السيميائية: مفاهيم وإجراءات:

هذه المحاضرة ملخصة من أكثر من مقالة في الشبكة العنكبوتية للمعلومات. وتناولت الأفكار الآتية:

أهمية السيميائية/تعريف السيميائية/مبادئ السيميائية/ أصول السيميائية/جذور السيميائية العربية، أبرز اصطلاحات السيميائية...

أهمية السيمائية:

السيمائية موضوع قديم حديث: قديم في تجاربه واحتكاكه بالكون والطبيعة ونظر العلماء في أطرافه الواسعة المتنوعة. ولكنه مستحدث في اصطلاحاته العديدة وتنوع مجالاته واتساع ميادينه. إنه حقل علمي واسع متنوع، هدفه إدراك العلاقات بين العلامات . ومن أجل ذلك يستند إلى علوم مختلفة ؛ من الطبيعة إلى السحر إلى الكيمياء إلى الفلسفة وعلم النفس والرباضيات والعلوم اللسانية .ولذا يرى البعض أنه لم يستقر بعد علمًا خاصًّا له أدواته المعرفية وأجهزته المميزة.  وبالرغم من أن الكثيرين قد حاولوا جادين تقريب مفاهيم هذا العلم (السيميائية ) إلى الأذهان إلا أنه لا يزال يعاني عدم التمكن من الأداة المعرفية التي يقدم بها مسائله .وكذلك يشكو كثير ممن ولج أبوابه من اختلاف مصطلحاته وتعددها لدرجة تؤدي إلى تعدد خطابه .ومع ذلك فإن هذا لا يمنعنا من القول إن أوسع فضاء للسيميائية هو بلا شك: حقل اللغة والأدب .

وترتبط السيميائية المعاصرة ارتباطًا وثيقًا بالنموذج اللساني البنيوي المعاصر الذي أرسى دعائمه اللغوي المشهور: السويسري (دي سوسير) الذي جعل من اللسانيات علمًا شاملاً تستفيد منه المعارف الأخرى كالنقد الأدبي والأسلوبية والتحليل النفسي وعلم الاجتماع .فقد وجدت السيميائية –بوصفها علمًا حديثًا –في المبحث اللساني مرتكزًا تقوم عليه، وتستقي منه تقنيات وآليات ومفاهيم تحليلية . خاصة سيمياء الدلالة التي تلجأ إلى تطبيق الثنائيات السيميائية على موضوعات غير لغوية، ولكنها ذات طبيعة اجتماعية كالألبسة والأطعمة والموروثات الثقافية ومن أهم هذه الثنائيات: اللسان والكلام، الدال والمدلول، المركب والنظام، التقرير والإيحاء.

وللسيميائية تفاعلات كثيرة مع علوم أخرى، ولكنها ترتبط منهجيا بدراسة الأدب والفنون اللفظية والبصرية كالموسيقى والتشكيل والمسرح والسينما . وفي علاقة السيميائية باللسانيات قولان:

الأول هو رأي دي سوسير ويقول: إن اللسانيات أخص من السيميائية؛ لأن اللسانيات جزء من السيميائية عنده .

والثاني هو رأي رولان بارت القاضي بأن السيميائية جزء من اللسانيات وفرع عنها .فدي سوسير يرى أن السيميائية هي الحقل الأوسع الذي يشمل –فيما يشمل –اللسانيات ,بينما يرى رولان بارت أن كثيرا من العلامات البصرية والأنساق غير اللفظية تستعين بالأنظمة اللغوية، مما يجعل الأخيرة هي الأصل .

المصطلح في اللغة:

جاء في المعجمات: " السومة والسيماء والسيمياء: العلامة، وسوم الفرس: جعل عليه السيمة، وقوله عز وجل: (مسومة عند ربك للمسرفين) ؛ قال الزجاج: روى الحسن أنها معلمة ببياض وحمرة، وقال غيره: مسومة بعلامة يعلم بها أنها ليست من حجارة الدنيا ويعلم بسيماها أنها مما عذب الله بها؛ وقال الجوهري: السُّومة بالضم: العلامة، تجعل على الشاة وفي الحرب أيضا، تقول منه تسوم . قال أبوبكر: قولهم عليه سيما حسنة معناه علامة ... والخيل المسومة هي التي عليها السمة والسومة وهي العلامة . وقال ابن الأعرابي: السيم: العلامات على صوف الغنم .وقال تعالى: من الملائكة مسومين ؛ قرئ بفتح الواو، أراد معلمين ... وفي حديث الخوارج: سيماهم التحليق أي علامتهم، والأصل فيها الواو فقلبت لكسرة السين وتمد وتقصر، وقد يجئ السيماء والسيمياء ممدودين ..." 

ويلاحظ أنه قد وردت كلمة "سيماهم" ست مرات في القرآن الكريم، وذلك في الآيات التالية:

1- الآية 273من سورة البقرة؛ ومنها: "تعرفهم بسيماهم لا يسألون الناس إلحافا "

2- الآية 46 من سورة الأعراف وفيها: "وعلى الأعراف رجال يعرفون كلا بسيماهم"

3- الآية 48من سورة الأعراف؛ وفيها: "ونادى أصحاب الأعراف رجالا يعرفونهم بسيماهم" 

4- الآية 30 من سورة محمد ؛وفيها: " ولو نشاء لأريناكهم فلعرفتهم بسيماهم "

5- الآية 29 من سورة الفتح وفيها: "سيماهم في وجوههم من أثر السجود "

6- الآية 41 من سورة الرحمن وفيها: "نعرف المجرمين بسيماهم فيؤخذ بالنواصي والأقدام "

وقد وردت الكلمة مقصورة كما رأينا، ولكن الذي أثار الانتباه حقٍّا هو ارتباطها بالتعرف .فخمس من الآيات الست وردت فيها الكلمات التالية: تعرفهم –يعرفون-يعرفونهم –فلعرفتهم –نعرف .أما الآية السادسة فلم يرد فيها فعل دال على التعرف صريحا، ولكنه مفهوم من معنى الآية .

إن الآيات دعوة صريحة لاستخدام السيما للتعرف على الإنسان في الدنيا ؛وإعلام بأنها مستخدمة في الآخرة، فالمؤمنون حقا يعرفون بسيماهم التي منها أنهم لا يسألون الناس إلحافا كما أن للسجود أثره في وجوههم . والمنافقين كذلك يعرفون بسيماهم التي منها لحن القول هذا في الدنيا .أما في الآخرة فأصحاب الأعراف يعرفون المؤمنين والكافرين كلا بسيماهم، وينادونهم فيحدثوهم حديث العارف لمن يحدث كلا بسيماهم .وقد نسب الله جل جلاله لذاته العلية ؛أنه يعرف المجرمين بسيماهم فيجازيهم بما فعلوا أخذا بنواصيهم وأقدامهم .

أما المعاجم الأجنبية فقد فرّقت بين مصطلحين:

     الكيمياء وهي العلم المعـروف Chemistry) ) وعلم آخر( Alchemy )،وهو يرمز إلي ما كان  يسمي عند العرب بعلــم السيمياء وهو علم كيمياء  القرون  الوسطي. وربما سموه (الخيمياء)  لقرب اللفظتين لفظاً ومعنى.  و يمكننا أن  نقول: إنها  تحريف للفظ العربي السيمياء، خاصة؛ لاحتفاظها  ب(أل) التعريف التي لازمت المصطلح دلالةعلي أصوله العربية .  وبعض العلماء يرى أن لفظ السيمياء هو أحد المعربات الثلاثة السيمولوجيا والسيولتيك والسيميائية للفظ يوناني هو ( السيميوطيقا) من كلمة ( السيميولوجيا ) وتعني  العلامة . ويعرفه  بأنه:"علم يدرس العلامة ومنظوماتها (أي اللغات  الطبيعية  والاصطناعية) كما يدرس الخصائص التي تمتاز  بها علاقة العلامة  بمدلولاتها . " أي تدرس علاقات العلامات  والقواعد  التي تربطها أيضًا.وهذا التعريف يدخل تحته عدد من العلوم مثل الجبر والمنطق والعروض . والرياضيات . وهذا شبيه بما صنع العرب حين خلطوا السيمياء بالسحر.

 ويفضل الأوربيون مفردة السيمولوجيا؛ التزامًا منهم بالتسميةالسوسيرية.

 أما الأمريكيون فيفضلون السيميوطيقا التي جاء بها المفكر والفيلسوف الأمريكي تشارلي ساندرز بيرس.  

وقد دعا معظم اللسانين العرب خاصة أهل المغرب إلي ترجمتها بالسيمياء. ورأوا أن هذه المفردة (السيمياء) مفردة عربية لها حقل دلالي لغوي ثقافي تشاركها فيه كلمات مثل السمة والتسمية والوسام والوسم والميسم والسيماء والسيمياء ( بالقصر وبالمد ) وكلها تعني العلامة السيمياء؛ فالسيمياء كلمة عربية وخفيفة الوقع، وهي موافقة تمامًا لمعنى (العلامة) التي هي محور هذا العلم في صورته المعاصرة كما ورد ذلك في المعاجم العربية والأجنبية.

وأيا كانت أصولها البنيوية التي هي منهج منتظم لدراسة الأنظمة الإشارية المختلفة في الثقافة العامة.

مفهوم السيمائية:

إن تعدد مصطلحات السيميائية semiogyمن باحث إلى آخر لا ينفي حقيقة كون هذه المصطلحات دالة في عمومها على فكرة واحدة هي النظر إلى العلامة بوصفها إشارة تدل على أكثر من معنى .وهي كذلك تتفق على النظر إلى أنظمة العلامات بوصفها أنظمة رامزة ودالة وهو نظر قديم في الحضارات كلها تقريبا، الصينية واليونانية والرومانية والعربية .وإن بقي أكثر ذلك النظر أسير التجارب الذاتية وبعيدا عن الموضوعية .حتى جاء القرن العشرين حين تمكن العلماء من إبراز النظريات وتأطيرها وتحديد الاتجاهات المتباينة، بحيث تعد الدراسة السيميائية ثمرة من ثمار القرن العشرين .فقد ظهر الشكل الواضح المعالم مع اللغوي دي سوسير ومعاصره تشارلز سندرس بيرس .

هدف السيميائية

تسعى السيميائية إلي تحويل العلوم الإنسانية (خصوصًا اللغة والأدب والفن) من مجرد تأملات  وانطباعات إلي علوم بالمعنى الدقيق للكلمة. ويتم لها ذلك عند التوصل إلي مستوى من التجرد، يسهل معه تصنيف مادة الظاهرة ووصفها، من خلال أنساق  من العلاقات تكشف عن الأبنية  العميقة التي تنطوي عليها . ويمكِّنها هذا التجرد من استخلاص القوانين التي تتحكم في هذه  المادة .  وتتركز نظرية (دي سوسير) على فحص العلامة، ويرى س.و.موريس: "أن السيميائية لم تكن مجالاً تخصصيًّا فحسب، بل إنها احتلت فوق ذلك موقعًا مركزيًّا في البحث العلمي بوجه عام، إذ كان عليها مهمة اكتشاف اللغة المشتركة في النظرية العلمية .

نشأة السيميائية

 والفهم الجديد لعلم السيمياء  يعـود الفضل فيه إلي العالم الشهير فيردناند دي سوسير  الذي يقول عن السيمياء في كتابه؛ محاضرات في علــم اللغة:

"أنها العلم  الذي يدرس حياة  العلامات من داخل الحياة الاجتماعية ونستطيع –إذن –أن نتصور علما يدرس حياة الرموز والدلالات المتداولة في الوسط المجتمعي، وهذا العلم يشكل جزء من علم النفس العام .ونطلق عليه مصطلح علم الدلالة (السيميولوجيا ) وهو علم يفيدنا موضوعه الجهة التي تقتنص بها الدلالات والمعاني .وما دام هذا العلم لم يوجد بعد فلا نستطيع أن نتنبأ بمصيره، غير أننا نصرح بأن له الحق في الوجود . وقد تحدد موضوعه بصفة قبلية . وليس علم اللسان إلا جزء من هذا العلم العام وسيبين لنا هذا العلم ما هو مضمون الإشارات، وأي قوانين تتحكم فيها ."  إن دي سوسير كما نرى قد تصور وجود هذا العلم وبين اشتقاقه وأصله، كما حدد موضوعه، و نادى بحقه في الوجود ووصف علاقة هذا العلم الآتي الذي لم يكن قد ولد بعد، بكل من علم النفس الذي هو الأصل الذي ينتمي إليه العلم المبشر به، وبين علم اللسان الذي سيكون جزء منه . كما بين وظيفته وأهميته في بيان مدلولات الإشارات ومعرفة قوانينها التي تحكمها . إن دي سوسير كان يرى أن اللسان نسق من العلامات التي تعبر عن المعنى، وهو ما يمكن أن يقارن بلغة الصم والبكم والطقوس الرمزية الأخرى دينية كانت أم ثقافية مادامت وسط المجتمع .

وقد دعا دى سوسير إلي الاهتمام بالعلامة لمنطلقات لغوية وإلي ما سماه بعلم السيمولوجيا أو علم منظومات العلامات، من خلال مفهومه للغة بوصفها منظومة من العلامات تعبر عن فكر ما مع تركيز دائم على العلاقات التي تربط بين الوحدات والعناصر اللغوية.

 كما قرر دي سوسير اعتباطية العلامة اللغوية بينما تقول السيميائية باعتباطية العلامة مما يمنح الدوال مدلولات لا نهائية .  وهكذا تلتقي السيميائية واللسانيات في القول باعتباطية الدليل اللساني .وإن رأى البعض أن هذه العلاقة ينبغي وصفها بأنها ضرورية وليست اعتباطية .  والدال هو تلك الصورة الصوتية، والمدلول هو ما تثيره تلك الصورة في ذهن المتلقي .

اتجه (دي سوسير) منذ البداية بالسيميائية نحو اللغات الطبيعية؛ فقد رأى أن اللغات الطبيعية  هي  أكثر المنظومات تطابقًا مع السيميائية؛ وذلك لأن العلاقة بين المفردات ومدلولاتهــا علاقة  اعتباطية، ولأن اللغة يمكن أن تختزل في عـدد محـدود مـن العـلامات  المستقلة والمختلفة.  وهكذا  فاللغة  تصلح  أن  تكون نموذجًا لكل الأنظمة الدالة غير اللغوية . فاللغـة هي أهـم منظومة  تواصلية ذات فعاليـة في حقـل المعرفة . وهي المنظومة المثـلي؛  لأن العلامة فيها  متميزة  بوضوح  تام،  وتتشكل بقدر عال من التنظيم وتحتفظ بعناصر بنيتها الثلاثة (السياقي  والدلالي  والتداولي).

 وقد تزامن هذا التبشير بالسيميائية مع ما كان يقوله عالم آخر هو بيرس (1839-1914) من أن النشاط البشري بمجمله نشاط سيميائي .وبطبيعة الحال فإن النشاط اللساني هو نشاط سيميائي لأنه جزء من النشاط البشري .يقول بيرس عن نفسه: " إنني وحسب علمي الرائد أو بالأحرى أول من ارتاد هذا الموضوع المتمثل في تفسير وكشف ما سميته السيميوطيقا أي نظرية الطبيعة الجوهرية والأصناف الأساسية لأي سيميوزيس محتمل .إن هذه السيميوطيقا التي يطلق عليها في موضع آخر المنطق تعرض نفسها كنظرية للدلائل وهذا ما يربطها بمفهوم السيميوزيس الذي يعد على نحو دقيق الخاصية المكونة للدلائل ". 

 وقد ربط بيرس بين المنطق والسيميوطيقا إذ جعل" المنطق في مفهومه العام اسما آخر لها ..." وله كتاب عنوانه: كتابات حول العلامة، ظهر قبل كتاب دي سوسير غاية السيميائية عنده ؛ البحث عن الأنظمة الدالة في مختلف العلوم العقلية والإنسانية فهو يقول: "ليس باستطاعتي أن أدرس أي شيء في الكون كالرياضيات، والأخلاق، والميتافيزيقا والجاذبية الأرضية، والديناميكية الحرارية والبصريات، والكيمياء، والتشريح، وعلم الفلك، والنفس، وعلم الصوتيات، وعلم الاقتصاد، وتأريخ العلم والكلام ...إلا على أنه نظام سيميولوجي ." 

فرولان بارت مثلا هو الذي مارس التحليل السيميائي على أكمل وجه ووسع مفهوم السيمائية لتشمل حتى دراسة الأساطير .و قد زعم ـ عكس دي سوسير، أن اللسانيات هي الأصل وأن السيمولوجيا فرع عنها . ثم جاء بعده جاك دريدا ونادى بضرورة قلب مقولة بارت والعودة إلى رأي دي سوسير . 

أما مارتينيه فيعرف السيمائية قائلا: "السيميولوجيا: دراسة جميع السلوكيات والأنظمة التواصلية

وقد بلغ بحث السيمياء أقصى امتداده بجهود كريستيفا وجماعة ( تيل كيل) باعتباره منهجية  للعلومالإنسانيةولذلك فتق الدارسون أنواعا مختلفة تدرج تحتها كالسيمياء الطبيعيةالكبرى  و التحليلي السيمي ...ومنهم كذلك الأميركي شارل بورس الذي نهج نهجا فلسفيا منطقيا وجعل من السيميائية إطارا مرجعيا يشمل كل الدراسات .ومنهم أيضا الفرنسي بيير غارو الذي يؤيد ما قاله دي سوسير . ومن الفرنسيين أيضا برييطو وبويسنس وغريماس وكوكيه وأريفي . و من إيطاليا امبرطو إيكو . ..

وقد شغلت السيميائية حيزًا مقدرًا في علوم الأدب خصوصاً في نظرية  السرد. وذلك بارز  في أعمال  عدد من الأدبـاء منهم يوري لوتمان من روسـيا واليمرتو من ايطاليا  ورولان  بارت  وكريستينا في فرنسا  فهؤلاء ومن سار سيرهم يدرسـونالنص الأدبي وربما ( الصحفي  أو القانوني  أو الديني والفني والسينمائي والمسرحي)يبحثـون فيه علي غرار البحث اللغوي  فيحددون  علاماته وأنساق هذه العلامات وانتظامها في منظومة. كماينظرون في طرفي العلاقة (الدال والمدلول)؛ انطلاقًا من كونهما طرفًا العلمية الإبداعية  التعبير والمحتوى .  

وقد وجدت في الآونة الأخيرة عدد من الدراسات للعدد من النصوص علي أساس سيميائي أذكر  منها دراسة بعنوان: شعرية العنونة: مكاشفة سيميائية في نص . (يبكي ... ويضحك) للشاعرة مرام،اسلامبولي للكاتب حمد حمود الروخى من العراق:وقد اهتم الكاتب بدراسة عنوان النص المشار إليه انطلاقاً من أن أفضل حقل لدراسة العنوان هو السيميائية؛ لأنه ـ أي العنوان ـ هو عملية تأشير للنص أو تسويمه" كما جاء في لسان العرب. قال ابن سيده:"العنوان  والعنوان : سمة الكتاب. وعنوَنَه: وسمه بالعنوان ... وقال أيضاً: في جبهته  عنوان من كثرة السجود". ومنها كذلك: السيميائية الاجتماعية وتحليل المناهج: سيمياء الصورة نموذجا، لكاتبه: نادر وهبة الذي خصص دراسته لبيان الكيفية التي ترسل بها الصور والرسومات قواعدها اللغوية الخاصة بها بشكل منفصل اعتمادا على نظرية بيرنشتاين في "التأطير والتصنيف "ونظرية هاليدي في علاقة الصورة بقارئها....وغير ذلك كثير من الدراسات المنشورة في المواقع المختلفة في شبكة الانترنت ...

وهكذا فقد تطورت السيميائية في القرن العشرين وأصبحت حقلاً معرفياً مستقلاً، قرب المجالات  المعرفية التي كانت متباعدة ومعزول بعضها عن بعضها وأعاد تماسكها.و قد اكتسب  مصطلح السيمياء دلالة جديدة جعلته يخرج من  سياق الكيميائية إلي سياق  اللسانيات . فأصبحت بذلك نشاطًا فكريًّا يسعى إلى تعزيز مقولاته تعزيزًا ألسنيًّا وإلى إنتاج معرفة جمالية تتخذ من الدرس اللساني دعامة .

الجذور العربية للسيميائية:

كان للعرب المسلمين نصيب الأسد من الدراسات المعمقة التي أفاد منها رواد السيميائية المعاصرون لدرجة رأى معها بعض الباحثين أن المعاصرين قد نظروا في معطيات التراث العربي ونقلوا عنه كثيرًا .ابتداء من الاسم الذي أطلق على هذا العلم؛ مبررين ذلك بالتشابه الواضح بين اللفظتين: السيميائية والاصطلاح اليوناني الغربي لها.

وقد عرف العرب هذا العلم ومارسوه في حياتهم، وذلك قبل أن تُقَعَّد له القواعد وتوضع له الأصول . ومن ذلك قول أبي بكر -رضي الله عنه- للصحابة -رضوان الله عليهم- حين عهد لعمر بالخلافة: " فكلكم ورم أنفه . "  أي اغتاظ، وذلك يعد لغة إشارية تحكي الواقع بصدق ويقين .

وفي مجال الدراسات العلمية الجادة قدم الجاحظ دليلاً باهرًا على عبقريته المشهود بها . وهو يرفد الدراسات العلمية ببحث سيميائي مميز نلخص ملامحه فيما يلي:

1- تعريفه البيان بأنه: " اسم جامع لكل شيء كشف لك قناع المعنى . أي كل ما أوصل السامع إلى المعنى المراد، .يستوي في ذلك كل أجناس الأدلة،فبأي شيء بلغت الأفهام ووضحت المعنى فذلك هو البيان في ذلك الموضع ". 

2- تعداده العلامات والإشارات التي تدل على المعنى وهي خمسة أشياء: اللفظ والإشارة والعقد والخط والحال .

3- تفصيله الإشارات الناقلة للمعاني وشرحه لكيفيتها، وتطورها، وتحديده للمواقف الاجتماعية التي تستدعي التعبير بالإشارة كالرغبة في ستر بعض الأمور وإخفائها عن الحاضرين .

كذلك نجد ابن قتيبة قد أورد في كتاب: العلم والبيان الوسائل غير اللفظية وهي الاستدلال بالعين، والإشارة والنصبة . وهي الحال الناطقة بغير لفظ، والمشيرة بغير يد مثل قول الفضل بن عيسى بن أبان: "سل الأرض فقل: من شق أنهارك ؟ وغرس أشجارك ؟ وجنى ثمارك ؟ فإن لم تجبك حوارًا أجابتك اعتبارًا ".

  وقد بلغت السيميائية عند العرب حدًّا من الرقي سمح لها بأن تجعل لكل موقف الإشارات التي تخصه مما يقوم مقام اللفظ . ومن ذلك مواقف العشق والغرام لها علاماتها التي "لهج بها الشعراء والأدباء وتناولها الناس ...ومن علاماتها التي سجلها ابن عبد ربه:

وللحب آيات إذا هي صرحت       تبدت علامات لها غرر صفر

فباطنه ســقــم وظاهره جوى           و أولــه ذكـــر وآخــــره فـــكــر

ومن علاماته الأخرى: لجلجة اللسان والحصر والعِيِّ والدموع . ولابن القيم كتاب سماه: روضة المحبين ونزهة المشتاقين . عقد فيه بابا عنوانه: في علامات المحبة وشواهدها .

من الميادين الأخرى: معرف، الكاذب من المنافق بعلامات كثيرة، الصوت وإيقاع الكلام .قال تعالى:"فلعرفتهم بسيماهم ولتعرفنهم في لحن القول ". وقال الأصفهاني مدللا على أن نغمة الصوت تختلف تبعا للمقاصد والأغراض " ...فاختلاف الألسنة إشارة إلى اختلاف اللغات وإلى اختلاف النغمات، فإن لكل إنسان نغمة مخصوصة يميزها السمع كما أن له صورة مخصوصة يميزها البصر ."..

وهكذا فإن مصطلح السيمياء بالمعنى اللغوي المقابل للعلامات،معروف عند العرب ويشهد له قوله تعالى: "ومنه شجر فيه تسيمون"؛ فقد قال المفسرون: السيماء والسيمياء: العلامة  . وقال الشاعر:

غلام رماه الله بالحسن يافعا               له سيمياء لا تشق على البصر.

كأن الثريا علقت فوق نحره              وفي جيده الشعرى وفي وجهه القمر

هذا للمد أما القصر فمنه قول الشاعر:

ولهم سيما إذا تبصرُهم             بيَّنتْ ريبةَ من كان قد سأل

وقد تحدث كل من الغزالي وابن سينا عن اللفظ بوصفه رمزًا وعن المعنى بوصفه مدلولاً . ولابن سينا مخطوطة عنوانها: كتاب الدر النظيم في أحوال علوم التعليم , ورد فيها فصل تحت عنوان: علم السيمياء يقول فيه: "علم السيمياء يقصد فيه كيفية تمزيج القوى التي هي جواهر العالم الأرضي ليحدث لها قوة يصدر عنها فعل غريب، وهو أيضا أنواع فمنه ما هو مرتب على الحيل الروحانية والآلات المصنوعة على ضرورة عدم الخلاء ومنها ماهو مرتب على خفة اليد وسرعة الحركة، والأول من هذه الأنواع هو السيمياء بالحقيقة والثاني من فروع الهندسة ... " 

أما ابن خلدون فقد خصص فصلا في مقدمته لعلم أسرار الحروف ويقول عنه: " المسمى بالسيمياء نقل وضعه من الطلسمات إليه في اصطلاح أهل التصرف من غلاة المتصوفة، فاستعمل استعمال في الخاص وظهر عند غلاة المتصوفة عند جنوحهم إلى كشف حجاب الحس، وظهور الخوارق على أيديهم والتصرفات في عالم العناصر وتدوين الكتب والاصطلاحات ومزاعمهم في تنزيل الوجود عن الواحد ...فحدث بذلك علم أسرار الحروف وهو من تفاريع السيمياء لا يوقف على موضوعه ولا تحاط بالعدد مسائله، وتعدد ت فيه تآليف البوني وابن العربي، ومن فروع السيمياء عندهم استخراج الأجوبة من الأسئلة بارتباطات بين الكلمات حرفية يوهمون أنها أصل في المعرفة ..." 

وبالرغم من غموض بعض ما جاء في هذه النصوص، إلا أنه يكفينا منها أنها دليل ساطع على ريادة علماء العربية –قبل دي سوسير بقرون طويلة –وتفصيلهم له بدقة تحدد أنواعه المختلفة، وتبين ارتباطاته بعلوم أخرى مثل الهندسة والطب والفلك والتصوف والسحر والطلاسم .

وهكذا نجد أن السيمياء موجودة في علوم المناظرة والأصول والتفسير والنقد، فضلا عن ارتباطها الوثيق بعلم الدلالة الذي كان يتناول اللفظة وأثرها النفسي كذلك، وهو ما يسمى بالصورة الذهنية والأمر الخارجي عند المحدثين . فالواقع يقول أن: "المساهمة التي قدمها المناطقة والأصوليون والبلاغيون العرب مساهمة مهمة في علم الدلالة انطلاقا من المفاهيم اليونانية، وقد كانت محصورة ضمن إطار الدلالة اللفظية، وتوصل العرب إلى تعميم مجال أبحاث الدلالة على كل أصناف العلامات، ومن الواضح أنهم اعتمدوا اللفظية نموذجا أساسيا .كذلك فأقسام الدلالة عند العرب قريبة من تقسيم بيرس، وتبقى أبحاثهم التي تتناول تعيين نوعية دلالة الألفاظ المركبة أو بوجه عام العلامات المركبة وتحليل الدلالة المؤلفة من تسلسل عدة توابع دلالية مدخلا جديدا ذا منفعة قصوى للسيمياء المعاصرة . مرورًا بالكثير من مقولاتهم وآرائهم في العلامة والدلالة والتأويل وغير ذلك .

أصول السيميائية الفلسفية:

 استمدت السيميائية المعاصرة بعض مبادئها من الأطروحات الوضعية في جنوحها للشكل وميلها نحو العلمية لأن الوضعيين هم من اعتبر اللغة كلها رمزا وعرفوا الحيوان على أنه حيوان قادر على استخدام الرموز .والعلم الذي يدرس هذه الرموز دراسة علمية أطلقوا عليه مصطلح السيميوطيقا أي: علم السيمياء أو الرموز.  وكذلك تأثرت السيميائية بالمدرسة التجريبية فأول من استخدم مصطلح سيميوطيقا في العصر الحديث هو الفيلسوف الإنجليزي التجريبي: (جون لوك) . وقد اهتم بدراسة الطرق والوسائل التي تؤدي إلى التعرف على نظام الفلسفة والأخلاق من خلال الاهتمام بطبيعة دلائل العقل التي يستخدمها لفهم الأشياء ونقل المعرفة للآخرين.

 كما تحدث (ليبنتز) عن علاقة هذا العلم بالمقتضيات الفلسفية والوجودية والابتسمولوجية لنظرية الدلائل . إذن فالتأمل في العلامة قديم عرفته معظم الحضارات الصينية واليونانية والرومانية والعربية .ويرى البعض: " أن هذا النظر قد نشأ بقصد التشكيك وليس بقصد المعرفة؛ لأن منطلق المدرسة الإغريقية الشكلية فكرة مفادها "أن الحواس من شأنها أن تخوننا، وأن المختصين يناقض بعضهم بعضا، وتبعا لذلك يجب عدم التصديق بكل ما يزعم، والتشكيك في كل ما يقدم ويقال ." 

ويمكن تلخيص الأصول الفلسفية للسييمائية بصفة عامة في الآتي:

1- الفكر اليوناني القديم عند أفلاطون وأرسطو والرواقيين.

2- التراث العربي الإسلامي الوسيط (المتصوفة، والنقاد، والبلاغيين، والأدباء كالجاحظ .

3- الفكر الفلسفي والمنطقي والتداولي (بيرس وكارناب وغيرهم .

4- اللسانيات البنيوية والتداولية التحويلية بكل مدارسها واتجاهاتها.

5- الشكلانيين الروس ولا سيما فلاديمير بروب.

6- فلسفة الأشكال الرمزية (دراسة الأنظمة الرمزية التواصلية مثل: الدين والأسطورة والفن والتاريخ)

4- مبادئ السيميائية:

تبحث السيميائية عن المعنى، من خلال بنية الاختلاف ولغة الشكل والبنى الدالة . وهي لذلك لا تهتم بالنص ولا بمن قاله، وإنما تحاول الإجابة عن تساؤل وحيد هو: كيف قال النص ما قاله ؟ ومن أجل ذلك يفكك النص ويعاد تركيبه من جديد لتحدد ثوابته البنيوية وهذا العمل يقوم على المبادئ التالية:

<!--التحليل المحايث

 الذي يبحث عما يكون الدلالة من شروط داخلية وإبعاد كل ما يعد خارجيًّا .أي البحث عن العلاقات الرابطة بين العناصر التي تنتج المعنى .

<!--التحليل البنيوي لإدراك المعنى:

لا بد من وجود نظام من العلاقات تربط بين عناصر النص، ولذا فإن الاهتمام يجب أن يوجه إلى ما كان داخلا في نظام الاختلاف الذي يسمى شكل المضمون وهو التحليل البنيوي.

ج- تحليل الخطاب:

يعد الخطاب في مقدمة اهتمامات التحليل السيميائي الذي يهتم بالقدرة الخطابية وهي القدرة على بناء نظام لإنتاج الأقوال .على عكس اللسانيات البنيوية التي تهتم بالجملة .

5- المدارس والاتجاهات:

بعض العلماء يرى أن هناك اتجاهين رئيسين هما:

1- الاتجاه الأمريكي ورائده بيرس ومعه كارناب ووسيبوك

2- الاتجاه الفرنسي ورائده دي سوسير ومن سار على دربه مثل بويسنس وبربيطو وموبان ورولان بارت. وهناك اتجاهات فرعية يمثلها كريماس وبوشنكي وجوليا كريستيفا . ويعرف أحيانا بمدرسة باريس ومن أهم أعضائها جوزيف كورتيس . ويرى آخرون أن الاتجاه الروسي اتجاه رئيس ثالث، وأن المدرسة الفرنسية يجب أن تقسم إلى فروع كالآتي:

أ- سيميولوجيا التواصل والإبلاغ كما عند جورج مونان

ب- سيميولوجيا الدلالة ولها عدة أشكال: اتجاه بارت الذي يحاول تطبيق اللغة على الأنساق غير اللغوية .واتجاه باريس ومن رموزه ميشيل أريفي وكلود كوكيه وكريماس . واتجاه المادية عند جوليا كريستيفا .واتجاه الأشكال الرمزية عند مولينو وغيره . 

 

ومن استخدامات السيمياء وتطبيقاتها: كشف الكذب: أصبح واضحاً الآن أنه لا يمكن كشف الكذب من خلال الكلمات بل من حواف وظلال الكلمات وكيفية نطقها وتعبيرات  الوجه السريعة المرافقة للحن القول . مما يعني أن الكلمةالمنطوقة لم تعد مصدر ثقة ـ ولعلها  لم  تكن  كذلك يوماً ـ فإن تتأكد من صدق القول ومطابقته للواقع هي عملية بالغة التعقيد، وحتى  لو قال  المتكلم ما قال صادقاً فهذا لا يعني أنه قد أصاب الحقيقة . فنحن نتعلم  اللغة أبكر بكثير مما نظن . يقول بوتسدام: " إننا نتعلم اللغة ونحن في الأرحام ... " والطفل يفهم تعبيرات الوجه قبل أن يستوعب كلمة واحدة إن الكلمات خاصة في واقعنا المعاصرأصبحت لا تعني معانيها المعجمية ولا الاصطلاحية في أحايين كثيرة . فكثيرًاً ما يقول بعضنا لأحدهم مرحباً وهو يعني: لا مرحبا .. وهذا ماسماه القرآن لحن القول قال تعالي يعرف المنافقين، مخاطباً نبيه الكريم: "ولو نشاء لأريناكهم فلعرفتهم بسيماهم  ولتعرفنهم في لحن القول ."  والآية واضحة الدلالة في النص علي العلاقة بين السيمياء ولحن القول الذي أشارت إليه الآية ... فهكذايمكن توظيف الدراسة السيميانية في كشف أنماط من السلوك كالكذب . فالإنسان في أزمة عقلية مع استخدام اللغة  لأن فيها  وجهين:  ظاهر وباطن . فنحن نقرر أشياء باللغة ولانلتزمها بالسلوك.حيث لا تعني كل كلمة ما يراد بها . والمجاملات  التي نقوم بها يوميًّا من أهم مظاهر ذلك السلوك. ومن مظاهره أيضًا التعميم مثل قولنا: كل  الأفلام سيئة. كل الشباب منحرف.وهذا غير صحيح. ومنها أيضًا الحذف حين نقول مثلاً تعطلت سيارتي ـ أو فلان حدث له حادث ونعرض عن التفصيلات التي نقول متي وكيف ولماذا ؟!

ومن حقول السيمياء أيضا: علامات الحيوانات، وعلامات الشم، وعلامات الاتصال باللمس، ومفاتيح المذاق، والاتصال البصري، وأنماط الأصوات، والتشخيص الطبي، وأوضاع الجسد، واللغات الصورية والمكتوبة، والإعلان والإشهار، والسينما والقصة المصورة والملصقات، وقراءة اللوحات التشكيلية . 

10- المصطلحات السائدة:

تسود في هذا المجال العلمي الكثير من المصطلحات كالحكم السيميائي والشحنة السيميائية والنمو السيميائي وغيرها . ولكننا هنا نحصر حديثنا على أهمها: العلامة، والدال والمدلول (الدلالة) والتأويل والمحايثة والمعنى وغيرها.

أ‌- العلامة:

العلامة هي محور هذا العلم إذ استفاض في الحديث عنها العلماء فعرفوها ووصفوا أنواعها وبينوا علاقاتها وصفوها بالاعتباطية وقلبوا تقسيمها على وجوه عدة. والعلامة هي  الاصطلاح المركزي  في السيميائية . وتعنى السيميائية بالعلامة على مستويين:

 المستوى الأول وجودي(أنطولوجي)، ويعني بماهية العلامة أي بوجودها وطبيعتها وعلاقتها بالموجودات الأخرى التي تشبهها والتي تختلف عنها.  . أما المستوي الثاني فهو مستوي تداولي (براغماتي)،يعنى بفاعلية العلامة وبتوظيفها في  الحياة العملية .

ومن منطلق هذا  التقسيم  نجد أن السيميائية اتجهت اتجاهين لا يناقض أحدهما الآخر.

 الاتجاه الأول يحاول  تحديد  ماهية  العلامة  ودرس مقوماتها، وقد مهد لهذا المنحنى تشارلز بيرس. أما الاتجاه الثاني فيركز علي توظيف العلامة في عملية التواصل ونقل المعلومات، وقد اعتمد هذا الاتجاه علي مقولات فرديناند دي سويسر .

فالمستوى الأول:

يدرس السيميائية وفقاً لأبعاد ثلاثة:

أ- البعد النظمى السياقي: وهو يدرس الخصائص الداخلية في منظومة العلامات دون أن ينظر في تفسيرها أي ينظر في  بنية العلامات داخل المنظومة .(القصيدة مثلاً) .

<!--البعد الدلالي: يهتم بالعلاقة بين العلامة وبين مدلولاتها فهو يدرس محتوى العلامات والعلاقة القائمة بين 

العلامة وتفسيرها وتأويلها من دون النظر إلي من يتداولها .

<!--البعد التداولي: يدرس الصلة بين العلامة ومن يتداولها وتحدد قيمة هذه العلامة من خلال مصلحة من 

يتداولونها . 

ونلحظ هنا أن البعدين: الدلالي والسياقي لهما صلة بمسائل محددة من السيميائية، أما البعد التداولي فله علاقة بدراسة المسائل السيميائية التي تحتاجها  علوم معينة مثل سيكلولوجيا اللغة(علم النفس اللغوي) وعلم النفس الاجتماعي . 

وفي المستوي الثاني: نجد أن دي سوسير يعرف العلامة بأنها " اتحاد لا ينفصم بين دال ومدلول والدال تصور سمعي يتشكل من سلسلة صوتية يتلقاها ا

المصدر: هذه المحاضرة ملخصة من بحث الدكتورة سعدية موسى البشير (السيميائية: أصولها ومناهجها ومصطلحاتها) المنشور في موقع الأوندي سنة 2011م. http://maraji3-elondy.blogspot.com/2011/05/blog-post_2494.html
  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 6425 مشاهدة
نشرت فى 16 إبريل 2019 بواسطة sabryfatma

الأستاذ الدكتور صبري فوزي عبدالله أبوحسين

sabryfatma
موقع لنشر بحوثي ومقالاتي وخواطري، وتوجيه الباحثين في بحوثهم في حدود الطاقة والمتاح. والله الموفق والهادي إلى سواء السبيل »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

337,339