الموقع التربوي للدكتور وجيه المرسي أبولبن

فكر تربوي متجدد

المفاهيم البلاغية :

تعليم المفاهيم البلاغية:

البلاغة علم أحكام النصوص الأدبية، والمواصفات التي يجب أن تكون عليها تلك النصوص في الأفكار والكلمات والمعاني، فهي مجموع المعايير التي ينبغي للعمل الأدبي أن يتحلى بها,  وقد نشأ علم البلاغة للوقوف على ما للنصوص الأدبية من مظاهر جمال، فالأدب أساسه علم البلاغة، فالأديب عندما يلجأ إلى الإقناع والتأثير فهو يستخدم معايير البلاغة للوصول إلى ذهن المتلقي.

 ولكي يتذوق المتلقي جمال العمل الأدبي فلابد أن يستخدم معايير البلاغة، فهي معايير تمكنه من تذوق العمل الأدبي، وبذلك فالبلاغة هي العلم الذي يزود المتلقي بمعرفة الوسائل التي يستخدمها الأديب في إنتاج العمل الأدبي، وبالتالي تساعده على تذوق العمل الأدبي، وتمكنه من إنتاج العمل الأدبي إن كانت عنده القدرة الأدبية.

وقد عرفت البلاغة بأنها: كل ما تبلغ به المعنى قلب السامع فتمكنه في نفسه كتمكنه في نفسك ، مع صورة مقبولة ومعرض حسن وأصل مادة الكلمة تدور حول وصول الشيء إلى غايته

 وعرفت أيضاً بأنها إيضاح المعنى وتحسين اللفظ، مع مراعاة مقتضى الحال وطبيعة المتلقين، وهي بذلك لا غنى عنها في كل أدب وإنتاج أدبي، حيث تنقل المعنى إلى المتلقي في صورة جميلة مؤثرة في النفس.

ويأتي النقد ليحكم على قيمة العمل الأدبي ويبين جوانب القوة وجوانب الضعف في التعبير والمعنى والصور، ومدى مطابقة الكلام لمقتضى الحال، ويحكم على مدى نجاح الأديب في نقل تجربته ومشاعره إلى المتلقي، ومدى قدرته على الإقناع.

والبلاغة تمكن الناقد الأدبي من المقارنة بين الأعمال الأدبية المختلفة للأدباء، فلابد للناقد من معرفة معايير البلاغة للحكم على العمل الفني، حيث إن التذوق الذاتي لا يكفي للحكم الموضوعي على العمل الفني.

والعلاقة بين البلاغة والنص الأدبي علاقة وطيدة، لأن القصد من تدريس البلاغة هو إدراك ما في الأدب من معانٍ وأفكار سامية وتذوق ما به من جمال وطرافة، وأنها في مجملها تكون وحدة متكاملة في مقومات الجمال الأدبي.

وتتحدد مشكلات تدريس البلاغة فيما يلي:

·      كثرة التفريعات للأبواب الرئيسية لموضوعات البلاغة مع إهمال الربط بين الوحدات أو المباحث البلاغية ، أو بين عناصر كل وحدة أو مبحث مما يصعب على الطالب استيعابها.

·      غموض المفردات المستخدمة في الأمثلة البلاغية في الشعر والنثر والقرآن والحديث على الطالب.

·      الشواهد البلاغية بعيدة جدا عن روح العصر ومتكررة ولا تجديد فيها ولا مجال للإبداع والتذوق.

·      لا يمكن للطالب الشروع في دراسة البلاغة قبل إلمامه بقدر كاف من دراسة النحو والصرف والأدب لكي يتسنى فهم علم المعاني والبيان والبديع .

·      استخدام المعلم في كثير من الأحيان عند شرحه للمفاهيم البلاغية على الطرق التقليدية الجافة التي لا تتيح للطالب التفاعل ولا التذوق ولا الإبداع.

·      قلة الأمثلة التطبيقية على القواعد البلاغية.

  وهناك بعض الأسس التي ينبغي أن يدركها معلم اللغة العربية ، ويحرص على تنفيذها بعد الاقتناع بها، ومن هذه الأسس :

·      الربط بين الموضوعات البلاغية المتشابهة: أي ربط المعلم بين الموضوعات البلاغية التي  بينها ترابط مثل الربط بين الطباق والمقابلة وبين التشبيه والاستعارة وبين الأمر والنهي وبين الاستفهام والتعجب. . . وغيرها من الموضوعات.

·      التدريب البلاغي: فلا يمكن تحقيق أهداف البلاغة إلا إذا تدرب الطالب على تطبيق الظاهرة البلاغية في تحليل عبارات أدبية أو نصوص، فينبغي أن يحرص كل معلم على ذلك.

·      ترك الفرصة للطالب في أن يستنبط وحده الظاهرة البلاغية: بعد مساعدة وتهيئة المعلم، ثم يكون دور المعلم في بلورة تصور الطالب في صورة علمية سليمة، أي أن البلاغة تعتمد على التعلم الذاتي أكثر من اعتمادها على التلقين والأحكام الجاهزة.

·      وكما يعد القصور فى استيعاب المفاهيم البلاغية أحد مظاهر الضعف لدى الطالب متعلم اللغة العربية من غير الناطقين بها ، ويقصد بالاستيعاب المفاهيمى: تلك العملية الذهنية المعرفية  الواعية التي  يقوم فيها المتعلم بتوليد معنى أو خبرة مع ما يتفاعل معه من مصادر مختلفة، من خلال الملاحظة الحسية المباشرة للظواهر التي يصادفها، والتي ترتبط بالخبرة، أو قراءة شيء عنها، أو مشاهدة أشكال توضيحية، أو الاشتراك في مناقشة عن هذه الخبرة، حيث تهدف هذه العملية المعرفية إلى تطوير المعرفة المحزونة لدى المتعلم بهدف توليد معلومات ، و خبرات جديدة.

    هناك بعض الأسس التي ينبغي أن يدركها معلم اللغة العربية ، ويحرص على تنفيذها بعد الاقتناع بها لتنمية المفاهيم البلاغية، ومن هذه الأسس :

·      وصل البلاغة بالنصوص الأدبية والنقد: ليتبين الطلاب منزلتها الرفيعة بين فروع اللغة العربية.

·      تفهم النصوص الأدبية: فمن الخطأ أن يتعجل المعلم في تعليم الطلاب القاعدة البلاغية، قبل أن يستوعب الطلاب النص الأدبي، ويدركوا معانيه.

·      الإفادة من بلاغة العامية في تعليم الفصحى: وذلك باستغلال اللغة الدراجة وتعبيراتها وأمثالها في تفهم الطلاب ما يناظرها من أساليب بلاغية فصيحة.

·      الربط بين الموضوعات البلاغية المتشابهة: أي ربط المعلم بين الموضوعات البلاغية التي بينها ترابط مثل الربط بين الطباق والمقابلة وبين التشبيه والاستعارة وبين الأمر والنهي وبين الاستفهام والتعجب. . . وغيرها من الموضوعات.

·      التدريب البلاغي: فلا يمكن تحقيق أهداف البلاغة إلا إذا تدرب الطالب على تطبيق الظاهرة البلاغية في تحليل عبارات أدبية أو نصوص، فينبغي أن يحرص كل معلم على ذلك.

·      ترك الفرصة للطالب في أن يستنبط وحده الظاهرة البلاغية: بعد مساعدة وتهيئة المعلم، ثم يكون دور المعلم في بلورة تصور الطالب في صورة علمية سليمة، أي أن البلاغة تعتمد على التعلم الذاتي أكثر من اعتمادها على التلقين والأحكام الجاهزة.

·      ربط الظاهرة البلاغية بالحالة النفسية للأديب: فالجانب النفسي يبرز جاليات النص، حيث أن الأديب يتأثر بالمكونات الوجدانية في شخصيته.

كما أوصي البعض بعدة إرشادات يجب أن يتبعها المعلم أثناء تدريسه للبلاغة بما يحقق الاستيعاب الصواب لمفاهيمها وهي:

·      أن يجعل المعلم دراسة البلاغة جزءًا متصلاً بالدراسات الأدبية،  يناقش النصوص الأدبية مع الطلبة مناقشة تذوقية بلاغية.

·      عدم الاقتصار في تدريس البلاغة على الأمثلة المبتورة والمناقشات النظرية واستخراج التعريفات، فهذا لن يجدي في تنمية التذوق البلاغي.

·      توظيف ما درج على الألسنة وشاع في الاستعمال الدارج في تعلم المفاهيم البلاغية، لأن البلاغة فطرية في الكلام العربي، حيث نستخدم الكثير من التعبيرات البلاغية في كلامنا.

·      يجب على المعلم أن يعتني بتوجيه طلبته عند دراسة النصوص إلى النظرة الشمولية للدراسات اللغوية من أدب ونقد وبلاغة ونحو وصرف.

·      اعتماد المعلم في تدريسه للمفاهيم البلاغية على النصوص الأدبية الجيدة وفي نفس الوقت المتناسبة مع مستوى نمو المتعلم.

    ويأخذ تدريس البلاغة الخطوات العلمية التالية:

·      عرض النص المتضمن الظواهر البلاغية المقرر دراستها على الطلاب، ومعالجتها كما يعالجُ أي نص أدبي من حيث الشرح والمعنى والألفاظ وما إلى ذلك.

·      تحديد الأمثلة التي تمثل الصورة البلاغية المطلوبة، وكتابتها على السبورة.

·      إلقاء بعض الأمثلة التي توجه الطالب إلى اللون البلاغي ومساعدتهم على إدراكه.

·      المقارنة بين هذه الصور البلاغية وصور أخرى تستخدم في اللغة الدراجة.

·      الموازنة بين عبارات النص ذات الصورة البلاغية وعبارات أخرى تؤدي نفس المعنى ولا تحمل الطابع البلاغي.

·      بعد فهم الطلاب الظاهرة البلاغية يطلب منهم استنباط المفهوم البلاغي بأسلوبهم، عن طريق تعريف المفهوم الجديد.

·      يقوم المعلم بتدريب الطلاب على تطبيق المفهوم البلاغي الجديد في أمثلة جدية لتثبيت المفهوم في أذهانهم .

   وهناك من يرى أن تسير خطوات تدريس البلاغة على النحو التالي:

يعرض المعلم بعض النصوص المعدة لتعليم مفهوم بلاغي معين.

تُقرأ هذه النصوص، ويشرح المعلم بمشاركة الطلاب معناها كما في درس الأدب.

يعود المعلم ليناقش الطلاب في الأمثلة موضع المفهوم البلاغي ، مراعياً العناية بالكشف عن النواحي الجمالية، وأثر ذلك في قوة المعنى وتمكينه من النفس.

يعرف المعلم طلابه بالمفهوم البلاغي، بعد فهمه، ويساعد الطلاب على صياغة تعريف له.

يعرض المعلم أمثلة تطبيقية مما درس في النصوص واستخراج العبارة التي تمثل المفهوم البلاغي.

      بينما يعرض البعض تصوراً لخطوات تدريس البلاغة كالتالي:

·      اختيار النص الأدبي الذي يعبر عن المفهوم البلاغي قيد التدريس من المقررات الدراسية.

·      العناية بمعالجة النص من ناحية اللفظ والمعنى والصورة.

·      العودة إلى النص من خلال الأمثلة التي تمثل المفهوم البلاغي، وكتابتها على السبورة وربطها بالتراكيب الدارجة مع شرح المفهوم البلاغي.

·      عرض المفهوم البلاغي بعد التأكد من فهمه بدون إسراف في تعريفه.

·      يقدم المعلم بعد ذلك شيئاً من الأمثلة التطبيقية يختارها من النصوص المقررة.

·      يدرب المعلم طلابه على تطبيقات أخرى ويطلب منهم حل تلك الأسئلة.

·      ومما سبق يتضح أن الجميع يري أن هناك العديد من الخطوات التي يمكن تفعيلها لتدريس البلاغة ومن أهم هذه الخطوات ما يلي:

·      عرض النص المتضمن الظواهر البلاغية المقرر دراستها على الطلاب، ومعالجتها كما يعالج أي نص أدبي من حيث الشرح والمعنى والألفاظ.

·      قراءة هذه النصوص، ويشرح المعلم بمشاركة الطلاب معناها.

·      تعريف المعلم طلابه المفهوم البلاغي، بعد فهمه، ويساعد الطلاب على صياغة تعريف له.

·      تدريب المعلم طلابه على تطبيقات أخرى ويطلب منهم حل تلك الأسئلة.

·      و يجب الالتزام بمجموعة من المبادئ التي ترتبط بتعلم البلاغة ، ومنها:

·      اتخاذ النصوص البلاغية محوراً للتطبيق والنقد والتدريب البلاغي، وألا تسيطر القواعد البلاغية على أسئلة التقويم.

·      تنويع الأسئلة لتشمل الموازنة بين تركيب وآخر، ونقد الصياغة نقداً معللاً، وتفحص مواقع الألفاظ وتأثيرها في العبارة.

·      إفساح المجال في الأسئلة للأدب الإنشائي بعد الأدب الوصفي، وذلك بتمكين الطالب من التعبير عن معنى ما بصياغة بلاغية تمثل مفهوماً بلاغياً معيناً.

 

·      اتخاذ الوحدات البلاغية أساساً للتدريب البلاغي، حتى تتآلف المفاهيم البلاغية في مجموعات متشابهة، فيتدرب الطالب على السجع والجناس معاً لتقاربهما.

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 207 مشاهدة
نشرت فى 5 أغسطس 2018 بواسطة maiwagieh

ساحة النقاش

الأستاذ الدكتور / وجيه المرسي أبولبن، أستاذ بجامعة الأزهر جمهورية مصر العربية. وجامعة طيبة بالمدينة المنورة

maiwagieh
الاسم: وجيه الـمـرسى إبراهيـــم أبولـبن البريد الالكتروني: [email protected] المؤهلات العلمية:  ليسانس آداب قسم اللغة العربية. كلية الآداب جامعة طنطا عام 1991م.  دبلوم خاص في التربية مناهج وطرق تدريس اللغة العربية والتربية الدينية الإسلامية. كلية التربية جامعة طنطا عام 1993م.  ماجستير في التربية مناهج وطرق تدريس اللغة العربية »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

2,662,050