الموقع التربوي للدكتور وجيه المرسي أبولبن

فكر تربوي متجدد

مدخل عمليات الكتابة:

 

ومن أهم الاتجاهات الحديثة في ذلك مدخل عمليات الكتابة الذي يعد من الاتجاهات الحديثة في تدريس التعبير الكتابي، وهو يشير إلى أن الكتابة تعد إجراءا أساسياً في تعليم اللغة بهدف تنمية وعي المتعلم بكيفية استنتاج الأفكار، و تحويلها إلى بناء قوي يتناسب مع متطلبات القارئ و توقعاته و أهدافه، وكذلك مع أهداف الكاتب و توقعاته، و يؤكد هذا الاتجاه على أهمية العناية بمهارات الكتابة وعملياتها وكيفية التعلم و أثر ذلك على نواتج التعلم القريبة و البعيدة وهو اتجاه أكده عديد من البحوث و الأدبيات في مجال تعليم الكتابة في اللغة الإنجليزية (Goosik, k. 1999, Nessel et al , 1989).

ويركز مدخل عمليات الكتابة على إتاحة الفرص لجميع الطلاب للكتابة بحرية دون الخوف من الوقوع في الأخطاء الكتابية , فتصحيح الأخطاء يأتي لاحقاً ومتدرجاً عندما يصل الطالب إلى مرحلة متقدمة (قاسم, 2010، 11)

ويعد مدخل عمليات الكتابة وما يتضمنه من عمليات التخطيط، وتحديد الأهداف، وجمع البيانات، والمعلومات ثم التنظيم والكتابة المبدئية، وتقويمها، وتعديلها، من خلال عمليات الفحص والمراجعة، ثم الكتابة النهائية ( إعادة الكتابة ثم مراجعتها وتقويمها ) من انسب المداخل التي تساعد على تحقيق المستويات المعيارية المطلوبة  بالمنتج النهائي لعملية التعلم، حيث يشير هذا المدخل إلى أن الكتابة تعد إجراءً أساسياً في تعليم اللغة، بهدف تنمية وعى المتعلم بكيفية استنتاج الأفكار، وتحويلها إلى بناء قوى يتناسب مع متطلبات القارئ وتوقعاته، وأهدافه، وكذلك مع أهداف الكاتب، وتوقعاته، كما يؤكد على أهمية العناية بمهارات الكتابة، وعملياتها، وكيفية التعلم، وأثر ذلك على نواتج التعلم القريبة والبعيدة، وهو اتجاه أكدته العديد من البحوث والأدبيات في مجال تعليم الكتابة في اللغة.

ويمر هذا المدخل بالخطوات التالية :

مرحلة ما قبل الكتابة: وتتم عن طريق تناول بعض الخبرات اللغوية التي تؤثر على مستوى المتعلم في تفكيره،، وكتابته من خلال عرض بعض الأنشطة والخبرات(سواء أكانت هذه الخبرات مكتوبة أو مرئية أو مسموعة )على المتعلمين  بشكل جماعي.

عمل المخططات أو ما يمكن أن يسمى بمرحلة الكتابة المبدئية: حيث يبدأ المتعلمون في عمل المخططات أو المسودات، وفيها تكون مرحلة الكتابة الفعلية للتقرير، أو التحليل ويقتصر دور المعلم في هذه المرحلة على تشجيع الطلاب على التفكير في عملية الكتابة على أنها عملية متعددة الجوانب، وليست مجرد وضع كلمات على الورق، وأن يقوم المعلم بالكتابة مع المتعلمين كنوع من المشاركة، فضلاً عن إعطائهم نموذجاً للكتابة، كما يجب تشجيعهم أيضاً على الرجوع لمواقع الإنترنت، والقواميس، والقوائم، التي قاموا بإعدادها في مرحلة ما قبل الكتابة.

المشاركة والتجاوب في العملية الكتابية: حيث يتم تقسيم المتعلمين لمجموعات صغيرة تتبادل الكتابات، كما يمكن عمل تغذية راجعة من قبل المعلم للمتعلمين  أو تحديد مدخلات العملية الكتابية لكي يسهل مراجعتها.

المراجعة: وهي مرحلة هامة جداً في عملية الكتابة، فهي بمثابة قلب عملية الكتابة؛ حيث تستخدم المعاني، والأفكار، التي توضح وتصقل المعنى، وقد يَحدُثُ خلالها تَغيرُ كلىُّ أو جزئي للنص المكتوب أو من خلال حذف أو إضافة بعض الأجزاء لهذا النص، ثم يتم إعادة تنظيمه مرة أخر.

التنسيق: وفي هذه المرحلة يتم عمل التعديلات النهائية على التقرير أو التحليل المكتوب، بشكل يجعل النص مقبولاً ومرغوباً فيه لدى القارئ، حيث يقوم المتعلمين بمساعدة أقرانهم، ومعلمهم من خلال التركيز على ضبط الهجاء ومعايير التنسيق، والتي بدورها تختلف من متعلم  لآخر تبعاً للفروق الفردية، ويحدث ذلك فقط عندما يكون هناك هدف محدد وجمهور محدد للكتابة(Bello, 1997: 86).

النشر: تعد عملية النشر إحدى أجزاء عملية الكتابة؛ حيث يتم فيها تقديم العمل بعد تعديله للجمهور، أما بالنسبة للمتعلم فإن علمية النشر ببساطة تتم بالانتهاء من كتابة عمل ما أو قراءته بصوت عال على الأقران داخل الفصل المدرسي أو نشره في صحيفة المدرسةKingen, S 2000: 64))؛ حيث يطلب المعلم من المتعلمين قراءة الموضوع بصوت عال على الأقران داخل الفصل المدرسي، أو نشره في صحيفة المدرسة.  كما يمكن أن يطلب منهم نشرها في أماكن أخرى.

التغذية الراجعة من عملية الكتابة: تعـد التغذية الراجعة عنصر حيوياً ومهماً فـي عملية الكتابة، وتشمل مجموعة التعليقات والتساؤلات والاقتراحات التي يعطيها القارئ للكاتب لإنتاج عمل كتابي يتفق مع وجهة نظر كُلٍّ من القارئ والكاتب.  وتستخدم التغذية الراجعة خاصة عندما يشعر القارئ ببعض الاضطرابات بسبب قصر أو عدم إمداده بالمعلومات الكافية أو التنظيم غير المنطقي، أو عدم تطور الأفكار بشكل سليم، أو عدم توافر الكلمات المناسبة، بالإضافة إلى تشجيع المعلم للمتعلمين على كتابة تقرير اوتحليل  جيد، وعلى أسس صحيحة.  

 و من الدراسات التي تؤكد فاعلية مدخل عمليات الكتابة و استراتيجياته:

دراسة فايزه السيد عوض (2000م) وتهدف هذه الدراسة إلى تنمية بعض مهارات التعبير الكتابي في ضوء مدخل عمليات الكتابة التفاعلي لدى عينة من طالبات الفرقة الرابعة بقسم اللغة العربية بكلية البنات بجامعة عين شمس .

دراسة عزة المرصفي (2004م ) والتي أشارت إلى فعالية مدخل عمليات الكتابة كعملية في تنشيط مهارات التنسيق والمحتوى في الكتابة لدى طلاب قسم اللغة الإنجليزية .

دراسة هاريسون (Harrison , G, 2007) والتي تؤكد فاعلية استخدام بعض استراتيجيات عملية الكتابة في علاج صعوبات الكتابة .

دراسة خالد خاطر العبيدي (2008م) والتي تؤكد على فاعلية نشاطات قائمة على عمليات الكتابة في تنمية مهارات كتابة القصة لدى تلاميذ الصف الأول متوسط .

محمد الحربي (2010م) أكدت إلى فاعلية استخدام مدخل عمليات الكتابة في تنمية بعض مهارات التعبير الكتابي الإبداعي لدى عينة من تلاميذ الصف الثالث متوسط بالمدينة المنورة، كما أوصت الدراسة بأهمية تفعيل استخدام خطوات عمليات الكتابة السبعة أثناء تدريس موضوعات التعبير الكتابي بما يعود بالفائدة على إنتاج الطلاب الكتابي الإبداعي .

دراسة كريمة المزروعي (2012م) التي تؤكد فاعلية خطوات عمليات الكتابة في تنمية مهارات التواصل الكتابي لدى طلاب الصف السادس الأساسي.

ومما سبق يمكن أن نشير إلي امكانية استخدام هذا المدخل في تنمية مهارات تعليم التعبير. 

 

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 2121 مشاهدة
نشرت فى 29 ديسمبر 2012 بواسطة maiwagieh

ساحة النقاش

الأستاذ الدكتور / وجيه المرسي أبولبن، أستاذ بجامعة الأزهر جمهورية مصر العربية. وجامعة طيبة بالمدينة المنورة

maiwagieh
الاسم: وجيه الـمـرسى إبراهيـــم أبولـبن البريد الالكتروني: [email protected] المؤهلات العلمية:  ليسانس آداب قسم اللغة العربية. كلية الآداب جامعة طنطا عام 1991م.  دبلوم خاص في التربية مناهج وطرق تدريس اللغة العربية والتربية الدينية الإسلامية. كلية التربية جامعة طنطا عام 1993م.  ماجستير في التربية مناهج وطرق تدريس اللغة العربية »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

2,659,503