الحلقه الثانيه من رواية ( أميرة الكهف المسحور ) الكاتب الروائي المصري أ/ ياسر السمطي

المصدر: الحلقه الثانيه .. اسطورة اميرة الكهف المسحور .. للمؤلف ياسر السمطي ... لم يلبث جاوان برهة من الزمان حتي امر مساعديه ووزراءه ومستشاريه بحشد الحشود وشد الرحال لكشف ما ابهم عن ذلك الأمر الأغرب من الخيال فنادي المنادي بطول البلاد يحث الرعية والعباد علي الإلتحاق بركب سلطانهم الجسور لمعرفة سر ذلك الكهف المسحور وفي غضون ايام اكتمل الركب وضج منه المكان ليأمر السلطان جاوان بالمسير صوب الوديان الخضراء والمروج المؤدية الي أدغال سنهاد وما هي الا ليال خمس من المسير حتي لاحت ادغال سنهاد بأشجارها الشاهقه وفروعها المتشابكه ... والتي اخترقها موكب السلطان بمحاذاة نهر تالود موطن الثعبان الجلمود ... والذي أخذوا منه الحيطة والحذر فتوقفوا عن السير تحت ضوء القمر ..... وعند طليعة اول خيط من شمس النهار تحرك الموكب مخترقآ للأدغال يتقدمهم ركب سلطانهم جاوان ... والذي نجح وركبه في العبور من تلك الأدغال وخطرها المجهول ليجد نفسه ومن معه علي اعتاب وادي الخضرة والإنبهار معقل الأزهار والفراشات والحشائش والقفاريات ... ليترجل جاوان من فوق صهوة جواده الديدبان بين ذهوله الذي اعتراه من روعة المكان .. وهاله ان رأي الفراشات تكاد تحجب الشمس عن الأزهار والنباتات بينما كان لطنين اجنحتها البراقة اللامعه لحنآ قد انسجم مع القفاريات فأطرب مسامعه ليأمر بنصب الخيام بمحازاة الأدغال ليري من داخل خيمته ويرصد الروعة والجمال وقبل ان تغيب شمس النهار بأمتار استطاع العسكر والعبيد ان ينصبوا الخيام ليبدأ الطهاه في إشعال النار للشواء الذي فاحت منه رائحة ما لذ وطاب من لحوم ... بينما اجتهد العبيد في حمل الموائد للخيام القريب منها والبعيد ... كل هذا وجاوان شاخص البصر متفقدآ للمكان ... مرت الساعات وتوسطت القمر كبد السماء فأضاءت المكان وكأنها ناقوس الظهور لكل ما أخفي من أمور بعد أن اهتزت الأرض من تحت الأقدام وعلا الصراخ وملأ المكان وظهر في الأفق البعيد وميض سرعان ما أخذ يقترب من وادي الخضرة والإنبهار وكأنه احدي الشهب وقد ضل الطريق فاخترق غلاف الأرض بهالته الهلاميه حتي ارتطم بأزهار الوادي الفسيح خالفآ وراءه حفره دائريه عميقه سرعان ما نبت فيها مبني لؤلؤي يشع بأضواءه الفيروزيه ويضئ بأشعته الإرجوانيه وقد كان لشكله الهندسي البديع الأثر البليغ في قذف الرعب في قلوب الناظرين الذين ضجوا بالصراخ والعويل وما هي الا لحظات حتي سكنت الأرض من هزتها واستعادت الحشائش والأشجار هدأتها ليخترق السلطان جاوان الصفوف ومن خلفه منافقيه بالناقوس والدفوف تتعالي من افواههم التمتمه وكأنهم يسطرون بطقوسهم للإفك ملحمه والناس من خلفهم في رعب صافنون وكأنهم اعجاز نخل في ظلال من السكون بعد ان شخصت أبصارهم تجاه ذلك الشئ الذي انشقت عنه الأرض وظهر جليآ أمامهم بجداره اللؤلؤيه المشعه التي اتخذت شكل الكهف الغريب فيه ان له فوهه بللوريه منقوش علي حافتها أشكال لطلاسم ورموز غريبه وبرغم صغر حجم ذلك الكهف الا انهم شاهدوا بداخله اسوار مدينه تمتلئ بالقصور والبساتين ... الأمر الذي حفز الفضول عند جاوان الذي أخذ يطلق البخور متمتآ بكلام غير مفهوم ... وفجأه وبدون مقدمات إخترق المكان والسكات صوتآ مخيفآ جهور من داخل ذلك الكهف المسحور .. وفي غطرسة وغضب أخذ يقول .. جاوان .. ساقك إلينا الفضول وجئتنا بقرع الطبول .. اردت معرفة سرنا وفي نيتك هلاكنا .. وإن كان غير ذلك .. فلماذا بالسحرة جئتنا .. سنلقنك درس العقاب ويصير جسدك كالتراب . تذدريه الرياح . وتعدوا به مع السراب .. أنا توباد النار الحاكم علي جميع قبائل الجان وانا من سيحكمكم يابني الصولجان .. ولذا فإني أأمركم من الأن ان تأتوا الي كهفي بقرابينكم كل عام لتذبحوا علي أعتابه سبعمائة شاه وعبد اسود عيناه جاحظتان ... بهذه العبارات انهي ذلك المغرور بيانه واختفي بكهفه ودخانه وما ان عاد المكان الي هدأته حتي شق جاوان جدار الصمت بصرخته بعد ان لحقت به لعنة الجني توباد ليتحول جسده الي كومة من الرماد كما اراد وبين الذهول والوجوم يتناثر ذلك الرماد في صفحة السماء ليكتب حروف نبوءة تقول انه سيأتي الزمان الذي سيتحرر فيه بنو الصولجان حينما تخدم بنات الجان ابنة الإنسان وإن تلك الإنسيه ستأتي الي الكهف وهي وليده لتعيش فيه عن بني جنسها غريبة وحيده وفي خدمتها الف وصيفه ووصيفه من بنات الجان ... اصاب الناس وجوم قارب الجنون وعصفت رياح السموم بالخيام فتقهقر الناس وفروا من المكان وتشتت الجمع بين الأدغال فعاد من عاد وقضي نحبه الكثير من العباد ... لتمر الشهور والسنين والناس علي امر قربانهم للجني توباد محافظين وعام تلو عام رضخت الرعية والبلاد لأمر الجني توباد .... الي ان جاء عهد السلطان المحبوب سهمان لتبدأ من هنا إسطورة الصولجان .... الي اللقاء في الحلقة الثالثه ... المؤلف ياسر السمطي