جوز الهند الملوكي أو الذهبي King ‘Golden' coconut
أ.د. عاطف محمد إبراهيم
كلية الزراعة - جامعة الإسكندرية - جمهورية مصر العربية.
جوز الهند الملوكي أو الذهبي (Cocos nucifera) أحد أصناف جوز الهند المتوطنة بسيريلانكا , حيث تعرف هناك باسم ثيمبيلي. 'Thembili'.
المنشأ الأصلي لنخلة جوز الهند الملوكي (الذهبي) هو جزر المحيط الهادئ, و الفرق بين نخيل جوز الهند الذهبي و نخيل جوز الهند الأخضر هو لون الثمرة, فالثمرة ذهبية اللون في الحالة الأولى و خضراء في الحالة الثانية. و من المعروف أن نخيل جوز الهند الأكثر شهرة على مستوى العالم, و أن أول شيء يفكر في معظم الناس عند نطق "شجرة النخيل" هو نخيل جوز الهند, كما يوجد لذلك سبب وجيه و هو أن نخيل جوز الهند ينتشر وجودها في جميع أنحاء المناطق الاستوائية في جميع أنحاء العالم, على الرغم من نشأتها في جنوب المحيط الهادئ و منطقة البحر الكاريبي.
الوصف النباتي:
ربما تنمو النخلة حتى ارتفاع يتراوح بين 20 - 30 متر, هذا الارتفاع يُعد قصير نوعاً عن ارتفاع أشجار جوز هند التابعة لأنواع أخرى. تنمو الثمار على عناقيد, يحمل كلٍ منها ما يزيد عن 20 ثمرة , على أعناق طويلة. الثمرة ذات شكل بيضاوي مطاول, تشبه كثيراً كرة القدم الأمريكية "Foot ball", نهاية الثمرة مسحوبة من الناحية البعيدة عن عنق الثمرة. لون الجلد برتقالي لامع, و في بعض الأحيان يظهر على الجلد علامات داكنة. يبلغ طول الثمرة 20 - 30 سم. تجمع الثمار بعد حوالي 7 - 8 أشهر من اكتمال نموها, و الذي يعادل مرتين عمر الأشجار المماثلة الصغيرة لجوز الهند الأخضر. يحتوي السائل الحلو ذا النكهة المميزة على من العناصر المعدنية التي يحتاجها الجسم. هذا السائل يعمل على ترطيب الجسم, كما أنه ذا تأثير منعش و مبرد للجسم. و على العكس من الثمار الصغيرة لجوز الهند الأخضر, فإن ثمار جوز الهند الذهبي تستخدم فقط من أجل شرب السائل الداخل, هذا بالإضافة إلى أن ثمرة جوز الهند الذهبي لا تحتوي على غلاف صلب 'husk', كما يشار إليها في بعض الأحيان باسم (ثمار جوز الهند للشرب). تجمع الثمار بعناية فائقة, حيث تجمع الثمار من النخلات الطويلة باليد و تدلى بواسطة الحبل لدرء أية أضرار قد تحدث لهذه الثمار الغالية أو الثمينة.
تشتهر ثمرة جوز الهند الذهبي بطعمها الرائع و غناها بالعناصر الغذائية, و تعد الثمرة كنزاً طبيعياً في المناطق الاستوائية (المدارية), و على عكس جوز الهند الأخضر المتاحة على نطاق واسع, إلا أن نخيل جوز الهند الذهبي نشأ أصلاً في سريلانكا, حيث أنها الخيار المفضل لديهم. الثمرة لونها برتقالي, كبيرة و تحتوي على مستويات عالية من العناصر المعدنية, بل أعلى مما تحتويه بلازما الإنسان, حلوة الطعم و يتمتع بها السكان المحليين لمذاقها الفريد و كمرطب فوري منعش.
في الأيام الخوالي كان الناس يثمنون ماء جوز الهند ككنز تغذية ذا خصائص طبية ، فقد استخدمت الثمار على نطاق واسع في النظام الطبي القديم في جنوب آسيا , و قد عرفت قيمتها منذ ألاف السنين في علاج الجروح و التئامها و كذلك في علاج العديد من الأمراض, كما أن الثمرة غنية بفيتامين C و الأحماض الأمينية و هذه تسهل الحالة الطبيعية الانسيابية لمجرى الدم , مما يوفر حماية كبيرة ضد أمراض القلب والأوعية الدموية.
و هكذا تطورت التقاليد في هذا الجزء من العالم, و أضحت هذه الثمرة هامة و محببة كمشروب منعش للسكان المحليين, حيث يشتهر المشروب بطعمه الفريد و ترطيبه المنعش تحت ظروف الشمس الحارة في المناطق الاستوائية.
الظروف المناسبة:
تتطلب أشجار جوز الهند أشعة شمس كاملة وتربة جيدة الصرف, بحيث تكون قيمة pH تتراوح بين 5.5 و 7.0, و تجب معرفة إن النخلة تتحمل الظروف الساحلية المالحة والرياح. للغاية و ذلك وفقاً لظروف الغابات وفقاً للظروف الزراعية . و في جزيرة المحيط الهادئ ، قد تنمو جذور النخلة حتى عمق 16 قدمًا و تنتشر جانبياً حتى 100 قدم في الظروف المثلى , و تتطلب أشجار جوز الهند رياً منتظماً , غير أن الشجرة ربما تعاني من تراكم المياه (المياه الراكدة).
الأصناف:
نخلة جوز الهند الملوكي حساسة جداً للإصابة بمرض الاصفرار القاتل أو المميت " lethal yellowing", و من ثم يختار العديد من الملاك زراعة الصنف الماليزي "Malayan Dwarf", الذي يتصف بدرجة مقاومة أعلى لهذا المرض, كما يبلغ ارتفاع الشجرة حوالي 30 - 60 متراً, كما تنتشر قمتها أفقياً في حدود 15 - 25 قدماً.
التسميد:
تنمو أشجار جوز الهند في سريلانكا على طبيعتها مع تدخل بشري ضئيل للغاية ، وعلى هذا النحو لا يوجد استخدام للأسمدة والمبيدات الحشرية, بل يهتم المزارعين بأن تكون عملية الزراعة عضوية و صحية ، والتمتع بثقافة غنية حول حصادها.
الجمع:
لقد تطورت عملية جمع الثمار على مستوى الجزيرة و أصبحت فن دقيق حول الحصاد واختيار ثمار جوز الهند الذهبي أو الملوكي , و من المعروف أن جامعي ثمار جوز محنكون و على دراية واسعة في ذلك المجال, حيث أنه عند السفر على طول الساحل , ربما يشاهد المرء متسلقي شجرة جوز الهند وهم يتسلقون الشجرة بعناية فائقة, حيث يختار المتسلق الثمار الناضجة و يقوم بفصلها عن النخلة الأم باستخدام شفرة خاصة ثم يقوم بإنزالها إلى الأرض باستخدام حبل خاص , مع تجنب حدوث أية أضرار قد تحدث للثمار.
القيمة الغذائية:
و تعتبر الثمرة مصدراً غنياً لفيتامينات ب المركبة, الأحماض الأمينية و العناصر المعدنية مثل البوتاسيوم, الكالسيوم, الصوديوم, المغنيسيوم, الكلوريدات و الفوسفات. يحتوي السائل الموجود بداخل الثمرة على مستويات أعلى من عناصر المغنيسيوم و الكالسيوم عما تحتويه ثمرة البرتقال و مستوي بوتاسيوم أعلى مما تحويه ثمرة الموز, هذا يمكن الثمرة من تعويض ما يفقده الجسم من العناصر خلال العرق الناتج عن القيام بالتمرينات الرياضية أو أداء عمل مضني, مما يمنع الشعور بالتعب أو حدوث جفاف. كما تحتوي الثمرة على إنزيمات نشطة حيوياً تساعد في عملية الهضم و التمثيل الغذائي. و لقد أوضحت الدراسات أن للثمرة خصائص مضادة للأكسدة, كذلك يحتوي السائل على آثار طبيعية من السكروز, الجلوكوز و الفركتوز. و تجدر ملاحظة أن تسخين السائل أو إ جراء أية عملية بسترة عليه تقلل من الفوائد الغذائية له.
ربما يكون أحد السباب الرئيسة التي جعلت من ماء جوز الهند الذهبية و التي دفعت الناس في المناطق الاستوائية بوصفه بالصنبور الشعبي, هو احتواء الثمرة على العديد من العناصر المعدنية مثل البوتاسيوم, الصوديوم, الكالسيوم, الكلوريد, المغنيسيوم و الفسفور, و هي العناصر الضرورية لوظائف الجسم, غير أنه عندما يماس الفرد التمرينات الرياضية و العمل بصفة عامة يفقد الجسد مع العرق هذه العناصر و يتبع ذلك الشعور بالجفاف و الضعف , من هنا كان من الضروري توفير مصدراً غنياً بهذه العناصر و ذلك لتعويض الجسم عما فقده منها و الحفاظ على سلامته و صحته.
كما تشير بعض التقارير على أن ماء جوز الهند يحتوي على السيتوكينينات ذات الخصائص المضادة للتعجيز المبكر, كما تحتوي على بعض الإنزيمات النشطة حيوياً مثل إنزيم الكتاليز ' catalase' , إنزيم ديهيدروجنيز ' dehydrogenase' و لإنزيم دياستيز ' diastase' التي تساعد على الهضم و التمثيل الغذائي. بالإضافة لاحتوائه على فيتامينات B المركبة مثل الريبوفلافين, النياسين الثيامين و البيريدوكسين التي تعد أساسية و ضرورية لجسم الإنسان.
ماء جوز الهند شراب طبيعي صحي للأطفال:
فيما يتعلق بالآباء و الأمهات, فهم يشترون لأولادهم الطعام الصحي, غير أن ذلك لا يُعد الجزء الأصعب في العملية, فهم يحضرون الطعام, إلا أنه من المفضل الحصول على وجبات متوازنة, غير أن السؤال الهام و ماذا يشربون و ما تأثير هذا الشراب على السعرات الحرارية التي يتناولونها و مستويات الفيتامينات الأساسية التي تحصل عليها أجسامهم.
و كما هو معروف أن المشروبات الغازية مليئة بالكافيين والسكر,و ربما تحتوي عصائر الفاكهة على كمية من السكر أكثر من المشروبات الغازية, وهنا يأتي دور جوز الهند الرائع , حيث يستمتع الأطفال بنكهة ماء جوز الهند, حيث يحتوي ماء جوز الهند الملوكي على السكروز , الفركتوز والجلوكوز, مما يضفي عليه حلاوة طبيعية, و لدفع الأطفال للإقبال على شرب ماء جوز الهند يمكن مزجه ببعض المكونات الطبيعية المنعشة مثل حشيشة الليمون و النعناع و الليمون.
الفوائد الصحية التي تعود على الأطفال من شرب ماء جوز الهند الملوكي:
1. تعزيز صحة الجلد:
شرب ماء جوز الهند يعمل على ترطيب الجلد من الداخل و التخلص من الزيوت الزائدة, كما أن لماء جوز الهند خصائص مضادة للبكتريا و الميكروبات و الفيروسات, مما يساعد على علاج العدوى الجلدية بشكل فعال, و الإبقاء على الجلد نظيف و صحي.
2. تحسين الهضم:
يحتوي ماء جوز الهند على إنزيمات حيوية نشطة بشكل طبيعي و التي تساعد على تحسين الهضم و التمثيل الغذائي, كما أن المركبات العضوية التي يحويها لها خصائص من شأنها تعزيز النمو, هذا يعني أنها فعالة في علاج أمراض الجهاز الهضمي و مفيدة في علاج الكوليرا و تحسن من حالات الإمساك, هذا بالإضافة إلى أنها فعالة في علاج الإسهال عند الرضع.
3. منع الجفاف:
يُعد ماء جوز الهند الملوكي مثالي لمنع الجفاف و تعويض الأملاح المفقودة في الجسم, فعندما يلعب الأطفال أو يمارسون الرياضة, فإنهم يفقدون جزء كبير من الماء من خلال العرق و كذلك العناصر المعدنية, فماء جوز الهند يحتوي على كمية عالية من البوتاسيوم والصوديوم وكذلك يحتوي على مستويات عناصر أخرى قريبة مما هو موجود في, هذا يجعله مثالياً لإعادة الرطوبة بالجسم, كما أنه مفيد في منع حدوث تقلص العضلات و تحسين طاقة الجسم.
4. علاج التهاب المسالك البولية:
من المعروف أن الأطفال هم الأكثر عرضة للإصابة بالتهابات المسالك البولية مقارنة بالبالغين, هنا تظهر فعالية شرب ماء جوز الهند الملوكي في علاج مثل هذه الحالات, حيث أنه مدر للبول, كما أنه الماء المغذي الذي يخرج بسلاسة من المثانة و المسالك البولية, و من ثم يدرأ أية مشاكل تتعلق بها.
5. علاج الديدان المعوية:
وجد أن شرب كوب واحد كل صباح من ماء جوز الهند الملوكي يمنع و يعالج الإصابة بالديدان المعوية عند لأطفال, من ثم وجب دمج ماء جوز الهند مع وجبة إفطار الأطفال.
من ناحية أخرى, يحتوي ماء جوز الهند على خصائص مضادة للفطريات و البكتريا تساعد في الوقاية من المشاكل المتعلقة بالعدوى, و هناك بعض الإرشادات التي تستخدم ماء جوز الهند لتحسين الصحة بصفة عامة:
1. شرب كوب من ماء جوز الهند الطازج كل صباح على معدة فارغة وذلك لتطهير الجسم.
2. تدليك ماء جوز الهند الطازج على فروة الرأس و بين خيوط الشعر كل يوم مع بقاءه لمدة 20 - 25 دقيقة قبل غسل الشعر بالماء الجاري, و هذا يعطي نتائج جيدة لنمو الشعر, فزيت جوز الهند يُعد واحداً من أكثر العلاجات المنزلية استخداماً للعناية بالشعر بين النسوة , حيث يطيل من عمر للشعر و يجعله بحالة طبيعية وبدون أي نوع من المساعدات الخارجية.
3. ترطيب البشرة بماء جوز الهند الممزوج بعصير التفاح أو الخل أو عصير الفواكه مثل الموز أو الأفوكادو بأجزاء متساوية, تكرر العملية كل أسبوعين, هذه المعاملة أعطت نتائج مذهلة.
المصادر:
Chikkasubbanna V, Jeyaprasad KV, Subaiah T, Poonach, NM. 1990 Effect of maturity on chemical composition of tender coconut (Cocos nucifera L. var. Arsikere Tall) water. Indian Coconut Journal.; 20(12):10-13.
Ekanayake, G.K. , Perera, S. A. C. N. , Dassanayake, P. N. , Everard, J. M. D. T. (2010). "Varietal Classification of New Coconut (Cocos nucifera L.) Forms Identified". Coconut Research Institute of Sri Lanka. p. 10.
Ediriweera ND. King coconut. CORD. 1996; 12(2):43-47.
Falck DC, Thomas T, Falck TM, Tutuo N, Clem K.2000. The Intravenous Use of Coconut Water. American Journal of Emergency Medicine.; 18:108-111.
Nadanasabapathy S, Kumar R. 1999 Physico-Chemical Constituents of Tender Coconut (Cocosnucifera) Water. Indian Journal of Agriculture Science. 69:750-751.
Pue AG, Rivu W, Sundarrao C, Singh K. 1992 Preliminary studies on changes in coconut water during maturation of the fruit, Sci. New Guin; 18:81-84.