المركز القومي للبحوث
شبكة المعامل المركزية ومراكز التميز
الوقاية من السرطان و إيقاف مراحل عملية التسرطن
بقلم أ.د. أميرة محمد جمال الدين
معمل بيولوجيا و وراثة السرطان
مركز التميز للعلوم المتقدمة
يبدأ السرطان عندما تتغير طبيعة الخلايا السليمة وتنمو بلا سيطرةمما يشكل كتلة تسمى الورم. عادة ما تستغرق عملية تحول الخلية السليمة إلى خلية سرطانية سنوات وللك بسبب الكثير من العوامل الغذائية والوراثية ونمط الحياة، مثل التدخين و التلوث و العادات الغذائية.
يستخدم مصطلح "الوقاية الكيميائية للسرطان" لتعريف كل المواد التى لها قدرة على تقليل أو إيقاف مراحل عملية التسرطن وبالتالى منع السرطان من التطور والحدوث. قد تكون هذه المواد طبيعية أو مصنوعة في المختبر. وقد تكون مركبات نقيه أو مستخلص طبيعى أو خليط من عدة مواد تعمل معا بالتعاون.
تستخدم المواد الواقية من السرطان لخفض خطر إصابة الشخص بالسرطان، وبالتالى لتقليل العدد السنوى للمرضى وخاصة فيما يتعلق بالأشخاص المعرضين لخطر الإصابة بالسرطان. وهذا يشمل أولئك المصابين بمتلازمة السرطان الموروثة، أو من لهم تاريخ عائلي للأنواع معينة من السرطان، أو الذين يعملون فى بيئة صناعية خطرة، أو الذين يتعرضون فى نمط حياتهم إلى عوامل مسرطنة تؤدى لخطر الإصابة بالسرطان. والغرض الأشمل للأبحاث فى هذا المجال هو توفير مادة واقية من السرطان يمكن إضافتها للمواد الغذائية أو تستعمل كمكمل غذائى أو دوائى للفئات الأكثر عرضة للإصابة بالسرطان.
حيث يمكن أن تقلل المواد الواقية من خطر حدوث سرطان أو من تكرار حدوثه بعد إنتهاء فترة العلاج من سرطان قديم.
و الجدير بالذكر أنه لا تستخدم المواد الواقية من السرطان عادة كعلاج للسرطان. وذلك لأن طريقة عمل هذه المواد الواقية داخل الجسم تتعارض مع طريقة علاج السرطان وربما تسهم فى تفاقمه. فالأصل فى الوقاية هو الحماية للأشخاص صحيحة البدن. قد يكون تأثير المواد الواقية مختلفة من شخص إلى آخر ومختلفة أيضا من حيث نوع العضو الذى يصاب بالسرطان داخل الجسم.
المواد الواقية الكيماوية آمنة وفعالة والتجارب السريرية والدراسات البحثية التي تنطوي على متطوعين أظهرت نجاحها و فاعليتها رغم أنها قد لا تعمل بنفس الكفاءة كواقى مع الأنواع المختلفة من السرطان.
فى المجال البحثى تختبرعوامل كثيرةلمنع مراحل عملية التسرطن المختلفة (مرحلة النشوء والتطور والنمو) على تعتمد على عدة أليات. ومن هذه الأليات (إصطياد الجذور الحرة والنشاط مضاد للأكسدة وتحريض الانزيمات الأيض الواقية وتثبيط إنزيمات الأيض 23 المسرطنة وتحريض إصلاح الحمض النووي وحصار امتصاص المواد المسرطنة وتقويم أو منع التغيير في التعبير الجيني وتثبيط انتشار الخلايا الناشئة والتوسع الخلوى وتحريض التمايز النهائي للخلايا وتحريض الموت الخلوى المبرمج فى الخلايا الناشئة في الآفات قبل-السرطانية وتعديل نقل الإشارات الخلوية). وكلما كانت المادة المختبرة فعالة ومؤثرة فى عدة أليات مجتمعة، كلما كانت مادة واعدة فى مجال الوقاية الكيماوية من السرطان.
<!--[endif] -->
ساحة النقاش