الموقع التربوي للدكتور وجيه المرسي أبولبن

فكر تربوي متجدد

authentication required

ويعد الاستماع أحد الفنون اللغوية التى تحقق اتصال الفرد بالعالم الخارجى المحيط به ، وبالآخرين من حوله ؛ حيث يكتسب من خلاله عددا من المفردات اللغوية ، وأنماط الجمل والتراكيب والأفكار والمفاهيم ، وكذلك تنمية المهارات اللغوية المتعلقة بالتحدث ، والقراءة ، والكتابة .

والتلميذ الذى لديه قدرة على تمييز الأصوات ، ومخارج الحروف الصوتية ، ويستمع جيداً إلى ما هو مختلف ، وما هو متشابه ، ويستطيع أن يميز بين الأفكار الثانوية والرئيسية فى الموضوعات التى يستمع إليها من الآخرين ، وغير ذلك من المهارات الأساسية فى تعلم اللغة ؛ فإن ذلك سوف يساعده على الاتصال بالآخرين ، وفهم آرائهم ، والتعامل معهم بأسلوب يمكنه من الاستمرار فى حياته التعليمية والعملية.

ويمثل الاستماع أول مراحل النمو اللغوى عند الطفل فهو يسمع ، ويفهم ، ثم يتحدث ويتكلم فبل أن يبدأ القراءة والكتابة بسنوات ، والاستماع للطفل يشكل خلفية من الخبرات تكون عوناً له فى التحدث ، وهما معاً يشكلان العديد من الخبرات ذات الأثر فى تهيئة الطفل ، واستعداده للقراءة ، ومن ثم يجب أن يكون هناك تدريب فى مراحل التعليم المختلفة للمتعلم على الاستماع الجيد وآدابه . (محمد مجاور 1983: 221)

معنى ذلك أن الاستماع شرط أساسى للنمو اللغوى ، فالطفل الذى يولد أصم أو به عيوب فى السمع ؛ لا يستطيع الكلام ، وبالتالى لا يستطيع القراءة والكتابة بالطريقة التى يتكلم ويقرأ ويكتب بها غيره من العاديين فعن طريق الاستماع يكتسب التلميذ ثروته اللفظية ، عن طريق ربط الصوت والصورة ، والصورة والحركة .

ويمارس الأطفال فن الاستماع قبل أن يمارسوا أى فن آخر من فنون اللغة ، ويظل أكثرها استخداماً لدى الإنسان وتعد تلك المهارة أساس التلقى والتعلم ، فالفرد إذا ما أحسن الاستماع كان أحسن تحدثاً ، وأفضل وأرقى تعلماً . (محمد رفقى 1978 :121)

ومن الدراسات التى اهتمت بتنمية مهارات الاستماع ما يلى :

<!--دراسة (محمد مجاور 1983) التى حددت بعض الأنشطة المناسبة لتنمية الاستماع لدى الطفل مثل الاستماع لبعض البرامج المتعلقة بالطفل والأناشيد الوطنية والدينية ، و الاستماع إلى القصص والحكايات ، أو إلى أحاديث الأصدقاء . (محمد  مجاور1983 :231)

<!--دراسة (سمير سالم ، وحنان مدحت1989) التى حددت عددا من الأنشطة التى تنمى الاستماع عند أطفال ما قبل المدرسة مثل الأنشطة الصوتية واللغوية – إسماع الطفل أصواتاً عالية – الاستماع إلى أصوات الحيوانات ومحاولة تقليدها – الاستماع إلى أنغام موسيقية منوعة تميز كلمات متشابهة فى النطق والصوت ، ومختلفة فى معناها – سرد القصص المصورة – الاستماع إلى الأغنيات .

<!--دراسة (اهرىEhri 1989) التى أكدت أن مجموعة الأطفال الذين تعلموا بطريقة التكامل التى تعتمد على ربط الحروف بصورتها أثناء استماعهم لنطق الحرف قد تعلموا الحروف بصورة أسرع من المجموعة التى قدمت لها الحروف بدون صورة الحروف ، ودون الاستماع إلى نطقها .

<!--دراسة( إيمى Emery 1991)والتى هدفت قياس مهارات الاستماع المصاحبة لأنشطة موسيقية ، وقد تكونت العينة من (22) طفلاً لديهم ضعف فى الاستماع فى المجالات الآتية : التمييز السمعى ، والإدراك السمعى ، وإتباع التعليمات الشفهية ، والفهم السماعى .

<!--ودراسة (لاست (Last, Ellen De Muth, Robert J. 1991 التى أكدت على دور المنهج فى الاتصال الوظيفى الفعال وفقاً لمراحل عمرية وفى إطار عمر الاكتساب .            

<!--دراسة (باترسونPatterson, Retie 1992) التى ركزت على دور الألعاب اللغوية فى تنمية أنشطة الاستماع.

<!--دراسة(مان Mann 1993 )التى أظهرت أن القراء الضعاف من أطفال عينته كانت قدراتهم ضعيفة فى تذكر تتابع الكلمات ، وقد توصل إلى هذه النتيجة من خلال استخدامه لأسلوب تقديم كلمات مصحوبة بصور معينة يطلب من الأطفال النظر إليها مع الاستماع إلى أسمائها ، وتمييز ما هو مختلف فى نظامه الصوتى .

<!--دراسة(سامى عياد وحسن جعفر 1995)التى أكدت فعالية بعض أنشطة الاستماع التى تساعد الأطفال على اكتساب هذه المهارات،ومن هذه الأنشطة:الاستماع إلى القصص وأصوات الأشياء المحيطة وكلمات فى سياق .

<!--دراسة (باتدورف وآخرون Batdorf, Barbara, Pecor 1995) والتى خططت لتنمية الاستماع من خلال دروس متكاملة تضمنت خصائص الحيوان ، وعاداته واستخدام الكلمات المفتاحية لهذا الغرض.

<!--دراسة (دي أنجلو (D' Angelo 1998 التى ركزت على عمليات اللغة ومنتجاتها وعلى اتصال الاستماع بالقراءة والاستماع بالتعلم .

<!--دراسة (طاهرة الطحان 2002) والتى قامت ببناء برنامج لتنمية مهارات الاستماع فيما قبل المدرسة ، وأكدت فعاليته فى تنمية الاستماع والتحدث .

 

وبالرغم من أهمية الاستماع فى إكساب التلميذ مهارات اللغة المختلفة فى مرحلة التعليم الابتدائى ؛ إلا أنه لم يحظ باهتمام الباحثين والتربويين ، رغم أنها المرحلة الأساسية التى يدرب فيها التلميذ على الاستماع الجيد ، ومن ثم التحدث الجيد الذى يساعده على التواصل ، والتعبير، والتعامل مع الآخرين.(طاهرة الطحان2002 :5) وفى المدرسة الابتدائية يعد التحدث مهما للغاية فهو يعد المقدمة الأساسية لتعليم التعبير التحريرى ، كما أن تدريب التلاميذ على مهارات التواصل اللغوى الشفوى يكسبهم السرعة فى التفكير فى مواجهة المواقف الكلامية الطارئة والمواقف الحياتية التى تتطلب الطلاقة والقدرة على الارتجال ، هذا إضافة إلى أن التدريب على الاتصال اللغوى الشفوى يعالج كثيراً من اضطرابات الكلام لدى بعض التلاميذ.( عبد الحميد عبد الله 2000 :189)

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 196 مشاهدة
نشرت فى 19 مارس 2014 بواسطة maiwagieh

ساحة النقاش

الأستاذ الدكتور / وجيه المرسي أبولبن، أستاذ بجامعة الأزهر جمهورية مصر العربية. وجامعة طيبة بالمدينة المنورة

maiwagieh
الاسم: وجيه الـمـرسى إبراهيـــم أبولـبن البريد الالكتروني: [email protected] المؤهلات العلمية:  ليسانس آداب قسم اللغة العربية. كلية الآداب جامعة طنطا عام 1991م.  دبلوم خاص في التربية مناهج وطرق تدريس اللغة العربية والتربية الدينية الإسلامية. كلية التربية جامعة طنطا عام 1993م.  ماجستير في التربية مناهج وطرق تدريس اللغة العربية »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

2,660,359