تعليم المعرفة الموجهة نحو تنمية احتياجات العقل:
إذا كانت الجامعات والتي هي في قمة نظام التعليم ـ دائما أماكن تدرس للطلبة تعلم التعلم وبسبب أن الوقت المتاح للكثير من التعلم قد أصبح أقصر كان من الأهمية، وبشكل أكبر من ذي قبل، أن تدرس الجامعات لطلبتها إستراتيجية التعلم، وكيفية الوصول للمعلومات. وإذا كان التقدم في الشبكة العالمية الواسعة WWW. ، وما ترتب عليها من سهولة في الوصول للمعلومات، قد أحدثت ثورة في كيفية حصول الطلبة، والأكاديميين على المعلومات، واستخدامها. وإذا كان هناك خطر يأتي مع كل تقدم. فإن الخطر الملازم للانفجار المعلوماتي المعاصر هو نقص ما يجب توفره لدى الأفراد من نفاذ بصيرة، ومعرفة بالطريقة النظمية لفحص، وتمحيص الكمية الضخمة من المعلومات، مع إعادة هيكلتها باستخدام توليفة من التفكير الممعن، والتبصر، والفهم (Laurillad,2000,pp 133-153).
ومن هنا كان على الجامعات تعليم طلبتها إستراتيجيات عامة للتفكير، والتحليل، والتخطيط. مع إعطائهم فهم أوسع للطبيعة الترابطية للعلم، والطبيعة التطورية للنظريات الأساسية (Rothblatt,1997,p145-164).
و تتسم الجامعات بأن لها دور متميز ومحدد من مدة طويلة، وذو قيمة كبيرة للمجتمع. ويعد جزء هام من هذا الدور ـ كما رأينا سابقا ـ هو تطوير الأفراد الذين تتوفر لديهم مهارات تحليلية، وإستراتيجيات تفكير مرنة، وجيدة. وكان التميز في الجامعات مرتبطا دائما بتطوير التجديد، والابتكار، والغير مألوف، والتخيل. ولم يكن ذلك بهدف ملء العقول بالمعلومات التي تصبح وبشكل سريع متقادمة. ولكن الأكثر من ذلك تحدى الطرق التقليدية في التفكير. ومن هنا كان على الجامعات أن تجاهد لملاحقة التغيرات في طبيعة المجتمع. مع إعادة فحص المقررات الدراسية، وتطويرها. وإيجاد مداخل جديدة لفروع العلم القديمة. مع ضرورة أن يتم ذلك بشكل مستمر من أجل تأكيد وضمان علاقة الجامعة الوثيقة والمستمرة بالمجتمع، وتعزيز وزيادة مكانتها المرموقة فيه (McNay,1995, pp. 105-115).
وعندما بدأت الجامعات تتطور كمعاهد علمية رسمية، كان هناك وضوح كبير بالهدف من التعليم الذي تقدمه. وبناء عليه اعتبرت حرية الكلام، والفكر ـ في ذلك الوقت ـ السمة المميزة والأكثر أهمية للأكاديميين الجامعيين. الأمر الذي سمح لهم بالتفكير بانفتاحية، وبشكل أدى بهم إلى اتجاهات وآراء هامة واكتشافات.
ساحة النقاش