المـــــــوقـــع الــرســــــــمى الـخــــــــــــاص بــ " م/ تـــــــامر المــــــــــلاح "

"تكنولوجيا التعليم " الحاسب الألى " الانترنت " علوم المكتبات " العلوم التربوية " الدراسات العليا "

المنهج الببليوغرافي:

يدل مصطلح الببيلوغرافيا(Bibliographie) على نسخ الكتب من جهة، ووصفها من جهة أخرى.ويتم الوصف- هنا- بذكر حيثيات التأليف والطبع والنشر والتوزيع والاستهلاك.أي: ذكر كل ما يتعلق بحيثيات النشر والطبع.ومن ثم، فالببليوغرافيا تدرس الكتاب من الجهة المادية، دون الجهة الموضوعاتية والفنية والجمالية. وإن كانت الببليوغرافيا – اليوم- تنحو نحو أرشفة الكتب والمؤلفات، وذلك انطلاقا من خلاصاتها الدلالية والموضوعاتية،  أواعتمادا على مميزاتها الشكلية ومقاصدها المرجعية. وقد :" أصبح من الشائع الآن أنه عندما يتحدث المكتبيون عن الببليوغرافيا، فإنهم يعنون في الغالب الأعم الببليوغرافيا النسقية الحصرية.أي: قائمة بالكتب أو الأشرطة أو التسجيلات...إلخ. والهدف من هذه القائمة هو أن تساعد المستفيد على الوصول إلى المادة أو المواد التي يريدها.أي: تحديدها وتعيينها أو معرفة مكانها أو الاختيار من بينها، إذ هي تفرض نوعا من التنظيم على هذا الحجم الكبير من الموضوعات والعناوين."[23]

وعليه، فلقد ظهرت الببليوغرافيا كعلم وفن مستقل في القرن التاسع عشر، أما كممارسة وتطبيق، فثمة جذور لها قبل ظهور طباعة الكتب. فقد عرف العرب قديما وحديثا بالأرشفة، والتوثيق، والجمع، والتصنيف، والفهرسة. وتعرف الساحة العربية الحديثة والمعاصرة مجموعة من المصنفات الببليوغرافية لعلماء متميزين، مثل: ابن النديم في كتابه:(الفهرست)، وطاش كبرى زاده في كتابه: (مفتاح السعادة)، ويوسف إلياس سركيس في كتابه: (معجم المطبوعات العربية والمعربة)، والشيخ آغا بزرك الطهراني في كتابه: (الذريعة إلى تصانيف الشيعة )، والمستشرق الألماني كارل بروكلمان في كتابه: (تاريخ الأدب العربي)،  والتركي فؤاد سيزكين في كتابه: (تاريخ التراث العربي)... هذا، وقد انتقلت الببليوغرافيا من الصفة المكتبية إلى صفة التوثيق والتحليل والاستقراء والاستكشاف، وذلك بوضع قوائم الكتب، وفهرستها في ضوء المعلوميات والحواسيب، إلى أن أصبح-اليوم- من الصعب ممارسة البحث، دون الرجوع إلى القوائم المكتبية أو الببليوغرافية.

هذا، وتهتم الببليوغرافيا بالتحقيق، والتوثيق، والدراسة المادية للكتاب، مع الاستعانة بالنقد التكويني في دراسة النسخ المخطوطة  تحقيقا وتوثيقا، وممارسة التحليل النصي في مقارنة النسخة المطبوعة بالمسودة الأصلية. ومن هنا، تستند الببليوغرافيا إلى التحقيق، والتوثيق، والوصف، والتحليل، والتأويل، والتفسير، والمقارنة، ونقد المصادر...ويمكن الحديث في إطار الببليوغرافيا عن التحليل المادي للكتاب، والتحليل الوصفي، والتحليل النصي، والتحليل الكمي، والتحليل الرقمي أو المعلوماتي، والتحليل النقدي، والتحليل الفهرسي، والتحليل التفسيري أو التأويلي.

ولايمكن أن تحقق الببليوغرافيا نجاعتها إلا بنشدان الكمال في البحث عن المعلومات، وتجميع المعطيات والبيانات، وإعداد القوائم الفهرسية. بله عن الوصول إلى أصغر وحدة جزئية من مواد الببليوغرافيا، وأرشفة جميع الأوعية والأشكال التواصلية والإعلامية. والهدف من الببليوغرافيا هو التعريف والتحقيق، وتحديد مكان الكتب لتوثيقها وأرشفتها وشرائها. كما تساعد الببليوغرافيا الباحثين على اختيار ما يناسبهم من الأوعية التخاطبية والمواد المكتبية[24].

هذا، ويمكن الحديث عن أنواع من الببليوغرافيات، فهناك – من جهة- ببليوغرافيات عامة وخاصة ومتخصصة. ومن جهة ثانية،هناك ببليوغرافيات عالمية، وببليوغرافيات وطنية، وببليوغرافيات تجارية، وببليوغرافيات إقليمية، وببليوغرافيات جهوية، وببليوغرافيات محلية، وببليوغرافيات المجموعات اللغوية. ومن جهة ثالثة، هناك من يصنفها إلى ببليوغرافيات موضوعاتية، وببليوغرافيات شكلية، وببليوغرافيات أدبية، وببليوغرافيات فكرية...[25]

وعليه، تستند المنهجية الببليوغرافية إلى مجموعة من المراحل والخطوات الإجرائية، أثناء التعامل مع ظاهرة ما، كالظاهرة التربوية مثلا. ونذكر من بين هذه الخطوات مايلي: تحديد هدف البحث، ورصد فرضياته الرئيسة، واختيار العينة الوثائقية مباشرة، بعد عملية الجمع والتحصيل.ثم، تأتي العمليات المنهجية الأخرى، مثل: التوثيق، والتحقيق، والنقد، والتحقيب، والترتيب، والفهم، والتحليل، والقياس، والتمثيل، والتفسير، والاستنتاج، والتركيب.

 

خـــلاصـــة:

وخلاصة القول: تلكم – إذاً- هي أهم المناهج العلمية التي يمكن الاستعانة بها في إنجاز البحث التربوي، وتتمثل هذه المناهج المقترحة في: المنهج التجريبي، والمنهج الوصفي، والمنهج المقارن، والمنهج التاريخي، والمنهج النفسي، والمنهج الاجتماعي الجدلي، والمنهج البنيوي، والمنهج السيميائي، والمنهج الببليوغرافي... وثمة مناهج أخرى تستعين بها الدراسات التربوية والديداكتيكية، كالمنهج الإثنوغرافي، والمنهج الفلسفي، والمنهج الإحصائي، والمنهج التفكيكي، والمنهج الموضوعاتي...بيد أن المناهج السابقة تبقى هي الأجدر بالاهتمام والرعاية والعناية؛ لما لها من دور كبير على مستوى تجميع الوثائق والمعطيات، واختيار العينات، ودراسة البيانات، ومعالجتها كيفيا وكميا، وتحليلها في ضوء عمليات الفهم والتفسير والتأويل، بغية تحصيل النتائج الثابتة واليقينية والعلمية، بعيدا عن الميول الذاتية والانفعالية، والأحكام الدينية والاعتقادية، والأهواء الشخصية، والقناعات الإيديولوجية.

 

 

[1] - خالد المير وإدريس قاسمي: مناهج البحث التربوي، سلسلة التكوين التربوي، رقم:16، مطبعة دار النجاح الجديدة، الدار  البيضاء، المغرب، طبعة 2001م، ص:47-48.

[2] - خالد المير وإدريس قاسمي: مناهج البحث التربوي، صص:50-51.

[3] - خالد المير وإدريس قاسمي:نفسه، صص:52-51.

[4] - خالد المير وإدريس قاسمي:نفسه، صص:52.

[5] - عبد الكريم غريب: منهج البحث العلمي في علوم التربية والعلوم الإنسانية، منشورات عالم التربية، مطبعة النجاح الجديدة، الدار البيضاء، المغرب، الطبعة الأولى سنة 2012م.صص:274-276.

[6] - د.جابر عبد الحميد جابر: علم النفس التربوي، دار النهضة العربية، القاهرة، مصر، طبعة 1977م، ص:498.

[7] - د.جابر عبد الحميد جابر: علم النفس التربوي، ص:499.

[8] - د.جابر عبد الحميد جابر: نفسه،ص:499.

[9] - د.جابر عبد الحميد جابر: نفسه،ص:504.

[10] - عبد الكريم غريب: منهج البحث العلمي في علوم التربية والعلوم الإنسانية، ص:278.

[11] - د.جابر عبد الحميد جابر: نفسه،ص:609.

[12] - د.جابر عبد الحميد جابر: نفسه،ص:609.

[13]- عبد الكريم غريب: نفسه، ص:280.

[14]- د.محمد زياد حمدان: تقييم المنهج، سلسلة التريبة الحديثة 25، دار التربية الحديثة، عمان، الأردن، الطبعة الأولى سنة 1986م، ص:338.

[15] - خالد المير وإدريس قاسمي:نفسه، صص:53-54.

[16] - د.محمد زياد حمدان: تقييم المنهج، صص:338-347.

[17] - خالد المير وإدريس قاسمي:نفسه، صص:58.

[18] - د.أحمد أوزي: المعجم الموسوعي لعلوم التربية، مطبعة دار النجاح الجديدة، الدار البيضاء، المغرب، الطبعة الأولى سنة 2006م، ص:248-249.

[19] - بيير غيرو: السيمياء، ترجمة: أنطوان أبي زيد، منشورات عويدات، بيروت، لبنان، باريس، الطبعة الأولى سنة 1984م، ص:6.

[20] - بيير غيرو: السيمياء، ص:6.

[21] - رولان بارت: مبادئ في علم الدلالة، ترجمة محمد البكري، عيون المقالات، الدار البيضاء،  الطبعة الأولى سنة 1986م، ص:30-39.

[22] - بيير غيرو: نفسه،  ص:5.

[23] - أبو بكر محمود الهوش: المدخل إلى علم الببليوغرافيا، منشورات الكتاب والتوزيع والإعلان والمطابع، طرابلس، ليبيا، الطبعة الأولى سنة 1981م، ص:26.

[24] - أبو بكر محمود الهوش: المدخل إلى علم الببليوغرافيا، ص:28.

 

[25] - أبو بكر محمود الهوش: نفسه، ص:23-24.

المصدر: إعداد م/ تامر الملاح
tamer2011-com

م/تامر الملاح: أقوى نقطة ضعف لدينا هي يأسنا من إعادة المحاولة، الطريقة الوحيدة للنجاح هي المحاولة المرة تلو المرة .."إديسون"

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 2429 مشاهدة
نشرت فى 11 سبتمبر 2013 بواسطة tamer2011-com

ساحة النقاش

م/ تامر الملاح

tamer2011-com
باحث فى مجال تكنولوجيا التعليم - والتطور التكنولوجى المعاصر »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

2,369,525

بالـعلــم تـحـلـــو الحـــيـاة

الصفحة الرسمية للموقع على الفيس بوك:

" تكنولوجيا التعليم كما يجب أن تكون"

اضغط اعجبنى وتابع اهم المنشورات العلمية

للتواصل مع ادارة الموقع عبر الوسائل التالية:

مدير الموقع

 عبر البريد الإلكترونى :

[email protected]( الأساسى)

[email protected]

 عبر الفيس بوك : 

التواصل عبر الفيس بوك

( إنى أحبكم فى الله )


اصبر قليلا فبعد العسر تيسير وكل أمر له وقت وتدبير.