الموقع التربوي للدكتور وجيه المرسي أبولبن

فكر تربوي متجدد

دور الانترنت في تنمية بعض مهارات البحث العلمي:

يتحفز العالم العربي الآن لنهضة شاملة في جميع المجالات؛ نهضة تزكيها روح الانتماء، ومشاعر الاعتداد بالماضي، والثقة في المستقبل، كما يسعى أن يعيش مع هذه النهضة ويلجها من بوابة المتفوقين؛ إذ لا يعقل أن يكون العالم العربي بدولة التى قادت الفكر والفن والحضارة والتقدم بعيدا عن استيعاب مفاهيم العصر وأنماطه الجديدة في عالم يشهد اليوم ثورة المعلومات والاتصالات تزيد بها ومعها الهوة بين الدول المتقدمة والدول النامية اتساعا، وأصبح واضحا أن من يملك العلم والتكنولوجيا والمعلومات له أحقية الاستمرار والبقاء.

لقد أسهم البحث العلمي وما صحبه من تقدم علمي في جعل العالم قرية صغيرة وذلك من خلال وسائل الاتصال والمواصلات وثورة المعلومات وما تبعها من عولمة تأثرت بها جميع شعوب العالم ومؤسساته المختلفة.

ومن خلال تتبع تقسيم خريطة العالم المعاصر وفق مستويات التقدم فيما يتعلق بالبحث العلمي والتكنولوجي إلى أربعة مجموعات تشمل المجموعة الأولى منها الدول التي تقع على أعلى سلم التقدم العلمي في مختلف المجالات ويمثلها أمريكا واليابان ودول أوربا الغربية، وتشمل المجموعة الثانية الدول التي تملك عناصر التقدم العلمي والتكنولوجي وتسعى إلى تطويرها ويمثلها دول أوربا الشرقية وروسيا، وتتكون المجموعة الثالثة من الدول التي تعمل على إدخال عناصر التقدم العلمي والتكنولوجي وتجعلها من أولوياتها ويمثلها بعض دول الوطن العربي والهند ودول جنوب شرق أسيا، وأخيرا الدول التي لا تملك أى وسيلة من وسائل التقدم التكنولوجي والعلمي وهي دول مستهلكة ومستوردة لبعض مخرجات البحث العلمي والتكنولوجي وتقع في علاقة التبعية لدول أخرى إما لفقرها أو لفقدانها لخريطة وطنية في التنمية( ال مقبل، 2012، 123).

وتجتهد كل دولة مصنفة في هذه المجموعات في سبيل الارتقاء في سلم البحث العلمي والتطوير التكنولوجي لتنتقل إلى الحلقة الأعلى منها، كما تخشى كل دولة تشغل إحدى الحلقات المتقدمة من أن تنزلق إلى الحلقة الأدنى إن هي أغفلت أولوياتها ومسؤولياتها.

ولكن الواقع العربي يشير إلى أن إهمال الأولويات والمسئوليات يسهم بشكل فعال حدوث انزلاق للهوة البغيضة، ويؤكد ذلك تقرير التنمية الإنسانية العربية الصادر عن برنامج الأمم المتحدة الإنمائي والصندوق العربي للإنماء الاجتماعي والاقتصادي( 2002) والذي يشير إلى أن نسبة الاستثمار في البحث العلمي لا تزال في معظم البلاد العربية ضعيفة جدا فهي لا تزيد عن نسبة 0. 05% من الميزانية العامة وإن كانت تزيد عن 1% فى كل من مصر والأردن، كما تشير الإحصاءات أيضا أن ميزانيات البحث العلمي لا تتعدى 0. 16%( برنامج الأمم المتحدة الإنمائي، 2002).

ويعد البحث العلمي فى الجامعات سببا رئيسا ومهما في رفع المستوى التعليمي، وكلما ركزت البحوث على المشكلات المختلفة التي تواجه المجتمع ومتظلباته، وتحقق التواصل الحقيقي والفعال بين الجامعة والمجتمع كلما نجت تلك البحوث فى أداء المنوط بها والمطلوب منها.

وتتجلى أهمية البحث العلمي في هذا العصر الذي يرفع شعار البقاء للأصلح، حيث غدا محرك النظام العالمي الجديد هو البحث العلمي والتطوير. ولم يعد البحث العلمي رفاهية أكاديمية تمارسه مجموعة من الباحثين القابعين في أبراج عاجية؛  حيث يؤكد شاهين( 2005) على أهمية البحث العلمي والدور الفعال الذي يؤديه في تطوير المجتمعات الإنسانية المعاصرة على اختلاف مواقعها في سلم التقدم الحضاري، ولا يختلف اثنان حول أهميته في فتح مجالات الإبداع والتميز لدى أفراد وشعوب هذه المجتمعات، وتزويدها بإمكانية امتلاك أسباب النماء على أسس قوية.

فالبحث العلمي يسهم في العملية التجديدية التي تمارسها الأمم والحضارات لتحقيق واقع عملي يحقق سعادتها ورفاهيتها، فهو –أى البحث العلمي- يعمل على إحياء المواضيع والأفكار القديمة وتحقيقها تحقيقا علميا دقيقا، وبالتالي تطويرها للوصول إلى اكتشافات جديدة، ويسمح البحث العلمي بفهم جديد للماضي في سبيل انطلاقة جديدة للحاضر ورؤية استشرافية للمستقبل، وهكذا فإن البحث العلمي يناطح الماء والهواء في أهميته للحياة الإنسانية( Ahmed Koydy,Kenanaline. com368742 ).

ويمكن أن يسهم البحث العلمي بالعديد من الفوائد منه:

<!--تأهيل الفرد للتعامل مع المشكلات وفق أسس علمية.

<!--رصد الواقع والتعرف على ما هو كائن ومشكلاته المستقبلية والسعي على حلها.

<!--تعرف حاجات المناهج الحالية إلى عملية تطوير وتحسين مستمر لتواكب متطلبات الحياة.

توسيع ثقافة الفرد وتمكينه من أسس البحث العلمي( القاسم، 2007).

ولقد تمت العديد من الدراسات والبحوث والتي حاولت تعرف واقع البحث العلمي في الجامعات العربية، كما حاولت بعضها تعرف فاعلية برامج متنوعة في تنمية المهارات البحثية ومنها دراسة: نصر( 1991) وهدفت واقع البحث العلمي وإمكانية إسهامه فى تطوير قطاع الإنتاج، وأوضحت أن أهم معوقات الاستفادة من نتائج البحوث الجامعية من وجهة نظر أعضاء هيئة التدريس بالجامعات هي كثرة الأعباء وضعف شبكة بنوك المعلومات. دراسة انبو WWW. KSAU. inpo,Though,2006) )التي اهتمت بمهارات البحث العلمي للدراسات العليا ودور الإبداع والمعرفة الضمنية وأساليب التفكير في تنميتها. حمد ( 2008) والتي هدفت تحديد المهارات الأساسية في البحوث العلمية التربوية ومنها مهارة العصف الذهني ودورها الهام في حل المشكلات.   دويدي ( 2009) والتى تمت بهدف تعرف فعالية التعلم الإلكتروني في تنمية مهارات البحث لدى طالبات الدراسات العليا في جامعة طيبة. آل مقبل ( 2011)لتعرف واقع مهارات البحث العلمي لدى طلبة المرحلة الجامعية و آليات الارتقاء بها. حسين و السعدني ( 2011) لتعرف فاعلية برنامج تدريبي مقترح في تحقيق الاحتياجات المهنية لأعضاء هيئة التدريس بالجامعات العربية في عصر المعلوماتية من خلال تحليل واقع الإعداد وتقديم رؤية للتطوير. المدني( 2011) والتي حاولت وضع رؤية لتطوير مهارات البحث العلمي في التخطيط الاجتماعي. النمري ( 2012)والتي ناقشت  إعداد البحوث العلمية في مجال المناهج و طرق تدريس اللغة العربية في ضوء المهارات البحثية اللازمة في بعض الجامعات السعودية.

ويلاحظ تنوع هذه الدراسات وتعدد أغراضها ما بين تحديد هذه المهارات أو تنميتها أو تعرف فوائدها فى تنمية العملية التعليمية. 

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 150 مشاهدة
نشرت فى 17 مايو 2013 بواسطة maiwagieh

ساحة النقاش

الأستاذ الدكتور / وجيه المرسي أبولبن، أستاذ بجامعة الأزهر جمهورية مصر العربية. وجامعة طيبة بالمدينة المنورة

maiwagieh
الاسم: وجيه الـمـرسى إبراهيـــم أبولـبن البريد الالكتروني: [email protected] المؤهلات العلمية:  ليسانس آداب قسم اللغة العربية. كلية الآداب جامعة طنطا عام 1991م.  دبلوم خاص في التربية مناهج وطرق تدريس اللغة العربية والتربية الدينية الإسلامية. كلية التربية جامعة طنطا عام 1993م.  ماجستير في التربية مناهج وطرق تدريس اللغة العربية »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

2,662,264