الموقع التربوي للدكتور وجيه المرسي أبولبن

فكر تربوي متجدد

المفهوم الدينى وأهميته:

يعرف المفهوم الدينى بأنه: " تصور عقلى يعطى اسما أو لفظا ليدل على موضوع له صله بالدين ، ويتم تكوينه عن طريق تجميع الخصائص المشتركة لأفراد هذا الموضوع ، والمقصود بالتصور العقلى هنا  الفكرة العامة المجردة والكلية .

فالمفهوم الدينى هو : اللفظ الذى يتكون منه حكم شرعى مثل : زكاة الفطر واجبة ، أو قاعدة شرعية مثل : إنما الأعمال بالنيات ، أو حقيقة معينة مثل الله واحد أو مبدأ دينى عام مثل الشورى أساس العدل أو يثير أحساسا ومشاعر دينية معينة مثل : المسجد ، الكعبة ، رمضان ، عرفات ، ويعرف عند الأصوليين بأنه " المعنى الذى يدرك من النص أما صراحة أو ضمنا باستعمال عقلى كمفهوم المخالفة بغية تقرير حكم شرعى ".

ويري البعض أنه : " اللفظ أو العبارة التى تشير إلى مواقف أو أحداث أو أشياء دينية يجمعها نص أو عدة عناصر مشتركة " .

ومن الملاحظ أن التعريفات التى قدمت للمفهوم اتفقت جميعا على علاقة اللفظ أو التصور أو العبارة بالدين ، في حين أتي البعض بعبارات وجمل كاملة " زكاة الفطر واجبة " و " إنما الأعمال بالنيات " والمفهوم هو ما وراء اللفظ أو العبارة ولم يفرق بين المفهوم وبين الاستشهاد على المفهوم ، وكذلك تعريفه للمفهوم عند الأصوليين ، فالأصولييون ليس عندهم مفهوم دينى بل عندهم دلالة منطوق ، ودلالة مفهوم ، ودلالة المنطوق يمكن أن يأخذ منها مفهوم دينى وهو ما دلت عليه العلاقة بين العناصر المشتركة ، وكذلك لم يبين أن المفاهيم الدينية قد تكون معالم وموضوعات ومبادئ وقيم .

إن إبراز المفاهيم الدينية الصحيحة والخالية من كل ثوب يشوبها يؤدى إلى تنقية المجتمع من المفهومات الخطأ والبعيدة عن عقيدته الصحيحة ، كما يسهم فى إعداد الفرد للحياة إعدادا دينيا سليما ، كما يؤدى إلى تنمية الجوانب الدينية فى الأفراد كما يتطلبها الدين وثقافة المجتمع الإسلامى الأصيل.

حيث تمثل المفاهيم الدينية أداة معرفية جيده لتنمية ما تحمله التربية الإسلامية من قيم ومفاهيم تؤدى دورها فى تكوين شخصية إسلامية عاملة مؤمنة بخالقها وفاهمة لمقاعد الشريعة وما تحمله الألفاظ ودلالاتها وصياغتها فى صورة أحكام وقواعد أو قواعد أو حقائق ومبادئ شرعية تنظيم حياتهم دون خلط أو تحريف كما تساعدهم المفاهيم الدينية على بعدهم عن اللفظية فى عملية التعلم التى أصبحت لا تؤدى وظيفتها فى العلمية التعليمية أو يرجى منها الأثر المطلوب من التعليم .

ووجود المفاهيم الدينية وتعليمها للطلاب لا يعنى تعليمهم مجرد ألفاظ بل قدرة الفرد على معرفة التعريف الصحيح للمفهوم وما يحمله من خواص ، ودلالته وفهمه وتطبيقه فى حياته ليكون سلوكا فى أقواله وأفعاله.

والطالب المسلم منذ بداية حياته لابد أن يأخذ من ثقافته الإسلامية القدر الذى يفهم به عقيدته ، ويصحح عبادته ، ويضبط سلوكه ، ويقف به عند حدود الله فى حلاله وحرامه وأوامره ونواهيه ويستطيع فى ضوئه أن يحكم على الأحداث والأشخاص والمواقف والقضايا بعقلية المسلم ، الذى ينظر من زاوية إسلامية ، ويحكم بمعيار إسلامى .

 

كما أن تكوين المجتمع المسلم هو الهدف الأخير من التربية الإسلامية ولكن فى الوقت ذاته " الأداة الموصلة إلى تثبيت المفاهيم الإسلامية وتنشئة الأفراد عليها منذ نعومة أظافرهم ، حتى يتطبعوا بانطباعاتها ، ويكونوا صدى ذاتيا للتفاعل معها والتشرب بها.

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 65 مشاهدة
نشرت فى 5 أغسطس 2018 بواسطة maiwagieh

ساحة النقاش

الأستاذ الدكتور / وجيه المرسي أبولبن، أستاذ بجامعة الأزهر جمهورية مصر العربية. وجامعة طيبة بالمدينة المنورة

maiwagieh
الاسم: وجيه الـمـرسى إبراهيـــم أبولـبن البريد الالكتروني: [email protected] المؤهلات العلمية:  ليسانس آداب قسم اللغة العربية. كلية الآداب جامعة طنطا عام 1991م.  دبلوم خاص في التربية مناهج وطرق تدريس اللغة العربية والتربية الدينية الإسلامية. كلية التربية جامعة طنطا عام 1993م.  ماجستير في التربية مناهج وطرق تدريس اللغة العربية »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

2,643,461