حوار كارين اليان مع الطبيب اللبناني الاختصاصي في أمراض الأنف والأذن والحنجرة إيلي بستاني
متى يمكن أن تكون هناك حاجة إلى استئصال اللوزتين؟
يتخذ قرار إجراء عملية استئصال اللوزتين على أساس تكرار الالتهابات في اللوزتين في سنوات عدة. كما يمكن أن تسبب هذه الالتهابات التهابات في المفاصل وأعضاء أخرى في الجسم واشتراكات ، وفي هذه الحالات تجرى الفحوص اللازمة وعلى أساسها يقرر الطبيب ما إذا كانت هناك حاجة إلى إجراء العملية. كما أن شكل اللوزتين لدى فحصهما ووجود تجاويف كبيرة فيهما وقيح وحجمهما الكبير الذي يسبب ضيقاً في النفس كلّها أمور قد تشير إلى ضرورة إجراء العملية.
ما السن التي يمكن إجراء العملية فيها؟
لا سن معينة لإجراء العملية، إذ أصبح يمكن إجراؤه للأطفال من سن السنتين أو الثلاث سنوات، فيما كانت تجرى سابقاً فقط بعد الثلاث سنوات. علماً إنه في حال وجود مشكلة، من الأفضل إجراء العملية في سن مبكرة نظراً إلى المضاعفات التي يمكن أن تنتج عن المشكلات في اللوزتين وتأثيرها المهم على صحة الطفل ونموه. وأشير إلى أن مشكلة اللوزتين تترافق عادةً لدى الأطفال تحت سن العشر سنوات مع اللحمية التي لا بد من استئصالها في الوقت نفسه.
هل تجرى العملية فقط في مرحلة الطفولة؟
يمكن أن تجرى العملية أيضاً في مراحل متأخرة، لكنه تجرى في معظم الحالات للأطفال.
ما المشكلات التي يمكن أن يعانيها الطفل نتيجة الالتهاب المتكرر في اللوزتين؟
كون التهابات اللوزتين تترافق مع اللحمية لدى الأطفال في سن مبكرة، تحصل مشكلات مهمة خصوصاً أن للحمية أهمية كبرى فهي تسبب التهابات في الأذن وتأخراً في النمو إلى جانب الالتهابات المتكررة في اللوزتين والحاجة إلى تناول الأدوية. إضافةً إلى تأثيرها على شكل عضّة الفم. وأحياناً قد تكون هناك حاجة إلى استئصال اللحمية وحدها بسبب الشخير وتشوّه شكل الفم.
كيف تتم العملية وما مدى صعوبتها؟
في الماضي كانت تُفصل اللوزتان وتتم العملية بالكي أو بالتقطيب لاستئصال اللوزتين. لكن يمكن إجراؤها حالي أيضاً بالليزر حيث يتم تحجيم اللوزتين أو استئصالهم وبالتالي هي عملية سهلة لا تدعو إلى القلق.
أليس فيها أي خطر؟
ليس في العملية أي خطورة ، ولا تسبب إلا القليل من الإزعاج في البلع حتى يلتئم الجرح.
هل تجرى العملية بالتخدير العام أم الموضعي؟
تجرى العملية بالتخدير العام للأطفال، أما بالنسبة إلى الكبار في السن فيمكن إجراؤها بالتخدير الموضعي.
ما الإجراءات التي يجب اتباعها والخطوات بعد العملية؟
بعد الخضوع للعملية يجب البقاء في المنزل مدة عشرة أيام وتناول السوائل الباردة خلال بضعة أيام.
ما النتائج الإيجابية للعملية وهل تظهر مباشرةً؟
تظهر النتائج الإيجابية خلال فترة قصيرة بعد العملية إذ يلاحظ تحسّن في صحة الطفل وازدياد وزنه ونقاء في دمه وتنفسه وفي نومه بشكل أفضل. كما إنه لا يعود بحاجة إلى تناول المضادات الحيوية .
هل هناك حالات خاصة يستحسن عدم إجراء العملية فيها؟
قد نتحفّظ عن إجراء العملية للأطفال الذي يعانون مشكلة الربو، إلا إنه يمكن إجراؤها وقد لاحظت شخصياً تحسّن في مناعة الطفل ووضعه الصحي في الحالات التي أجريت العملية فيها.
يخشى البعض إجراء العملية لأطفالهم فيفضلون تأجيلها وتركها كخيار أخير بعد العلاجات التقليدية، خصوصاً أنه يقال إنها تلعب دوراً أساسياً في مناعة الطفل وأن إجراءها يجعله أكثر عرضة للالتهابات، هل هذا صحيح؟
ليست اللوزتان وحدهما المسؤولتان عن المناعة في الجسم، إذ توجد غدد لمفاوية أخرى تشكل القسم الأهم من المناعة. أما اللوزتان فتشكلان جزءاً بسيطاً من المناعة. وأشير إلى أنه من المهم إجراء تشخيص صحيح لتحديد الحاجة إلى استئصال اللوزتين لأنه ليس كل التهاب في الحنجرة يعني التهاباً في اللوزتين، إذ يمكن الإصابة بفيروس الأنفلونزا. علماً أن وجود القيح الأبيض يشير إلى الإصابة ببكتيريا تعالج بالمضادات الحيوية. أما الإصابة بفيروس فيسبب احمراراً في اللوزتين والحنجرة ويعالج للقضاء على الأعراض مع مطهرات للحنجرة. وفي هذه الحالة لا تفيد المضادات الحيوية.
هل ثمة أعراض معينة مسبقة تحدد ما إذا كان الطفل بحاجة إلى عملية استئصال اللوزتين، وهل يمكن تحديد هذه الحاجة منذ الطفولة المبكرة؟
يمكن تحديد الحاجة إلى عملية استئصال اللوزتين بحسب شكل اللوزتين في سن الستة أشهر أو السبعة أشهر، علم أن الطفل قد يعاني اختناقاً في التنفس أثناء النوم بسب حجم اللوزتين الكبير.
هل تعتبر مشكلات اللوزتين وراثية؟
تلعب الوراثة دوراً في شكل اللوزتين وحجمهما الكبير، فإذ كان أحد الوالدين يعاني المشكلة يكون الطفل أكثر عرضة. وبالتالي هناك استعداد عائلي للمشكلة.
هل ثمة إجراءات معينة يجب اتباعها قبل العملية؟
الأهم ألا تكون اللوزتان ملتهبتين لدى إجراء العملية، وإلا فلا بد من الانتظار حتى تشفيا. كما تجرى قبل العملية فحوص الدم اللازمة، خصوصاً لسيلان الدم لكي يكون الوضع معقولاً.
هل هناك فترة معينة في السنة يجب إجراؤه فيها؟
ليس ضرورياً إجراؤها في فترة معينة في السنة إلا أنه غالباً ما تجرى خلال العطل المدرسية كونها تتطلب فترة من الراحة.
هل هناك علاجات معينة يجب اتباعها بعد العملية؟
يجب تناول المسكنات وأدوية الالتهابات بعد العملية.
كيف يلاحظ تحسّن حالة المريض بعد العملية؟
في حال وجود التهابات متكررة في السنة وتشخيص الحالة بالطريقة الصحيحة واستئصال اللوزتين، يلاحظ أن الطفل لا يمرض ولا يعود بحاجة إلى الأدوية. كما يلاحظ أنه ينمو بشكل أفضل، خصوصاً أن الالتهابات المتكررة في اللوزتين تؤخر النمو فيزداد طولاً وتتحسّن حالته العامة.