كيف نختار صديقًا يستحق البقاء في حياتنا؟

لا شك أن الصداقة تشكل أحد أهم الروابط الإنسانية، فهي تمنح الفرد دعماً متيناً في مختلف مراحل حياته، وتساعده على اتخاذ القرارات الصائبة، كما أنها تقيه من الانخراط في أمور لا جدوى منها. ومع ذلك، أصبح مفهوم الصداقة في عصرنا الحالي يحتاج إلى إعادة نظر وتأمل عميق. وكما قال العرب قديماً: "إن المستحيلات ثلاث: الغول، والعنقاء، والخل الوفي"، فإن العثور على صديق وفيّ في عالم اليوم المليء بالتحديات والعلاقات السطحية لم يعد أمراً سهلاً.
عندما يجد الإنسان صديقاً حقيقياً يتحلى بالإخلاص والأمانة، يصبح من الضروري أن يتمسك بهذه العلاقة ويدرك قيمتها العظيمة، فلا يفرّط بها بسهولة. فالأيام والسنون وحدها قادرة على إثبات مدى قوة هذه الصداقة ومتانتها، وحينما تظل راسخة رغم تقلبات الحياة، فإنها تتحول إلى كنزٍ لا يقدر بثمن. لذا، ينبغي للإنسان أن يكون متروياً عند تقييم علاقاته، وألا يتسرع في إنهاء صداقات قديمة بسبب خلافات عابرة أو لحظات انفعال، فالصداقة الحقيقية تتطلب وقتاً وجهداً كي تتجذر وتنمو.
في المقابل، من المهم أيضاً أن يدرك المرء ضرورة التحرر من العلاقات التي تسبب له ضرراً نفسياً أو تشكل مصدر طاقة سلبية في حياته. فبعض الصداقات قد تكون سامة، تؤثر سلباً على العواطف، وتخلق بيئة غير صحية تعيق النمو الشخصي. ولذلك، لا بد من توخي الحذر عند اختيار الأصدقاء، والسعي دائماً لبناء علاقات قائمة على التفاهم والدعم المتبادل، بحيث تكون قادرة على تعزيز الروح وبعث السعادة الحقيقية.



ساحة النقاش