لأهمية الاقتصادية و القيمة الغذائية و الطبية لثمار التفاح
أ.د. / عاطف محمد إبراهيم
كلية الزراعة - جامعة الإسكندرية - مصر
هناك مقولة قديمة عن التفاح تقول التالي: إذا تناولت التفاح في يومك, فلن يجد الطبيب عمل له "An apple a day keeps Doctor away" وذلك لفوائد التفاح المتعددة, وثمرة التفاح مصدر هام لتخليص الجسم من السموم، كما أن عصيرها يقتل الفيروسات في الجسد. وفي دراسة حديثة أجريت بجامعة كورنيل بالولايات المتحدة الأمريكية, توصل العلماء إلى أنه على الرغم من أن التفاح يحتوي على كمية ضئيلة من فيتامين ﺠ فتناول 100 جرام من ثمرة التفاح ستمد جسم الإنسان بنفس فاعلية مضادات الأكسدة التي يتم الحصول عليها عند تناول 1500 ملجم من نفس الفيتامين, مع الحذر بعدم تناول الكثير من بذور التفاح, حيث أنها تسبب التسمم.
و في عام 2004 قام علماء وزارة الزراعة الأمريكية بتقييم أكثر من 200 من الأغذية على أساس تركيز مضادات الأكسدة بها, و قد شملت تلك القائمة صنفي التفاح رد ديليشص و جراني سميث و اللذين احتلا المركز 12 و 13 على الترتيب. و مضادات الأكسدة عبارة عن مركبات تكافح الأمراض. و يعتقد العلماء أن هذه المركبات في منع و إصلاح أضرار الأكسدة, الضرر الذي يحدث خلال النشاط الطبيعي للخلية. تحتوي ثمار التفاح أيضاً على مستوى مرتفع من الألياف تسمى بكتينات , تحتوي الثمرة المتوسطة الحجم على حوالي 4 جرام من الألياف. و البكتين عبارة عن قسم من الألياف الذائبة اللزجة و القابلة للتخمر, و هي عبارة عن مزيج يقدم قائمة ضخمة من الفوائد الصحية, و من هذه الفوائد ما يلي:
1. الحصول على أسنان بيضاء اللون و سليمة:
لا شك أن التفاحة لن تحل محل فرشاة الأسنان, غير أن قضم الثمرة و مضغها يحفز إنتاج اللعاب في الفم, و الحد من تسوس الأسنان عن طريق خفض مستويات البكتيريا.
2. تجنب مرض الزهايمر:
أظهرت دراسة حديثة أجريت على الفئران أن شرب عصير التفاح يمكن أن يقلل خطر الإصابة بمرض الزهايمر (فقدان الذاكرة) و التأثير على شيخوخة المخ. في هذه التجربة, غذيت الفئران على وجبات معززة بالتفاح, هذه الوجبات أظهرت مستويات عالية من neurotransmitter acetylcholine (neurotransmitter مادة كيميائية تطلق من الخلايا العصبية لإرسال إشارات لمختلف الخلايا, acetylcholineمادة عضوية كيميائية تعمل في مخ و جسم أنواع كثيرة من الحيوانات بما فيها الإنسان ), كما كانت أفضل في اختبارات المتاهة عن تلك الفئران التي تغذت على النظام الغذائي العادي.
3. الحماية من مرض باركنسون (الرعاش):
أوضحت الأبحاث أن الأناس اللذين يتناولون الفواكه و غيرها من الأطعمة الغنية بالألياف قد اكتسبوا قدراً من الحماية ضد مرض باركنسون, و هو المرض الذي يسبب انهيار الخلايا العصبية المنتجة للدوبامين dopamine في المخ. و قد ربط العلماء هذه الحيثية بالقوة القتالية للمواد المضادة للأكسدة في مكافحة الأصول الحرة (الشوارد) الموجودة.
4. الحد من جميع أنواع السرطان:
اتفق العديد من علماء الرابطة الأمريكية لبحوث السرطان, على أن استهلاك ثمار التفاح الغنية بالفلافونول flavonol يمكن أن يساعد في تقليل خطر الإصابة بسرطان البنكرياس بنسبة تصل إلى 23 ٪. و قد وجد الباحثون في جامعة كورنيل العديد من مركبات ترايتيربينويدز triterpenoids في قشرة التفاح , هذه المركبات تتميز بأنشطة قوية في مكافحة نمو الخلايا السرطانية في الكبد و القولون و الثدي. كما أشارت أبحاثهم الحديثة أن مستخلص الثمرة الكاملة يمكن أن يقلل من عدد و حجم الأورام في الغدد mammary glands"" في الفئران, و هي الغدد المخصصة لإنتاج الحليب في الفقاريات. و في الوقت ذاته, أوصى المعهد الوطني للسرطان بالولايات المتحدة الأمريكية بتناول كميات كبيرة من الألياف للحد من خطر الإصابة بسرطان القولون و المستقيم.
5. تقليل خطر الإصابة بمرض السكري:
وجد أن النسوة اللواتي يتناولن تفاحة واحدة على الأقل يومياً, يكن أقل عرضة للإصابة بداء السكري من النوع الثاني بنسبة 28 ٪ مقارنة بأولئك اللائي لا يتناولن التفاح, فثمرة التفاح تحتوي على مستويات عالية من الألياف الذائبة و التي تعد هي المفتاح لمنع تقلبات السكر بالدم.
6. خفض الكولسترول:
وجد أن الألياف الذائبة الموجودة في ثمرة التفاح, ترتبط مع الدهون في الأمعاء, و هذا بدوره يترجم إلى انخفاض مستويات الكولسترول و تعزيز صحة الإنسان.
7. تحسين صحة القلب:
ربطت مجموعة واسعة من البحوث بين ارتفاع استهلاك الألياف القابلة للذوبان و بين الحد أو الإبطاء من تراكم الكولسترول في الشرايين, كما وجد أن المركبات الفينولية الموجودة بقشرة ثمرة التفاح تمنع من الكولسترول من التراكم بالجسم, مما يرسخ و يزيد من قوة جدران الشرايين, حيث أن تراكم الكولسترول داخل الشرايين يقلل من تدفق الدم إلى القلب, مما يؤدي لحدوث مرض الشريان التاجي.
8. منع تكون الحصى في المرارة:
تتكون الحصى في المرارة في حالة وجود الكثير من الكولسترول في الصفراء, مسبباً تصلب السوائل الموجودة بها. هذه الحالة سائدة بشكل خاص في حالات السمنة (البدانة) المفرطة, و لمنع تكون الحصى في المرارة, يوصي الأطباء بإتباع نظام غذائي غني بالألياف للمساعدة على التحكم في الوزن و مستويات الكولسترول.
9. معالجة الإسهال و الإمساك:
سواء كان الفرد مصاب بالإسهال أو الإمساك, وجد أن الألياف الموجودة في ثمرة التفاح تحد من هذه الأعراض. حيث يمكن للألياف إما سحب الماء من القولون حتى تسير الأمور على ما يرام, أو تمتص الماء الزائد في البراز لإبطاء حركة الأمعاء و الحد من الخروج المتكرر له.
10. الحد من متلازمة القولون العصبي:
تتصف ظاهرة أو متلازمة القولون العصبي بالإمساك و الإسهال و ألام في البطن و الانتفاخ, و للسيطرة على تلك الأعراض, يوصي الأطباء بالابتعاد عن منتجات الألبان و الأطعمة الدهنية, و تناول الكثير من الألياف في النظام الغذائي.
11. علاج البواسير:
البواسير هي عبارة عن تورم الوريد في القناة الشرجية, و على الرغم من أنها لا تهدد الحياة, فيمكن أن تكون هذه الأوردة مؤلمة جداً, حيث تسبب الكثير من الضغط في مناطق الحوض و المستقيم, فوجود الألياف يمكن لها السيطرة على الإمساك و تقليل عدد مرات الذهاب إلى المرحاض و بالتالي المساعدة على تخفيف البواسير.
12. السيطرة على الوزن:
يرتبط الكثير من المشاكل الصحية بزيادة الوزن, من بين هذه المشاكل أمراض القلب, السكتة الدماغية, ارتفاع ضغط الدم, السكري من النوع 2 و انقطاع التنفس أثناء النوم. و للتحكم في الوزن و تحسين الصحة بصفة عامة, يوصي الأطباء بإتباع نظام غذائي غني بالألياف, حيث أن الغذاء الغني بالألياف سيشعرك بالامتلاء دون أن يزيد من السعرات الحرارية.
13. إزالة السموم من الكبد:
نحن نستهلك السموم باستمرار, سواء كان ذلك عن طريق المشروبات أو الطعام, و الكبد هو المسئول عن إزالة تلك السموم من الجسم, و من حسن الحظ وجد أن من أفضل و أسهل الأشياء التي يمكن أن تؤكل للمساعدة على إزالة السموم من الكبد هي تناول الثمار مثل التفاح.
14. تدعيم الجهاز المناعي:
تحتوي ثمار التفاح الأحمر على مضاد للأكسدة يسمى كيرسيتين quercetin, و لقد أوضحت الدراسات الحديثة أن كيرسيتين يمكن أن يساعد في تقوية الجهاز المناعي, خاصة إذا ما تعرض الشخص لظروف إجهاد شديدة.
15. منع إعتام عدسة العين:
على الرغم من أن الدراسات السابقة قد تباينت حول هذه المسألة, إلا أن الدراسات الحديثة الطويلة الأمد تشير إلا أن الأشخاص اللذين يتبعون نظام غذائي الغني بالفواكه التي تحتوي على مضادات الأكسدة - مثل التفاح - يقل احتمال إصابتهم بالمياه البيضاء بنسبة 10 - 15 ٪.
المصادر:
1. إبراهيم, عاطف محمد - الفواكه و الخضروات و صحة الإنسان - 2015 - منشأة المعارف, الإسكندرية - جمهورية مصر العربية.
2. إبراهيم, عاطف محمد - الفواكه المتساقطة الأوراق , زراعتها, رعايتها و إنتاجها - 1996 - منشأة المعارف, الإسكندرية - جمهورية مصر العربية.
3. إبراهيم, عاطف محمد - أشجار الفاكهة - أساسيات زراعتها, رعايتها و إنتاجها - 1998- منشأة المعارف, الإسكندرية - جمهورية مصر العربية.
<!--<!--<!--