الحلقه الثالثه من رواية ( أميرة الكهف المسحور ) الكاتب الروائي المصري أ/ ياسر السمطي

المصدر: الحلقه الثالثه من إسطورة أميرة الكهف المسحور ... للمؤلف ياسر السمطي .. .. أرسلت الشمس أشعتها الفيروزية الحالمه علي أرجاء السلطنة الخضراء الهادئه فتلألأت بفضلها حبات الرمال فوق شاطئ بحر السيسمان لتنعكس بدورها علي جدران قلعة أجواد الصخريه الشاهقه ذات القباب المطعمه بالياقوت والمرجان والنفيس من الأحجار . وكأنها ترسل الي الأفق البعيد إشارة المجد التليد بأضواءها البراقه التي تكاد تلمحها وسط البحار والمحيطات في معجزه من اغرب المعجزات .. وترجع أهمية قلعة أجواد الي كونها مقر حكم البلاد حيث يقبع فيها قصر السلطان سهمان الذي اشتهر بين الرعية بعدله وحكمته وبجرأته وفطنته .. فلقبته الرعية بالسلطان المحبوب .. بعد ان أسر منهم القلوب ... يعود الفضل في ذلك الي السلطانة قوت صاحبة الأيادي البيضاء التي كلفت قائد القواد صفوان بتشييد صروح العلم وترميمها في سائر البقاع والوديان .. وكأنها تحيي تراث الأجداد وترفع بالعلم من شأن البلاد برعاية سلطانهم المحبوب سهمان .. وعلي الجانب الشرقي من قلعة أجواد كان السلطان سهمان يمارس طقوس عبادته الصباحيه لقرص الشمس ( طاليس ) بإهداء لؤلؤه بحريه الي إله بحر السيسمان ( غندياليس ) ليأمن من ثورة أمواجه العاتيه وأعاصيره المواتيه .. ليتوجه بعدها الي ثكنات الجند والعسس كي يشرف بنفسه علي تدريباتهم القتاليه وفنون قتالهم الحربيه ليعود بعدها الي حيث إيوانه كي يتناول مع سلطانته قوت وصغيريهما سندان وجبة إفطاره .. لتبدأ رحلته مع الحكم باجتماعه ووزراءه ومستشاريه وأمراءه ومعاونيه وبما ان البلاد تستعد لموسم الحصاد الذي يسبق المهرجان الكبير الخاص بالسفر والرحيل عبر أدغال سنهاد لتقديم القربان السنوي المعتاد لحاكم الجن توباد . آذ تري السلطنة وكأنها قد تحولت الي خلية نحل شاغيه يدب فيها النشاط والعمل .. وفي الإيوان بدا السلطان سهمان شارد الذهن من شدة التفكير ..... علي غير العادة رفع السلطان سهمان جلسة إيوانه وبدا بين شروده وأحزانه ... بعد ان جال بخاطره امر سلطانته قوت التي اخذت تلح عليه في اصطحابها معه الي رحلته السنوية خلف ادغال سنهاد لتقديم القربان لكهف الجني توباد الأمر الذي أدهشه وأربكه خاصه وهو يعلم ان سلطانته في أخر أشهر حملها وأن الرحلة ومشاقها ستزيد من أوجاعها .. وبين جذب وشد وسجال فاق الحد . رضخ السلطان الي رغبة السلطانه .. وماهي الا أيام حتي اكتمل البدر من شهر الإقحوان وهو الموعد الخاص بتقديم القربان ... وكان كبير القواد صفوان قد انتهي من ترتيبات المهرجان . وفي موكب مهيب خرج ركب السلطان سهمان وبصحبته سلطانته .. وبعد مسيرة الخمس ليال وصل مهرجان القربان الي وادي الخضره والإنبهار فنصبت الخيام وقام الجند بشد وثاق السبعمائة شاه والعبد الأسود صاحب العينان الجاحظتان . . وبينما يستعد الجميع لتنفيذ أوامر السلطان إذ فاجآ المخاض سلطانتهم قوت .. وفي صراع بين الحياة والموت تنجح السلطانه في البقاء بعد ان وضعت أميرتها الشقراء التي بدا وجهها وكأنه هاله من النور ليطلق عليها والدها السلطان كنية الأميرة نور .. . ويضج المكان بالزغاريد والطبول والغناء والرقص بالخيول وبينما كان السلطان يتلقي التهاني في خيمته إذ دخلت الوصيفه أزاهيج وصيفة السلطانة قوت وهي لاطمه والذهول علي ملامحها المستنفره وهي تصرخ ... أغثنا يا مولاي السلطان. .... ارتعشت أوصال السلطان سهمان ودب الخوف في قلبه علي سلطانته ووليدته بعد ان رأي الوصيفة أزاهيج باكية لاطمه وقد تحقق حدثه حينما التقطت الوصيفة انفاسها لتخبره بفاجعة إختطاف الأميرة الوليدة واختفاءها .... ليهرع السلطان مذهولآ بصحبة قادة الجند . الي خيمة السلطانه الغائبه عن الوعي والوصيفات من حولها لاطمات باكيات وبعد عدة محاولات من أطباء القصر استعادت السلطانة وعيها . الذي سرعان مافقدته من جديد حينما التفتت الي جوارها فلم تجد وليدتها .. وعلي الجانب الأخر كان قائد القواد صفوان يقوم بمحاوله يائسه في تفتيش الخيام وتمشيط ارجاء المكان . بحثآ عن تلك الأفعى العظيمه صاحبة التاج الناري التي دخلت خيمة السلطانة واختطفت الأميره كما اخبر شهود العيان من الوصيفات. بينما كان السلطان سهمان يحاول جاهدآ مع الأطباء في استعادة وعي سلطانته ... وبين كل ما يدور من امور اهتزت الأرجاء بضحكات جاءت من الفضاء وبصوت جهور لمتغطرس مغرور شق بنبراته العنان وهو يقول .. عد الي ديارك بقربانك يا سهمان عد وإلا عاقبتك مثل جاوان .. اليوم ابتدأت نبوأتي بعد امتلاكي سر قوتي انا النار والحرور انا الكافل للأميرة نور ... امتلأت ارجاء المكان بالدخان واختفي كهف توباد الجان وكأن الأرض انشقت وابتلعته .. ليشتاط غضب السلطان ويأمر العبيد والجند بالحفر بحثآ عن كهف ذلك الجان بينما ذهبت السلطانه قوت الي سبات الإحتضار فيما يشبه الموت .. وبين خوف السلطان علي سلطانته وحزنه علي فقد أميرته حدث الأمر الذي لم يكن في الحسبان. .... والي اللقاء في الحلقة الرابعه ..... ياسر