المهندس عبدالحميد ضحا مجذوب الفصحى في زمننا المريض!
إذا القوم قالوا: من فَتىً؟ خِلْتُ أنني عُنِيتُ فَلَمْ أكْسَلْ ولم أتَبَلَّدِ
مثل هذه الفتوة الحقة والذاتية الصادقة الموروثة عن عرب الجاهلية، والمطورة في ظلال إسلامنا الحنيف، صارت في زمننا، وفي الجيل الذي أعاشره، بضاعة نادرة، وعملة منقرضة، وشخصيات أسطورية خيالية، قد تُتَمثَّل في شخصيات محدودة معدودة! فوسطَ هذا الركام من مظاهر التأييس، وخلال هذه الفترة الشبابية المريضة المُقْنِطة يأتي قبس من نور وخيط من أمل، يتمثل في شاب مصري أربعيني، أحب الفصحى الخالدة وأخلص لها، فجاهد في سبيل إحيائها وتيسيرها ونشرها، فأنتج فيها: إبداعًا وتأليفًا متنوعًا، وجذابًا، ليعلن عن حضوره الفذ بيننا بآثاره الشعرية والروائية والمقالية والتأليفية. وإن تعجب فعجب أنه ليس من أبناء الدراسات اللغوية العربية، وليس من المتخصصين فيها، ليس أزهريًّا كَلْغَرِيًّا، ولا درعميًّا، ولا آدَاباتيًّا، إنه مهندس اتصالات وإلكترونيات!
إنه من هؤلاء الذين سحرتهم العربية من غير أهلها أمثال: الطبيب إبراهيم ناجي(1898-1953م)، والمهندس علي محمود طه(1901-1949م)، والدكتور المتخصص في الطب النفسي: يوسف إدريس (1927-1991م)وعالم الإحياء المتخصص في التكنولوجيا الحيوية الدكتور أحمد مستجير(1934-2006م)، وفي زمننا هذا الطبيب البيطري السوري عمر خلوف النابغة الأبرز في الدراسات العروضية القديمة والحديثة على السواء، ومهندس البترول الخبير بالشعراء المعاصرين حبيبنا وحيد الدهشان، ... وغيرهم ممن فتنهم شعر العربية وفنونها...
إنه الشاب المصري المهندس "عبد الحميد محمد محمد حسين ضحا"، المولود في محافظة القليوبية5/ 3/1972م، الحاصل على بكالوريوس هندسة الاتصالات والإلكترونيات من كلية الهندسة بجامعة كفر الشيخ، بتقدير عام جيِّد، والمتفرغ –حاليًا- للعمل الأدبي والإعلامي، والذي كان يعمل مدير قسم اللغة العربية بشبكة الألوكة من سنة2008 حتى مارس 2018م.!
إنه فنان متكامل: شاعر وروائي وقاص وكاتب إسلامي، شاب طموح عنده همة عالية وعزيمة سامية، كأني به يطبق قول إمبراطور الشعر:
إذا كنت في أمر مروم فلا تقنع بما دون النجوم
وقول ابن القيم: "لا بد للسالك من همة تسيره وترقيه وعلم يبصره ويهديه".
وقول ابن نباتة:
حاول جسيمات الأمور ولا تقل إن المحامــد والعلى أرزاق
وارغب بنفسك أن تكون مقصرًا عن غاية في الطلاب سباق
فآثار مهندس الاتصالات والإلكترونيات التأليفية المطبوعة تدل عليه وتدل له، حيث أبدع بالفصحى، وألف فيها ما يبهر ويسحر:
فله في الإبداع الشعري ديوان «ملحمة حر"، وديوان شعر "لن أنحني" (تحت الطبع)، وعشرات القصائد الأخرى المخطوطة والمنشورة. وله في الإبداع السردي رواية «عندما يطغى النساء"، و رواية "عصفوران بين الشرق والغرب"، رواية "كنوز تحت الأقدام"، وله مجموعة قصصية بعنوان «العائد»، مجموعتان قصصيتان للأطفال: "عمار فوق السحاب" "السفينة والعواصف".
وله في مجال شرح علوم العربية وتيسيرها كتاب «علاقة المعنى بالإعراب»، والكتاب الأشهر «النهاية في العروض مع شرح دوائر الخليل بن أحمد الفراهيدي»، ولي مع هذا الكتاب وقفة تحليلية نقدية؛ نظرًا لصداه الواسع عند الدراسين والمتخصصين، لاسيما وقد نال تقريظ رئيس المجمع اللغوي بالقاهرة: الأستاذ الدكتور حسن عبداللطيف الشافعي، وثناء الدكتور العلامة سعد مصلوح، والعروضي القدير الدكتور شعبان صلاح، حفظهم الله تعالى.. و في مجال نشر التراث العربي قام بتحقيق منظومة (عقود الجمان في علم المعاني والبيان) للإمام السيوطي وضبطها.
.. هذا إضافة إلىدراسات نحوية وأدبية ونقدية، بالإضافة لمقالات وأشعار منشورة على الشبكة العنكبوتية، على مواقع (الألوكة - مجلة الزيتونة - الإسلام اليوم - دنيا الرأي - مؤسسة فلسطين الثقافية - المختار الإسلامي ... إلخ.
وليس(عبدالحميد) من هؤلاء المتقوقعين في برجهم العاجي أو الطيني! بل إنه حاضر دائمًا بإبداعه وفكره في المشهد الثقافي الآني، لاسيما منتديات الأصالة والمحافظة؛ فله حضور ثقافي منداح في ربوع مختلفة، مثل: عضوية اتحاد كتاب مصر، وعضوية رابطة الأدب الإسلامي العالمية، وعضوية الاتحاد العالمي للمبدعين العرب، و عضوية تجمع شعراء بلا حدود، عضوية منتدى السرد العربي، عضوية نادي أدباء الجيزة، وعضوية نقابة الصحفيين الإلكترونيين المصرية، وعضوية الاتحاد العربي للصحافة الإلكترونية، و عضوية نقابة المهندسين المصرية، وعضوية اتحاد المهندسين العرب، وعضوية مجلس إدارة حركة الرقابة والإصلاح لحقوق الإنسان...وهكذا يحضر مهندسنا الشاب المبدع في رحاب ثقافية وإبداعية وحياتية كثيرة ومتنوعة بإبداعه المتفنن شعرًا وسردًا وتأليفًا، ومقالات ومتابعات صحفية وإعلامية إلكترونية ومطبوعة، مقروءة ومشاهدة ومسموعة؛ فالعديد من البرامج الأدبية والحوارات على الفضائيات والمواقع الالكترونية والإذاعات العربية والمصرية... كما أن له حضورًا في كثير من المؤتمرات داخل مصر وخارجها خاصة بالأدب واللغة العربية والمواقع الإلكترونية، كما أن بعض أعماله الأدبية استهوت متذوقي الأدب المعاصر، فانتخبوها واختاروها لتدرس في المناهج الدراسية المختلفة؛ مثل: نشيد (أبي) للصف الثاني الأساسيِّ بالمنهج الفلسطينيِّ الجديد، ونشيد (الأبوَّة والطفولة) للصف الثالث الابتدائيِّ بالجزائر، ورواية "عصفوران بين الشرق والغرب" يدرِّسها الدكتور سعد أبو الرضا لطلبة الفرقة الرابعة بكلية الآداب جامعة بنها، وغيرها. ومن ثم قدرت موسوعات التراجم المطبوعة والإلكترونية شخصيته الفذة فعرفت به وبآثاره، من ذلك صفحة المؤلفين في المكتبة الشاملة، ومعجم البابطين للشعراء العرب المعاصرين،,الموسوعة الكبرى للشعراء العرب من 1956 – 2006م، و دليل الروائيين العرب بجائزة كتارا،كما كتبت عنه كثير من الصحف والمجلات المحلية والعربية...
إن (عبدالحميد ضحا) حقًّا ظاهرة نادرة المثال، وأعجوبة من أعاجيب الزمان، وحجة على شباب العصر الكسول المتبلد المتكلس، انتقل من مجال علمي إلى مجال علمي آخر، أحبه وتسلح بأدواته وتقنياته فأفاد فيه وأجاد، وأكثر، وأثمر. أدام الله عطاءه، وطيَّب حضوره، وبارك إبداعه. إنه خير مسؤول وأعظم مأمول.