النقد الأدبي النظري في السنة النبوية الشريفة

مَن يتدبر النصوص النبوية الصحيحة يلحظ وجود كمٍّ كبير متنوع من التوجيه النبوي للأدب والأدباء في شكل مقولات عقلية، تنشد الوصول إلى المبادئ العامة وإلى صياغة المعتقدات النقدية والجمالية التي تصلح لأن تكون عمليات إجرائية للنقاد في معايشتهم للنصوص الأدبية. وهذا ما يسمى: النقد النظري: THEORITICAL CRITICISM (<!--). وهذا التوجيه النبوي الشريف حركة نقدية مرشدة لها ثوابت وأصول مهتدية بالمنظور القرآني الكريم. ومعظمها دائر حول الشعر والشعراء، كما هو معهود في النقد العربي التراثي. وقد تمثلت النقدات النبوية التنظيرية في:

<!--تثمين الكلمة المبدعة

<!--استنصار الإبداع الأدبي

<!-- توجيه أغراض الشعر

<!--استهجان الشعر البذيء

 وبيان ذلك على النحو التالي:

أولاً: تثمين الكلمة المبدعة:

كان رسول الله –صلى الله عليه وسلم- يقدر المبدع والإبداع في كثير من نصوص سنته الشريفة، ومواقف سيرته العطرة. من أدلة ذلك:

<!--الإعلان عن قيمة الإبداع الأدبي:

جاء المنظور النبوي الشريف إلى تقدير الأدب، من خلال المفهوم الجديد الذي حدده القرآن الكريم للشعر والدور المطلوب من الشعراء؛ فقد تشكل موقف الرسول –صلى الله عليه وسلم- من الشعر في الاتجاهين نفسهما الوارد ذكرهما في خواتيم سورة الشعراء، وهما: الأول أعطى فيه الشعر أهمية باعتباره فنًّا معرفيًّا قادرًا على تشكيل العقول من خلال قيمه المعرفية الخيرية والفنية الموحية. وهذا هو الاتجاه الذي استأثر باهتمام الرسول –صلى الله عليه وسلم-؛ فليس كل شعر غواية بل منه ما يتضمن إقامة الحق والحث على الخير، وإطلاق اسم الحكمة يدعو إلى رزانة العقل والرأي وشرافة الخلُق. أما الاتجاه الثاني فهو المذموم وسيأتي الحديث عنه عند بيان الاستهجان النبوي للشعر البذيء.

كما دعا الرسول-صلى الله عليه وسلم- إلى أن يكون الأدب في سبيل الحق والخير، عن طريق المحتوى النبيل، الزاخر بالقيم الإسلامية المثالية السامية، وذلك في عدد من المقولات والمواقف المحمدية البيِّنة. منها قوله-صلى الله عليه وسلم- جاعلا المنتج اللساني نوعًا من جهاد الأعداء الضروري: "جاهدوا المشركين بأموالكم وأنفسكم وألسنتكم"(<!--)، وقوله مبينًا ضرورة توافر الجمال الشكلي والعقلي في الإبداع:« إِنَّ مِنَ الْبَيَانِ سِحْرًا وَمِنَ الشِّعْرِ حِكْمَةً »(<!--). والتعبير بـ"مِن" التبعيضية يدل على أنه ينبغي أن يكون بعض الأدب ساحرًا آسرًا بجمالياته التعبيرية، وأن يكون حكيمًا عاقلاً بمضامينه المقبولة؛ ليخرج من رؤيته الجاهلية الطائشة، ويعيش فاعلاً مؤثرًا في بناء المجتمع الإسلامي.

<!-- التكريم النبوي لكعب بن زهير وبردته(<!--):

تسرد لنا كتب الحديث والسيرة أنه لما ظهر الإسلام هجا كعب بن زهير بن أبي سلمى المازني،(ت26 هـ = 645 م(<!--))  النبي -صلى الله عليه وسلّم- وأقام يشبّب بنساء المسلمين، فهدر النبيّ دمه، فجاءه " كعب-رضي الله عنه- " مستأمنًا، وقد أسلم. وألقى هذه القصيدة اللامية الاعتذارية المدحية بحضرة النبي - صلى الله عليه وسلم - في المسجد. قال كعب بن زهير: فأنختُ راحلتي على باب المسجد ودخلتُه، وعرفت النبيّ -صلّى الله عليه وسلم- بالصفةِ التي وُصفتْ لي، فكان مجلس رسول الله مع أصحابه مثل موضع المائدة من القوم يتحلّقون حوله حلقة ثم حلقة، فيقبل على هؤلاء فيحدثهم، ثم على هؤلاء فيحدثهم، فدنوتُ منه فقلتُ: أشهد أن لا إله إلّا الله وأنّ محمدا رسول الله. الأمانَ يا رسول الله. قال: من أنت؟ قلت: كعب بن زهير، قال: الذي يقول ما يقول؟ ثم أقبل الرسولُ على أبي بكر- رضي الله عنه- فاستنشدَه الشّعر فأنشده أبو بكر: سقاك بها المأمون كأسا روية. فقلت: لم أقل هكذا، إنما قلت:

سقاك أبو بكر بكأس رويّة   وأنهلك المأمون منها وعلّكا

فقال رسول الله -صلّى الله عليه وسلم-: مأمونٌ والله، وأنشدته الشّعر.

وفي رواية أخرى: أن كعبًا نزل برجل من جهينة، فلما أصبح أتى النبي -عليه السلام- فقال: يا رسول الله أرأيت إن أتيتُك بكعب بن زهير مسلمًا أتؤمنُه؟ قال: نعم، قال: فأنا كعب بن زهير، فتواثبت الأنصارُ تقول: يا رسول الله ائذن لنا فيه، فقال: وكيف وقد أتاني مسلمًا وكف عنه المهاجرون ولم يقولوا شيئًا، فأنشد رسولَ الله قصيدته ( بانت سعادُ فقَلْبي اليوم متبول ...)، فعفا عنه النبي -صلّى الله عليه وآله- وأكرمه وأثابه(<!--).

ومن ثم فقد حظيت هذه القصيدة بمكانة سامية ومنزلة سامقة في ديوان المدائح النبوية الشريفة، وشهرة وذيوع عند الدارسين والباحثين وعشاق سيدنا رسول الله-صلى الله عليه وسلم- مكانة وشهرة قل أن تنافسها عليها قصيدة أخرى؛ فقد سارت بها الركبان، وتوارثتها الأجيال؛ مُتَدَاوَلَةِ فِى كُتُبِ التَّارِيخِ وَالسِّيرِ، وَالأَدَبِ، وَالأَشْعَارِ، ومِمَّا يُسْتَأْنَسُ بِهَا، ويُسْتَشْهَدُ فِى تقويم اللِّسَانِ، وتعليم الْبَيَانِ؛ نظرًا لشرف الموقف الذي قيلت فيه، وجلالة الممدوح، وسمو معانيها، وجزالة معجمها، وبلاغة نظمها. وصدق أبوإسحاق الغزي(ت524هـ):

جُحُودُ فَضيْلَةَ الشُّعَرَاءِ غَيٌّ   وَتَفْخِيْمُ المَدِيْحِ مِنَ السَّدَادِ

مَحَتْ بَانَتْ سُعَادُ ذُنُوبَ كَعْبٍ   وَ أعــلَــتْ كَــعْــبهُ فِي كُلِّ نَادِ(<!--)

<!--التكريم النبوي لحسان بن ثابت وشعره

عرف الرسول- صلى الله عليه وسلم -قدر موهبة حسان الشعرية، ووظفها التوظيف الأمثل في خدمة الدعوة الإسلامية، ووجهها التوجيه الفني المفيد، ودليل ذلك ما روي عن عروة، عن عائشة قالت:كان رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - يضع لحسان منبرًا في المسجد يقوم عليه قائمًا يفاخر عن رسول الله، صلى الله عليه وآله وسلم.

4-استنشاد الإبداع الأدبي

من حب الرسول -صلى الله عليه وسلم- الكلمة المبدعة وتثمينه دورها وموقفه الإيجابي نحوها، حرصُه على سماعها من أصحابه الرواة، وقد رُويت أحاديث نبوية وآثار تاريخية تقرر هذا الجانب المنير في الشخصية النبوية الشريفة؛ فقد روي أن الصحابة -رضوان الله عليهم أجمعين- كانوا ينشدون رسول الله-صلى الله عليه وسلم- فيُحسن استماعه، ويجزل عليه ثوابه، ولا يشتغل عنه إذا أنشدوه، ودليل ذلك ما ثبت أنه-صلى الله عليه وسلم- كان معجبًا بشعر الشاعر الجاهلي المفلق أمية بن أبي الصلت؛ فقد رُوي عن عمر بن الشريد عن أبيه قال: استنشدني النبي -صلى الله عليه وسلم- شعر أمية ابن أبي الصلت وأنشدته، فأخذ النبي -صلى الله عليه وسلم- يقول: "هيه هيه". حتى أنشدته مائة قافية. فقال: "إن كاد ليسلم(<!--)"، وأمية بن أبي الصلت، هو الشاعر الوحيد الذي ثبت أن النبي استزاد من شعره حتى بلغ المنشدُ مائة بيت. و ما أَحْسَنَ ما قاله القرطبي رحمه الله وهو يعلق على حديث عمرو بن الشريد حين استنشده الرسول -صلى الله عليه و سلم- شعرَ أمية بن أبي الصلت، فقال :« و في هذا دليل على حفظ الأشعار و الاعتناء بها إذا تضمنت الْحِكَمَ و المعاني المستحسنة شَرْعًا وَطَبْعًا »(<!--). وظاهر في هذا النص النبوي اختيار شاعر معين من الجاهلية وهو أمية بن أبي الصلت، وإكثاره من سماع شعره، وتعليله الإكثار بتوافق شعره مع الإسلام في الرؤية؛ فأميّة بن أبي الصلت شاعر جاهلي من أشعر أهل الطائف، وكان أبوه، أبو الصلت شاعرًا أيضا، وقد كان متصلاً في الجاهلية بأهل الكتاب، يسمع أخبارهم وكتبهم، ويتصل بمن يكفر بالأصنام من العرب، ويبحث عن التوحيد، وقد ترك هذا أثرًا في شعره .قال ابن سّلام في ترجمته :" وكان أميّة بن أبى الصلت كثير العجائب، يذكر فى شعره خلق السموات والأرض، ويذكر الملائكة، ويذكر من ذلك ما لم يذكره أحد من الشعراء، وكان قد شامَّ – أي اقترب من - أهل الكتاب " (<!--)، وقال ابن قتيبة: وقد كان قرأ الكتب المتقدمّة من كتب الله جلّ وعزّ، ورغب عن عبادة الأوثان، وكان يخبر بأنّ نبيّا يبعث قد أظلّ زمانه، ويؤمّل أن يكون ذلك النبىّ، فلمّا بلغه خروج رسول الله - صلى الله عليه وسلم- وقصّته، كفر ؛ حسدا له (<!--).

ومن دلائل استنشاد الرسول -صلى الله عليه و سلم- الشعرَ ذلك الأثر الذي ذكره ابن عبد البر القرطبي في ترجمة الخنساء بنت عمرو بن الشريد الشاعرة السلمية، من أنها قَدِمت على رسول الله -صلى الله عليه وسلم- مع قومها من بني سُليم فأسلمت معهم، فذكروا أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- كان يستنشدها، فيعجبه شعرها، وكانت تنشده وهو يقول: " هيه يا خناس " . أو يومي بيده(<!--)، والخنساء هي تماضر بنت عمرو السلمية (575م - 24 هـ / 645م)، صحابية وشاعرة مخضرمة، من أهل نجد أدركت الجاهلية والإسلام وأسلمت، واشتهرت برثائها لأخويها صخر ومعاوية اللذين قتلا في الجاهلية. وقد ولدت من آباء شعراء. ليسوا بني سليم، آباءها الأفربين فحسب، بل ذلك يرجع إلى أبعد الآباء في قيس كلها، وكان فيهم خمس من الشعراء العرب. وهي معروفة بجمال الإبداع الشعري.و قد أجمع أهل العلم بالشعر أنه لم يكن امرأة قط قبلها ولا بعدها أشعر منها . فكان بشار يقول: إنه لم تكن امرأة تقول الشعر إلا يظهر فيه ضعف، فقيل له: وهل الخنساء كذلك، فقال: تلك التي غلبت الرجال، وسئل جرير عن أشعر الناس فـأجابهم: أنا، لولا الخنساء(<!--)؛فالخنساء رائدة في إبداع شعر الرثاء وطريقتها فيه تكاد تكون المتبعة من شعراء الرثاء وشواعره، فكلهم اغترفوا من بحرها الفياض بفيض عاطفتها البشرية الجياشة... وهكذا يتضح مدى إيجابية الرسول في موقفه من فن الشعر عامة وشعر الجاهليين خاصة(<!--).

<!-- إنشاد الإبداع الأدبي:  

صح عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه أنشد بَعْضَ الأشطر من مشهور الشعر دون ذكر أسماء الشعراء، من أدلة ذلك:

<!--ما روي عن شريح قال: قلت لعائشة-رضي الله عنه-: هل كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يتمثل بشيء من الشعر؟ قالت: كان يتمثل من شعر ابن رواحة .قالت لربما قال حين يدخل بيته- وفي رواية: إِذَا اسْتَرَاثَ الْخَبَرَ، تَمَثَّلَ فِيهِ بِبَيْتِ طَرَفَةَ-: ويأتيك بالأخبار من لم تزوّد(<!--)

<!--روي عن عبادة بن الصامت قال: لما قدم وفد إيادعلى النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: يا معشر وفد إياد ما فعل قس بن ساعدة الإيادي؟ قالوا: هلك يا رسول الله . قال: لقد شهدته يومًا بسوق عكاظ على جمل أحمر، يتكلم بكلام معجب مونق لا أجدني أحفظه، فقام إليه أعرابي من أقاصي القوم فقال: أنا أحفظه يا رسول الله . قال: فسُرَّ النبي- صلى الله عليه وسلم- بذلك... وقال فيه: «يرحم الله قسًّا، إنى لأرجو يوم القيامة أن يُبعث أمة وحده(<!--

<!--وعن جندب بن سفيان البجلي قال: أصاب حجر أصبع رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فدميت فقال:

هل أنتِ إلا أصبعٌ دمِيتِ     وفي سبيلِ اللهِ ما لَقِيتِ(<!--)

<!-- ما رُوي عن البراء بن عازب-رضي الله عنه- قال: قال له رجل: أفررتم عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يا أبا عمارة؟ فقال: لا والله ما ولّى رسول الله- صلى الله عليه وسلم- ولكن ولى سرعان الناس، تلقيهم هوازن بالنبل، ورسول الله -صلى الله عليه وسلم-على بغلته، وأبو سفيان بن الحارث بن عبد المطلب آخذ بلجامها، ورسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول:

أنا النبيُّ لا كذِبْ، أنا ابنُ عبدِ المُطَّلِبْ(<!--)

<!--رُوي عن البراء بن عازب-رضي الله عنه- قال: كان رسول الله- صلى الله عليه وسلم- ينقل التراب يوم الخندق حتى اغبّر بطنه، يقول :

والله لولا الله ما اهتدينا   ولا تصدقنا ولا صلينا

 فـأنـزلنْ سكينةً علينا     وثَبِّتِ الأقدامَ إنْ لاقينا

               والمشركون قد بغوا علينا   إذا أرادوا فـتـنـةً أبـيـنا

 يرفع بها صوته: أبينا أبينا(<!--

<!--وروي عن أنس-رضي الله عنه- قال: جعل المهاجرون والأنصار يحفرون الخندق، وينقلون التراب، وهم يقولون :

نحن الذين بايعوا محمدا   على الجهاد ما بقينا أبدا(<!--)

يقول النبي -صلى الله عليه وسلم-وهو يجيبهم: اللهم لا عيش إلا عيش الآخرةْ، فـاغــفـــر للأنــصـار والمــهــاجرةْ(<!--)

 إنها أشعار صادقة ليس فيها هيام الشعراء ولا تصويرهم الخيالي الذي يخرج عن المألوف، وظاهر أن النصوص المنشدة أو المستنشَدة طيبة حسنة تعبر عن حالات إنسانية عامة، ومن ثَم فقد سارت مسيرَ الأمثال على كل لسان. وصدق -صلى الله عليه و سلم- حين قال:« إِنَّ مِنَ الشِّعْرِ حِكْمَةً»(<!--). ولا عبرة في النظرة النقدية النبوية إلا بالنص، أما الناصُّ فلا حكم عليه ولا اعتبار له من حيث ديانتُه أو خلُقُه، فذلك راجع إليه، غير مؤثر في المتلقين.

وهكذا يتقرر لنا من خلال النصوص والأخبار النبوية الصحيحة أن رسولنا الخاتم وقف موقفًا إيجابيًّا سمحًا مستنيرًا من الإبداع الأدبي معلنًا عن قيمة الكلمة الأدبية، ومكرمًا أصحابها المجيدين الملتزمين، ومستنشدًا أصحابه للجميل منها جاهليًّا أو غير جاهلي، بل وقد أنشد رسولنا الكلمة الشاعرة وطرب لها، صلى الله عليه وسلم...

ثانيًا: استنصار الإبداع الأدبي:

نظرًا لهذا التقدير النبوي للإبداع الأدبي استنشادًا وإنشادًا وتذوقًا وظفه الرسول -صلى الله عليه و سلم- في سبيل نشر دعوته وبناء دولته، فحث الشعراء المسلمين إلى الدعوة إلى الإسلام، وإلى هجاء المشركين الذين وقفوا في وجه الدعوة الإسلامية، ومن ثم صار الشعر سلاحًا ماضيًا، في وجه من يعتدى على الدعوة وأهلها من خصومها الشعراء اعتداءً غاشمًا ظالمًا؛ فقد روي أنه هَجَا رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، وَأَصْحَابَهُ، ثَلَاثَةٌ مِنْ كُفَّارِ قُرَيْشٍ: أَبُو سُفْيَانَ بْنُ الْحَارِثِ، وَعَمْرُو بْنُ الْعَاصِ، وَابْنُ الزَّبْعَرِيِّ، قَالَ: فَقَالَ قَائِلٌ لِعَلِيٍّ: اهْجُ عَنَّا هَؤُلَاءِ الْقَوْمَ الَّذِينَ قَدْ هَجَوْنَا، قَالَ: فَقَالَ عَلِيٌّ: إِنْ أَذِنَ لِي رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَعَلْتُ، فَقَالَ الرَّجُلُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ أَتَأْذَنُ لِعَلِيٍّ كَيْمَا يَهْجُو عَنَّا هَؤُلَاءِ الْقَوْمَ الَّذِينَ قَدْ هَجَوْنَا ؟ فَقَالَ: " لَيْسَ هُنَاكَ أَوْ لَيْسَ عِنْدَهُ ذَلِكَ "، ثُمَّ قَالَ لِلْأَنْصَارِ: " مَا يَمْنَعُ الْقَوْمَ الَّذِينَ قَدْ نَصَرُوا رَسُولَ اللَّهِ بِسِلَاحِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ أَنْ يَنَصُرُوهُ بِأَلْسِنَتِهِمْ ؟ "، فَقَالَ حَسَّانُ بْنُ ثَابِتٍ: أَنَا لَهَا يَا رَسُولَ اللَّهِ، وَأَخَذَ بِطَرَفِ لِسَانِهِ، فَقَالَ: وَاللَّهِ مَا يَسُرُّنِي بِهِ مِقَوْلًا بَيْنَ بُصْرَى وَصَنْعَاءَ، فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم-: " وَكَيْفَ تَهْجُوهُمْ وَأَنَا مِنْهُمْ ؟ "، قَالَ: إِنِّي أَسُلُّكَ مِنْهُمْ كَمَا تُسَلُّ الشَّعْرَةُ مِنَ الْعَجِينِ، قَالَ: فَكَانَ يَهْجُوهُمْ ثَلَاثَةٌ مِنَ الْأَنْصَارِ يُجِيبُونَهُمْ: حَسَّانُ بْنُ ثَابِتٍ، وَكَعْبُ بْنُ مَالِكٍ، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ رَوَاحَةَ، قَالَ: فَكَانَ حَسَّانُ بْنُ ثَابِتٍ، وَكَعْبُ بْنُ مَالِكٍ يُعَارِضَانَهُمْ بِمِثْلِ قَوْلِهِمْ بِالْوَقَائِعِ، وَالأَيَّامِ، وَالْمَآثِرِ، وَيُعَيِّرَانِهِمْ بِالْمَثَالِبِ . قَالَ: وَكَانَ ابْنُ رَوَاحَةَ يُعَيِّرُهُمْ بِالْكُفْرِ، وَيَنْسُبُهُمْ إِلَى الْكُفْرِ، وَيَعْلَمُ أَنَّهُ لَيْسَ فِيهِمْ شَرٌّ مِنَ الْكُفْرِ، قَالَ: وَكَانُوا فِي ذَلِكَ الزَّمَانِ أَشَدَّ الْقَوْلِ عَلَيْهِمْ قَوْلُ حَسَّانٍ، وَكَعْبِ بْنِ مَالِكٍ، وَأَهْوَنَ الْقَوْلِ قَوْلُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ رَوَاحَةَ، قَالَ: فَلَمَّا أَسْلَمُوا وَفَقِهُوا الْإِسْلَامَ كَانَ أَشَدَّ الْقَوْلِ عَلَيْهِمْ قَوْلُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ رَوَاحَةَ. . (<!--).

ففي هذا الخبر نلحظ المعرفة العالية للرسول بملكات أصحابه وقدراتهم، فقال عن سيدنا علي:" لَيْسَ هُنَاكَ أَوْ لَيْسَ عِنْدَهُ ذَلِكَ"، وطلب من شعراء الأنصار المشاركة في هذه المعركة اللسانية حامية الوطيس، ووجههم إلى كيفية المشاركة، وبين أهمية هذه المشاركة؛ فقد رُوي عن جابر- رضي الله عنها- أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال يوم الأحزاب: «من يحمى أعراض المسلمين؟ فقال حسان: أنا. قال: فقم اهجهم، فإن روح القدس سيعينك»، وفي لفظ للنسائي: قال لحسان: اهج المشركين، فإن روح القدس معك» . ويقول رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم -: " إن الله يؤيد حسان بروح القدس ما نافح أو فاخر عن رسول الله، صلى الله عليه وآله وسلم(<!--).

كما رُوي عن كعب بن مالك أنه قال: «لما نزلت وَالشُّعَراءُ يَتَّبِعُهُمُ الْغاوُونَ" أتيت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فقلت: يا رسول الله، ماذا ترى في الشعر؟ فقال: إن المؤمن يجاهد بسيفه ولسانه. والذي نفس محمد بيده لكأنما تنضحونهم بالنبل(<!--)». قال القاضي:  (نضح النبل): رميه، مستعار من نضح الماء، والمعنى أن هجاءهم يؤثر فيهم تأثير النبل، وقام قيام الرمي في النكاية بهم . وقال الطيبي: خلاصة جوابه - صلى الله عليه وسلم - أنه ليس فيه ذم الشعر على الإطلاق، فإن ذلك في شأن الهائمين في أودية الضلال، وأما المؤمن فهو خارج من ذلك الحكم؛ لأنه إحدى عدتيه في ذب الكفار من اللسان والسنان، بل هو أعدى وأبلى، كما قال -صلى الله عليه وسلم- :" فإنه أشد عليهم من رشق النبل، وإليه ينظر قول الشاعر:

جراحات السنان لها التئام                 ولا يلتام ما جرح اللسان(<!--)

ثالثًا: توجيه أغراض الشعر العربي:

يعد المدح والهجاء والفخر والغزل من أبرز أغراض القول الشعري التراثي، والباحث في السنة النبوية يجد جملة أحاديث شريفة من شأنها أن تُجلِّي الموقف النبوي تجاه أغراض الشعر.

ففي غرض المدح نجد الرسول-صلى الله عليه وسلم- جوَّزه فيمَن يستحق، وأول من يستحق هو الله- عز وجل- فعن الأسود بن سريع قال: أتيت النبي -صلى الله عليه وسلم- فقلت: يا رسول الله: إني مدحت ربى -عز وجل - بمحامد. قال: أما إن ربك يحب الحمد، فجعلت أنشده(<!--)".

 وثاني من يستحق هو الرسول -صلى الله عليه وسلم-. وقد رُوي أنه أذِن لبعض الشعراء أن يمدحوه وأثابهم وأثنى عليهم(<!--).

 وثالث مَن يستحق المديح هو مَن كان خيِّرًا ملتزمًا لا يُخشى عليه مفسدة إذا ما مُدِح . قال الإمام البخاري: " والضابط أن لا يكون في المدح مجازفة، ويؤمَن على المدح الإعجاب والفتنة(<!--)، وقال النووي: " إن كان الممدوح عنده كمال إيمان ويقين ورياضة نفس ومعرفة تامة، بحيث لا يُفتن ولا يَفتُر بذْله، ولا تلعب به نفسه فمشافهته بالمدح ليس بحرام ولا مكروه، وإن خيف عليه شيء من هذه الأمور، كره مدحه في مواجهة كراهة شديدة(<!--) "

وقد روي أنه سمع مديحًا شعريًّا في أبي بكر من حسان؛ عن الزّهريّ قال: قال رسول الله، صَلَّى الله عليه وسلم، لحسان بن ثابت: "هل قلتَ في أبي بكر شيئًا؟" فقال: نعم، فقال: "قل وأنا أسمع"، فقال:‏‏
وثانيَ اثْنَينِ في الغارِ المُنيفِ وقَدْ         طافَ العَـدُوّ بهِ إذْ صَعِـدَ الجَبَلا
وكان حِبُّ رسولِ اللهِ قـد عَلموا            من البرِيّــــةِ لم يَعْـــــدِلْ بـهِ رَجُــــلا
قال: فضحك رسول الله-صَلَّى الله عليه وسلم- حتى بَدَتْ نَواجذُه ثمّ قال: "صدقتَ يا حسّان هو كما قلت(<!--). كما الرسول سمع مديحًا عامًّا في الصحابة من عينية حسان التي عارض بها الزبرقان بن بدر(<!--). وقد روي أنه –صلى الله عليه وسلم- الله عليه وسلم- مدح أبا بكر وعمر وغيرهما(<!--)…أما إذا خيف علي الممدوح أية مفسدة فالمدح مرفوض نبويًّا؛ لأنه يكون سببًا في هلاك الممدوح، ويعد ذبحًا له(<!--)

والصدق والاعتدال شرط أساسي في قبول المدح؛ لأن الكلمة غرَّارة خدَّاعة، كثيرًا ما يأتي الشيطانُ الإنسانَ من قِبَلها، فعن أبي موسى قال: سمع رجلاً يثني علي رجل ويطريه، فقال النبي: أهلكتم – أو قطعتم ظهر- الرجل(<!--)". والإهلاك في المدح أنه سيؤدي إلى الكبر وتضييع العمل وترك الازدياد من الفضل.

إن الموقف النبوي هنا يحارب ظاهرة أسقطت فن الشعر من مكانته العالية في الجاهلية، وهي التكسب به والتزلف والمباهاة، تلك الظاهرة التي قال عنها أبو عمرو بن العلاء: "كان الشاعر في الجاهلية يُقدَّم علي الخطيب؛ لفرط حاجتهم إلى الشعر، الذي يقيد عليهم مآثرهم، ويفخِّم شأنهم، ويهول على عدوهم ومَن غزاهم، ويهيب من فرسانهم، ويخوف من كثرة عددهم، و يهابهم شاعر غيرهم فيراقب شاعرهم. فلما كثر الشعر والشعراء واتخذوا الشعر مكسبة ورحلوا إلى السوقة، وتسرعوا إلى أعراض الناس صار الخطيب عندهم فوق الشاعر؛ ولذلك قال الأول: الشعر أدنى مروءة السري، وأسرى مروءة الدني(<!--)".

فالمدح التكسبي مرفوض نبويًّا لما به من آفات خطيرة، حددها الإمام الغزالي (ت504هـ) في "ست: أربع في المادح، وهي أنه قد يفرط، فينتهي إلى الكذب، وأنه قد يدخله الرياء، وأنه قد يقول ما لا يتحققه، وأنه قد يُفرح الممدوح وهو ظالم أو فاسق. واثنتان في الممدوح، وهما: ما يحدث فيه من عُجْب وكِبْر وهما مُهلكان، وما يحدث له من عجب و رضا عن نفسه، ومن أعجب بنفسه قل تشمُّره، وإنما يتشمَّر للعمل مَن يرى نفسه مقصرًا(<!--)".

فإذا انعدمت هذه الآفات – في المادح والممدوح – فالمدح الشعري مقبول لا حرج فيه؛ لأنه من باب إنزال الناس منازلهم وتقديم الشكر الواجب تجاه فاعلي الخير والمعروف.

وفي الهجاء نجد المنظور النبوي يوظفه توظيفًا بنَّاءً، فيجعله جهادًا لسانيًّا، عندما يتوجه الشاعر المسلم به إلى المشركين وأصحاب الضلال والمنكر. يقول الرسول الرسول-صلى الله عليه وسلم-: "اهجوا المشركين بالشعر؛ فإن المؤمن يجاهد بنفسه وماله، والذي نفس محمد بيده، كأنما تنضحونهم بالنبل(<!--)".فالنبي eلم يجد بُدّاً من الرد على هجاء المشركين الذين لم يتركوا زُوراً أو بهتانا إلا ورَمَوْا به النبي e و المسلمين بعامة، مما حمل الصحابة -رضي الله عنهم- على استئذانه صلى الله عليه و سلم في الرد عليهم، فعن « عمار بن ياسر قال: لما هجانا المشركون شَكَوْنَا ذلك إلى الرسول-صلى الله عليه وسلم-، فقال: « قُولُوا لَهُمْ كما يقولون لكم»، فلقد رَأَيْتُنَا نُعَلِّمُهُ إِمَاءَ أَهْلِ المدينة »(<!--(. وذلك لأن الهجاء الشعري يؤثر في هؤلاء المشركين تأثيرًا شديدًا، مؤديًّا دورًا إعلاميًّا خطيرًا في الحرب النفسية معهم.

وللهجاء في المنظور النبوي حدود، حتى لا يقع أو ينال ممن لا يستحقونه ؛ فعن عائشة- رضي الله عنها- قالت: استأذن حسان بن ثابت رسول الله في هجاء المشركين، فقال رسول الله: فكيف بنسبي؟ فقال: لأسلنك منهم كما تسل الشعرة من العجين(<!--)". وهذا ينسجم مع التحذير الشديد الذي نص عليه النبي-صلى الله عليه وسلم- بقوله:« إِنَّ أَعْظَمَ النَّاسِ جُرْمًا، إِنْسَانٌ شَاعِرٌ يَهْجُو قَبِيلَةً مِنْ أَسْرِهَا »(<!--)؛ فلم يترك الحبل على الغارِبِ، أمام الشاعر المسلم الهاجي خصوم الإسلام بل قنَّن له وحدَّ من ميسمه. فلابد من الصدق والحق وشرف المعنى وطهارة المبنى، و والتركيز على الأعداء المؤذين للإسلام والمسلمين في الهجاء الجهادي.

أما ما عدا ذلك من أهجاءٍ ذاتية أو قبلية أو بين مسلمين، فهي جاهلية مذمومة، إذ ليس المؤمن بالطعان ولا اللعان ولا الفاحش ولا البذيء(<!--)".

وفن الغزل التقليدي العفيف مقبول نبويًّا، ولا حرج فيه إبداعًا أو سماعًا، ودليل ذلك الموقف النبوي المتحضر من مقدمة كعب بن زهير الغزلية في قصيدته البردة؛ فقد بلغت خمسة وثلاثين بيتًا من جملة القصيدة التي يبلغ مجموعها ثمانية وخمسين بيتًا(<!--). وقد كثرت المقدمات الغزلية في قصائد شعراء العصر النبوي، ولم نجد اعتراضًا عليها أو نهيًا عن سماعها. أما ألوان الغزل الأخرى من صريح خادش أو فاحش ماجن أو تغزل بالمذكر، فلا ريب أنها محرمة إسلاميًّا؛ لما فيها من ضرر و ضرار يأتي على الفرد والجماعة معًا، وهذا ممَّا لا يخفى على أحد.

<!--[if !supportFootnotes]-->

<!--[endif]-->

 ( (<!--التفكير النقدي عند العرب، د/ عيسى العاكوب صــ23، وراجع قواعد النقد الأدبي لـأسل أبر كرومي صــ1952م، وقراءة التراث النقدي، د/ جابر عصفور صــ11، طبعة مؤسسة عيبال سنة 2000م ... وغير ذلك من المظان.

 ( (<!--رواه أبو داود في سننه، في كتاب الجهاد، باب كراهية ترك الغزو، حديث رقم2504، والإمام أحمد في المسند 3/124، والنسائي في السنن، مع شرح السيوطي 6/7، قال النووي في رياض الصالحين حديث رقم: 1352: سنده صحيح.راجع الرابطhttps://www.alukah.net/sharia/0/53300/#ixzz5ok1fX1G9

 ( (<!--الأدب المفرد، باب من الشعر حكمة ص184، كما أخرجه أحمد في مسنده، وأبو داود في سننه من طريق ابن عباس والجملة الثانية ثابتة في البخاري بلفظ: إن من الشعر لحكمة من طريق أبي قاله الزرقاني 2/24.وانظر ابن حجر الفتح 10/202، وسلسلة الأحاديث الصحيحة4/3. 9ـ31. برقم 1731. وفي رواية: (حُكْما): الحكم: القضاء بالعدل والفقه والعلم. أما الحكمة فهي العدل والحلم والكلام الموافق للحق. راجع مفاتيح كنوز السنة 3/140، والقاموس (ح/ك/م)، والعمدة لابن رشيق1/19.

(<!--) رويت القصيدة وخبرها من عدة طرق، كلها ضعيف استقلالاً، إلا أن بمجموع طرقها يدل على أن لها أصلاً، وشهرتها معروفة في كتب السير والتواريخ ، وقد استدل بها كثير من أهل العلم قصتها مشتهرة تلقاها أهل العلم، على اختلاف تخصصهم، بالقبول وشرح القصيدة أئمة من أهل العلم واستشهدوا بها؛ وهذا عند بعض أهل العلم الحديثي يغني عن صحة الإسناد؛ فبعض ما يشتهر عند أهل المغازي ويستفيض أقوى مما يروى بالإسناد الواحدراجع تخريج الخبر على الرابطhttps://islamqa.info/ar/answers/284766/يسال-عن-صحة-انشاد-كعب-بن-زهير-قصيدة-بانت-سعاد-امام-النبي-صلى-الله-عليه-وسلم، وعلى الرابط: https://www.alukah.net/sharia/0/54526/#ixzz5oeON7ecS

(<!--) راجع ترجمته في: خزانة الأدب للبغدادي 4: 11 و 12، والشعر والشعراء 61 وابن سلام 20 وابن هشام 3: 32 وعيون الأثر 2: 208 والمشرق 14: 470 وجمهرة أشعار العرب 148 وسمط اللآلي 421، والأعلام5/226.

(<!--) راجع: سيرة ابن هشام 887- 893، وسيرة ابن سيد الناس 2: 208- 215، وتاريخ ابن كثير 4: 368- 374، وإمتاع الأسماع للمقريزى 1: 494، وشرح بانت سعاد لابن هشام 3- 7، والأغاني17/92 وما بعدها، والتذكرة الحمدونية لبهاء الدين البغدادي(ت562هـ)4/11، .

(<!--) الدر الفريد وبيت القصيد، لمحمد بن أيدمر المستعصمي (639 هـ - 710 هـ)5/338، تح/ كامل سلمان الجبوري، نشر: دار الكتب العلمية، بيروت – لبنان، الطبعة: الأولى، 1436 هـ - 2015م.

(<!--) أخرجه البخاري في الأدب المفرد باب " من استنشد شعرا " ص 186، وأخرجه مسلم في كتاب الشعر 7/48، وآخر كتاب الحيوان، وابن ماجه في الأدب، والدارمي في الاستئذان، وابن خزيمة في التوحيد، والطحاوي في الكراهية، وأحمد في مسند ابن عباس، وراجع ترجمة أمية في: طبقات فحول الشعراء1/262والشعر والشعراء 1/369والأغاني 4/127والإصابة 1/249..

(<!--) تفسير القرطبي 13/96، و نقل عنه هذا الكلام الشيخ المراغي في تفسيره 8/114، كما ذهب الإمام النووي إلى شيء من هذا في شرحه لهذا الحديث من صحيح مسلم الجزء 15 ص 12، و راجع أيضا " كتاب الاعتصام " 1/184 وما بعدها ..

(<!--) طبقات فحول الشعراء1 / 259..

(<!--) الشعر والشعراء 1 / 459، وراجع الاشتقاق لابن دريد ص303.

(<!--) الاستيعاب، 1 / 590، وراجع الوافي بالوفيات: 1/ 1459. وهذا الأثر لا يثبت بإسناد يُحتَجّ به . ومعلوم عند العلماء أن صيغة (ذَكَرُوا) صِيغة تمريض وتضعيف للقصة .د

(<!--) راجع ترجمتها في: الشعر والشعراء لابن قتيبة، ص301، ووفيات الأعيان وأنباء أبناء الزمان لابن خلكان، 6/34، والوافي في الوفيات،1 /1459، و زهر الآداب، للحصري،341:3، و4/957، الطبعة الثالثة، والأغاني،13/ 136، طبعة بولاق، وأسد الغابة: جزء 1 / 1342، والإصابة في تمييز الصحابة لابن حجر 8/ 34، وص353، والاستيعاب 4 / 1838، وخزانة الأدب 1 / 395، وشرح مقامات الحريري للشريشي ص 236 ط سنه 1300ه، ومعاهد التنصيص 1/353، والأعلام للزركلي،2/8.

(<!--) ويتصل بالموقف الإيجابي لسيدنا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- من الشعر الجاهلي الخبر الذي أورده صاحب الأغاني ( 7/ 144 ) بسنده فقال: أخبرني أحمد بن عبد العزيز الجوهري قال: حدّثنا عمر بن شبة: حدثنا ابن عائشة قال: أُنشِدَ النبي صلى الله عليه وسلم قول عنترة:

ولقد أبيت على الطوى فأظله   حتى أنال به كريم المأكل

فقال -صلى الله عليه وسلم-: "ما وصف لي إعرابي قط فأحببت أن أراه إلا عنترة".

قال مولوي محقق الديوان : وقد سألتُ محدِّث الديار الشامية الأستاذ ناصر الدين الألباني عن هذا الحديث، فأجاب بأن هذا السند معضل، فإنّ ابن عائشة من طبقة شيوخ الإمام أحمد، وبينه وبين الرسول عليه السلام مفاوز. وقال عنه الألباني في " السلسلة الضعيفة " ( 6510 ): منكر، وقال: ولقد كان الباعث على تخريج هذا الحديث أن حفيدة من حَفَدَتي سألتني عنه؟ فأنكرته. ثم سألتها: أين قرأتيه؟ فقدمت إليّ كتاب "المطالعة والنصوص للصف الأول الثانوي الأدبي والعلمي والتجاري"، فإذا هو فيه ( ص 55 ) جازمين فيه بنسبته إلى النبي صلى الله عليه وسلم! فبادرت إلى تخريجه أداءً للأمانة العلمية، وتحذيرًا من أن ينسب إلى النبي - صلى الله عليه وسلم- ما لم يقل. راجع ديوان عنترة، نشر الأستاذ محمد سعيد مولوي ص 32، حاشية، ط. المكتب الإسلامي – 1370 هـ.

(<!--) أخ

المصدر: من بحثي في المؤتمر الدولي السادس لكلية اللغة العربية بالزقازيق عن الإعجاز في البلاغة النبوية المنعقد في شهر أبريل 2019م..
  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 438 مشاهدة
نشرت فى 23 مايو 2019 بواسطة sabryfatma

الأستاذ الدكتور صبري فوزي عبدالله أبوحسين

sabryfatma
موقع لنشر بحوثي ومقالاتي وخواطري، وتوجيه الباحثين في بحوثهم في حدود الطاقة والمتاح. والله الموفق والهادي إلى سواء السبيل »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

327,737