بين آلام الماضي ، و اثاره ، و ذكرياته ، و بين احلام المستقبل و الخطط و الأمنيات و المشاريع و الاهداف و المخاوف ، نقع فريسة التفكير ، هذا المستوى من مستويات الاتصال، الاتصال الذاتي و احد وسائله التفكير، و التفكير سمة إنسانية معرّفة للإنسان و اساس من أسس رحلته و تجربته الحياتية، للكننا هنا نتكلم عن فرط التفكير، النعمة حين يتحول مسارها إلى نقمة و ألم، فكيف نعيدها إلى مسارها الصحيح؟! هنا نبحث في تحسين مهارات الاتصال الذاتي حتى تتحسن كل عمليات الاتصال بل و تتحسن الحياة،  

فقد تغيرت الحياة نحو ضغوط تفرض نفسها و يتضخم وجودها و يتعاظم اثرها ، كثر عدد المحيطين بنا و المؤثرين في حياتنا ، لم تعد القرارات بسيطة ، و لا الاختيارات سهلة ، 

مارد كبير يسمى فرط التفكير ،، او التفكير الزائد ،  Overthinking  ، 

وقت كبير في التفكير  خاصة التفكير العشوائي في موضوع مزعج مقلق ، بلا خطة و لا هدف سوى اجترار ما فات و خوف من المجهول القادم الذي يتفنن عقلي في تعظيمه  لدرجة انه قد يتحول الى وحش يفترس الحاضر و يدمر كل قدراتنا على الفعل  ، على العمل و الإنجاز ،، تاركا الخوف و الرهبة و الاحباط اذا رحل مؤقتا ،،

اجترار احداث الماضي كما يجتر الجمل طعامه فيعيد مضغه ليهضمه نجتر أحداثا لنبتلعها آلاف المرات ، او نغرق في مخاوف مستقبلية مسيطرة متأثرة بخبرات سيئة تعرضنا لها او نمط سلبي في التفكير ، بعض الناس يضخمون بأفكارهم الاحداث و المواقف و الذكريات  ،،

 و بعض الناس يهربون من التفكير المفرط  Overthinking الى عادات سيئة ، لتوقيف التفكير ، و التكيف مع افكارهم  التي تسبب لهم الازمات النفسية ، منهم من يلجأ لتعاطي مخدرات او الوصول او التسوق و الاسراف ، او  الاستمتاع بصحبة غير لائقة ، او الافراط في تناول الطعام ،،

قبل البدء في اولى خطوات الاتجاه نحو الحل ينبغي ان نعرف ان عددا كبيرا من الناس في العالم يتشاركون معنا في المشكلة ذاتها ، حيث  

تؤكد دراستان  أجرتها جامعة أمريكية بالولايات المتحدة الامريكية (  جامعة ، يال ،    ومجموعة من الجامعات البريطانية مانشستر وادينبورغ وليفربول )،، تبين أنّ 63 في المئة من الراشدين الشباب و52 في المئة من الكوادر هم من المفكرين بشكل زائد ومفرط. وفي العام 2013 أشارت الدراسة الأخرى   أنّ التركيز المفرط على النواحي السلبية لأمر معيّن هو المسبّب الأساسي للكآبة والانهيار النفسي.👀👀👀🙏🙏🙏🤔🤔🤔 أنقذ نفسك 

انتبه لأفكارك ، فالوعي بما يدور في ذهني هو الخطوة الأولى للعلاج ووضع حد لتخطي هذه المشكلة.  لكن كيف اكون واعيا لأنني وصلت لمستوى مقلق من فرط التفكير ، حين الاحظ انني أعيد عرض الأحداث في ذهني و يتكرر ذلك دون ان استطيع السيطرة على تدفق الافكار نفسها ، لقد تأكدت الان ان ما يحدث هو  استهلاك  للطاقة و الجهد و الوقت دون انتاج او سعي لانتاج حلول واقعية ، لا تترك كرة الثلج تتدحرج دون سيطرة ، حاول ان توقفها حتى لا تتضخم ،

حدد الاماكن  و الاوقات التي يكثر فيها امتلاء العقل بالافكار و سيطرتها ، مثلا انا اتعرض لفرط التفكير مساء في السرير ،  هنا في السيارة في المواصلات و الطرق الطويلة ، هنا تستطيع التعامل مع كل مكان وفقا لطريقة تغيير عاداتك فيه ، فلا تدخل سريرك الا و انت مجهد للنوم  ، ضع خطة اذا واجهك الأرق ، قم و تحرك ، او اجلس بقرار تفكير مختلف ، استمع لمحتوى صوتي مناسب ، في السيارة انشغل ، اتفق مع احد الاصدقاء في طريقك ، اقرأ او استمع لكتب تهمك ،

فكر في الوقت الحالي أيا كانت احداثه ، هادئة ، صاخبة ، محزنة ، عنيفة ، و صفاته ، ممتع ، محبط ، ممل ، 

فكر في اللحظة و ما يمكن ان تفعله فيها ، 

درب عقلك على التفكير الموجه نحو المزايا حتى في اسوأ المواقف 

كن عمليا و التمس لما حدث الاعذار ، فجميع من حولك لديهم قلوب و افكار ، و اولويات و شئون تستغرق يومهم ، 

التأمل عبادة ، الحكمة وراء كل شيء

ركز مع معطيات الخالق في كونه استمتع بالطبيعة 

تدريبات التنفس ، تحرر من كل ما يخنق يديك او قدميك او رقبتك ، او معلمك ، خذ نفسا عميقا من الانف ،  مرره عبر الرئتين ،  اجعل الشهيق يصل الى البطن ثم أحبس الهواء هنا في  البطن  ، كرر ذلك ،،استمع  لإيقاع الشهيق والزفير ، و لا تفكر الا في ذلك اثناء التدريب انت الان تأخذ حقك من الهواءكما لم تأخذه من قبل ، راقب نفس القطة ، كن مثلها ، 

التحرك في الطبيعة سيرًا ، جريا ، رقصا ،  قم بإعداد قائمة جيدة من اجمل ما تحب الاستماع اليه بعيدا عن موضوع المشكلة التي نعالج فرط التفكير فيها ، 

اكتب ، دون ، ليس من اجل استرجاع و قراءة المشكلة لكن من أجل التفريغ لها ، اكتب و لا تعد لما كتبت بل مزق الأوراق ، نحن نتخلص من قيود تعرقل الخطى ، من اثقال تعيق الحركة 

اقترب من الناس الحلوة ، زيارة صديق أو مشاهدة الفيلم المفضل مما قد يؤدي الى احلال المشاعر الايجابية محل السلبية ،


إقرأ او استمع لمحتوى معلوماتي صوتي او مرئي ، ان ملء فراغ الوقت بالافكار الجديدة و الموضوعات الممتعة للمعرفة و فقا للاهتمام و الشغف كفيل بمنافسة فرط التفكير جربوا ذلك انها حيلة بسيطة لو تحولت لعادة يومية تحدث فارقا كبيرا في راحة الدماغ ،

لا تفكر وفقا للافتراضات بل المعلومات 

فرط التفكير  لا يؤدي الى  نتائج ولا يقترح أية حلول انما يغرقنا في افكار مؤلمة مزعجة في اغلب الأحيان 

لا تنتظر الوقت المناسب للتوقف  اصنعه فورا ، فهو الان لديك للبدء 

 

المصدر: د نادية النشار
DrNadiaElnashar

المحتوى العربي على الانترنت مسئوليتنا جميعاً د/ نادية النشار

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 505 مشاهدة

د.نادية النشار

DrNadiaElnashar
مذيعة و كاتبة ،دكتوراة في علوم الاتصال و الاعلام والتنمية .استاذ الاعلام و علوم الاتصال ، مستويات الاتصال و أهدافه، الوعي بالاتصال، انتاج محتوى الراديو والكتابة الاعلامية ، والكتابة، و الكتابة لوسائل الاعلام الالكترونية ، متخصصة في علوم الاتصال و الاعلام و التنمية، وتدريبات التطوير وتنمية المهارات الذاتية والاعلامية، انتاج »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

590,138