الموقع التربوي للدكتور وجيه المرسي أبولبن

فكر تربوي متجدد

(الأساس الاجتماعي للمنهج المدرسي)

يقصد بالأساس الاجتماعي مجموعة من المقومات أو الركائز ذات العلاقة بالمجتمع الذي يعيش فيه الطلاب ، وهو من أقوى أسس المنهج المدرسي تأثيرا على مخططي المناهج نظرا لظروف وخصوصيات كل مجتمع . وحتى تتضح صورة الأساس الاجتماعي ، لابد من التعرض لعدة موضوعات فرعية لها علاقة بالمجتمع الذي  يعيش فيه الطالب. ومن هذه الموضوعات ما يلي:

 

أولاً : المجتمع وعلاقته بالمنهج :

المجتمع  هو إطار عام  يحدد العلاقات التي تنشأ بين  جمع من الأفراد يستقرون في بيئة معينة تنشأ بينهم مجموعة من الأهداف والمنافع المشتركة ، وتحكمهم مجموعة من القواعد والقوانين المنظمة  لسلوكهم وتفاعلهم

وللمجتمع بناء اجتماعي يتكون  من مجموعة من الأنظمة ( سياسي، اقتصادي ....)التي تمارس أدوارها من خلال المؤسسات الاجتماعية نذكر على سبيل المثال النظام الاقتصادي الذي يمارس دوره عن طريق المؤسسات الاقتصادية من شركات ومصانع ومتاجر... وتسترشد هذه الأنظمة في أداء أدوارها بالفلسفة التي يؤمن بها المجتمع.

وتأتي أهمية النظام التعليمي من بين الأنظمة الأخرى ، كونه القائم على تشكيل وإعداد الكوادر للعمل في سائر المؤسسات . ويلعب المنهج المدرسي الدور الأكبر في سير المؤسسات التعليمية وإعدادها للأجيال الناشئة والمتعلمة بالشكل الذي يتفق مع فلسفة المجتمع .

ثانياً : التفاعل الاجتماعي وعلاقته بالمنهج  :

ويقصد به عملية  تأثير متبادل بين أفراد المجتمع  أو جماعاته أو مؤسساته ، في مواقف مباشرة أو غير مباشرة عن طريق تداخل الأدوار فيما بينها .كما قام  علماء الاجتماع بتعريف التفاعل الاجتماعي على انه التأثير المتبادل للسلوك الإنساني عن طريق الاتصال الرمزي كما ابرزوا صور التفاعل الاجتماعي التي  تتمثل في التعاون والتنافس والصراع والتوفيق أو المصالحة والاحتواء .

أما التعاون : يعتبر من أهم صور التفاعل الاجتماعي لأنه يصعب قيام حياة اجتماعية متطورة أو متقدمة بدونه . والتعاون في المؤسسات الاجتماعية المختلفة أمر مطلوب لضمان استمرارية العمل وتحقيق  الأهداف بما يخدم أفراد المجتمع .مثال على ذلك التعاون بين المدرسة والبيت .أو بين التاجر والمزارع .

التنافس : وهو غالبا ما يحدث بين شخصين أو جماعتين أو أكثر ، من أجل الوصول إلى هدف واحد لا يمكن للجميع المشاركة فيه .ويقوم المتنافسون في الغالب بإشباع رغباتهم دون تحطيم منافسيهم أو هزيمتهم حتى لا يؤدي ذلك إلى صراع أو تصادم بينهم ,ويوجد التنافس في كل المجتمعات مهما اختلفت مستوياتها الحضارية مثل المنافسات الرياضية .

الصراع أو الصدام :  فهو محاولة متعمدة لمقاومة الآخرين وقهرهم  حيث يحاول كل فريق إلحاق الهزيمة  بالفريق الآخر .مثال الصراع بين القبائل والدول .

والصراعات يكون أصغرها ما يوجد بالبيت الواحد من الصراع بين الأطفال ويليها الصراع بين العائلات والصراع بين القبائل وأخيرا الصراع بين الشعوب الذي تكون نهايته حروب مدمرة تأثر سلبيا على الدولة وكافة أفرادها.

وقد تؤدي عملية التنافس والصراع إلى ظهور التوفيق أو الصلح أو المهادنة والتي غالبا تعقد بين شخصين أو مجموعتين أو دولتين. ويمكن اعتبار المحاكم النظامية والشرعية في مجتمعاتنا نوع من انواع التوفيق لكي يمضي كل فريق لعمله ويستمر المجتمع في النمو والتقدم.

الاحتواء : من صور التفاعل الاجتماعي ، يتم من خلالها تجميع الأفراد والجماعات حول الأهداف والقيم والأعراف والتقاليد .مثال من يهاجر من الريف إلى المدينة تكون لها عاداته وتقاليده الخاصة ولكن مع مرور الزمن يتكيف  مع المدينة ويكتسب عادات أهلها وتقاليدها  بالتدريج.

 

 

 

 

 

موقف المنهج من التفاعل الاجتماعي :

<!--التركيز على أهمية التفاعل الاجتماعي واعتباره طريق التقدم والتطور لكل مجتمع .

<!--إعطاء أمثلة عديدة لأوجه التعاون بين الأفراد والمجتمعات في شتى المجالات عن طريق الموضوعات المناسبة التي يمكن طرحها في المواد الدراسية الاجتماعية .وتوعيتهم بخطر الصراعات المدمرة .

<!--تنمية الروح التعاونية بين الطلاب عن طريق الأنشطة الجماعية .

<!--التأكيد على قيمة التنافس الشريف بتوفير الجو المدرسي الذي يحقق ذلك .وتوفير ألوان الأنشطة التي تستدعي التنافس الشريف مثل المسابقات الثقافية والرياضية...

<!--التعامل مع مفهوم الاحتواء من خلال تضمينه لأهم القيم التي تجمع النشء حولها .

ثالثاً : التغير الاجتماعي وعلاقته بالمنهج :

ويقصد بالتغير الاجتماعي تحول بنائي يطرأ على المجتمع في تركيبه السكاني ونظمه ومؤسساته الاجتماعية  والعلاقات بين أفراده وما يصحب ذلك من تغير في القيم الاجتماعية والاتجاهات والسلوك.

أسبابه :

<!--التحدي البيئي مثل الزلازل والبراكين والفيضانات .4-الحروب والثورات .

<!--العامل السكاني مثل زيادة السكان.   5- التقدم العلمي والتكنولوجي.

<!--الاستعمار العسكري أو الثقافي.

أنواع  التغير الاجتماعي :

<!--تغير بطيء كما في المجتمعات البدائية أو المنعزلة.

<!--تغير متوسط  يحدث تدريجي بعد حركات الاستقلال.

<!--التغير الثوري العنيف وغالبا ما يكون مصاحبا لثورة معينة مثل تلك التي حدثت بمصر (ثورة 23 يوليو 1952 )التي غيرت تغيير جذري بالنظام.

معوقات التغير الاجتماعي :

<!--العزلة الاجتماعية  .2- عدم توفر الإمكانات المادية .

<!--الخوف من التغيير والرغبة في المحافظة على القديم .

<!--ركود حركة الابتكار والتجديد لعدم تشجيع العلماء على ذلك.

موقف المنهج المدرسي من التغير الاجتماعي:

<!-- توضيح أسباب التغير الاجتماعي ومدى قوتها وتأثيرها وتحديد أنواعها ودوافعها .

<!--عرض الأمور التي تعيق عملية التغير الاجتماعي حتى يدركها الطالب.

<!--يكسب المعلمين اتجاها سلبيا ضد التغير الهدام الذي يهدد قيمنا حتى لا ينساقون وراءه.

<!--تنمية كل من التفكير العلمي والتفكير الناقد والتفكير الإبداعي تمهيدا لتحقيق التغير المطلوب.

رابعاً : النظم الاجتماعية وعلاقتها بالمنهج :

ويقصد بها القواعد والأوضاع التي تنشأ من اجتماع  الأفراد وتبادل أفكارهم لتحقيق دوافعهم الاجتماعية وحاجاتهم الضرورية وأهدافهم المشتركة .وهي تمثل في ضوء هذه الاعتبارات دستور المجتمع .

ومن أشهر هذه النظم ، نظام الأسرة ، النظام السياسي ، النظام الاقتصادي ، والنظام الديني .

ولا يقتصر النظام الاجتماعي على القيام بوظيفة واحدة فحسب بل يسعى إلى القيام بوظائف متعددة  . مثال : نظام الأسرة يؤدي وظائف صحية ولغوية وتربوية ودينية واقتصادية .

علاقة المنهج المدرسي بالنظم الاجتماعية :

<!--توضيح أهمية النظم الاجتماعية ودورها في الحياة .

<!--تنمية الاتجاهات الايجابية لدى المتعلمين لاحترام هذه الأنظمة فيها تنتظم الحياة وتنتفي الفوضى .

<!--تبيين الوظائف العديدة للنظم الاجتماعية ومثاله إجراء تحليل لأحد هذه النظم ومعرفة دورها في الحياة .

 

 

 

 

خامساً : المؤسسات الاجتماعية  وعلاقتها بالمنهج :

تمثل المؤسسات الاجتماعية التجسيد الفعلي للنظم الاجتماعية ووظائفها ، وتتكون من عنصرين هما : العنصر المعنوي ويمثله اللوائح والقوانين ، والعنصر البشري ويمثله أعضاء المؤسسة والقائمين عليها

ومن أهم مؤسسات المجتمع :

<!--المؤسسة الدينية : وتتمثل في المساجد وجمعيات تحفيظ القرآن والهيئات الدينية .ووظيفتها الحفاظ على المعتقدات وإقامة الشعائر والتوعية والرد على الافتراءات .

<!--المؤسسة التعليمية والتربوية : وتتمثل  المدارس والمعاهد والجامعات ، وتقوم بدور خطير يمثل في تنشئة الأجيال وتسليحهم بالعلم والمعرفة  حتى يكونوا صالحين .

<!--المؤسسة الترفيهية :تتمثل في النوادي والحدائق والمسرح، و تساعد الأفراد على

التكيف مع الجماعة واستغلال الطاقات في تنمية الهوايات واستغلال الفراغ بالنافع.

<!--المؤسسة العمالية : تتمثل في مؤسسات النقابات ، وتقدم خدمات للطبقة العاملة تتعلق بالتشريعات العمالية والعلاقة بين العمال .

دور المنهج المدرسي تجاه المؤسسات الاجتماعية :

<!--توضيح دور المؤسسات الاجتماعية في بناء المجتمع وخدمته وسير أعماله بما يحقق أهدافه المنشودة .

<!--بيان الدور التكاملي فيما بين هذه المؤسسات .

<!--إكساب المتعلمين اتجاهات إيجابية نحو هذه المؤسسات مما يدفعهم لاحترامها والاستفادة منها

 

سادساً : المشكلات الاجتماعية وعلاقتها بالمنهج :

تواجه المجتمعات اليوم الكثير من المشكلات الاجتماعية ، ويمكن تقسيمها إلى  قسمين رئيسين هما :

<!--المشكلات الموضوعية : وهي المشكلات التي لا يثار حولها جدل كبير وتحتاج في الغالب إلى حلها إلى المال والخبرة الفنية . مثل مشكلة عدم كفاية الخدمات الصحية .

<!--المشكلات الجدلية أو القيمة: وهي مشكلات يدور حولها جدل طويل وينقسم الناس نحوها بين مؤيد ومعارض مع توفر رأس المال والخبرة الفنية .مثل الاختلاط في التعليم المدرسي .

وقد توجد بعض المشكلات الموضوعية والجدلية في آن واحد . مثل توسيع بعض الشوارع الذي يستلزم هدم مسجد أو مقبرة ، فتتحول القضية من موضوعية إلى قيمية يثار حولها جدل طويل .

موقف المنهج المدرسي من المشكلات الاجتماعية :

اختلف علماء التربية في نظرتهم الى دور المدرسة بعامة ودور المنهج بخاصة في حل المشكلات الاجتماعية والتعامل معها ، مما أدى الى بروز ثلاثة اتجاهات :

<!--قصر وظيفة المدرسة بعامة والمنهج بخاصة على نقل التراث الثقافي والمحافظة على الاوضاع الاجتماعية ، دون التعرض للمشكلات الاجتماعية أو المحاولة في حلها .

<!--قيام المنهج المدرسي بعض المشكلات مع اتخاذ دور الحياد في حلها .

<!--اتخاذ دور المنهج المدرسي دورا ايجابيا في حل المشكلات واتاحة الفرصة لمناقشتها ووضع الحلول المناسبة حتى لو أدى ذلك الى اختلافات في وجهات النظر وتغيير المجتمع .

ان الحل لموقف المنهج المدرسي من المشكلات الاجتماعية يتمثل في ضرورة تعرض المنهج للمشكلات الاجتماعية بإعطاء المتعلمين المعلومات عنها ثم تحليلها ومناقشتها ووضع الحلول الممكنة لها حسب الامكانات دون التفكير بقيادة التغير الاجتماعي .

سابعاً : الثقافة وعلاقتها بالمنهج :

يمكن تعريف الثقافة على أنها ذلك الكل المركب من مجموعة من المعارف والافكار والمهارات والعادات والتقاليد والقيم وطرق المعيشة ووسائل الانتاج المادي .

اذن هي مزيج بين الجانبين الآتيين :

<!--الجانب المعنوي : قيم ، عادات ، تقاليد ، معتقدات ، أفكار، معارف.

<!--جانب مادي : ممثل بالأدوات ومظاهر التكنولوجيا المختلفة ، والملبس والمسكن ، ووسائل النقل .

ويرتبط الجانب المعنوي بالجانب المادي ارتباطا وثيقا .

ويتركز دور المنهج المدرسي:

<!--على نقل التراث الثقافي من جيل الى جيل أولا.

<!--المحافظة على لغة الأمة وتاريخها وقيمها وخبرات الآباء والأجداد .

<!-- تحليل  ذلك التراث ونقده وتقويمه .

<!-- الاستفادة من ذلك التراث في تهيئة الجو للإبداع والابتكار .

مكونات الثقافة وموقف المنهج منها :

تطرق العلماء لثلاثة أنواع   من مكونات الثقافة ، مختلفة المستويات ، وهي :

<!--العموميات :وهي التي يشترك فيها جميع أفراد المجتمع كاللغة والمعتقد والتقاليد والعادات .

<!--الخصوصيات :وتسود في مجموعة معينة من الأفراد داخل المجتمع لاعتبارات مهنية أو طبقية أو عسكرية مثل ملابس التي يرتديها الجنود أو الأطباء .

<!--المتغيرات أو البدائل :ويقصد بها التجديدات أو المخترعات أو المبتكرات  والتي لاقت استحسانا من بعض افراد المجتمع ولم يتقبلها البعض الآخر ، مثل طريقة تدريس يفضلها مجموعة  من المربين ويعارضها مجموعة ، أو القنوات الفضائية وشبكات الانترنت .

علاقة المنهج المدرسي بمكونات الثقافة :

<!--ضرورة تركيز المنهج على أهمية العموميات الثقافية  بالنسبة للمجتمع العربي من حيث تفاهمه وتلاحمه وتعاونه  من ماضيه الى حاضره ومستقبله .

<!--الاشارة الى الخصوصيات  لبعض الجماعات المهنية أو العرقية .

<!--تسليط الضوء على  البدائل والمتغيرات لتوضيح خصائصها والجوانب الايجابية والسلبية .

صفات الثقافة وعلاقتها بالمنهج:

يمكن ايجازها في النقاط التالية :

<!--الانتقال : من جيل الى جيل  تقوم بهذه المهمة المؤسسات الاجتماعية  . ويمكن ربط هذه الصفة بالنهج  عن طريق تركيز ذلك المنهج على أهمية  الدور الذي تلعبه المؤسسات الاجتماعية والاعلامية في انتقال الثقافة .

<!--صفة التغير: تتطور الثقافة وتتغير بصورة مذهلة ويمكن التأكد من ذلك من خلال مقارنات حجم الثقافات القديمة ودورها في خدمة الانسان بالثقافات الحديثة . ويأتي دور المنهج في ابراز ظاهرة التغير والاشارة الى أن سرعة التغير تختلف من جيل الى آخر ، ولابد للمنهج ان يكسب الطلاب سمات التفكير المنطقي .

<!--الانسانية : وهذا لما اختصه الله  للإنسان دون غيره من الكائنات وأكرمه بالعقل والتفكير ، فلابد للمنهج أن يركز على خصائص الإنسان التي تميزه عن غيره من المخلوقات .وابراز دور الثقافة والتراث الثقافي في المجتمع . كما يجب أن يؤكد المنهج انسانية الثقافة مفهوما ومغزى من حيث الاهتمام بالإنسانيات. عن طريق التركيز على القيم ، وتخصيص مادة دراسية في المنهج تدور حول الثقافة الانسانية .

<!--الاكتساب : يكتسبها الإنسان من خلال التعايش وغالبا ما تكون الثقافة القومية والمتوارثة هي المسيطرة على ما يكتسبه الفرد من ثقافة .ويأتي دور المنهج في ضرورة الاهتمام باللغة والتراث الثقافي العربي والإسلامي لأهميتها في تكوين الهوية العربية وحمايتها من الغزو الفكري والثقافي الاجنبي . كما يمكن ان يؤدي المنهج الى توضيح أهمية التعرف الى الثقافات الانسانية واختيار ما يتناسب  منها مع ثقافتنا .

<!--الإشباع :ظهرت الثقافة بكل ما تحويه من خصائص لإرضاء حاجات الانسان ورغباته وطموحاته . ويأتي دور المنهج في ابراز الجانب المادي والمعنوي للثقافة ، وتحديد الحاجات الإنسانية  للإنسان  وإكسابهم مهارات التفكير في ايجاد البدائل الفعالة لتحقيق الانسان وروح العصر .

<!--التفاعل بين العناصر: من المعروف ان للثقافة ثلاثة مكونات هي العموميات والخصوصيات والمتغيرات والبدائل  وهي جميعا تتفاعل وتتأثر ببعضها . والتأثير نفسه قائم بين جوانب الثقافة المادية والمعنوية .ويمكن للمنهج المدرسي أن يوضح التفاعل بين جوانب الثقافة وعناصرها ، عن طريق مبدأ وحدة المعرفة وتكامل هذا المبدأ في تقديمه لمحتوى المواد الدراسية المختلفة ، ومن هنا تأتي أهمية تنظيم المنهج المدرسي  على شكل وحدات مترابطة .

    ثامنا :التغير الثقافي  وموقف المنهج منه :

لقد تم تعريف الثقافة على أنها جميع اساليب الحياة التي نحياها بجانبيها المادي والمعنوي . أما التغير الثقافي فهو عبارة عن التحولات التي تحدث للجوانب المادية وغير المادية للمجتمع والتي تتم بدرجات متفاوتة .

وبمجرد تفحص تعريف التغير الثقافي يتضح لنا عظم اتساعه وشموله للتغير الاجتماعي الذي يتم في بناء المجتمع والعلاقات التي تصل بين أجزائه وتنظيماته  ‘ في حين يتناول التغير الثقافي الجوانب المادية والمعنوية معاَ. ويؤثر التغير الثقافي في معظم نواحي  المجتمع ، وقد يؤدي لعدم التوازن بين عناصر الثقافة مما يؤدي الى ظهور فجوة ثقافية بين الأجيال .ويأتي دور المنهج المدرسي قويا في ضرورة التعرض للتطورات أو التحولات الثقافية التي تتم في المجتمع  ماديا او معنويا ، وكذلك لابد من تسليط الضوء على الخلل قد يظهر نتيجة الفرق بين التقدم في المجال المادي وعدم مجاراة ذلك في المجال الغير مادي او العكس ، وهنا ينبغي للمنهج ان يطرح أمثلة عدة عن التخلف  داخل المجتمع الذي يعيشه الطلاب وخارجه مع اتاحة الفرصة للمناقشة ووضع الحلول المناسبة لها من وجهة نظرهم وحسب قدراتهم ومستوياتهم .

تاسعا: قضيه صراع الأجيال وموقف المنهج منها :

يقصد قضيه صراع الأجيال الفجوة التي تنشأ بين جيل الأبناء نتيجة تزايد معدلات التغيير الثقافي والتكنولوجي السريع  مما يؤدى الى ظهور الصراع بين الأجيال  الذي تعكسه الاختلافات الجوهرية بين الآباء والأبناء  بسب اكتساب كل  جيل محتوى  يختلف عن نظيره لدى الجيل الآخر.

وأكدت البحوث الاجتماعية أن الذي أدي الى صراع الأجيال هو انتشار التيارات المعادية من الخارج  وذلك بسب عدم وضوح الفلسفة التربوية للنظم التعليمية بشكل يساعد على ترجمتها  الى الواقع  وأضف الى ذلك انتشار الأمية الحضارية وحدوث التناقض الثقافي العام  .ويأتي موقف المنهج من قضية صراع الأجيال  وذلك بمحاولات الوصول الى قناع الأجيال بأهمية الأصالة والتراث الثقافي لتنمية روح الاعتزاز والتسلح بالقيم الأخلاقية المهمة مع التطلع الى الافكار التكنولوجية والعلمية المعاصرة لما لها من أثار ايجابية على خطط التنمية والتطور الاقتصادي والعلمي .

 


 

 

 

المصدر: دكتور: وجيه المرسي -دلال مشعل الحجيلي 2- سلمى مبارك الحجيلي 3- عبير سعود الردادي 4 -غلا حسين العيسى
  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 13280 مشاهدة
نشرت فى 22 نوفمبر 2012 بواسطة maiwagieh

ساحة النقاش

الأستاذ الدكتور / وجيه المرسي أبولبن، أستاذ بجامعة الأزهر جمهورية مصر العربية. وجامعة طيبة بالمدينة المنورة

maiwagieh
الاسم: وجيه الـمـرسى إبراهيـــم أبولـبن البريد الالكتروني: [email protected] المؤهلات العلمية:  ليسانس آداب قسم اللغة العربية. كلية الآداب جامعة طنطا عام 1991م.  دبلوم خاص في التربية مناهج وطرق تدريس اللغة العربية والتربية الدينية الإسلامية. كلية التربية جامعة طنطا عام 1993م.  ماجستير في التربية مناهج وطرق تدريس اللغة العربية »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

2,659,644