ثلاثيات في حياة الدكتور محمود عباس عبدالواحد

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

 

ثلاثيات في حياة الدكتور محمود عباس عبدالواحد

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

بقلم الأستاذ الدكتور/صبري فوزي أبوحسين

أستاذ ورئيس قسم الأدب والنقد بكلية اللغة العربية بالزقازيق

وعضو اتحاد كتاب مصر

في ظلال الإسلام تكون الرجولة الحقة لكل إنسان يتغياها؛ إذ يكون من ثمار تعاليم الحنيفية السمحة " رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ ۖ فَمِنْهُم مَّن قَضَىٰ نَحْبَهُ وَمِنْهُم مَّن يَنتَظِرُ ۖ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلًا  "، و" رِجَالٌ لَّا تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَلَا بَيْعٌ عَن ذِكْرِ اللَّهِ وَإِقَامِ الصَّلَاةِ وَإِيتَاءِ الزَّكَاةِ ۙ يَخَافُونَ يَوْمًا تَتَقَلَّبُ فِيهِ الْقُلُوبُ وَالْأَبْصَارُ  "؛ فالرجل الحقيقي هو الثابت بدينه ومبادئه أمام متغيرات الحياة وتقلباتها، لا تلين له قناة، ولا يفل له سيف، ولا تنكسر له عصاة، ولا تعصى له كلمة.

وأستاذنا محمود عباس عبدالواحد –رحمه الله تعالى- من هؤلاء الرجال الذين عاشوا حياتهم بصدق، وفي صدق، وللصدق، ومع الصادقين، علم فاعل حاضر في مجريات حياتنا، ترك بصمة في سني حياته المختلفة: بصمة في مرحلة الشباب، وبصمة في مرحلة الكهولة، وبصمة في مرحلة الشيخوخة. إنها ثمان وسبعون سنة[21/6/1941-25/6/2019م] كلها حركة طيبة بناءة خيِّرة دائمًا وأبدًا، ومن ثم ينطبق على أستاذنا القول النبوي الشريف: "خيركم مَن طال عمُرُه وحسُن عملُه"، نحسبه كذلك والله حسيبه ولا نزكي على الله أحدًا.

وفي مثل هذه المقالات الاحتفائية التأبينية بالرجال الأفذاذ ينبغي لنا أن نقف مع شخصهم وشخصيتهم وقفتين:

<!--وقفة تدبرية: تجيب عن التسآل الأول: كيف كان ذلكم الرجل الفذ؟ كيف كان وتكون؟!

<!--وقفة استنباطية: عن المعطيات والدروس والعبر المأخوذة من مجمل حياة ذلكم الرجل الفذ. ماذا نتعلم من منجز هذه الشخصية الرائعة الماتعة الناصعة؟     

وكلامي هنا ليس كلام صحفي أو إعلامي أو كلام عاشق للكلام، مُشتهٍ إياه، حريص على الصيت والشهرة. كلا والله، إنه كلام تلميذ عن أستاذه، وطالب عن معلمه، ونبتة عن غارسها، وثمرة عن ساقيها. إنني أحد طلاب علم أديبنا الداعية محمود عباس عبدالواحد–رحمه الله- في الفرقة الأولى بكلية اللغة العربية بالمنوفية سنة 1989م، حيث تلقيت نصوص الأدب الجاهلي على يديه، ولا زال سمته وصوته وفكره مهيمنًا على أذني وعقلي وقلبي، أكاد أتذكر لا مية العرب للشنفرى بيتًا بيتًا بشرحه وتحليله، وأعرف ما بها من القيم العربية النبيلة، حيث العزة والشموخ في قول الشنفرى:

وفي الأرض منأى للكريم عن الأذى         وفيها لمن خاف القلى متعزل

لَعَمْـرُكَ مَا بِالأَرْضِ ضِيـقٌ على  امْرِىءٍ    سَرَى رَاغِبَـاً أَوْ رَاهِبَـاً وَهْوَ يَعْقِـلُ

وَلِي دُونَكُمْ  أَهْلُـون : سِيـدٌ  عَمَلَّـسٌ          وَأَرْقَطُ زُهْلُـولٌ  وَعَرْفَـاءُ  جَيْـأََلُ

هُـمُ الأَهْلُ  لا مُسْتَودَعُ  السِّـرِّ  ذَائِـعٌ           لَدَيْهِمْ وَلاَ  الجَانِي  بِمَا جَرَّ  يُخْـذَلُ

وَكُـلٌّ  أَبِـيٌّ   بَاسِـلٌ   غَيْـرَ  أنَّنِـي               إذا عَرَضَتْ أُولَى  الطَرَائِـدِ  أبْسَـلُ

وَإنْ مُـدَّتِ الأيْدِي إلى  الزَّادِ  لَمْ  أكُـنْ           بَأَعْجَلِهِـمْ إذْ  أَجْشَعُ  القَوْمِ  أَعْجَلُ

وَمَـا ذَاكَ  إلّا  بَسْطَـةٌ  عَـنْ   تَفَضُّـلٍ            عَلَيْهِـمْ وَكَانَ  الأَفْضَـلَ  المُتَفَضِّـلُ

وفي قيم الجدِّ والصلادة والصلابة، والتفاعل مع الحياة والأحياء، أتذكر صوت أستاذنا ينشدنا:

أُديـمُ مِطَـالَ الجُـوعِ حتّـى أُمِيتَـهُ            وأضْرِبُ عَنْهُ الذِّكْرَ  صَفْحاً  فأُذْهَـلُ

وَأَسْتَـفُّ  تُرْبَ الأرْضِ كَيْلا يُرَى  لَـهُ           عَلَـيَّ مِنَ الطَّـوْلِ امْـرُؤٌ مُتَطَـوِّلُ

ولولا اجْتِنَابُ الذَأْمِ لم يُلْـفَ  مَشْـرَبٌ           يُعَـاشُ بـه  إلاّ  لَـدَيَّ  وَمَأْكَـلُ

وَلكِنّ  نَفْسَـاً  مُـرَّةً  لا تُقِيـمُ  بـي              علـى الـذامِ إلاَّ رَيْثَمـا  أَتَحَـوَّلُ

وَأَطْوِي على الخَمْصِ الحَوَايا كَما انْطَوَتْ       خُيُوطَـةُ  مـارِيٍّ  تُغَـارُ وتُفْتَـلُ

وأَغْدُو على القُوتِ الزَهِيـدِ كما غَـدَا            أَزَلُّ  تَهَـادَاهُ   التنَائِـفَ   أطْحَـلُ

فوالله لا زالت هذه اللامية كلما طالعتها ماثلةً في أذني بصوت أستاذي وأبي-بعد أبي- رحمه الله تعالى. وكأنها القيم التي يتبناها أستاذنا، ويترسَّم خطاها ويبني طلابه عليها، وحقًّا كانت هي الأبرز في مجمل سلوكيات وفعاليات أستاذنا مع كل مجايليه ومخالطيه من شيوخ وزملاء وطلاب، أشهد بذلك، وقد عاشرتُه طالبًا علمَه، ثم عاشرتُه في مرحلة الماجستير متابعًا وموجهًا شخصي الضعيف، ثم عاشرتُه أستاذًا بكلية الدراسات العليا حيث رجوت من أستاذي –وقت أن كنت رئيس قسم بهذه الكلية- ليدرِّس النقد الأدبي الحداثي لطلاب الفرقة الثانية بتخصص الأدب والنقد بجامعة الأزهر سنة 2016م، فأقبل عليها بدأب وجد ودقة، شهد له بها طلابه وطالباته حينئذ، فكانت هذه القيم قرينته وصنوه دائمًا، على العكس من بعض صغار الأساتذة الذين ضعفوا وجبنوا ونكصوا عن أداء هذه المهمة العلمية الغالية، متسربلين بتبريرات شيطانية لا أساس لها ولا دليل عليها، ولا تخرج إلا من نفوس نرجسية أو عُصابية مريضة!

والحق أنني وجدت نفسي أمام (ثلاثيات) بارزة في السيرة الذاتية لأستاذنا، وفي آثاره: البشرية، والقلَمية، والصوتية، وذلك عندما أردت أن أدبِّج كلمات تقريظية، وجمل تأبينية عن أستاذنا من خلال هاتين الوقفتين:التدبرية والاستنباطية، كيف كان وتكون؟ وماذا نتعلم من سيرته ومسيرته؟

وهذه الثلاثيات هي:

<!--ثلاثية التكون: النشأة الصعيدية/التعليم الأزهري/الرحلة إلى دولة الإمارات العربية المتحدة.

<!--ثلاثية الإنجاز : الجهاد العسكري شابًّا، البحث العلمي شابًّا وكهلاً، الدعوة الإسلامية كهلاً وشيخًا.

<!--ثلاثية الرثاء الشعري: بكائية الدكتور حسان الشناوي/بكائية الدكتور عبدالوهاب برانية/بكائية الدكتور بديع عليوة. والثلاثة من طلاب أستاذنا وغرسه، وزملائه فيما بعدُ، رحمه الله تعالى.

<!--ثلاثية الأولاد:

وبيان هذه الثلاثيات على النحو التالي:

أولا: ثلاثية التكَوُّن:

بالنظر في مجمل نشأة أستاذنا نجد عوامل ثلاثة فاعلة في حياته، أدت إلى تكوين شخصه وشخصيته، وتأهليها لتعيش الحياة وتبلو الأحياء.

أول عامل مكوِّن هو الميلاد في صعيد مصر، وفي أصفى مكان بمصر، في محافظة سوهاج، تلك المحافظة التي تعد أولى المحافظات الأربع المكونة لإقليم جنوب صعيد مصر، بجانب كل من محافظات أسوان والبحر الأحمر وقنا، ومحافظة الأقصر. وهي أصفى مكان بمصرنا بلا مبالغة، تمثل البراءة والأصالة والنقاء، محافظة مدخلها محاط بالجبال الشوامخ، وإنسانها يتمتع بالنيل الطاهر غير الملوث، ومجمتعها قبلي ذو تقاليد رواسخ، ولغة خطاب خاصة، ولهجة جادة حادة ممتعة لكل أذن. وتقع عاصمة المحافظة (سوهاج) في منتصف المسافة تقريبًا بين القاهرة وأسوان ( 467 كم عن القاهرة و 412 كم عن أسوان)، ومن ثم فهي بداية مصر العريقة العتيقة العالية. إنها بحق مصنع الرجل وموطن العلماء، وبقعة مصرية تاريخية أنجبت أفذاذًا كالشيخ الرائد في النهضة العربية الحديثة رفاعة الطهطاوي(1801-1893م)، والشيخ الصحفي صاحب المؤيد علي يوسف(1863-1913م)، والشيخ مصطفى المراغي(1881-1945م) أحد أبرز شيوخ الأزهر في النصف الأول من القرن العشرين، والشيخ محمد السيد طنطاوي(1928-2010م)شيخ الجامع الأزهر في أخريات القرن العشرين وبدايات القرن الحادي والعشرين، والشيخ محمدصديق المنشاوي(1920-1969م) أحد قراء القرآن المميزين بتلاوته المرتلة والمجودة على مستوى العالم...إلخ

وفي مثل هذه البيئة الصعيدية الصلبة الأصيلة الولَّادة المنجبة للنوابغ، وفي قرية(الجريدات) من مركز(طهطا)، وفي: 21/6/1941م ولد أستاذنا في عائلة عريقة، لأب مزارع، كبير في مجتمعه، مهموم بمشكلاته، عميد لأسرته، يقبلون عليه لحل مشاكلهم وإنهاء مشاغلهم، وكان عاشقًا للأزهر الشريف. وكل ذلك أعطى أستاذنا جدَّة، وصمودًا، وصلابة، وصفاءً، وقلبًا نقيًّا، وعقلاً واسعًا...

وثاني هذه العوامل المكوِّنة البانية التعليم الأزهري؛ فقد تلقى أستاذنا تعليمه الأولي في مدرسة القرية، فيما يعرف بالتعليم الإلزامي، وقد دفعه أبوه منذ نعومة أظافره إلى كتاب القرية ليحفظ القرآن الكريم، وهو في العاشرة من عمره، ولكن الطفل بدرت عليه ملامح الفطنة والذكاء فبدأ تطلعه إلى التعليم المدني بوزارة المعارف، ولكنه أحس في كلام والده إليه رغبته في أن يكون شيخًا أزهريًّا، حيث كان للأزهر الشريف في الريف المصري مكانة سامقة عالية، فالتحق بالمعهد الابتدائي في طهطا، ثم تلقى تعليمه الثانوي في مدينة سوهاج، ثم انتقل إلى القاهرة ليحصل التعليم الجامعي في رحاب كلية اللغة العربية الأم؛ ليتخرج منها سنة 1967م، بتقدير (ممتاز مع مرتبة الشرف الأولى)، والأول على دفعته، ثم يواصل تعليمه العالي بالدراسات العليا في مرحلتي الماجستير والدكتوراه، ويواصل ترقيه في سلم الدرجات الجامعية ليحصل أعلاها وهو الأستاذية. أما عن عمله فقد التحق بعد تخرجه بكلية التربية جامعة عين شمس وحصل على الدبلومة العامة في التربية، وفي أثناء دراسته صدر قرار تعيينه مدرسًا بوزارة التربية والتعليم. ثم عُيِّن معيدًا بكلية اللغة العربية بالمنوفية سنة 1979م، ثم مدرسًا مساعدًا بعد حصوله على الماجستير سنة 1982م، ثم حصل على درجة الدكتوراه بمرتبة الشرف الأولى فعُيِّن مدرسًا سنة1988م، ثم تمت ترقيته إلى درجة (أستاذ مساعد)سنة 1992م، ثم إلى درجة (أستاذ) سنة 2001م، وقد تقلد منصب رئيس القسم ثم وكيل الكلية حتى سنة 2006م، ثم تفرغ لمهمات: الإشراف العلمي، والتحكيم والمناقشات، وإلقاء المحاضرات والخطب والأحاديث التلفازية والإذاعية ...  ومن ثم كان أستاذنا من أبناء الأزهر الشريف ورجالاته النوابغ منذ طفولته حتى الرمق الأخير من حياته، رحمه الله تعالى. والتعليم الأزهري-رغم كل ما يقال عنه ويفترى عليه- يبني الرجال، ويؤسس الأفذاذ، ويثبت الأقدام، عندما يتلقاه الطالب حق التلقي، وأستاذنا من هؤلاء الذين نهلوا من المعين الأزهري، وارتشفوا من رضابه على يد شيوخ أصلاء أجلاء، ارتشافًا عميقًا دقيقًا، أخرج منه لسانًا فصيحًا، وعقلاً نصيحًا، وقلبًا مستريحًا...

وثالث العوامل المكونة لشخص أستاذنا وشخصيته يتمثل في إعارته إلى دولة الإمارات العربية المتحدة؛ فقد رزقه الله أن يعيش فيها عدة سنين؛ إذ رشحته مؤسسة الاتصالات بدولة الإمارات العربية المتحدة للعمل بالكلية التابعة لها: كلية الاتصالات للهندسة بإمارة الشارقة، والدراسة بها باللغة الإنجليزية؛ فهي كلية تابعة لجامعة أكسفورد، وكانت تدرس مناهج جامعة أكسفورد، وكانت جامعة أكسفورد تمد الكلية بطاقم التدريس كاملاً، فكان زملاء أستاذنا كلهم من الإنجليز وظل يعمل بالكلية سبع سنوات مُحاضرًا حتى أنهى برغبته إعارته، على الرغم من حرص الكلية عليه، وطلبها منه أن يجدد عقده، بل إن ابنه الدكتور وائل أبلغني أن أمير الشارقة طلب منه آنذاك أن يستمر، ووعده أستاذنا أن يفكر في الأمر، وأن الكلية بعد ستة أشهر أرسلت إليه مدير الكلية- وكان على علاقة طيبة بأستاذنا- ليؤثر فيه ويدفعه على أن يجدد التعاقد معه، لكن الظروف أحبرت أستاذنا على الرحيل، و الرجوع إلى مصر؛ وذلك حرصًا منه على التفرغ لإدارة شؤون العائلة، ورعاية ولديه الصغيرين. ومن خلال حديثي مع أستاذنا علمت أنه عاشر كثيرًا من أبناء الجاليات العربية والإسلامية المختلفة في هذه الرحلة، وأنه تعلم بعض أساسيات الإنجليزية والحاسوب. والحق أن الحياة في دولة الإمارات العربية المتحدة تفرض على قطانها الحداثة فرضًا، وتساعد على التطور التقني والفكري، وتعمل على توظيف كل العلوم لخدمة الحياة والأحياة، وتطوير وتجميل كل شيء، وتدفع إلى الأولية والأسبقية. إنها بيئة جديدة على أستاذنا، الذي انتقل من قرية الجرايدات، إلى مركز طهطا، إلى مدينة سوهاج، إلى مدينة القاهرة، إلى قرية بي العرب ثم إلى مدينة شبين الكوم بالمنوفية، انتقالات مصرية متنوعة، ثم كانت الانتقالة الكبرى إلى دولة الإمارات، تلك البيئة الفاتنة الساحرة الجاذبة، البانية، المطورة، فانفعل بها، وكان فيها فاعلا: أنشأ بالكلية التي يعمل بها شعبة للدراسات العربية والإسلامية، وألف بها كتبًا في الدراسات الإسلامية والعربية، وصال بها وجال خطيبًا، ومحاضرًا، وكاتبًا، ومعلمًا ومنورًا. رحمه الله تعالى..

ثانيًا: ثلاثية الإنجاز

في سيرة أستاذنا ومسيرته ثلاثة إنجازات تاريخية فذة خاصة به، هي: شرف الجندية، شرف الرهبنة العلمية، شرف الدعوة الإسلامية. وبيانها على النحو التالي:

شرف الجندية:

عقب تخرج أستاذنا من الكلية سنة 1967م التحق بالجيش المصري في فترة عصيبة، حيث الخروج من النكسة، والانتقال إلى حرب الاستنزاف، ثم الاستعداد لحرب أكتوبر المجيدة، وقد كان أستاذنا فيها سبب نصر، برجولته وشخصيته القيادية الحكيمة، وقد تولى قيادة كتيبة استطلاع في معركة الثغرة، وظل مجاهدًا في الجيش المصري ست سنوات، منذ سنة 1976حتى ينة 1974م. والحق أن هذا الجهاد العسكري لا يرزقه إلا نفس طاهرة مطمئنة اصطفاها الله، مبشرة بالخير، قال ربنا تعالى:" وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا ۚ وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ  "، و" وَإِنَّ جُندَنَا لَهُمُ الْغَالِبُونَ  ".

شرف الرهبنة العلمية:

عاش أستاذنا في رحاب البحث العلمي الأكاديمي فأعد بحثًا يمثل رسالة للحصول على درجة التخصص/الماجستير عن: (الصورة الفنية في شعر المجنون[317صفحة]) من كلية اللغة العربية بالقاهرة سنة 1982م، ثم بحثًا يمثل رسالة للحصول على درجة العالمية/الدكتوراه، عن: (الحياة الاجتماعية في شعر مخضرمي الجاهلية والإسلام[642صفحة]) من كلية اللغة العربية بالقاهرة، سنة 1986م، ثم عُيِّن مدرسًا سنة1987م، ثم قدم عدة كتب لترقيته إلى درجة (أستاذ مساعد)سنة 1992م، ثم قدم عدة أبحاث علمية محكمة لترقيته إلى درجة (أستاذ) سنة 2001م. وبالنظر في مجمل أبحاثة يمكننا أن نصنفها إلى:

<!--دراسات نقدية تطبيقية في الأدب القديم، وهي:

<!--الصورة الفنية في شعر المجنون، بحثه للحصول على درجة الماجستير.

<!--الحياة الاجتماعية في شعر مخضرمي الجاهلية والإسلام، بحثه للحصول على درجة الدكتوراه.

<!--النص الأدبي بين الجاهلية والإسلام، طبع بدولة الإمارات العربية.

<!--فن الاعتذار الشعري: تاريخ واتجاهات، طبع دار الهداية سنة 1991م.

فهذه الدراسات تدور في فلك الإبداع الأدبي القديم، وتدل على مرحلة أولى من عقله التحليلي النقدي، القائم على أداة الموازنة بين ثنائيتي: الجاهلية والإسلام، وتبين حال أهم عنصر من عناصر الحالة الشعرية، وهو الصورة الفنية، مع حضور المنهج التاريخي في بحثه ودراساته الأربعة، ولكنه الحضور الفلسفي العميق، وليس المدرسي السطحي!

<!--دراسات نقدية تطبيقية في الأدب الحديث والمعاصر، وهي:

<!--الممارسات الإبداعية في ديوان (نداء القمم) للدكتور يوسف خُليف.

<!--منطلقات التجديد وآفاقه في إبداعات الدكتور العزب.

<!--بحث: (وحي الأطلال في إبداعات المعاصرين)

<!--بحث: (صوت الشعر في مدينة النفط.. صور من إبداعات شعراء الخليج)

<!--بحث: (مصطلح الإنسانية في إطار التوجه الغربي)

<!--بحث: (الرؤى الرمزية في الشعر العربي) سنة 1991م.

فهذه ستة أبحاث علمية منشورة في حوليات دورية محكمة، تدور في فلك الأدب الحديث والمعاصر، وتتنوع بين دراستين في الشعر المصري المعاصر، في تجربتي الشاعرين: يوسف خليف، ومحمد أحمد العزب، وكلاهما جامعي أكاديمي، متخصص في الدراسات الأدبية والنقدية، وقد عاصرهما أستاذنا، وقرأ آثارهما الإبداعية والنقدية. وتوجد دراسة متخصصة في الشعر الخليجي، ودراسة تتابع رحلة الأطلال في الشعر المعاصر. ودراسة تنتمي للدرس النقدي الحديث، وأخرى في الدرس الأدبي المقارن. والأداة القرائية المهيمنة على أستاذنا في هذه الأبحاث هي التقييم لإبداعنا الحديث والمعاصر، ومحاولة تأصيله، وتشذيبه بحمايته من شطحات الوافد الغربي!

<!--دراسات لغوية وأدبية عملية. وتتمثل في كتبه:

<!--دراسات في اللغة والأدب، طبع بدولة الإمارات العربية، سنة 1992م. 

<!--مهارات في فن الكتابة والإملاء، سنة 1996م.

<!--مهارات في فن الأدب والمراسلات، سنة 1996م.

<!--مهارات في فن التعبير والإنشاء، سنة 2001م.

<!--مختارات من أدبنا العربي الحديث. وهو مذكرة في مقرر النصوص الأدبية الحديثة، اشتمل على بعض دراسات أستاذنا في الشعر الحديث والمعاصر..

<!-- كتاب رائد في النقد الأدبي الحداثي:

وهو كتاب "قراءة النص وجماليات التلقي بين المذاهب الغربية وتراثنا النقدي: دراسة مقارنة" طبع دار الفكر سنة 1996م.

وهو كتاب رائد رائق، شرح النظرية بأسلوب ممتاز سهل دقيق، عرض لمثلث التلقي وتطبيقه على النصوص، ورسخ المعلومات في الأذهان، بفكر ورقي ووضوح، ولا تزال النظرية لاصقة بأذهان قراء الكتاب بسبب عرضه المنهجي المعمق الأصيل. وبالنظر إلى تاريخ النظرية في مدونة النقد الحداثي العربي، نجد أنها وجدت سنة 1992م؛ حيث ظهر أول كتاب في عرض تلك لنظرية الغربية، وهو نظرية الاستقبال:رؤية نقدية، روبرت سي هولب، ترجمة رعد عبدالجليل، دار الحوار اللاذقية سنة 1992م. ومن ثم يعد كتاب أستاذنا من الكتب الأولى في التعريف بالنظرية؛ إذ ألفه أستاذنا بعد أربع سنوات من ظهور النظرية عريبًّا...

وتظهر في هذه الكتب اللغوية والأدبية الأكاديمية المتخصصة، أثر رحلة الإمارات في عقلية أستاذنا وطريقته في التأليف؛ فقد نزع نحو الوجهة الوظيفية العملية في الدراسات الأدبية واللغوية، حيث توفر للقراء على اختلاف الأعمار والمستويات سبل التواصل مع أساليبنا العربية في التخاطب والمراسلات، ويعرفنا بكيفية التعامل مع أحدث فنون الأدب والكتابة في العصر الحديث، وتثبيت المهارات اللغوية وخلق السلوك الابتكاري؛ فقد قال في مقدمة كتابه: دراسات في اللغة والأدب:" دعت حاجة الطلاب في كلية اتصالات للهندسة إلى وجود مرجع خاص، يعولون عليه في الدراسات اللغوية والأدبية، بالإضافة إلى المراجع العامة التي يستعينون بها في تحصيل موضوعات المنهج الدراسي ومقرراته، فكان تصنيف هذا الكتاب تلبية لهذه الحاجة، ورغبة في الوفاء بالمادة الدراسية المقررة على طلاب السنتين: الأولى والثانية في شعبة الدبلوما...وقد قسم الكتاب أقسامًا ثلاثة: قسم عن دراسات أدبية عامة في فنون الأدب الحديث، ودراسة عن الحياة الأدبية في الخليج العربي، ثم قسم عن دراسات وتطبيقات لغوية، ثم قسم عن مهارات الكتابة والتعبير.  وقد فصل أستاذنا هذه الدراسات العملية في كتبه الثلاثة الخاصة بالمهارات الأساسية:القراءة، والكتابة، والخطابة، والاستماع. وحاول حل كثير مشكلات الكتابة معتمدًا طرقًا أقرب إلى الذهن وأسرع للفهم من الطرق التقليدية، إضافة إلى خبرة طويلة متناولة التدريبات الموضوعية؛ انطلاقًا من أن اللغة العربية عنوان الأمة كما أنها عنوان الشخص.

<!--كتب في الدعوة الإسلامية:

وظهر شأن الدعوة الإسلامية في كتابين: أحدهما طبع أثناء إعارته بدولة الإمارات العربية، هو كتاب (بحوث ودراسات في الفكر الإسلامي)، والثاني كتاب (القرآن وقضايا العصر، في مجلدين).

شرف الدعوة الإسلامية:

كتب الله تعالى لأستاذنا بأن يختم عمره بجهاد دعوي فريد، يكاد يميزه عن شيوخه وأترابه وأتباعه؛ فقد عُني بالدعوة الإسلامية وبالقضايا التي تشغل الأمة في واقعها المعاصر، وكان اهتمامه الأكبر بقضية (الوسطية في الإسلام)، حيث عرض لوسطية الإسلام عرضًا فكريًّا وأسلوبيًّا مستنيرًا، دون ترخص أو ابتذال، وبصوته المموسق القوي الجميل المنطلق عبر الأثير في إذاعة القرآن الكريم، و من خلال ملتقياته الفكرية بالجمهور في المجتمعات الإسلامية والمنتديات، ومن خلال إذاعة القرآن الكريم والبرامج الدينية في بعض القنوات التليفزيونية.

وقد وصفه الأستاذ أحمد نجم، الإذاعي الكبير- الذي عاشر أستاذنا في برنامجه القرآن وقضايا منذ سنة 2005مإلى سنة 2019م- بقوله: "الأب الحنون.. العالم الفاهم.. الناقد لأحوال المجتمعات الإنسانية بصدق.. الداعية العصري.. الذى يوجه علاج سلبيات الإنسان العصري بالحكمة والموعظة الحسنة"، إذ استطاع أن يتناول قضايا عصره بمنظور ديني صحيح، فليس منفصلاً عما يدور عن الشارع والواقع!

     ثالثًا: ثلاثية البكاء الشعري:

كان فقد أستاذنا باعثًا على إبداع بكائيات ثلاثة من طلابه وزملائه فيما بعد بالجامعة:

<!--البكائية الأولى لشاعر الأزهر الكبير ونابغة الدراسات الأدبية والنقدية بجامعتنا الغراء الدكتور حسان الشناوي، وقد تلمذ لأستاذنا في كلية اللغة العربية بقرية بي العرب - التابعة لمركز الباجور بمحافظة المنوفية- ثم زامله عندما انتقلت الكلية إلى شبين الكوم، وهي سينية مكسورة من خمس وعشرين بيتا من البحر البسيط التام، جاء مطلعها مصرعًا باكيًا مبكيًا:

بأدمع الحزن في فكر وإحساس   

              نبكي رحيلك محمودُ بنَ عباسِ

وكذا كان ختامها - منذ البيت السابعَ عشر حتى البيت الأخير- باكيا مبكيًا، مع حكمة ودعاء، فقال:

نبكيك والدمع ترياق الجوانح إن 

           عز الدواء بطب الحاذق الآسي

نبكيك سمح السجايا، لم يمد يدا   

        إلا بجود سخي النفس حسحاس

نبكيك، عفَّ المعاني ليس يحجزه

         عن نصرة الحق صد اللائم القاسي

وبين البكائين يأتي التأبين وتعديد مآثر أستاذنا:

إن ننس لا ننس أياما ببيَّ كسا

           فيها بيانَك صوتُ التبرِ والماسِ

تفوِّفُ النقدَ درسا أو محاضرة

            ذاتيةٌ أشرِبتْ إنصافَ قسطاس

وينثر الشعرَ درا فقه ذي بصرٍ 

          بمقتضَى الفن في الإبداع مَرَّاس

كأنما في قُدامى النقد يُطلعهمُ 

              على الحداثةِ؛ في ودٍّ وإيناس

ولا تزال لك الآراءُ مفعمةً 

                بدقة الفهم تُصمي كلَّ خنَّا

جددتها في شبين الكوم منتهجًا 

              دربَ الفصاحة محميًّا بحُرَّاس

والحق أن هذه السينية عرضت شخصية أستاذنا عرضًا شعريًّا شفافًا، وقدم فيها شاعرنا جملة من المعالم الرئيسة لشخصية أستاذنا إنسانًا، ومعلمًا، وداعية.

أما البكائيتان الأخريان فهما:

<!-- قصيدة من البحر البسيط التام، قافيتها لامية موصولة بالألف، عدتها سبعة عشر بيتًا للأستاذ الدكتور النابغة الأزهري: عبدالوهاب برانية- وكيل كلية الدراسات الإسلامية والعربية للبنات بدمنهور- الذي حظي بمناقشة أستاذنا الدكتور محمود عباس له سنة 2003م، فكانت قصيدته نفثة تلميذ آلمه فقد أستاذه، جاء مطلعها حديثًا مباشرًا عن العلاقة العلمية بين الباكي والمرثي:

من قبل عِقْدٍ ونصف العِقْدِ ناقشني  مَن كنتُ أختصه بالحب إجلالا

ومن خير ما فيها قوله عن أستاذنا:

إذا تحدث محمودٌ تُصِيخ له         قلوبُ مَن وصفوا نُؤْيًا وأطلالا
كأنما لفظه قَدْ قُدَّ من ذهبٍ          فصاغَ منه لأهل العلم أمثالا
عبرَ الأثير وفي القاعات تسمعه       وفي المحافل أقوالا وأفعالا
وقد تمازج لا تدري لقيتَ به           صوتَ البلابل أم تلقاه رئبالا
لو كان يوصف صوتٌ بالوثوق لما   قد جاز إلا لكم وصفا وتمثيلا
<!--

وجميل ما في البكائية عاطفتها وتصوير شاعرنا لأثر أستاذنا فيه.

<!--قصيدة الدكتور بديع عبدالعزيز عليوة-وقد زامل أستاذنا في القسم والكلية- النونية الموصولة بالألف، والتي جاءت على نسق البسيط التام، في ثمانية عشر بيتًا، مطلعها مصرع باكٍ بكاء عامًّا، نصه:

العينُ تدمعُ والأحزانُ تُبْكِينا           والقلبُ ينزفُ وابتَلَّتْ مآقِينا
ومن أجمل ما فيها عن استاذنا قول حبينا الوفي:

يا صاحبَ الفضلِ في علمٍ وفي أدبٍ  لا زالَ صوتُكَ بالآذانِ يُشْجينا
عَبْرَ الأثيرِ وكان الصوتُ يحملنا    نحو المعارفِ والآياتُ تَهدينا

في راحتيكَ قضايا العصرِ تَحمِلُها عرضاً على الذكرِ تفسيراً وتمكينا
كلُّ القضايا لها مِن فَهْمِكُمْ حِكَمٌ تهدي إلى الرشدِ أضحتْ للورى دينا
في صوتك الحَقُّ مشفوعٌ بحُجَّتِهِ         منه الدلائلُ تفصيلاً وتَبْيينا
فيك الشجاعةُ طبعٌ لا تُفارقُهُ   مَنْ يصحبِ الحقَّ لا يخشَ السلاطينا
ميراثُ علمك للأجيالِ مُنبسطٌ           إنْ نقتفِ هَدْيَهُ للخيرِ يهدينا
ويكاد شعراؤنا الثلاثة يدندنون على المعالم الأساسية التي يعرفها كل طلاب أستاذنا من علم عميق، وصوت دقيق، ولسان صدوق، وشخصية ناصرة للحق، صادعة به كل وقت وحين، وأمام كل إنسان وفي كل مكان بلا وجل ولا تردد، رحمه الله تعالى.

أما الثلاثية الأخيرة فهي أبناؤه الثلاثة[صيدلي ومهندسان] حفظهم الله، فما رأيت أبر بأبيهم منه، وما رأيت تأثيرًا لأب كما رأيت تأثيره فيهم وتأثرهم به، سمعت ابنه الدكتور وائل متحدثًا عن أبيه بكل فصاحة ونصاعة، فقلت: ذرية بعضها من بعض، وخير خلف لخير سلف، وهاك نصًّا بقلم الدكتور وائل يدل على تلك البلاغة الموروثة، يقول عن حفل تأبين والده في رابطة الأدب الإسلامية بالقاهرة: "ما رأيت جمعًا اجتمع بحق، فى حب إنسان بحق، وتكلموا فيه بحق، و تحركت قلوبهم وألسنتهم بالحق، و اجتمعوا يبغون حبه فى الله و تسابقوا فى حسن ذكره، واستحضروا قلوبهم ونواياهم الطيبة؛ سعيًا لتكريمه؛ لعله يصله ما قالوا فيسعد بمقالاتهم، فيذكرهم أمام الصالحين من أهل الآخرة: هاؤم إخوانى وزملائى وأبنائى
وتلاميذي، ماتركونى وأنا حي بينهم. وما نسونى وأنا عند ربى...فرحمه الله وعفوه ورضاه وفضله
ومنته و كرمه. عليك والدى وقرة عينى.. ربطت وقربت بيننا وأنت حي
وزدت فى ذلك وأنت عند ربك. الله الله فى أهلى وإخوتى ممن رأيتهم بالأمس من كليه تربى فيها الصالحون و نما فيها الأوفياء:)كلية اللغة العربية بشبين الكوم)
أعزك الله أبى فى الآخرة، كما أعزك فى الدنيا؛ فقد أنجبت أبناءً ليسوا من صلبك ولكن من أنت من ربيتهم. شكرًا لك يا والدي. على إخواني.... أعدكم جميعًا بالوفاء لكم والبر بكم، فما يكون لي إلا أن أفعل.أ شهد الله أنى أحبكم جميعًا فى الله حبًّا على أب واحد نجتمع تحته
سويًّا". فهذا نص أدبي متأنق، فيه الصياغة الجميلة، والفكرة النبيلة، والعاطفة الجياشة، ومن ثم نقول بكل جلاء:

أستاذنا ربى في بيته، وربى في جامعته، وربى في أمته...

وصدق شاعرنا حسان الشناوي حين قال عنه:

نبكي خطيبا له تهفو المنابرُ في         شوق لهيفٍ بأحداق وأنفاس

وصوتك الهادر المذياع يحمله       أمواج قلبٍ أبي الخفق مِهْراسنبكيك داعيةً شفت بصيرتُه   وأفعمت من سنا فكرٍ وإحساس

إنه رجل أديب داعية ملأ الدنيا علمًا وعطاءً وتوجيها، ونالنا من علمه وفضله الكثير، واليوم ينعاه الناعي إلى الأمتين: العربية والإسلامية، والخاسر الأكبر برحيله تلاميذه وعشاق سماع صوته وقراء فكره، ومعاشرو شخصه، رحمه الله تعالى.

يرحمك الله يا أستاذنا الدكتور محمود، ويسكنك فسيح جناته مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقًا، وجمعنا الله بك على خير في مستقر رحمته مع سيدنا رسول الله في الفردوس الأعلى من الجنة إن شاء الله.

إن العين لتدمع، وإن القلب ليحزن، وإنا لفراقك يا دكتور محمود لمحزونون، ولا نقول إلا ما يرضي ربنا.. إنا لله وإنا إليه راجعون.

 

 

المصدر: محاضرة ضمن احتفال وتأبين رابطة الأدب الإسلامي العالمية لأستاذنا الدكتور محمود عباس عبدالواحد، يوم الاثنين22/7/2019م. بحضور الدكتور صابر عبدالدايم رئيس مكتب الرابطة بالقاهرة، والدكتور كاظم الظواهري، والدكتور إبراهيم عوض، والدكتور خالد فهمي، والدكور عبدالرخمن فايد، والدكتور محمد عباس والدكتور محمدقبالي، والدكتور صابر عانوس، والإذاعي أحمد نجم، وأسرة أستاذنا الراحل. وقد اعتمدت في هذه القراءة على صلتي الشخصية بأستاذي، وأحاديثي معه ومع رفاقه وطلابه وطالباته، ومع ابنه الدكتور وائل محمود عباس. وعلى ما في الشبكة العالمية للمعلومات(الإنترنت) من ترجمة لأستاذنا، رحمه الله تعالى. وقد نشر في مجلة الأزهر عدد المحرم سنة 1441ه،سبتمبر 2019م، ج1سنة 93ص129-136.
  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 591 مشاهدة

الأستاذ الدكتور صبري فوزي عبدالله أبوحسين

sabryfatma
موقع لنشر بحوثي ومقالاتي وخواطري، وتوجيه الباحثين في بحوثهم في حدود الطاقة والمتاح. والله الموفق والهادي إلى سواء السبيل »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

327,175