يا أبناء الأفاعي، يا من طعمتم الذل والهوان زمانا طويلا، فصار غذاءا لكم لا ترضون بغيره بديلا، فكنتم بذلك أشبه بتلك الحيوانات الخسيسة التي لا تطعم غير الجيف!!.



يا أولاد الزنى، نعم يا أولاد الزنى، فالحرائر تخجل أن تنجبن أمثالكم؛ من لا تكون الثورة عندهم إلا شهوة، والقيم ـ في حياتهم ـ مرذولة، والحق لديهم مغبون ممتهن، والجمال مستقبح مشوه، والخير أساطير الأولين.


فأبدا تنفرون من الثورة، مُعرِضون عن ولوج دروبها، مُصرفون همتكم إلى كل ما هو خسيس ودنئ في الحياة، يدفعكم لذلك ما جُبلتم عليه من ضعف، نميتموه، وأطعمتموه، وسقيتموه، فتغول وعشش في نفوسكم فأظلمت، واعتور ذوقها وفطرتها، ووطنتم حياتكم على ذلك؛ فأضحي استسلامكم وخنوعكم سلامة، وكرامتكم رفاهية لا سبيل إليها، وحقوقكم التي كفلتها الشرائع السماوية منها والوضعية، منة وفضل من سائسكم إن شاء أعطى، وإن شاء منع، أما أخلاقكم فتمائم وتعاويذ ترددها الألسن فلا تتجاوز الحلوق، وما تمس حياتكم مسا من قريب أو بعيد.



أعراض تنتهك نهارا جهارا، ودماء ذكية تسيل، وصمت مدوى ـ إن كان للصمت دوي ـ يجلجل في أرجاء البلاد، ليغرق الوطن في بحور الخزي والعار!!. أي وطن؟!، وطن الخنوثة!، وطن العبيد والإماء!.



إن كان هذا هو الوطن فلست منه، وإن كان هذا هو دين أبناءه فلست عليه، وإن كنتم أهلي ـ بحكم الدم ـ فلست منكم، ولا أنتم مني!!.



  الكاتب /محمد السيد الطناوي

 

 

 

 

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 323 مشاهدة

ساحة النقاش

tulipe

tulipe
IDB »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

307,776