إذا سلوتِني
للشاعر التشيلي بابلو نيرودا

ترجمة نزار سرطاوي

 

 

أريدكِ أن تعرفي
شيئاً واحداً.

انت تعرفين كيف يكون هذا :
إذا أنا نظرت
ألى القمر الكريستالي،

إلى الغصن الأحمر
للخريف البطيء في نافذتي،
إذا لمستُ
على مقربة من النار
الرمادَ غير المحسوس
أو جسمَ الغصن المتغضّن،
كل شيء يحملني إليك،
كما لو كانت كل الأشياء الموجودة،
الروائح، والضوء، والمعادن،
قواربَ صغيرةٍ
تُبحر
نحو جُزُرِك تلك التي تنتظرني.

حسناً، الآن
إن سلوتِني شيئا فشيئا
فسوف أسلوك شيئاً فشيئاً.

إن سلوتِني

فجأةً
لا تبحثي عني،
إذ أنني سأكون قد سلوتك.

إذا كنت تعتقدين أن رياح الرايات
التي تمر من خلال حياتي طويلةٌ ومجنونة،
وتقررين
أن تتركيني على شاطئ
القلب حيث لديّ جذور،
فلْتتذكري
أنني في ذلك اليوم،
في تلك الساعة،
سوف أرفعُ ذراعيّ
وسوف تنطلق جذوري
بحثاً عن أرض أخرى.

لكن
اذا أحسستِ كل يوم،
كل ساعة،
أنكِ قَدَري
بحلاوةٍ لا تتبدد،
اذا تَسَلَّقتْ إلى شفتيكِ

زهرةٌ كلَّ يومٍ لتبحث عني،
آه يا حبّي، آه يا من أنتِ لي،
فكلُّ تلك النار في أعماقي تعود وتعود،
في أعماقي لا شيءَ ينطفئ أو يطويه النسيان،
فحبي يقتاتُ على حبك، يا حبيبتي،
وسيظلّ طيلةَ عمركِ بين ذراعيكِ
دون أن يتركِ ذراعيّ.

 

  • Currently 15/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
5 تصويتات / 273 مشاهدة
نشرت فى 17 مايو 2011 بواسطة nizarsartawi

ساحة النقاش

عدد زيارات الموقع

46,983