الموقع التربوي للدكتور وجيه المرسي أبولبن

فكر تربوي متجدد

التعلم ذو المعنى لأوزبيل:

     يقصد به المعلومات التي يكتسبها الطالب تكون منظمة منطقية يمكن ربطها بالمعلومات السابقة في بنيته المعرفية.

     وحتى يتحقق ذلك الارتباط ذو المعنى بين المعلومات الجديدة على الفرد والمعلومات المتواجدة في بنيته المعرفية يجب توافر شرطان هما:

<!--أن يكون الارتباط جوهرياً، يقصد به أن العلاقة بين المعلومات الجديدة والسابقة لا تتغير إذا تغير التعبير بصيغ مختلفة عن البنية المعرفية للمتعلم.

<!--أن يكون الارتباط طبيعياً بين المعلومات الجديدة والمعلومات الموجودة في البناء المعرفي لدى المتعلم.

س: حدد العلاقة بين النسيان والتعلم بالحفظ ؟

ج: رأي أوزوبيل أن قدرة الفرد على نسيان ما تعلموه تتفاوت حسب التعلم الذي تلقوه، فالتعلم ذو المعنى يبقى في الذاكرة لمدة أطول ولكن التعلم بالحفظ ينسي بسرعة، فمن الممكن حفظ مضمون شرح بن عقيل في الذاكرة إذا كان التعلم ذو معنى، ولكن يصعب حفظه صفحة منه إذا كان تعلمها بالحفظ مثل جدول الضرب أما المعلومات التي اكتسابها المتعلم خلال التعلم ذو المعنى فإنها تسترجع بشكل مختلف لحدوث توفيق تكاملي بين المعلومات الجديدة والمعلومات السابقة ولذلك ركز أوزوبيل على التعلم ذو المعنى لأهميته في العملية التعليمية.

     ولقد أشار أوزوبيل في نظريته لأسلوبين أو طريقتين في
التعلم وهما:

أولاً: التعلم بالاستقبال:

     قصد أوزوبيل بتلك الطريقة الأسلوب في التعلم بأن المعلومات المراد تعلمها التي تقدم للمتعلم تقدم له بصورة منظمة ومرتبة ومكتملة نسبياً، وليس للمتعلم دور أو نشاط في اكتشاف المعلومات الجديدة، وذلك الأسلوب أو الطريقة المتبعة في المدارس الآن  المعلم يقدم ويشرح المعلومات بالتفصيل بصورة مرتبة ومنظمة من الكتاب المدرسي مباشر للطالب دون أدنى مشاركة من المتعلم.

ثانياً: التعلم بالاكتشاف:

     يكتسب المتعلم المعلومات والمفاهيم والمهارات والاتجاهات من خلال الأنشطة التي يقوم بها المتعلم في المكتبة، أو الرحلات الميدانية، أو تلخيص الكتب، وأنشطة مدرسية، أو أي نشاط آخر يقوم به يكون له دور فعال، ويصبح دور المعلم توجيهي فقط، وبالتالي يكتشف المتعلم تلك المهارات وتنمو لديه الميول والاتجاهات العملية المرغوبة.

      ولقد استنبط أوزوبيل أربعة أنماط للتعلم من خلال العرض السابق سوف يتم استعراضها فيما يلي:

<!--التعلم بالاستقبال القائم على المعنى:

     يقصد بهذه الطريقة أن المتعلم يكتسب المعلومات من الكتاب المدرسي أو شرح المعلم، وتكون هذه المعلومات منظمة ومكتملة ومرتبة نسبياً، ولا يقوم المتعلم بدور فعال في هذه الطريقة، ولكن تلك المعلومات يمكن أن يربطها المتعلم بمعلومات سابقة في بنيته المعرفية وبالتالي تكون ذات معنى لديه.

<!--التعلم بالاكتشاف القائم على المعنى:

     وفي هذه الطريقة يكتسب المتعلم المعلومات الجديدة أثناء قيامه بدور فعال ونشاط تعليمي واضح تحت إشراف معلمه ويقوم المتعلم بالربط بين المعلومات الجديدة والمعلومات السابقة في بنيته المعرفية وبالتالي يكون تعلم ذي معنى.

<!--التعلم بالاستقبال القائم على الحفظ:

     يكتسب المتعلم في هذه الطريقة المعلومات بصورة مكتملة نسبياً، من المعلم أو الكتاب المدرسي، ولكن تلك المعلومات الجديدة غير منظمة، ويصعب عليه ربطها المعلومات الراهنة في بنيته المعرفية، لذا يلجأ المتعلم إلى حفظها.

<!--التعلم بالاكتشاف القائم على الحفظ:

     في هذه الطريقة يقوم المتعلم بدور فعال في اكتشاف المعلومات الجديدة ولكن هذه المعلومات، يصعب عليه ربطها بالمعلومات الراهنة في بنيته المعرفية السابقة، لذا يلجأ الطالب إلى حفظها.   

     لقد أشار أوزوبيل إلى أهمية استخدام التعلم القائم على الاستقبال بالمعنى، والتعلم الاكتشاف القائم على المعنى، في التدريس لأنهما تساهما في تحقيق الأهداف التعليمية على أكمل وجه.

     لقد قدم أوزوبيل بعض المفاهيم الأساسية الهامة للعملية التعليمية ومنها ما يلي:

1- المنظم التمهيدي:

     يقصد أوزوبيل به المعلومات التي يمهد بها المعلم للدرس الذي يعلمه أو المقدمة التي يستخدمها في بداية الحصة عند تدريس المعلومات الجديدة، ويرى أوزوبيل أنه يجب في هذا التمهيد أن يتميز بالعمومية والشمول والتجريد الأمر الذي يساعد على ربط المعلومات الجديدة بالمعلومات الراهنة في البنية المعرفية للمتعلم، وبالتالي يكون التعلم ذو معنى وإذا كانت المفاهيم العامة غير متواجدة في البنية المعرفية للمتعلم، فالمنظم التمهيدي يعمل على إرساء المفاهيم الجديدة، وهذا يعمل بالضرورة على تسهيل التعلم اللاحق.

     ولقد ميز أوزوبيل بين نوعين للمنظمات التمهيدية التي يمكن للمعلم استخدامها وهما:

<!--المنظم الشارح:

     يستخدمه المعلم عندما تكون المعلومات جديدة أو غير مألوفة تدرس لأول مرة لذا يلجأ المعلم إلى الشرح المفصل، وذلك يعمل على إرساء تلك المفاهيم الجديدة في البنية المعرفية للطالب، كما أن المعلم يمكن استخدام المنظم الشارح في حالة تقديم بعض المعلومات التي يجد الطالب صعوبة في ربطها بالمعلومات المتواجدة في بنيته المعرفية، لذا يحاول المعلم تزويد المتعلم بأفكار عامة متصلة بأفكار المتعلم الراهنة في بنيته المعرفية والتي تتصل بالمعلومات الجديدة التي يريد تعليمها للطلاب.

<!--المنظم المقارن:

 

     يستخدم عندما تكون المفاهيم المراد تعلمها مألوفة نسبياً لديهم، أو مرتبطة بمفاهيم متواجدة في بنيته المعرفية، فالمنظم المقارن يعمل على إرساء وتمييز المفاهيم الجديدة في بنية الطالب المعرفية كما يعمل على توضيح أوجه الشبه والخلاف بينا وبين المفاهيم الجديدة والسابقة عليها وينبغي التأكيد على أن هذه المنظمات تكون عامة وشاملة ومجردة.    

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 1122 مشاهدة
نشرت فى 20 مايو 2016 بواسطة maiwagieh

ساحة النقاش

الأستاذ الدكتور / وجيه المرسي أبولبن، أستاذ بجامعة الأزهر جمهورية مصر العربية. وجامعة طيبة بالمدينة المنورة

maiwagieh
الاسم: وجيه الـمـرسى إبراهيـــم أبولـبن البريد الالكتروني: [email protected] المؤهلات العلمية:  ليسانس آداب قسم اللغة العربية. كلية الآداب جامعة طنطا عام 1991م.  دبلوم خاص في التربية مناهج وطرق تدريس اللغة العربية والتربية الدينية الإسلامية. كلية التربية جامعة طنطا عام 1993م.  ماجستير في التربية مناهج وطرق تدريس اللغة العربية »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

2,661,667