إعداد معلم اللغة في ضوء " المعايير ":
تعدد التسميات التي أطلقت علي مفهوم المعايير في الأدبيات التربوية، مثل: معايير التعلم، ومعايير النواتج، ومعايير المنهج، ومعايير المراقبة، ومعايير التقويم، ومعايير الشراكة، ومعايير مؤشر التحصيل، ومعايير التميز.. .. إلخ.
وهنا يمكننا أن نشير إلي معنيين للمعايير التربوية أولهما: هو المعنى القاموسي للمعايير، والذي يشير إلي أن المعايير" شيء تم التوصل إليه بالاتفاق العام كنموذج أو مثال يحتذى، أو هو درجة جودة مناسبة وكافية لغرض معين". وثانيها: هو أن المعيــار " بيان معين لما ينبغي على الطلاب معرفته وإمكانية القيام به في مادة معينة". وهو بهذا يختلف عن الهدف، حيث إن الهدف هو الغاية التي يسعى المرء جاهداً لتحقيقها.
وهناك العديد من الأسباب التي دعت كثير من الدول إلي تبني المعايير في التربية، ومن هذه الأسباب ما يلي:
<!--تأكيد العديد من الهيئات الحكومية والاتحادية والأهلية على التراجع في مستوى التعليم.
<!--ضعف أداء الطلاب وفق التقييمات العالمية
<!--تحول صانعي السياسة إلي مقاييس النتائج
<!--الإعلان على الملأ عن التفاوت في الإنجاز نتيجة لاختلاف للجنس والعرق
<!--أن المنافسة الاقتصادية العالمية قد فرضت المزيد من المتطلبات الشاقة على العامل العادي
<!--أن النظام التعليمي في سبيله إلي أن يصبح مستودعاً لكل ما لا حاجة للمجتمع به، والمعايير تعيد لرسالة المدرسة مركزيتها.
وتأتى أهمية المعايير من أنها تعمل على:
<!--توفير المحاسبة، حيث تضع الطلاب والمدرسين كليهما تحت طائلة المسؤولية.
<!--توفير المساواة، حيث تتصدى المعايير إلي مسائل عدم المساواة في التعليم، والتوقعات من جميع الطلاب.
<!--رفع المستوى، حيث ترفع سقف التوقعات إلي مستوى أعلى جديد.
<!--الإصلاح المنهجي، فهي حجر الزاوية الذي ترتكز عليه عناصر الإصلاح ذات الصلة، مثل: التطوير المهني، الامتحان، الخ
<!--تحديد ما يجب أن يعرفه الطالب، وما يمكنه أداؤه في أوقات معينة في سنوات تعليمية
<!--تحديد مستويات أداء ينبغي أن يحققها الطالب ويبرزها، وهذه يؤدي على دمج المعايير مع التقويم
<!--تحديد المعارف المحورية الضرورية والمرجوة في مادة دراسية معينة يتم تعلمها.
<!--ضمان النوعية، وتشجيع التغيير، وحفز التعليم الموجه للتفكير
<!--تعد بمثابة مصدر للمعلمين، القادة التربويين، ومتخذي القرار لفحص وتحسين نوعية برامج التعليم
<!--توجيه أطر تطوير المناهج والتقييم والمواد التعليمية
<!--استحثاث الأفكار والحوار المستمر على كافة المستويات الدولية، القومية، المحلية، حول أفضل الطرق لمساعدة الطلاب في إعدادهم للقرن الحادي والعشرين
أنواع المعايير:
تشير الأدبيات على أن هناك أربعة أنواع أساسية للمعايير هي:
معايير المحتوى: وهي عبارات وصفية لما يتوقع من الطلاب معرفته والقدرة على القيام به في مادة معينة. ويمكن أن تصف هذه العبارات النواتج المشتركة في أكثر من مادة دراسية. وهي تجيب عن التساؤل: ماذا؟ . مثل: "مع نهاية الصف الثالث الثانوي التجاري يجب أن يكون الطلاب قادرين على إعداد الحسابات الختامية للمنشآت التجارية والخدمية"
معايير الأداء: و هي عبارات تصف مستوى الأداء المتوقع من الطالب، وتستند إلي تحليل ما يجب أن يعرفه، وما يمكنه أداؤه، ولا تستند إلي الأداء النسبي للطلبة مقارنة بأقرانهم. وهي تجيب عن التساؤل: إلي أي حد؟ .
مثل: " يجب أن يكون الطالب قادراً على حل 90% من المسائل المتعلقة بالفائدة البسيطة والفائدة المركبة على القروض ".
معايير فرص التعلم: وتعد بمثابة مؤشرات للحكم على ما إذا كأنت الإدارة التعليمية أو المدرسة قد وفرت المتطلبات اللازمة لتعلم الطلبة من ذوي الاحتياجات المتباينة. مثل: المناهج التي تتحدى قدراتهم وتحثهم على التفكير، والمعلمين المؤهلين، والمختبرات وغيرها من أجل ضمان الفرص الكافية لجميع الطلبة لتحقيق مستويات أداء مرتفعة.
معايير المنهج: وهي تشير إلي العمليات التربوية التي ينبغي أن تجري داخل المدرسة، مثل: أساليب التعليم، وطرق التدريس، والكتب المدرسية، والتقنيات المتوفرة وتوظيفها، والأنشطة التي تساعد في تحقيق معايير المحتوى وما يتضمنه من أهداف وتوقعات. وتصف جودة التدريس المتوقعة أيضا.
مثل: "يجب أن يمتلك المعلم هدفاً أساسياً، وأن يكون قد تلقى تدريباً في أصول التدريس، وأن تكون لديه القدرة على تطبيق تكنولوجيا التعليم في تدريسه ".
مواصفات المعيار الجيد:
للمعيار الجيد مجموعة من المواصفات هي أن:
<!--يحتوي على هدف أساسي هام
<!--يتصف بالصرامة
<!--توازن فيه المعرفة والمهارات
<!--يكون مناسباً للتطور الذي يتصف به العصر
<!--يكون محدداً وقابلاً للقياس
<!--يكون واضحاً وموجزاً
<!--يمكن تعليمه
يتم التوصل إليه بمساندة ومشاركة من المجتمع.
ساحة النقاش