القلقشندي وكتابه صبح الأعشى في كتابة الإنشا للدكتور/صبري أبوحسين

التعريف بالمؤلف 756 هـ 821 هـ) ([1]):

هو أبو العباس شهاب الدين أحمد بن علي بن أحمد الفزاري القَلْقَشَنْدِي، ثم القاهري، الشافعي، ولد سنة 756هـ في قرية قلقشندة، ويسميها ياقوت الحموي في معجمه(قرقشندة بالنون)، وهي قرية بمركز طوخ من محافظة القليوبية، شمال القاهرة، بينها وبين القاهرة ثلاثة فراسخ، أي ثمانية عشر كيلو مترتقريبًا(<!--). وهو من أصل عربي، ينتسب إلى قبيلة فزارة الغطفانية العربية، مؤرخ، وأديب، ومؤلف، دل ما بقي من آثاره على أنه متنوع المشارب بين فقه، وتأريخ، ولغة، وأدب، ونظم وقد توفي سنة 821هـ، عن خمس وستين سنة، فهو إذن من أبناء النصف الثاني من القرن الثامن الهجري والربع الأول من القرن التاسع، حيث الحكم المملوكي لمصرنا المحروسة .  

ويمكننا إجمال حياته في ثلاث مراحل، هي:

*المرحلة الأولى القلقشندي المتعلم

تلقى القلقشندي تعليمه الأولى بيته؛ فهو من دار علم، وفي أبنائه وأجداده علماء أجلاء، ثم تعلم على أفاضل من قريته الزاخرة بالمشايخ من أصحاب الحديث، ثم ودرس في القاهرة والإسكندرية، على يد مشهوري العلماء في عصره، واشتغل في تلك المرحلة بفنون اللغة العربية وآدابها حتى اجتمع له من ذلك مقدار وافر، وفي سنة 778هـ أجازه الشيخ سراج الدين ابن الملقن بالفتيا والتدريس على مذهب الإمام الشافعي، كما أجازه ابن الملقن أن يروي كل ما جازت له روايته كالكتب الصحاح الستة على مذهب الإمام الشافعي ومسند الإمام الإمام الشافعي، ومسند الإمام أحمد.وقد أثبت هذه الإجازة في كتابه الصبح.

*المرحلة الثانية القلقشندي الفقيه:

 جلس أبوالعباس القلقشندي بعد ذلك للتدريس والفتيا فانتفع به كثيرون وبدا للناس فقيهًا يميل للاجتهاد، ويحاول أن يضع لعلم الفقه أصولاً وقواعد، وقد ألف في هذه المرحلة (شرح جامع المختصر في فروع الشافعية)، وشرح الحاوي الصغير في الفروع للقزويني). وفي هذه المرحلة تمرس بفنون اللغة العربية وآدابها فألف من الرسائل الأدبية(حلية الفضل وزينة الكرم في المفاخرة بين السيف والقلم)، وشرح على بانت سعاد بعنوان(كنه المراد في شرح بانت سعاد)، فتح الله عليه فيه بمعانٍ لم أقف عليها في شرح من قبل. وقد خرج من هاتين المرحلتين موفور الحظ في الفقه والأدب.

 *المرحلة الثالثة: القلقشندي الأديب:

برع القلقشندي في الأدب والفقه الشافعي، وذاع صيته في البلاغة والإنشاء، مما لفت إليه أنظار رجال البلاط المملوكي، فالتحق سنة (791هـ) بديوان الإنشاء في عهد السلطان الظاهر برقوق (784 هـ- 801 هـ)  ، وهو في سن الخامسة والثلاثين، (وقد كان للمقر الفتحي بن فضل الله العمري فضل كبير على القلقشندي بهذا الصدد)، واستمر فيه حتى نهاية عهد برقوق، أي حوالي عام (801هـ)، وذلك حسبما يقول لنا القلقشندي نفسه في مقدمته، كما تشير بعض المصادر إلى أنه تولى منصب نائب الحاكم لمدة سنتين .

وفي هذه المرحلة خطرت للقلقشندي فكرة وضع مُوسِعته الضخمة صبح الأعشى في صناعة الإنشا، الذي بدأ في تأليفه سنة 791هـ، وقيل سنة(805هـ)، وفرغ منه في شوال سنة (814هـ( ،   ومن مؤلفاته الأخرى:

<!--)مآثر الإنافة في معرفة الخلافة): في أنواع العهود والعقود والمخاطبات إلى جانب ترتيب الخلافة وتاريخها، وطبقات الخلفاء والولاة، مع ذكر الحوادث والماجريات. وقد ألفه للخليفة المعتضد، على ما جاء في خاتم الكتاب بقلم المؤلف. وهذا الكتاب من الكتب النادرة التي حققت ونشرت في وقت متأخر (نشرته دولة الكويت ضمن سلسلة التراث العربي) . ويبدو أنه كان آخر ما ألفه القلقشندي، وقد خفي اسمه على المحدثين. يقول القلقشندي في الجزء الثاني من «مآثر الإنافة(<!--)»: «.. إلى حين تأليف هذا الكتاب في مباديء سنة تسع عشرة وثمان مائة» .

<!--(نهاية الأرب في معرفة أنساب العرب(،في التعريف بقبائل العرب؛ ألف للمقر الجمالي يوسف الأموي «1» ، وطبع في مطبعة الرياض ببغداد.

<!--(قلائد الجمان في معرفة عرب الزمان) (<!--)، وهذان الكتابان في الأنساب.. .

 وله مختصر لصبح الأعشى عنوانه "ضوء الصبح المسفر، وجنى الدوح المثمر"، طبع الجزء الأول منه في مطبعة الواعظ بالقاهرة سنة 1324 هـ. .وله في الفقه الشافعي "الغيوث الهوامع في شرح جامع المختصرات ومختصرات الجوامع"، في علم الفقه على مذهب الإمام الشافعي. وللقلقشندي إلى جانب هذه الكتب، رسائل كثيرة تزيد على المائة أودعها كتابه «صبح الأعشى».

وقضى القلقشندي أيامه الأخيرة في عزلة عن المناصب العامة، بيد أنه ظل محتفظًا بمكانة رفيعة في البلاط المملوكي. حتى توفي في مصر سنة (821هـ).

ومن خلال هذه الترجمة لشخصية القلقشندي وآثاره يتبين لنا أننا أمام علم فذ من أعلام الأمة في عصرها الوسيط، رجل عالي الهمة، صنع موسعة ضخمة لا يقدر عليها عشرات الرجال في زمننا، من أبناء الريف المصري النجيب الخصيب الولاد، أحد حماة التراث وحماته ومنقذيه، عرض تراثنا بأسلوب جديد وفهم طريف. إنسان مصري فخور بوطنه من أول صفحة في صبحه، كان مرشدًا إلى مفاخر مصرنا وأعاجيبها في كل ربوعها شمالاً وجنوبًا.ينتمي عمله في الصبح إلى الأدب الجغرافي أو ما يمكن أن نسميه الأدب السياحي...

<!--[if !supportFootnotes]-->

تفكيك العنوان: 

ورد المُوسِعة بعنوان (صبح الأعشى في صناعة الإنشا) أو في (كتابة الإنشا). وهو عنوان مبني على السجع، تقليدًا لبناء السابقين في عناوين مؤلفاتهم،  وفيه جمال إيقاعي يؤثر في أذن المتلقي، ويجذبه جذبًا إلى الموسعة، ويثبت العنوان في ذهن السامع. وتركيب(صبح الأعشى): استعارة تصريحية، حيث شبه فضل الموسعة على كتاب عصره بفضل الصبح على الأعشى. وتركيب (صناعة الإنشا): توحي بأن القلقشندي ممن يذهبون إلى أن الأدب يمكن أن يصنع؛ وذلك بتعليم الإنسان وسائله وأدواته. شبه الإنشاء بأمر مادي ثم حذف المشبه به وترك لازمًا من لوازمه وهو الصناعة على سبيل الاستعارة المكنية. وحذف المؤلف الهمزة من كلمة (الإنشا)؛ وذلك لتحقيق السجع لعنوانه، وهذا جائز لغويًّا؛ لأن النحويين أجازوا قصر الممدود من صنعاء إلى صنعا؛ ولكن لا يجوز العكس في ذلك، مثل:هدى /هداء. وهذا العنوان دال على المضمون والهدف من تأليفه.

الدافع من التأليف:

هناك دافع عام يفهم من العنوان وهو: رغبته في مساعدة كتاب عصره على الإتقان والتجويد، كأنه يقول إن هذا الكتاب بالنسبة إلى الضعيف في فن الكتابة، كالصبح بالنسبة إلى الأعشى ضعيف البصر.

وهناك دافع خاص ذكره في مقدمة موسعته قائلاً:

" أنه لما لحق بديوان الإنشاء أنشأ مقامة بناها على أنه لا بد للإنسان من حرفة يتكسب بها، وأن أليق صناعة بأهل العلم الكتابة، وأن أفضل الكتابة كتابة الإنشاء، وأنه جمع في تلك المقامة من أصول هذه الصناعة وقوانينها ما لم تتسع له بطون المؤلفات الطوال في هذا الباب، ثم سئل أن يشرحها فكان شرحها كتاب صبح الأعشى ".

 المخطط الفكري للصبح:

جاءت الموسعة في مقدمة وعشر مقالات وخاتمة:

جعل القلقشندي في المقدمة مبادئ يجب تقديمها فبل الخوض في كتابة الإنشاء وفيها خمسة أبواب:

الأول : في فضل الكتابة ومدح فضلاء أهلها وذم حمقاهم .

الثاني: في بيان مدلولها.

الثالث: في صفات الكتاب .

الرابع: في التعريف بحقيقة ديوان الإنشاء.

الخامس: في قوانين ذلك الديوان.  

وتناولت المقالات العشرة ما يحتاج إليه الكاتب من أدوات علمية وعملية، ومعارف متنوعة، معددًا أطوار الكتابة ومحللاً فنونها المختلفة.

المقالة الأولى: وفيها يتحدث الكاتب عن مجموع المعارف التي يحتاجها الكاتب في ديوان الإنشاء للقيام بمهمته الخطيرة على أكمل وجه؛ وهي معارف لغوية وأدبية وتاريخية وما يحتاج إليه الكاتب من أنواع الأقلام والورق وغيرها. ويخصص في هذه المقالة صفحات رائعة عن الخط العربي وتاريخه، مصحوبة بالرسوم التوضيحية المفصلة، مستندا في ذلك إلى أئمة الخط في ذلك العصر وقبله. (استغرقت المقدمة والمقالة الأولى الجزئين الأول والثاني وقسما من الثالث) .

المقالة الثانية: في المسالك والممالك (الجغرافيا) ؛ ذكر فيها الأرض والخلافة والخلفاء (الجغرافيا السياسية) والديار المصرية والشامية، والممالك والبلدان المحيطة بها. وقد استغرقت المقالة الثانية ما تبقى من الجزء الثالث، والجزء الرابع، وقسما من الجزء الخامس.

المقالة الثالثة: في أمور تشترك فيها أنواع المكاتبات والولايات وغيرها، من ذكر الأسماء والكنى والألقاب، وبيان مقادير قطع الورق، وما يناسب كل مقدار منها من الأقلام، ومقادير البياض الذي يراعيه الكاتب في كتابته.. وبيان

المستندات وكافة الملخصات.. وبيان الفواتح والخواتم، مع تفصيل خاص لما يتعلق بذلك كله في ديوان الإنشاء المصري. وقد استغرقت هذه المقالة ما تبقى من الجزء الخامس، وقسما من السادس.

المقالة الرابعة : وهي نظرا لمحتوياتها وحجمها، أهم مقالات الكتاب وأضخمها. وقد استغرقت ما بقي من الجزء السادس، والجزئين السابع والثامن، وقسما من التاسع. يقدم لنا فيها المؤلف فهرسا مطولا لألقاب الملوك وأرباب السيوف والعلماء والكتاب والقضاة، مرتبة على حروف المعجم. ثم يشرح لنا أساليب الكتابة، من استفتاح ومقدمات ودعاءات وصلوات وغيرها مما اصطلح عليه. ومن أهم فصول هذه المقالة، فصل يعالج فيه الكاتب مصطلحات المكاتبات الدائرة بين ملوك أهل الشرق والغرب من جهة، وكتاب الديار المصرية في مختلف العصور، منذ صدر الإسلام إلى عصره؛ ويفتتح ذلك بذكر الكتب الصادرة عن النبي صلى الله عليه وسلّم إلى زعماء الجزيرة وغيرهم من أهل الكفر مثل كسرى وقيصر والنجاشي. ويلي ذلك استعراض للمكاتبات الصادرة من الملوك إلى الخلفاء. ويعنى عناية خاصة بالكتب الصادرة عن ملوك الديار المصرية إلى نواب السلطنة، وإلى العمال والقضاة ورجال الدولة في مصر والشام؛ ومنها ما هو موجه إلى ملوك التتار وإيران وأرمينية، أو إلى ملوك المغرب والسودان والبرنو والروم والترك، وإلى ملوك الفرنج الأرض الكبيرة (فرنسا) وقشتالة ولشبونة وأراجون، ثم إلى البابا وقيصر القسطنطينية وحكام جنوة مثل البودسطا والكبطان.... ويعنى القلقشندي من جهة أخرى بالمكاتبات الواردة إلى البلاط المصري من جميع الجهات التي ذكرناها. وهو في ذلك يقدم لنا نماذج من معظم المكاتبات المذكورة.

المقالة الخامسة: وتتناول مسألة الولايات، وطبقاتها من الخلافة والسلطنة، وولايات أرباب السيوف والأقلام، ثم الألقاب من خلافية ومملوكية، ثم البيعات وما يكتب فيها، ثم العهود وأنواعها، مع نماذج من كل ذلك. وقد استغرقت المقالة الخامسة ما بقي من التاسع، والعاشر والحادي والثاني عشر.

وتشتمل المقالتان الرابعة والخامسة على مئات الوثائق والنصوص الرسمية والدبلوماسية التي تلقي ضوء مهمًّا على تاريخ مصر النظامي والإدراي في عصور الخلفاء والسلاطين، وعلى السياسة الخارجية المصرية، وعلاقات مصر بالشعوب الإسلامية والنصرانية في تلك العصور، وهي مادة نفيسة من الوثائق والمحفوظات الجليلة التي لا يمكن أن نظفر بها في مؤلف آخر، وإن كان العمري قد أورد في «المصطلح الشريف» شيئا منها.

المقالة السادسة: وفيها يتحدث عن الوصايا الدينية والمسامحات وتصاريح الخدمد السلطانية (الطرخانيات) وتحويل السنين والتذاكر. وقد استغرقت قسما من الجزء الثالث عشر، الذي يضم أيضا المقالتين السابعة والثامنة وقسما من المقالة التاسعة.

المقالة السابعة: ويتحدث فيها عن الإقطاعات، ونشأتها وأحكامها وأنواعها، ويقدم إلينا نماذج من المراسم الصادرة بها في مختلف الدول والعصور.

 المقالة الثامنة : ويتحدث فيها عن الأيمان وأنواعها، منذ الجاهلية وفي عصور الإسلام، والأيمان المملوكية والأميرية في الدول الإسلامية وغيرها.

المقالة التاسعة: وفيها يتحدث عن عهود الأمان وعقدها لأهل الإسلام والكفر، وما يكتب منها لأهل الذمة، ثم الهدن وأنواعها وصيغها، وعقود الصلح ونماذجها.

وهذه المقالة موجودة في القسم الأخير من الجزء الثالث عشر والقسم الأول من الرابع عشر.

المقالة العاشرة:

وفيها يذكر القلقشندي فنونا من الكتابة، يتداولها الكتاب، ويتنافسون في عملها ليس لها تعلق بكتابة الدواوين السلطانية ولا غيرها؛ وفيها بابان: الأول في الجدّيات؛ ومنها المقامات والرسائل، وما يكتب عن العلماء وأهل الأدب ... والثاني في الهزليات؛ ومنها ما اعتنى الملوك ببعضه ... ومنها سائر أنواع الهزل.

 الخاتمة : في ذكر أمور تتعلق بديوان الإنشاء غير أمور الكتابة، مثل البريد وتاريخه في مصر والشام، ثم الحمام الزاجل وأبراجه ومطاراته، ثم ذكر الثلج وطرائق نقله من الشام إلى الأبواب السلطانية بالديار المصرية، وأخيرا في المناور والمحرقات التي كانت تستعمل في استطلاع حركات العدو. 

قيمة الموسعة:

  هذه الموسعة سجل أدبي جامع لأنواع الثقافة الأدبية، وكتاب أدب ولغة وحكم وأمثال. وفيها منهجية صارمة، يكاد يكون فيها مؤلفها من أبناء عصرنا، يجعل لها مقدمة فيها أهمية الكتابة، والدافع على التأليف فيها، والإشارة إلى الدراسات السابقة التي حصرها في كتابي «التعريف بالمصطلح الشريف» لابن فضل الله العمري؛ و «التثقيف» لابن ناظر الجيش)، والمخطط الفكري للموسوعة من مقالات تتنوع إلى مقاصد ومطالب، ثم الاعتراف بأنها عمل بشري لا يخلو من زلات، تحتاج من قارئها أن يكون عاذرًا لا عاذلاً ومُنيلاً لا نائلًا. وضمت هذه الموسعة ما تفرق من معلومات منثورة في عدة كتب قيمة معروفة في عهده. وأهم ما يلفت نظرنا في منهج القلقشندي هو أنه كاتب أمين، ينسب كل منقولاته إلى أصحابها، لا يدعي منها شيئًا لنفسه، هذا إلى جانب أمانته ودقته في النقل، فلا يتصرف فيما ينقله؛ وإذا أراد أن يضيف شيئًا أو يُدلي برأي خاص، فإنما يفعل ذلك مع التزام كامل باحترام آراء غيره، خاصة الذين ينقل عنهم. ولعل ما أورده القلقشندي عن «قلعة القاهرة» يوضح أمانته ومنهجه العلمي في النقل والكتابة. وهذا الحكم إنما جاء بعد عدة دراسات تاريخية أثرية قام بها عدد من المستشرقين الفرنسيين يمثلون مدرسة ذات أسلوب عمل خاص كرست جهودها لإحياء معالم عواصم مصر الإسلامية. هذا إضافة إلى المشاهدة العيانية والمعايشة للأحداث والآثار.

وأسلوب القلقشندي في هذه الموسعة سهل وعباراته واضحة لم يثقلها التكلف، وفيها عناية بزخارف البديع عناية مقبولة لا ضعف فيها ولا تدنٍ. وفي هذه الموسعة بيان لحال اللغة العربية في عصورها المختلفة ، وانتشارها في البلاد الإسلامية والعربية من بلاد فارس وما وراء النهر وبلاد الهند و الصين حتى بلاد الشام ومصر وبلاد أفريقيا والمغرب الأقصى وبلاد الأندلس وبعض بلاد أوروبا. كما أن القلقشندي في الموسعة يمتلك ملكة نقدية مصقولة الحواشي صافية الذوق أعطت كتابه وجها جميلا في فن القول ووجوه نقد الكلام والتمييز بين غثه وسمينه ومألوفه ووحشيه، كل ذلك في صبر ووفرة وقدرة تدعو إلى الانحناء أمامه تقديرا لجهوده الجبارة.ومما لا شك فيه أن صبح الأعشى- من حيث النصوص الأدبية التي احتواها- يعتبر أغنى مرجع عربي في هذا الشأن، نظرا لوفرة عدد الرسائل والخطب التي ضمتها دفتاه.

 هذا إلى جانب تمتع القلقشندي بحاسة تاريخية قوية؛ فهو إلى جانب كونه أديبًا وفقيهًا، يبدو في كتابه بصورة المؤرخ الواعي المحيط ببواطن الأمور، القادر على الربط والاستنتاج، المستوعب لكثير من كتب السير والتواريخ...


<!--[endif]-->

(<!--) راجع ترجمته في: الضوء اللامع للسخاوي6/157،     والأعلام للزركلي    ومعجم المؤلفين لعمر رضا كحالة، والقلقشندي في كتابه صبح الأعشى: عرض وتحليل، د/عبداللطيف حمزة ص32-52، طبع المؤسسة المصرية العامة للتأليف والترجمة والنشر سنة 1962م. ومقدمة تحقيق الأستاذ محمد حسين شمس الدين للكتاب، ومقدمة تحقيق الأستاذ إبراهيم الإبياري لنهاية الأرب في معرفة أنساب العرب ص5، وما بعدها

(<!--) راجع معجم البلدان لياقوت الحموي، وتاج العروس للزبيدي.

(<!--)ص 211.

(<!--)نسب صاحب كشف الظنون لوالد المؤلف- انظر كشف الظنون: 2/1353.

 

المصدر: خلاصة لقاء تليفزيوني في برنامج المساء مع قصواء يوم الجمعة 17/4/2020م
  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 1533 مشاهدة

الأستاذ الدكتور صبري فوزي عبدالله أبوحسين

sabryfatma
موقع لنشر بحوثي ومقالاتي وخواطري، وتوجيه الباحثين في بحوثهم في حدود الطاقة والمتاح. والله الموفق والهادي إلى سواء السبيل »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

337,310