إن تفعيل استخدام المستويات المعيارية في مجال التعبير الكتابي الإبداعي قد يسهم في تطوير تعليم التعبير الكتابي الإبداعي وتعلمه بما يحقق الأهداف المنشودة منه.
وفى ظل التطور الحادث في مجال التعليم عامة ومجال تعليم الكتابة خاصة، فإن تحديد مستويات معيارية لها يسهم في تطوير تعليمها، ويحقق تعليماً متميزاً للمتعلمين من خلال تحديد المؤشرات الأدائية التي يمكن في ضوئها اختيار الاستراتيجيات وبناء البرامج التي تسهم فى تنمية قدراتهم على الكتابة الصحيحة، للتوصل إلى منتج بشرى قادر على اتخاذ قرارات سليمة في ظل التطور المتسارع في المعرفة والمعلومات الذي يشهده العالم فى حياتنا المعاصرة .
و تعتبر حركة المعايير التي ظهرت مؤخرا على الساحة التربوية من الحركات التي اهتمت بتحديد مستويات معيارية لكل مادة دراسية و منها مادة اللغة، تلك المستويات التي تصف ما يجب أن يصل إليه المتعلم وتعكس مستوى الأداء المرغوب فيه، كما اهتمت الحركة بتحديد المؤشرات وقواعد التقدير التي تمثل مكونات نمو المعيار و تقود إلى تحقيقه، و تحدد مستويات للإنجاز الذي يحققه التلاميذ للوصول إلى المعايير في كل مجال من مجالات المادة (فضل الله 2005، 155) .
وتعد المستويات المعيارية موجهات أو خطوط مرشدة تعبر عن المستوى النوعي الذي يجب أن تكون عليه جميع مكونات العملية التعليمية، من تلاميذ، ومعلمين، وإدارة، ومناهج، ومبان، ومصادر تعليمية، ولهذا أكدت الدول على كافة المستويات ضرورة الأخذ بالمستويات المعيارية في جميع عناصر العملية التعليمية.
كما اهتمت الحركة بتحديد المؤشرات وقواعد التقدير التي تمثل مكونات نمو المعيار وتقود إلى تحقيقه، وتحدد مستويات للانجاز الذي يحققه التلاميذ للوصول إلى المعايير في كل مجال من مجالات المادة . وتعتبر من أهم المستويات المعيارية في مجال الكتابة ما جاء في تقرير المستويات المعيارية لمحتوى مادة اللغة العربية التي أصدرته الهيئة القومية لضمان جودة التعليم والاعتماد(2009) والتي تنص على المعيار الرئيس التالي:
<!--تكوين كلمات وجمل وفقرات
<!--والذي تنبثق منه المؤشرات الفرعية التالية:
<!--يكتب تقريراً عن أحداث جارية أو مشاهد يومية.
<!--يكتب تقريراً عن رحلة قام بها.
<!--يحلل حكاية أو كتاباً بسيطاً
وتجمع الكثير من الدراسات و البحوث التربوية الحديثة على أهمية المعايير في النظام التعليمي، وأن هناك ارتباطاً قوياً بين تطبيق نظام الجودة الشاملة القائم على فلسفة المعايير في المؤسسات التعليمية وبين مستوى مخرجاتها البشرية ( مجاهد، بدير، 2006، 10) .
و من هذه الدراسات التي تؤكد تفعيل المستويات المعيارية في النظام التعليمي:
دراسة حافظ (2005م ) التي تؤكد إلى تقويم أداء تلاميذ المرحلة الابتدائية في ضوء المستويات المعيارية لمهارة التحدث.
دراسة البدري (2009م ) التي هدفت التعرف على أثر استخدام استراتيجيه مقترحة في ضوء نظرية قبعات التفكير الست لإدوارد دي بونو في تنمية المستويات المعيارية للاستماع في المرحلة الابتدائية .
دراسة اليكساندر (Alexander, 2005) التي هدفت تعرف أثر اختبارات المخاطرة العليا " اختبارات القراءة المعيارية " على مناهج وتعليم فنون اللغة الثانية .
دراسة أماني طه (2012) التي هدفت الدراسة إلى وضع برنامج قائم على التعلم النشط لتنمية أداء تلميذات المرحلة الابتدائية في ضوء المستويات المعيارية.
وبالرغم من أهمية المستويات المعيارية، إلاّ أن ميدان اللغة العربية عامة والكتابة خاصة، لا يزال يعانى من افتقار شديد، وحاجة ملحة إلى تحديد واضح ومتكامل للمستويات المعيارية.
ساحة النقاش