المركز القومي للبحوث

شبكة المعامل المركزية ومراكز التميز 

الطب التجديدى والخلايا الجذعية

بقلم أ.د/هناء حمدي أحمد

معمل الخلايا الجذعية

يعتبر الطب التجديدي مجالًا حديثا من مجالات البحث العلمى الذى يختص بالأبحاث التى تتناول نوع جديد من العلاج الخلوي الذى يساعد الجسم على استعادة وظائفه الحيوية والحفاظ عليها وتحسينها،حيث انه يساعد الجسم على تكوين أنسجة وظيفية جديدة لتحل محل الأنسجة المفقودة أو المعيبة، ويشتمل الطب التجديدي أيضا على إمكانية تنمية الأنسجة والأعضاء في المختبر وزرعها بأمان فى الجسم عندما لا يستطيع الجسم شفاء نفسه، وبهذا يشير الطب التجديدي إلى مجموعة من الأنماط الطبية للعلاجات السريرية التي قد تعتمد على إستخدام الخلايا الجذعية.

 ومن هنا يجب الحديث عن الخلايا الجذعية، فقد يمتلك جسم الإنسان العديد من الخلايا الهامه والمسئولة عن العمليات الحيوية التي تتم في الجسم علي مدي عمر الانسان. كما يحتوي الجسم علي نوع مميز من الخلايا تسمي الخلايا الجذعية أو خلايا المنشأ وهي عباره عن خلايا حية ذات طبيعة خاصة حيث انها خلايا غير متخصصه ولكن من الممكن ان تتحول إلي خلايا وظيفية متخصصة تحت ظروف معينه وعوامل تساعد في تحولها إلي الأنواع المتخصصة من الخلايا والتي تقوم بوظائف محددة وهذه الخلايا الجذعية تتميز بقدرتها على الإنقسام لتجديد نفسها وتوجد الخلايا الجذعية في كل نوع من الأنسجة داخل جسم الانسان وهذه الخلايا تمثل النظام الداخلي للتجديد والاصلاح لكل ما يتلف من خلايا او أنسجة.

وعند المرض أو التعرض للإصابه فإن الخلايا الجذعية الموجودة في العضو المصاب تصبح نشيطة فتعمل على إصلاح الخلل في الخلايا أو الأنسجة عن طريق تعويض الخلايا المصابة وبهذه الطريقة فان الخلايا الجذعية تجعل الجسم في حالة صحية وتمنعه من الشيخوخة المبكرة ، ولكن عدد الخلايا الجذعية الموجودة داخل جسم الانسان لها قدرة محدودة على إصلاح الخلل الذي يصيب الجسم. فمثلا بالنسبه لعدد الخلايا الجذعيةالموجودة في القلب غير كافيه لإصلاح الخلل المسبب لمرض الازمه القلبية. لذلك يحتاج المريض الي زراعة الخلايا الجذعية من الخارج لكي يمكن الجسم من إصلاح الخلل الحادث بالقلب ولو أن الخلايا الجذعية قد استمدت من أنسجة المريض نفسه أو خلاياه، سوف يتم حل مشكلة النقص في الأعضاء المتاحة للتبرع، ومشكلة الرفض في زرع الأعضاء لدى المريض، ومن هنا يهدف العلاج بالخلايا الجذعية إلى تجديد الأنسجة التالفة من خلال حقن تلك الخلايا وتعمل من خلال آليات عديدة ومن ضمنها إفراز جزيئات نشطة حيويًا.

و نظرا للأهمية الكبيرة للخلايا الجذعية ودورها الواعد في علاج العديد من الأمراض المزمنة فقد تم إنشاء معمل الخلايا الجذعية بمبني شبكة المعامل المركزية ومراكز التميزبالمركز القومي للبحوث، والذي يجرى به العديد من الأبحاث العلمية والمشروعات البحثية التي تهدف إلى فصل الخلايا الجذعية من المصادر المختلفة سواء البشرية أو الحيوانية مثل لب الأسنان البشرية ونخاع العظام والنسيج الدهني للحيوانات وتنميتها وتوصيفها وتمييزها إلى أنواع اخرى من الخلايا المتخصصة لإستخدامها في علاج العديد من الأمراض المزمنة والمستحثة تجريبيا في حيوانات التجارب مثل مرض هشاشة العظام واحتشاء عضلة القلب والتليف الرئوي والالتهاب الكلوي الحاد ومرض الصرع. كذلك من المشروعات البحثية الجارية بالمعمل مشروع بحثي يهدف الى انتاج الخلايا الجذعية المـستحثة متعددة القدرات من خلايا الدم الطرفية وحيدة النواة وتقييم إمكانية تمايزهذه الخلايا الجذعية المحفزة إلى خلايا منتجة للأنسولين بهدف علاج مرض الداء السكري.