تتعدد الفلسفات التي يعتمدها الفكر التربوي والتى تتبناها المجتمعات وفق توجهها حسبما يلي:
الفلسفة الأزلية :
<!--تعتبر هذه الفلسفة من أكثر الفلسفات محافظة وتقليدية .
<!--وترى هذه الفلسفة أن غايات التربية مطلقة وعامه في ذاتها .
<!--وتثق هذه الفلسفة بالعقل ,من منطلق أن العقل الإنساني قادر بقوته الذاتية دون تدخل من قوى خارجية على فهم العالم من حوله .
<!--اهتمت هذه الفلسفة بضرورة جعل التعليم عالميا ,وألا تتجه المؤسسات إلى شيء غير الحقيقة وحدها ,وذلك على اعتبار أن مهمة التربية تدور حول الوصول معرفة الحقيقة الخالدة.
<!--تنظر هذه الفلسفة إلى المواد الدراسية منفصلة عن بعضها .
<!--تركز التربية حسب وجهة نظر الفلسفة الأزلية على تنمية التفكير في المجال المعرفي أو العقلي ولا تهتم بالنواحي الوجدانية والعاطفية أو المهاريه والجسمية .
<!--المنهج الذي يخدم تلك الغايات يجب أن يتسم بالثبات .
<!-- ينبغي على التلاميذ الذين يلتحقون بالمدارس أن يتصفوا بالجدية .
<!--يركز المنهج المدرسي في المدرسة الأزلية على تراث الماضي .
الفلسفة المثالية :
تعود هذه الفلسفة إلى أفلاطون اليوناني قديما وإلى كانت و هيجل وديكارت في العصور الحديثة .
يمكن تعرف هذه الفلسفة على أنها رؤية شاملة للعالم في جملته باستخدام العقل .
<!--وتنظر هذه الفلسفة إلى العالم المادي على أنه ليس واقعا مطلقآ ومستقلا عن الإنسان ,فالظواهر الطبيعية لا وجود حقيقي لها دون أدراك الإنسان لها وتفكيره .
<!--تعتبر أن العقل والروح جوهر العالم .
<!--المعرفة وفقآ لهذه الفلسفة مستقلة عن الخبرة الحسية ,و لايتم اكتسابها الإ باستخدام العقل وليس الحواس .
<!--تؤمن بوجود أفكار عامة ثابتة مطلقة ومستقلة عن العالم المحسوس الذي نعيشه تتمثل في عالم المثل و,عالم الحق والخير والجمال
<!--القيم في تلك الفلسفة مثالية ثابتة لا تتغير .
<!--تؤمن بأن المعرفة النظرية أفضل بكثير من المعرفة العلمية أو التطبيقية .
<!--اهتمت هذه الفلسفة بتنمية العقل وإهمال الجسم .
<!--المنهج المدرسي الذي تؤمن به هو منهج ثابت غ ر قابل للتطور ,ويتم نقله من جيل لجيل .ويتألف هذا المنهج من مواد دراسية منفصلة .
<!--تستخدم تلك الفلسفة طريقة التلقين والإلقاء في معالجة الموضوعات الدراسية
<!--لا تهتم بالأنشطة التي تتم خارج الحجرة الدراسية لأنها لا تخدم العقل .
الفلسفة الواقعية:
تعود أفكار هذه المدرسة إلي الفيلسوف اليوناني أرسطو والفيلسوف المسلم ابن سينا
تنظر هذه الفلسفة إلى طبيعة العالم على انه ذلك العالم الفيزيقي او الطبيعي ، عالم الواقع الذي يشتمل على الحقائق جميعها والتي يمكن اكتشافها عن طريق التحليل العلمي الموضوعي وتمثل تلك الحقائق القوانين الطبيعية التي تحكم مسار الكون والإنسان.
فإن الواقعية تنظر إليه كالموجودات الآخرى حيث يمكن معرفته وفهمه عن طريق دراسة مكوناته وان كان الإنسان يتميز عن سائر الموجودات بالعقل والمنطق.
وتهدف التربية في الفلسفة الواقعية إلي إعداد الفرد لتقبل حظه المكتوب له في هذه الحياة ، ومساعدته على التكيف مع بيئته دون أن يعمل على تشكيلها أو التأثير فيها .
أما المناهج من منظور الفلسفة الواقعية ، فيتكون من مجموع الحقائق التي اكتشفها العلماء من العالم الواقعي الذي يعيشون فيه فقط كذلك فان مكونات محتوى المنهج الواقعي متى اكتشفت تبقى ثابتة ويصبح تغيرها بطيئاً وهي تتألف من العلوم والرياضيات والمواد الاجتماعية بالإضافة إلى التعليم المهني.
عموماً تهتم الفلسفة الواقعية بعالم الأفكار والأشياء الثابتة في المادة الدراسية مثل الحقائق وفنيات أو آليات القراءة واليقينيات في العلوم والرياضيات والأساسيات في أيه مادة دراسية أو موضوع دراسي
الفلسفة البراجماتية أو النفعية:
من أشهر المفكرين المؤسسين لهذه الفلسفة تشارلز بيرس و وليم جيمس وجون ديوي
وقد اخذ الفكر البراجماتي مسميات متنوعة منها البراجماتية أو الأدائية أو الوظيفية أو التجريبية ، وجميعها تركز على أن التربية هي الحياة وليست عملية الإعداد للحياة
وتنظر الفلسفة البراجماتية إلى العالم على انه نسبي وفي حالة تغير مستمر كما ترى أن طبيعة الإنسان متكاملة فعقله وجسمه ومشاعره ليست أجزاء منفصلة بل هي خصائص لعضو متكامل وأن كل فرد له طبيعته وشخصيته الخاصة به.
أما الحقيقة فتنظر الفلسفة البراجماتية إليها على أنها غير مطلقة وان المجتمع بطبيعته ديناميكي دائم التغير، ولا تؤمن البراجماتية بوجود قوانين أخلاقية مطلقة كما ترى أن أحكامنا حول القيم قابلة للتغير فلا وجود لقوانين أخلاقية أو قيمة يفرضها واقع غير طبيعي كما هو الحالة في الفلسفة المثالية
على اعتبار أن جوهر التربية لدى التقدميين ليس التكيف مع المجتمع ولكنة إعادة بناء مستمر الخبرة
وتنظر الفلسفة البراجماتية إلى التعليم على أنه فرد يمر بخبرات كما انه مفكر ومكتشف، لذا يجي أن نجعل ما يتعلمه الفرد متعلقا بحاجته واهتماماته الخاصة بدلا من تزويدهم بمعلومات مختارة لهم من جانب الآخرين
وهكذا تقدم الفلسفة البراجماتية للتلاميذ المنهج الدراسي الذي يحتوي على الخبرات والدراسات الاجتماعية والمشروعات والمشكلات والتجارب بصورة وظيفية.
وينظر العاملون في الفكر البراجماتي إلى أنفسهم كوسائط للتعليم بدرجة اكبر كونهم مجرد ناشرين للحقائق أو ناقلين لها لأنه في هذا العالم المتغير بشكل سريع .
أما عن دور محتوى المادة الدراسية فيجب أن يعمل على تنمية الاستبصار والفهم والمهارات الضرورية اللازمة لتحقيق التفكير الإبداعي لدى المتعلم كما يتمركز المنهج الدراسي حول المتعلم ويقدم له مادة دراسية تساعد على الاكتشاف والممارسة العلمية الفلسفة التجديدية والمنهج:
تنظر الفلسفة التجديدية إلى التربية على أنها وسيلة ثقافية أمينة ,يعمل المجتمع على تجديد حياته عن طريقها,كما يتجنب في الوقت ذاته خطورة تدمير نفسه بنفسه.وعلى الرغم من أنصار الفلسفة التجديدية يؤمنون بالاتجاه التقدمي في الفكر البرجماتي,إلا أنهم يرون ان ذالك الاتجاه لا يلائم سوى المجتمعات التي تتسم بالاستقرار,وتعيش حياتها في ظل الظروف العادية.كذالك يرون أيضا,بأن التربية التقدمية بالمعنى البراجماتي تصلح للتطبيق في عصر يسوده التحرر المطلق.وبصورة عامة,يمكن القول أن الفكر التجديدي يعتمد في معالجاته على مقومات الفكر البراجماتي ,إلا انه يختلف عنه في مجال دراسة التلاميذ للحياة الاجتماعية.ويركز المؤمن بالفلسفة التجديدية على المستقبل من خلال دراسة الحاضر وتحليله,وتعتمد الفلسفة التجديدية على التحليل المنطقي والاجتماعي و الانثروبولوجي والفلسفي في تركيزها على جعل التربية في مقدمة توجيه المجتمع وقيادته,كما ترى أن المعلمين يمكنهم تحطيم حواجز الماضي,إذ كان ضروريا,كذالك فإنها تنظر إلى التراث الإنساني كوسيلة يمكن استخدامها,لذا فإن هذا الفكر التجديدي يتجنب عملية التلقين في التدريس,ويستبدلها بإرشاد التلاميذ وتوجيههم عن طريق المناقشة الفاعلة و التحليل العقلي الناقد للمشكلات المختلفة.ويستخدم التجديديون مواد دراسية متنوعة,كما أنهم يعتبرون المادة الدراسية مفيدة ,كذالك فإنهم غالبا ما يعملون على مشاركة التلاميذ وأولياء أمورهم وأعضاء المجتمع,من اجل تحقيق التعاون الوثيق بين مصادر التعلم وبين المصادر الاجتماعية والاقتصادية والسياسية من اجل تحقيق وضع أفضل للإنسان.وينادي العديد من أنصار الفلسفة التجديدية بضرورة جعل الحياة الجماعية مركزاً للخبرة المدرسية.
مثال تربوي على الفلسفة التجديدية: سمحت وزارة التربية والتعليم في إحدى الدول لمعلم يمتاز بالنشاط والحيوية بتأسيس مدرسة صغيرة بعد تجهيزها بالإمكانات والموارد اللازمة لإيجاد جو تربوي مناسب وقام بإعداد منهج تلك المدرسة بعض المعلمين من ذوي الاتجاهات الإيجابية نحو الحركة التجديدية مركزين في ذالك المنهج على بعض القضايا المهمة وتم التخطيط في هذه المدرسة لعقد اجتماعات إسبوعية مع الآباء وبعض إفراد المجتمع المحلي الذين لهم رغبة في الإصلاح والتجديد في الجانب التربوي.
الفلسفة الوجودية والمنهج: بدأ الفكر الوجودي يأخذ مكانه في قارة أوربا بعد الحرب العالمية الأولى,وقد مر الفكر بمراحل ثلاث حيث بدأت المرحلة الأولى على يد الفيلسوف الدانمركي سورين كيركجارد الذي يعتبر أول من استخدام كلمة"وجود"في مضمون فلسفي.وقد امن هذا الفيلسوف بأن الفرد الموجود هو ذالك الإنسان الذي يتصف بعلاقة لانهائية مع نفسه و يهتم بمصيره,وبدأت المرحلة الثانية عندما قام الفيلسوف الألماني هيدجر بتمحيص أراء كيركجارد والوجود الأصيل والحقيقي في نظرة ,هو نرتد إلى ذواتنا لنأخذ على عاتقنا مسؤولية وجودنا,وعندها يبدأ القلق.وقال:إن الوجود الوحيد الذي يرتبط به الإنسان هو الوجود الإنساني وحدة,وبذالك ينكر وجود الله عز و جل و يدعو إلى الإلحاد.أما المرحلة الثالثة للفلسفة الوجودية,فقد بدأت على يد الفيلسوف الفرنسي جان بول سارتر الذي انتشرت في أيامه الوجودية على نطاق واسع في العالم,ويعتبر سارتر من أكبر المعارضين لفكرة التوكل والتسليم بأن هناك قوةة خارج الإنسان تسيره وتسيطر على مستقبله,وهو يؤمن بأن الوجود الإنساني يسبق ماهيته وجوهرة.وبصورة عامة,لا يحاول الفكر الوجودي تقديم إجابات قاطعة حول الحقيقة و الواقع والقيم,بل يستهدف إيقاظ ميل الإنسان للاهتمام بهذه المشكلات والأسئلة فقط, ولا يعطيه إجابات شافية.فمثلا بالنسبة لطبيعة العالم,تؤمن الفلسفة الوجودية بأن العالم الذي نعيش فيه دائم التغير والتطور,كما انه ملي بالمتناقضات,وان الحياة الحقيقية فيه تتمثل في قيام الفرد باتخاذ القرارات التي يقتنع بها بدلاً من أن تكون مفروضة عليه وفيما يتعلق بالقيم ,فإن الوجودية ترى أن الإنسان هو المسؤول الأول والأخير عن اختيار القيمة التي سيتبعها في حياته,وهو كذالك المسؤول عن صنع نفسه وصنع عالمه.والمعرفة عند الوجودية حركة في الشك ورغبة في التعرف في الأفكار لتحصيل الحقيقة.وتتمثل مهمة التربية وفقاً لأفكار الفلسفة الوجودية,في إيجاد الجو الحر للتلميذ للقيام بأعمال حيوية.وباختصار تنظر المدرسة الوجودية إلي المتعلمين على أنهم هم الذين يصنعون اختياراتهم.ويرفضون المعلمون أية مقررات مخطط لها مسبقاً،ونادراً ما يتحدث الوجودين عن أهداف المنهج المدرسي، ولاتتم مطالبة المعلمين في تلك المدرسة الوجودية بالتمسك بالأخلاق الحميدة,وهكذا يتمثل الاهتمام التربوي لتلك المدرسة في تحرير المتعلم ومساعدته في الاعتماد على ذاته.وترى الفلسفة الوجودية ضرورة طريقة التدريس بالحرية,وباختصار فإن الفكر الفلسفي الوجودي فكر متحرر ويدعو الإنسان إلى التحرر من القيم سواء كانت دينية أو اجتماعية أو أخلاقية وذالك من منطلق أن فكرة الحرية التي يتمركز حولها الفكر الوجودي تتعارض مع فكرة العبودية لله.
مثال تربوي على الفلسفة الوجودية: تقول إحدى الأمهات التي سجلت ابنتها في إحدى المدارس التي تنتمي إلى الوجودي" أريد من ابنتي أن تعرف ما تفعله وما الذي تفعله.وتركز تلك المدرسة على تعليم الطفل كيف يتخذ قراراته.ورغم مرور بعض الوقت على إنشائها إلا انه لا يوجد منهج ثابت,ويفخر المعلمون فيها بأنهم يسمعون جيد للطلاب.وتتعامل إدارة المدرسة بنوع من الحذر مع التعليمات الصادرة عن الحكومة,ويتخذ الطلاب في هذه المدرسة العديد من القرارات التي تتعلق بطبيعة دراستهم ونوعها.
الفلسفة الماركسية و المنهج :
ترجع إلى كارل , أحد رواد الفكر المادي الشيوعي وقد نادى بالنظرية المادية التاريخية و النظرية المادية الجدلية .
وتعني النظرية المادية التاريخية : بأن التاريخ تسيره المادة , وبصفة خاصة الاقتصاد , لأنه يمثل البناء التحتي أو القاعدة الأساسية لبناء المجتمع الذي يؤثر و يشكل بدوره الأنظمة الاجتماعية و السياسية و التعليمية في البناء الفوقي .
أما النظرية المادية الجدلية : فإنها تهتم بفكرة الصراع الطبقي , وتفسره على أساس من المادة أو نوع من النظام الاقتصادي السائد .
الآراء التربوية :
* ينظر الفكر الماركسي إلى الفرد على أنه عبد للدولة , يؤدي دوره فيها بطريقة آلية وكأنه ترس من تروس إحدى الآلات في المصنع .
* تسيطر الدولة على المناهج المدرسية لخدمة أغراضها المختلفة , وتطالب بالتركيز على العمل المنتج و التجارب العملية عند تنفيذ المنهج .
* يركز هذا الفكر على العمل المادي المنتج النافع اجتماعياً ,و لا يفرق بين مناهج الثقافة العامة و بين المناهج المهنية , حيث لا ثنائية أو فصل بين الجوانب النظرية من ناحية و الجوانب العملية التطبيقية ولا سيما المهنية من ناحية ثانية .
وتعكس المدرسة البوليتكنيكية ( الفنون المتعددة ) جوهر الفكر الماركسي , حيث يتم فيها تقديم العلوم الإنسانية و الطبيعية و الدراسات العملية , ليس بهدف إعطاء معلومات و مهارات علمية و عملية تتعلق بالصناعة و الزراعة فحسب , بل بهدف تكوين عادات عقلية و خلقية تتعلق بالعملية الإنتاجية .
ومن الأمثلة على الدول التي تطبق نظام التعليم البوليتكنيكي : الصين , التي يعتمد التعليم فيها على الإنتاج .
فلسفة الإسلام و المنهج :
يقوم المنهج الإسلامي على أسس فلسفية تتمايز عن الأسس الفلسفية التي يقوم عليها المنهج المدرسي الحديث , وذلك ضمن إطار النظرة الإسلامية نحو الإنسان و الكون و الحياة .
فمثلاً , * ينظر الإسلام إلى الكون بكل ما فيه 0( عدا الإنسان ) , على أن الله خلقه لخدمة الإنسان وتحقيق مصالحه ورعاية أسباب حياته ورفاهيته من جانب , وعلى أنه الحجة و الدليل لكل ذي عقل و بصيرة على وجود خالق هذا الكون من جانب آخر .
* ينظر إلى الحياة على أنها معبر للآخرة يجب أن يحياها الإنسان , كما ينبغي أو كما يريده الله له .
* ونظر الإسلام إلى الإنسان نظرة متمايزة , إذ جعله أفضل المخلوقات , واستخلفه الله في الأرض ليقوم بعمارتها , بعد أن منحه العقل و التفكير , يجب أن يكون ملتزما بما أمره الله به , منتهياً عما نهاه عنه , ليكون خليفة الله في الأرض بحق .
* نظر إلى المعرفة على أنها علاقات قائمة بين الإنسان و الكون و الحياة , وهي كل ما يمكن أن يصل إليه العقل من تفسير أو اكتشاف , من أجل معرفة الحقيقة التي يقوم عليها الكون .
ويدور المنهج الإسلامي في التربية حول الإنسان من أجل تحقيق أهداف الإسلام , وذلك من منطلق أن الإنسان خليفة الله في أرضه , يتحمل منها فعل الخيرات , وترك المنكرات , وإقامة العدل ونشر الفضيلة و غيرها.
ومن هنا كانت فلسفة المنهج الإسلامي تتركز حول الشخصية المتوازنة للإنسان , من أجل تنميته فكرياً وروحياً وأخلاقياً واجتماعياً , وتمكين الإنسان من مواجهة الحياة مواجهة تقوم على المعرفة و التجربة , بحيث يستطيع أن يأخذ من مادية الحياة ومن الروحانية ما يجعله يستطيع المحافظة على التوازن ليس في ذاته فحسب , بل وفي سلوكه المتنوع في الحياة.
ولقد كان علماء الإسلام أول من وضعوا أسس المنهج التجريبي واستخدموه في بحوثهم و علومهم .
يعني المنهج الإسلامي بالعمل و الممارسة و التطبيق للقيم الاجتماعية التي حث عليها الإسلام أيضاً اهتم بمسؤولية الفرد عن تهيئة نفسه و التزامه بالتعليم و طلبه له , وجعل طلب العلم فريضة على كل مسلم و مسلمة .
كما يهتم بمراعاة الفروق الفردية في التعلم و تركيزه على قضية الثواب و العقاب في التربية .
أما عن طرائق التدريس التي اهتم بها المنهج الإسلامي , فقد تعددت نتيجة استخدام الرسول عليه الصلاة و السلام لها , ومن بعده من الخلفاء الراشدون و المربون المسلمون من أجل تعليم الناس و تربيتهم و إعدادهم لخدمة أنفسهم و أهلهم ووطنهم و المجتمع الإنساني بأسره منها :
طريقة الحفظ أو الاستظهار , طريقة المناقشة ,طريقة الحوار ,طريقة المحاضرة أو الخطابة طريقة القصة ,طريقة التعلم الذاتي و الجماعي , طريقة الممارسة أو التعلم بالعمل , طريقة استخدام الحوادث الجارية و المواقف في مجال التعليم , طريقة القدوة أو الاقتداء بالصالحين ,طريقة الرحلات العلمية الميدانية .
التعليق على ذلك :
اهتم الفكر الماركسي بالعمل اليدوي المنتج في إطار فكره المادي الإلحادي , ولكن الإسلام اهتم بالعمل الإنتاجي في إطار من القيم الدينية , بحيث يكون الدافع للعمل المتقن الشريف , ابتغاء وجه الله و مرضاته في المقام الأول , ومن ثم يؤديه الفرد عن رضا و طيب خاطر , لأنه مأجور عليه في الدنيا و الآخرة معاً .
ساحة النقاش