعانون من الربو، تكون الشعب الهوائية حساسة للغاية لهذا الهواء الجاف، وقد تتضخم نتيجة لذلك، مما يؤدي إلى عدم القدرة على التنفس تماماً عند هجوم الربو.
وقد أظهرت بعض الدراسات أنه قد يكون هناك ارتباط بين استهلاك بعض العناصر الغذائية ومخاطر الإصابة بالربو, أحد هذه العناصر هو حمض الأسكوربيك أو فيتامين C, وقد أجريت العديد من الاختبارات لتحديد ما إذا كان فيتامين C يساعد على حماية الشعب الهوائية للأشخاص الذين يعانون من الربو الناجم عن ممارسة الرياضة.
و على الرغم من أن الأبحاث لم تجد إجابة ذات دلالة إحصائية، فإن العديد من المرضى في مثل هذه الدراسات يستفيدون من العلاج بفيتامين C، مما يشير إلى أنه على الرغم من أننا لم نجد إجابة بعد، فيتامين C قد يساعد في علاج أو منع الربو.
11. البطيخ و الهضم: الإمساك هو واحد من أكثر مشاكل الجهاز الهضمي شيوعاً, الذب يتصف ببطء الحركة المعوية, البراز الصلب و صعوبة تمريره. وهناك عدد من العوامل يمكن أن تسبب الإمساك، بما في ذلك الأدوية، وعدم تناول الألياف، وضعف النظام الغذائي، والمرض، ولكن السبب رقم واحد هو عادة عدم كفاية استهلاك السوائل, فشرب الكثير من الماء كل يوم يمكن القضاء على هذه المشكلة غير مريحة. وعادة ما تمتص السوائل في النظام الغذائي بواسطة الأمعاء الدقيقة، ولكن عندما لا يمكن امتصاص السوائل بكميات كافية، يمكن أن تحدث مشاكل مثل الإمساك وغيرها من مشاكل الجهاز الهضمي. نظراً لأن البطيخ غني بالماء والألياف، فإن هذه الفاكهة العصرية تساعد بسهولة على تعزيز صحة و انتظام الجهاز الهضمي, فبدلاً من مجرد شرب الكميات الموصى بها من الماء وهي تسعة إلى ثلاثة عشر أكواب من الماء يوميا، يمكننا أيضاً علاج الإمساك بوجبة خفيفة صحية من شرائح البطيخ التي يمكنها أن تعزز من صحة الجهاز الهضمي.
12. البطيخ و علاج ضمور العضلات: Duchenne muscular dystrophy (DMD) يعد واحد من أخطر أنواع ضمور العضلات, أعراض ضعف العضلات عادة ما تبدأ حول سن الرابعة في الأولاد و تتفاقم بسرعة. و يؤدي هذا الاضطراب إلى ضعف عضلي شديد يؤدي في النهاية إلى التهاب مزمن و أمور أخرى. و للمساعدة في علاج هذا الاضطراب، قام الباحثون باستخدام مركب L-arginine لتثبيط سلسلة الالتهابات. و لقد بينت الأبحاث أن L-arginine قد قلل من الالتهابات و ساعد على زيادة تجديد العضلات في النماذج الحيوانية. و حيث أن البطيخ غني بالأرجنين, فمن ثم يمكن استخدام الثمار في المساعدة على تقليل اضطرابات العضلات و خاصة DMD.
13. البطيخ و العناية بالجلد (البشرة): يتجه الاهتمام مرة أخرى إلى فيتامين C عند الشعور بقدوم التهاب الحلق, أو عند الإصابة ببرد خفيف, غير أن هذا الفيتامين يساعد على مقاومة أمراض أكثر من ذلك. كما وجد أن فيتامينات C و E تعد أهم مضادات الأكسدة الطبيعية ذات فوائد مضادة جمة وذلك لأن أوزانها الجزيئية الصغيرة تسمح لها باختراق الجلد والحث على إنتاج الكولاجين، وهو أمر حيوي للحفاظ على البشرة على نحو سلس وصحي. هذا التشجيع على زيادة إنتاج الكولاجين, يساعد في حماية الجلد من أضرار الشمس المزمنة أو ما يسمي بالضرر الضوئي الناتج من تعرض الجلد بكثافة للأشعة فوق البنفسجية و الذي يتجلى في تجعد و شيخوخة الجلد ذاته. و لقد ركزت الأبحاث على منع التأثير الضوئي, تجنب الشمس، والحماية من أشعتها ، و إيجاد الوسائل التي تعزز من إنتاج الكولاجين.و لحسن الحظ، فإن فيتامين C يفعل ذلك تماما, غير أنه لأنه لا يخلق داخل الجسم، و من ثم كان من المهم لإضافة كميات كافية من هذا الفيتامين إلى النظام الغذائي اليومي. و من المعروف أن ثمار الحمضيات، الجوافة، الفلفل الحار والبطيخ كلها مصادر غنية بفيتامين C. و كما يقول المثل أن الجمال الحقيق لا يبدأ من الداخل, و الذي يعني أن حماية الجلد تبدأ بما تضعه في جسدك.
14. البطيخ و نمو الشعر: إن تأثير فقد أو تساقط الشعر ليس مجرد تأثير طبيعي سطحي, و لكنه يرتبط بحالة نفسية تنتاب الشخص المصاب بتلك الظاهرة. و تحتوي بصيلات شعر الثدييات على حليمات و خلايا غمد الجلد, هذه الخلايا تمر بسلسلة من دورات النمو و التعجيز. و يعتقد أن هناك بعض عوامل النمو تدفع بصيلات الشعر على التكاثر و التميز و النمو, مما يؤدي لوجود أكثر سمكاً و وفرة. و منذ أن عرف بأن مشتق فيتامين C مثل l-Ascorbic acid 2-phosphate تحفز الخلايا الليفية و خلايا العظم, فقد اقترح الباحثين أن إضافة هذا المكمل قد تكون مفيدة لنمو الشعر. و قد لاحظ العلماء تحفيزاً جوهرياً لنمو الشعر و زيادة طوله عندما عوملت بصيلات الشعر المعزولة بهذا المركب. وقد تشير هذه النتائج إلى أن فيتامين C يعزز نمو بصيلات الشعر، وهو أحد الأسباب الأخرى التي تجعل البطيخ الغني بفيتامين C جزءا أساسياً من النظام الغذائي لكل فرد.
15. البطيخ و فقدان الوزن: نظراً لاحتواء البطيخ على كميات كبيرة من الماء, فإنه ليس من الغريب أن نسمع أن تناول البطيخ قد يساعد تقليل الدهون أو فقدان الوزن. غير أن خاصية هذه الثمرة لا تنحصر فقط في محتواها من الماء. فمحتوى البطيخ المرتفع من السترولين يعني أن الجسد يقوم بتحويل هذا المركب إلى حمض أميني آخر هو يسمى أرجنين, و حديثاً قدمت نتائج الأبحاث أنه كلما ازداد تحول السترولين إلى أرجنين, فإن كثرة هذا الحمض الأخير تعمل على وقف نشاط أنزيم يسمى tissue-nonspecific alkaline phosphatase, TNAP, و من المثير معرفة أن إيقاف نشاط هذا الأنزيم يساعد في منع تراكم الدهن في الخلايا الدهنية. و يعتقد أن سبب حدوث هذا يعود لوظيفة الأرجنين بالجسم. وقد وجد الباحثون أن الأرجنين يحفز من تحلل الدهون والتعبير عن عدة جينات مسئولة عن أكسدة الأحماض الدهنية. و كلنا ازداد تأكسد الأحماض الدهنية إلى ثاني أكسيد الكربون و ماء , كلما ازدادت مقدرة الجسم على تقليل كمية الدهون المخزنة.
16. البطيخ و صحة العظام: إن الكثير من الناس عادة ما يتجه فكرهم إلى الحليب أو الكالسيوم عندما يسمعون عبارة تحسين صحة العظام. و بجانب دور الليكوبين في تحسين صحة القلب و الأوعية الدموية, وجد أيضاً أن له دوراً في تحسين صحة العظام و منع العظام غير الضروري مع تقدم العمر. و في حقيقة الأمر فقد صنف الليكوبين كمضاد للأكسدة, حيث أنه يقلل من جهد الأكسدة الناتج عن الأصول الحرة أو الشوارد, و هذا بدوره يقلل من نشاط الخلايا الهادمة للعظم osteoclasts (الخلايا الموجودة في العظم، ووظيفتها هضم العظم الزائد وغير المفيد) و الخلايا البنائية للعظم osteoblasts ,هذه الخلايا العظمية هي تلك التي تشارك عادة في البداية المرضية وهشاشة العظام. و في دراسة واحدة أخرى, تم اكتشاف طريقة أخرى لليكوبين يحدث بها تأثيره على الأجسام و العظام وذلك عن طريق قمع أو منع إعادة امتصاص العظام, مما يحول دون فقدان العظام بشكل كبير. و من حسن الحظ أن ثمار البطيخ غنية بالليكوبين مع وجود نسبة لا بأس بها من عنصر الكالسيوم مما يجعل من البطيخ غذاء فائق مفيداً للعظام.
17. البطيخ و دعم العضلات و الأعصاب: عندما تفكر في الأطعمة الغنية بالبوتاسيوم، قد لا تكون ثمرة البطيخ أول من تتبادر إلى الذهن، ولكنها تحتوي فعلا على كمية كبيرة من البوتاسيوم، وهو مفيد للغاية للعضلات والأعصاب, فأحد الوظائف الرئيسية لهذه العنصر هي تنظيم استثارة الأعصاب و النسيج العضلي. كما انه من المعروف أن كلٍ من المغنيسيوم و البوتاسيوم عبارة عن كاتيونات داخل الخلايا, و أن تركيزها البلازما على كلٍ من جانبي الأغشية الخلوية, يساهم إلى حد كبير على ارتخاء و راحة الغشاء, و هذا يتماثل أو يشبه إلى حدٍ كبير درجة تماثل الكاتيونات على جانبي الغشاء. و على ذلك يساعد البوتاسيوم أو يحدد درجة و تكرار حدوث ارتخاء و انبساط العضلات. يعد البطيخ أيضاً محللا كهربائياً طبيعياً، وهذا يعني أنه من العناصر الغذائية الهامة للجسم التي نحتاجها لأنه يرسل النبضات الرئيسية التي تؤثر على القلب والعضلات والأعصاب.
18. البطيخ و الالتهاب: لقد ناقشنا بالفعل كيف أن البطيخ والمواد الغذائية التي يوفرها قد يكون خيار علاجي لضمور العضلات، وهو اضطراب يدفع في النهاية لظهور علامات التهابية. و في العديد من الدراسات، تم اختبار مسحوق البطيخ لمعرفة ما إذا كان فعالا في الحد من الالتهاب الناجم عن دكستران كبريتات الصوديوم الكبريتات لمعالجة الفئران. و على الرغم من L-arginine و L-citrulline كانتا فعالتين في خفض الالتهابات, فإن الهدف من هذه الدراسة هو معرفة أن مسحوق البطيخ ربما يكون له ذات الأثر.و لأن الالتهاب هو العامل القوي المشترك في العديد من الأمراض والاضطرابات المختلفة، مثل تصلب الشرايين وأمراض القلب والأوعية الدموية اللاحقة، من ثم كان من الضروري و من الأهمية بمكان لإيجاد طرق معقولة لعلاج الالتهاب.
19. البطيخ و القلوية: هناك العديد من الوجبات الغذائية ليست في الواقع جيدة للجسم وتهدف ببساطة لإنقاص الوزن ولكن ليس بطريقة صحية أو للحفاظ عليه ثابت. و قد تعتقد البعض أن الأغذية القلوية "النظام الغذائي القلوية" هي وسيلة أخرى لإنقاص الوزن، ولكن إتباع نظام غذائي قائم على القلوية لا علاقة له بفقدان الوزن, وبالنسبة للبشر، فإننا نحتاج إلى درجة حموضة ضيقة جدا في حدود 7.4 للبقاء على قيد الحياة.
وقد وجد أن تخفيض الحمل الحمضي الخاص بالجسم والتركيز على الأطعمة التي تشكل القلوية لمنع فقدان كتلة العضلات مع تقدم السن، يشير إلى أن مكملات المعادن القلوية قد تحسن آلام الظهر المزمنة, وقد ثبت الأطعمة الغنية بالقلوية، مثل البطيخ للحد من العديد من الأعراض الطبيعية التي تأتي مع الشيخوخة، مما يسمح لنا لقيادة حياة أطول وأكثر صحة.
20. البطيخ و التئام الجروح: يتدخل فيتامين C أو حمض الأسكوربيك في صور التئام جروح الإنسان. و تقدر الجرعة اليومية الموصى بها من هذا الفيتامين بحوالي 60 مليجرام, غير العديد من الباحثين يرون أن زيادة هذه الجرعة يمكن أن يكون لها دوراً مفيداً في الإسراع من عملية التئام الجروح. وعندما أجريت الاختبارات من خلال إعطاء المرضى في أي مكان من 500 إلى 3000 مليجرام من فيتامين C للتعافي بعد الجراحة، مع المرض، وإصابات أخرى، والقرحة، وجد الأطباء أن التئام الجروح في الأشخاص الذين يعانون من نقص فيتامين C يمكن أن يتحسن و يسرع بشكل ملحوظ في حالة إضافة مكملات حمض الأسكوربيك, و السبب وراء ذلك يكمن في عملية التئام الجروح.
خلال المرحلة الالتهابية الأولية, تتجمع خلايا neutrophils و هي نوع من خلايا الدم البيضاء في منطقة الجرح, ثم يحدث لها تدميراً ذاتياً و تختفي من المنطقة مع التئام الجرح. و قد وجد أنه من الضروري وجود فيتامين C و الذي يؤدي إلى موت هذه الخلايا, أي خلال مرحلة تكاثر مثل هذه الخلايا ، هناك حاجة إلى فيتامين C للمساعدة في تخليق، نضج، وتدهور الكولاجين وكذلك تكوين ندبة.
وأخيراً يمكن القول أنه بعد حدوث الجرح, تنخفض مستويات البلازما تماماً من حمض الأسكوربيك بشكل كبير، لذلك يجب تجديد إمدادات حمض الأسكوربيك للإسراع من عملية التئام الجرح. و نظراً لأن ثمار البطيخ غنية بفيتامين C فهي تعد من أهم الخيارات عند الرغبة في الحصول على المزيد من هذا الفيتامين.
21. البطيخ و تلف الخلية: الشوارد أو الأصول الحرة عبارة عن طرز كيميائية عالية النشاط و التفاعل و ذلك لاحتوائها على الكترون مفرد, فهي غير مستقرة جدا و خطرة بشكل خاص على النظم البيولوجية، مثل البشر، وذلك بسبب جهد الأكسدة التي يمكن أن تسببه بالجسم. و لسوء الحظ، فإن ضرر الأكسدة الناجم من قبل الجذور الحرة هو مجرد حدوث طبيعي. و تجب معرفة أن نظامنا الطبيعي يحمينا أساساً من الأضرار التي يمكن لهذه الجذور الحرة أن تسببها, ولكن فقط إلى حد ما. من ثم فإننا بحاجة إلى مضادات الأكسدة والعوامل المساعدة، والمواد الغذائية التي لا يمكن للجسم تخليقها، لمواصلة تحييد أو منع تأثير هذه الأصول الحرة الضارة.
ويعتقد أن أضرار الأكسدة لها تأثير رئيسي على الشيخوخة الشاملة وكذلك مختلف الأمراض والاضطرابات المرتبطة بالعمر, و لحسن الحظ، فإن الفيتامينات والعناصر الغذائية الشائعة، مثل فيتامين C، توفر حماية استثنائية من الضرر الذي تسببه الأصول الحرة. و أن استهلاك الكمية اليومية الموصى بها من فيتامين C، سواء من خلال المكملات الغذائية أو الفواكه مثل البرتقال والبطيخ، سيساعد على الحفاظ على وجود الأكسدة في أدنى حد ممكن، مما يجعل الجسم يشعر بصحة جيدة عن أي وقت مضى.
22. البطيخ و تأثير الحرارة (ضربة الشمس): يحتوي البطيخ على ما يقرب من 92٪ من المياه، والباقي المعادن والمواد المغذية، وغيرها من المركبات, على الرغم من كونها تقريبا مملوءة بالماء، فإن ذلك، ليس السبب الوحيد للبطيخ في منع السكتة الدماغية الحرارة وغيرها من الأمراض المرتبطة بالحرارة. و البطيخ علي الفعالية في تخفيض ضغط الدم و حرارة الجسم. و لقد أوضحت الدراسات الوبائية أن ما يقرب من 240 حالة وفاة تحدث كل عام في الولايات المتحدة بسبب ضربة الشمس. و أفضل الطرق لمنع حدوث تأثير الحرارة (ضربة الشمس) هي حماية الذات من خلال الحفاظ على الترطيب المناسب ومراقبة مستوى المجهود الذي يبذله الشخص. الكميات المرتفعة من الماء وغيرها من سوائل الترطيب في البطيخ تساعد على بقاء رطوبة الجسم وأيضا تحفيز إخراج السوائل الزائدة على صورة عرق، الذي يعمل على تبريد الجسم باستمرار. و الكثير من العمال يعملون في الهواء الطلق و من ثم يصبحون عرضة لضربة الشمس، وهذا هو السبب في بعض البلدان، مثل الهند والمناطق الاستوائية الأخرى، في أن العمال يستهلكون البطيخ كل يوم, خاصة حينما يعملون تحت أشعة الشمس الحارقة.
23. البطيخ و تدعيم المناعة: تحتوي ثمار العديد من الحمضيات، مثل البرتقال، على مستويات مرتفعة من فيتامين C، مما يساعد في التغلب على نزلات البرد الشائعة, كما أن البطيخ تحتوي أيضا على كمية لا بأس بها من فيتامين C, و عند حدوث العدوى، والمرض، أو تحت الكثير من الإجهاد، تنخفض تركيزات فيتامين C في البلازما و كريات الدم البيضاء انخفاضاً سريعاً. و عندما يفتقر الجسم إلى هذا الفيتامين الذي نحتاج إليه كثيرا, خاصة في حالة المرض, يصبح من الضروري تكملة هذا النقص في فيتامين C , حيث ثبت أنه ذا فائدة و حقق نجاحاً كبيراً في تحسين جهاز المناعة للإنسان. و يساعد هذا الفيتامين في تدعيم جهاز المناعة بالجسم عن طريق تحسين أداء مضادات الميكروبات, كما يعد قاتل طبيعي في منع تكاثر و ازدهار الخلايا الليمفاوية و التي هي عبارة عن طراز من خلايا الدم التي تتكون خلال أو أثناء حدوث العدوى و المرض. و لقد أثبتت الأبحاث أيضا أن تناول المقرر اليومي الكافي من فيتامين C يخفف من الأعراض ويقصر مدة العدوى، مثل نزلات البرد. و لأن البطيخ غني في محتواه من هذا الفيتامين, فإنه يعد مصدراً هاماً لتقوية جهاز المناعة.
24. البطيخ و صحة اللثة: سبق القول بأن البطيخ يحتوي على مستويات عالية من فيتامين C, مما يساعد على درء و منع العديد من الأمراض و الكثير من المشاكل الصحية و التي منها مرض اللثة. و التهاب اللثة هو مرض يتطور ببطء و يصيب الأنسجة الداعمة للثة. و التهاب اللثة يمكن أن يؤدي إلى حدوث نزيف في اللثة، و تكوين جيوب بها ، وفي نهاية المطاف فقدان الأسنان. و لسوء الحظ هناك طرز شديدة لهذا المرض شائعة نسبياً و تصيب ما يقرب من 20 ٪ من سكان العالم. و تشير الدراسات بأن التركيزات المنخفضة من فيتامين C في البلازما تشكل عامل خطورة للإصابة بالتهاب اللثة, و مع ذلك وجد أن نقص هذا الفيتامين لا يسبب التهاب اللثة, غير أن وجود تركيزات منخفضة منه تجعل الفرد أكثر عرضة للمرض. و من المعروف أن فيتامين C يساعد في تخليق الكولاجين, كما أنه من الواضح أن هذا الفيتامين مطلوب في حالات الأمراض المعدية. و في حالة أمراض اللثة, مثل مرض التهاب اللثة, تهاجم الأسنان بواسطة البكتيريا, و من ثم كانت الحاجة ملحة لهذا الفيتامين و ذلك للمساعدة على إصلاح الأضرار و تكوين الأنسجة الجديدة. و نظراً لأن البطيخ (فاكهة الصيف المنعشة) غني جداً في محتواه من فيتامين C, فإن تناول البطيخ يمكن أن يساعد في الإبقاء الأسنان نظيفة و بحالة جيدة.
25. البطيخ و مرض الإسقربوط: الإسقربوط مرض ناجم عن نقص فيتامين C, يسبب نزيف و تورم في اللثة و فتح الجروح التي سبق التئامها, و قد أثر هذا المرض و بصورة سيئة على رجال البحرية خلال القرنين الخامس عشر و السادس عشر. و نظراً للحاجة إلى حمض الأسكوربيك لمكافحة العدوى و البقاء بصحة جيدة, فإنه من المحتم الحصول على الجرعة اليومية الموصى بها. هذا الفيتامين الخاص لا يخلق داخل الجسم, لذا يجب الحصول عليه من المكملات الغذائية أو الأطعمة التي نأكلها. إن الدور الرئيسي لحمض الأسكوربيك هو امتصاص الحديد من الأمعاء, و عند عدم الحصول على الكميات الكافية منه, فإن الجسد لا يستطيع الحصول على كمية الحديد التي يحتاجها, من هنا يتعرض الفرد للكسل و الخمول و الإرهاق و ربما يصاب بفقر الدم, و كلما طال أمد الشخص دون الحصول على الكميات المناسبة من فيتامين C, كلما ازدادت حدة الأعراض, و قد يؤدي ذلك لحدوث الأرق و الاعتلال الصحي و ربما الموت.
هذا المرض يمكن منعه تماما تقريبا، على الرغم من ذلك، وببساطة عن طريق مراقبة الكمية الخاصة التي نحتاجها من فيتامين C وعدم البقاء لأيام وأسابيع دون هذا الفيتامين الأساسي, كل هذا يمكن أن يساعد في منع المضاعفات.
المصادر:
1. عاطف محمد إبراهيم - الفواكه و الخضروات و صحة الإنسان - منشأة المعارف - الإسكندرية - جمهورية مصر العربية.
2. Functional and Nutraceuticals .Springer Science+Business Media, LLC 2012.
3. Altas S, Kizil G, Kizil M et al. Protective effect of Diyarbakir watermelon juice on carbon tetrachloride-induced toxicity in rats. Food and Chemical Toxicology, Volume 49, Issue 9, September 2011, Pages 2433-2438.
4. Collins JK, Wu G, Perkins-Veazie P et al. Watermelon consumption increases plasma arginine concentrations in adults. Nutrition, Volume 23, Issue 3, March 2007, Pages 261-266.
5. Dimitrovski D, Bicanic D, Luterotti S et al. The concentration of trans-lycopene in postharvest watermelon: An evaluation of analytical data obtained by direct methods. Postharvest Biology and Technology, Volume 58, Issue 1, October 2010, Pages 21-28.
6. Edwards AJ, Vinyard BT, Wiley ER et al. Consumption of watermelon juice increases plasma concentrations of lycopene and beta-carotene in humans. J Nutr 2003 Apr;133(4):1043-50. 2003.
7. Martins MJ, Negrao MR and Azevedo I. Watermelon: the value of higher plasma arginine concentrations. Nutrition, Volume 23, Issue 6, June 2007, Page 517.
8. Perkins-Veazie P and Collins JK. Flesh quality and lycopene stability of fresh-cut watermelon. Postharvest Biology and Technology, Volume 31, Issue 2, February 2004, Pages 159-166.
9. Perkins-Veazie P, Collins JK. Carotenoid changes of intact watermelons after storage. J Agric Food Chem. 2006 Aug 9;54(16):5868-74. 2006. PMID:16881688.
10. Tlili I, Hdider C, Lenucci MS et al. Bioactive compounds and antioxidant activities during fruit ripening of watermelon cultivars. Journal of Food Composition and Analysis, Volume 24, Issue 7, November 2011, Pages 923-928.